الحدث الجزائري

قدرات الاقتصاد الجزائري

أكد المشاركون في الندوة الدولية الثانية حول الذكاء الاقتصادي, أن السياق الاقتصادي الدولي الحالي يحفز على بروز الجزائر كقطب صناعي هام.

في هذا الإطار, أبرز المستشار في استراتيجية التنمية الصناعية والأستاذ بجامعة باريس, فاتح أوزاني, في مداخلة له أن “الجزائر تتوفر على فرص كبيرة لتصبح محورا اقتصاديا دوليا هاما”, مشيرا إلى تمتع الجزائر بعدة مزايا من بينها الموقع الاستراتيجي, وانخفاض تكلفة اليد العاملة وأسعار الطاقة والنقل, ناهيك عن توفرها على المواد الأولية الاساسية.

وأكد المتدخل أن الجزائر مطالبة بالاستثمار أكثر في تحويل المواد الأولية ووقف تصديرها في حالتها الخام, مع استغلالها لتطوير الصناعة المحلية, لافتا إلى أن الجزائر انطلقت فعليا في هذا المسار.

من جانبه, أبرز المستشار في التنمية, عبد المجيد مسعودي, في مداخلة له أن أوروبا تتوجه نحو جنوب المتوسط, ما يرشح الجزائر لتصبح “محورا جيو اقتصاديا”, خاصة وأنها تتوفر على إمكانيات هامة في مجالات الطاقة والمناجم والفلاحة.

وأكد السيد مسعودي على ضرورة استغلال الفرص المتاحة مع أوروبا, بالنظر إلى القرب الجغرافي, مشددا على “ضرورة عدم تكرار الأخطاء التي حدثت في السابق”.

فيما يرى الخبير الاقتصادي, محمد حشماوي, في مداخلة له, أن الجزائر توجد من ضمن مجموعة الدول التي تتمتع بالسيادة الاقتصادية بدليل انها تمكنت خلال جائحة كورونا من توفير حاجيات المواطنين, مؤكدا على “ضرورة الدفاع على هذه السيادة الاقتصادية مع الانفتاح على الأسواق الخارجية”.

واعتبر السيد حشماوي أن قانون الاستثمار الجديد والتعديلات التي يجري إدخالها على قانون القرض والنقد وبعض قوانين التجارة الخارجية, جعل الجزائر تتكيف مع المستجدات الاقتصادية الدولية.

من جانبه, أشار المدير العام لليقظة الاستراتيجية والدراسات وأنظمة المعلومات بوزارة الصناعة, بشير كشرود, إلى وجود مؤشرات في الجزائر “تؤكد قدرتها على استغلال الفرص المتاحة على الساحة الدولية”.

وأوضح, السيد كشرود, أن العالم يشهد حرب معلومات هدفها التموقع في الأسواق الدولية, لافتا إلى أن أهمية الذكاء الاقتصادي يكمن في جمع المعلومات وحسن تحليلها وتوجيهها بما يخدم البلد أو المؤسسة.

يذكر أن فعاليات الندوة الدولية الثانية حول الذكاء الاقتصادي تجري منذ صباح اليوم السبت, بمشاركة أزيد من 350 مشاركا, يمثلون الفاعلين في بيئة المؤسسات من خبراء وطنيين ودوليين, متعاملين اقتصاديين من القطاعين العام والخاص, باحثين وأساتذة جامعيين, وذلك قصد تبادل الخبرات والأفكار حول تطبيق الذكاء الإقتصادي واليقظة الاستراتيجية لمجابهة التحديات الجيوسياسية والاقتصادية الجديدة.

وستكلل الندوة التي تدوم إلى غاية يوم غد الأحد بتوصيات عملية من شانها المساهمة في وضع الأدوات التي تسمح بإدماج نظام الذكاء الاقتصادي على مستوى المؤسسات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى