تعاليقرأي

الحوار المتمدّن.. هؤلاء الرّعاع.

رشيد مصباح (فوزي)

**

تعتقد وأنت تقرأ مثل هذه العناوين لأول وهلة أنك بالفعل تقرأ لأصحاب فكر حرّ تنويري أو متنوّر، ذلك لأنّنا نحن المسلمون خاصّة لدينا عقدة من جهة الحريّة كأن ديننا الذي جاء لتحرير الإنسان من الرق، يدعو إلى الاستبداد؟ لكن بعد الممارسة والاحتكاك بأصحاب هذا الفكر الذي يدّعي التنوير وحريّة التعبير.. يتأكّد لك بأن هؤلاء ماهم سوى مجرّد أزلام وأذرع لمنظّمات صهيومأسونية تحارب كل ما له علاقة بالدّين والقيّم والشريعة الربّانية؛ هم مجرّد بيادق ينفّذون أجندات خارجية، تروّج لدين على المقاس، دين تستباح فيه الأعراض باسم الحريّة، ترخّص فيه كل المحرّمات؛ الربا، والزنا، والمثلية الجنسية… باسم الحداثة والحضارة.

كنتُ في البداية استغرب على أصحاب العقل الرّاجح والفكر المعتدل جم الانتقادات اللّـاذعة لهؤلاء المتنوّرين المعاصرين وهم يتّهمونهم بالشّبهة والعمالة والخيانة إلى أبعد حدٍّ. وبعد دنوّي من مواقعهم و قراءتي لبعض المواضيع، شاركتُ بمقال ونصّ من نصوصي المتواضعة؛ لا شبهة فيه ولا غلو، وأنا مسؤول عن كلامي، وراودني شكّ بعدم نشره على الرغم من خلوّه من كل ما يخالف شروط النّشر.. فلم أكن متيقّنا من نشرهم له لأنّني فحسب أردتُ من خلاله الدّفاع عن حريّة وكرامة الإنسان المفقودتين في هذه الأيّام، مستشهدا برأيي المتواضع في ما يجري ببعض البلدان مثل: سوريا، وتونس، ومندّدا في الوقت ذاته بالحملات الشّرسة التي يقودها الإعلام في الغرب ضدّ أردوغان وحزبه في تركيا.

هذه هي حقيقة أصحاب هذه المواقع، ومنها هذا الذي يسمّونه “الحوار المتمدّن” وينسبون أنفسهم إلى الفكر التنويري، والفكر المتنوّر الحر بريء منهم ومن شذوذهم. هذه المدوّنة التي يزعم أصحابها أنّهم يدافعون عن حريّة الفكر وكرامة الإنسان يا سادة يا كرام؟ا

هؤلاء لا يؤمنون بالكرامة ولا بالحريّة إلّـا حينما يتعلّق الأمر باستباحة الحدود، وتمرّد الأنثى وخروجها عن جادّة الصّواب. هؤلاء ولا يؤمنون بالحريّة إلـا حينما يتعلّق الأمر بالمثليّة والشّذوذ الجنسيّ، وحينما يتعلّق الأمر بمحاربة دين الله وشريعته السّمحاء، فهم لا يؤمنون بشريعة وعبادة واحدة، بل بشرائع وعبادات كثيرة متعدّدة ومتنوّعة؛ الموسيقى عبادة بالنسبة إليهم، والتغزّل بمفاتن المرأة ومحاسنها واستباحة جسدها عبادة، والإسراف في كل شيء عبادة، والتحشيش والإدمان على أنواع المهلوسات حد الهذيان و الجنون، كما عند الهنود الحمر والأقوام البدائية، عبادة. ناهيك عن بقية العبادات والطقوس الأخرى المعروفة؛ كعبادة الحجر، وعبادة الحيوان كالفئران و الأبقار في الهند… فعن أيّ حوار نتحدّث؟

الحوار في مفهومه الرّائج: هو الأخذ والرد في الكلام؛ “خذ وهات” بالعاميّة، ومعناه احترام الرّأي الآخر. والتمدّن كما جاء في بعض المعاجم: هو التحضَّر، والانتقال من حالة البَداوة إلى المدنيَّة والحضارة. وتمدّن شعبً: أصبح أكثر لُطفًا وتهذيبًا.

هؤلاء الرّعاع لا علاقة لهم بالحوار ولا بالتمدّن، هم مجرّد بيادق وعملاء ينفذّون أجندات صهيومأسونية تحارب القيّم و الدّين والأخلاق والفكر المعتدل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى