قائمة الألقاب والأنساب الجزائرية .. القائمة المحققة
منقول
الشيخ سي الطاهر بن سحنون ، أحد رواة القصّة
ـ و نسرد هنا قصّة لا تزال تتردّد على ألسنة المتقدّمين في السّن من أولاد العزام ، و منهم سي الطاهر بن الشيخ سحنون ، و هي أنّه في زمن حكم الأتراك ،وقعت حادثة جعلت أولاد العزام يخرجون من عين أزال ، حيث نزل اثنان من الأتراك ضيفين على أسرة من الأسر التي ينتمي إليها ـ الولي الصالح ـ مخلوف بن العزام ، و قد كانت حالة تلك الأسرة بسيطة جدًا لا تملك المال الكافي ، و قد طلب منها الجنديان ذبح لهما دجاجتين ، حيث لفظا كلمة [ قُط قُط ] ، فضيّفتهما الأسرة المتكوّنة من أربعة إخوة ، بأن أدخلتهما خيمة ، و ذبحت لكل واحد منهما دجاجة ، تلبية لطلبهما ، و عند إحضار مائدة العشاء ، لاحظ أحد الضيفين بأنّ جزء من جناح الدجاجة المسلّمة إليه غير موجود :
فتساءل الضيف :
ـ أين رأس جناح الدجاجة ؟
فقال شيوخ الأسرة :
ـ بكى عليه صبي Muchacho من عندنا ، فأعطيناه إياه ..
فقال الجنديان :
ـ آتونا بالصبي …
ـ فلما احضر الصبي ، قام الجنديان ، ببتر ذراع ذلك الصبي ، و تركاه ينزف حتى الممات …ثمّ رجعا لاستكمال العشاء . فشعر أهل الأسرة بالذل و الهوان ، فكان لزاماً عليها من الانتقام من هذين الغليظين المتسلّطين . فتدابر أهل الأسرة خلسةً ، على خطّة القضاء على هذين الجبّارين المتسلّطين .
ـ فعندما فرغ الضيفان الغليظان من العشاء ، دخل عليهما أحد الإخوة الأربعة ليأخذ المائدة و البقايا ، و عندما همّ بالخروج ، و في لمح البصر ، قام آخر بجر عمود سارية الخيمة ، حيث سقطت عليهما ، فصار الجنديان و كأنّهما في شبكة صيد ، عندها انهال عليهما أقوياء الأسرة بالعصي الغليظة ، حتى أردوهما قتيلين . و بعد ذلك كان لزاماً على أفراد تلك الأسرة الضعيفة ، بل لزاماً على كافة أفراد القبيلة من تغيير مكان تواجدها خشية اكتشاف أمرها و ردّ فعل الحامية العسكرية التركية .
ـ و بعد قطع عدة أمصار ، تفرّق أعضاء الأسرة على أربع جهات ، فأخذ كل واحد منهم جهة .هكذا تروى القصّة عموماً و قد يكون فيها بعض الزيادة أو النقصان ، و قد تروى على شاكلة أخرى كأن يعرّف الذراع المبتور ، إمّا الأيسر أو الأيمن بالتطابق مع جناح الدجاجة المقطوع . كما أنّ هناك جهات أخرى تحكي قصصا مشابهة لما رويناه ، مثل منطقة حمام قرقور و جبال البابور و بني فودة ، و ربّما أماكن أخرى ، ، و إن دلّ على شيء فإنّما يُدلّ على بشاعة الفظائع التي قام بها الجنود الأتراك للكثير من السكان المحلّيين ، و بنفس الأسلوب .
محاولة ربط القصة بالحقائق
ـ لا شك أن الأتراك مارسوا سياسة البطش و القوة ضد السكان المحليين ، حيث [ أنّ السياسة التركية كانت قائمة من أول استقرارها في الجزائر ، على التخوّف من السكان الجزائريين و حرمانهم من مناصب الإدارة و الحكم ].و في هذا الصدد يقول ـ الشيخ عبد الرحمن الجيلالي ـ في كتابه تاريخ الجزائر العام ـ الجزء الثالث ، بحيث جاء في الصفحة 456 منه ، ما يلي : [ ثمّ أنّ أسلوب الحكم التركي بالجزائر كان قد انتهى إلى مثل ما انتهى إليه في عامة الأقطار الإسلامية الأخرى المنضوية تحت العلم العثماني ، من انتشار المظالم و الزيغ عن الصواب باحتقار الأهالي و العمل على الاستبداد بالحكم دون أهل الوطن من سكّانه الأصليين و إبعادهم عن المناصب الرئيسية ، اللهم إلاّ ما كان هنالك من مناصب ثانوية تافهة الخ …. ] [و قد بلغ ببعض شعراء الجزائر إلى مهاجمتهم و الحطّ من شرفهم ، و من ذلك قول أبي عثمان سعيد بن عبد الله المشهور بالمنداسي المتوفى منتصف القرن الثاني عشر الهجري من قصيدة له في الموضوع :
فما دبّ فوق الأرض كالتّرك مجرم *** و لا ولدت حواء كالترك إنسانا
و لا طار مثل الترك للسمع طارق *** و لا وجد الشيطان كالترك فتّانا
عتوا و استفزّوا المسلمين من القرى *** و قد عبدوا حمر الدنانير أوثانا
الخ ….
محاولة تعريف الجنديين
01 ـ الجنديان تركيان ، و من الدلائل أنهما لم يتكلّما اللغة العربية ، بحيث كانت الإشارة إلى الدجاج بـ قط قط .
02 ـ تعريف الصبي من طرف الأسرة بالموتشاتشو ـ Muchacho ـ و هي كلمة اسبانية .
03 ـ إمّا أن يكون الجنديان من فرقة اليولداش ـyoldach ـ ، و هي فرقة تتركّب من الجنود الأتراك الذين استقدموا من تركيا ، و هي عبارة عن لفيف أجنبي حقيقي ، تحكمها قوانين خاصّة . و يبيح لها النظام ارتكاب الفظائع ضد السكان .
04 ـ و إمّا أن يكون الجنديان من فرقة المحالّة ـ MAHALLA ـ و هي فرقة متنقّلة تأتي رأساً من الجزائر في فصل الربيع ، و تنتشر عبر ربوع الوطن الجزائري ، لتحصيل الضرائب و القيام بمهام عقابية ضد القبائل المتمرّدة على الحكم . و يتوزّع أفراد الفرقة على السكان المحلّيين حيث يتوجّب على السكان المحلّيين ، القيام بواجب الضيافة، حيث يحمل أفراد الفرقة أمراً بذلك .و تدوم مهمتها في ربوع الجزائر لمدة أربع إلى ستة أشهر . و من المحتمل أن يكون الجنديان منها.
محاولة معرفة الوجهة التي سلكها أولاد العزام
ـ من الواضح أنّ أولاد العزام عند خروجهم من عين أزال ، و يسمّون تلك الحادثة ب ـ يوم النفرة ـ أي النفور و الاستنفار ـ كان مقصدهم الأول و الطبيعي الدخول تحت حماية الذواودة الهلاليين ، و الاستنفار بالقوّة الوحيدة التي بإمكانها الوقوف في وجه الأتراك ، وكانت قبيلة الذواودة تتمتع بسمعة حميدة في البلاد كلها . و يقينا ان خلق الكرم وحفظ الجار وحماية المستجير الممتدة جذورها في أعماق هذه القبيلة من الأمة العربية ، ضمنت لها البقاء والاحترام في خضم الصراعات التي وجدها أمراؤها أمامهم بين قادة البلاد وملوكها وبين رعاياهم زهاء ألف عام من يوم دخول الهلاليين أرض إفريقيا إلى أن احتلت فرنسا الجزائر والصحراء .
و نستنتج من كتاب ـ مذكّرات ـ للشيخ محمد خير الدين ـ بأنّ الواقعة وقعت في نهاية 1599 م ، بدليل أنّ السيد سليمان بن الحداد صاحب زاوية الشيخ ابن الحداد المعروفة بناحية مجانة أمضى وصية نيابة عن شيخ العرب أحمد بن علي بوعكاز ، لأن سليمان بن الحداد كان نائبا عنه في هذه الناحية من البلاد ، يأمر فيها كافة العمال بدائرة مجانة وما جاورها بحماية أولاد العزام المرابطين . و هذه الوصية ممضاة سنة 1599. ثمّ في بداية سنة 1600 يقوم شيخ العرب أحمد بن علي أبي عكاز بن السخري بإصدار وثيقة يأمر فيها قواد نقاوس و ديرة و بسكرة والمسيلة بأن يحترموا في معاملاتهم أولاد ابن العزام حاملي هذه الوثيقة .
ـ نستنتج من هذا أنّ الحادثة وقعت في نهاية 1599 ، هكذا في تصوّرنا ، و أنّ بعض من أولاد العزام بعدما خرجوا من عين أزال ، اتجهوا رأسا إلى مجانة مقر زاوية الشيخ بن الحداد [ من المرابطين ] و قائد الناحية و ذلك لشرح موقفهم ، و ربّما ليساعدهم للدخول تحت حماية الذواودة . كما يمكن أنهم اتجهوا إلى ديار الذواودة بناحية نقاوس ، و من ثمّ تفرّقوا إلى أربع جهات مثل ما تزال القصة تروى إلى الآن .
تعريف الجهات
01 ـ مجانة : ـ مدينة صغيرة تقع شمال برج بوعريريج ، و قد لجأت إليها جماعة من أولاد العزام في نهاية عام 1599 م ، فقد جاء في كتاب ـ مذكرات الشيخ محمد خير الدين ما يلي :/ وعثرنا على وثيقة أخرى بتاريخ : 1004هـ 1599م ممضاة من طرف السيد سليمان بن الحداد من عائلة المرابطين أصحاب زاوية الشيخ ابن الحداد المعروفة بناحية مجانة أمضاها نيابة عن شيخ العرب أحمد بن علي بوعكاز ، لأن سليمان بن الحداد كان نائبا عنه في هذه الناحية من البلاد ، يأمر فيها كافة العمال بدائرة مجانة وما جاورها بحماية أولاد العزام المرابطين .
ـ و يبدو أنّ جماعة أولاد العزام قد لجأت إليها لسببين أولهما أنّ صاحب الزاوية من المرابطين مثل أولاد العزام ، و ثانيهما أنّ صاحب الزاوية هو نائب شيخ العرب أحمد بن علي بوعكاز ، بهذه الناحية . و التي أصبحت تحت سلطة الذواودة في عهد السخري بن عيسى بن يعقوب جد أحمد بن علي بوعكاز السخري .
02 ـ نقاوس : ـ تبعد نقاوس عن عين أزال بـحوالي 35 كيلومتر ، و هي أقرب نقطة يمكن الوصول إليها في أسرع وقت ممكن خروجاً من عين أزال ، مروراً بتراب بلدية القيقبة ، بالنسبة لذلك الوقت و بالنسبة لأولاد العزام ، ، و بها ديار كثيرة للذواودة امتلكوها منذ قرون قبل ذلك . و نقاوس هي محطّة من بين المحطّات التي يفد عليها أمراء الذواودة أثناء تنقلاتهم من الجنوب إلى الشمال أو العكس ، صيفاً و شتاء . و لذلك تعتبر مقراً جهوياً للإمارة و المشيخة . فكان لزاما و أمرا طبيعيا بأن يتجّه أولاد العزام إليها مباشرة بعد خروجهم من عين أزال لشرح موقفهم لقائد الناحية من أولاد محمد بن مسعود بن سلطان و لأمير الذواودة ـ شيخ العرب ـ . و نقاوس اليوم تقع في ولاية باتنة . و قد جاء ذكر نقاوس في الوثيقة التي أصدرها شيخ العرب أحمد بن علي بوعكاز سنة 1600 م ، و التي يأمر فيها قواد نقاوس و ديرة و بسكرة والمسيلة بأن يحترموا في معاملاتهم أولاد ابن العزام حاملي هذه الوثيقة .
ـ قال الرائد شارل فيرو : ” وفي سنة 1581م ، خلفه أحمد بن علي أبو عكاز ، وكان يتمتع بشخصية قوية وشجاعة غير عادية ، وكانت إمارته تعتمد على جيش متفوق من الفرسان والمشاة وكانت قبيلة الذواودة تشرف على إقليم قسنطينة كله شماله و جنوبه ، وكان قواد الذواودة في هذا العصر تحت قيادته ، و هم أولاد عيسى بن محمد بم مسعود بن سلطان ، و أولاد صولة بن محمد بن مسعود بن سلطان ، و أولاد السبع بن شبل بن موسى بن محمد بن مسعود بن سلطان . وكانت قبيلة الذواودة تتمتع بسمعة حميدة في البلاد كلها . ”
ـ و أولاد السبع بن شبل يعرفون اليوم بأولاد سباع بن عمر بولاية المسيلة المعروفة من مجالاتهم في قديم الزمان . و ربّما أنهم كانوا قواد نقاوس و المسيلة و ديرة .
03 ـ بسكرة : ـ أمّا الوفد الثاني من أولاد العزام ، فقد اتجه إلى ناحية بسكرة ، لملاقاة شيوخ الذواودة ، باعتبار أنّ بسكرة هي زمالة الذواودة ، يقول الشيخ محمد خير الدين عن الأمير السخري بن عيسى بن يعقوب [و كانت دائرته و زمالته تقيم معه شتاء بالزيبان و ما حولها من مراع متسعة في الجنوب على جانبي وادي جدى ، و تنتقل معه صيفا إلى الشمال حيث تقيم بمصيفه قرب منابع وادي الرمال التي تنبع في سهول “البلاعة ” المجاورة لقبيلة أولاد عبد النور ، وقد بقيت آثارها معروفة إلى الآن . ]
04 ـ المسيلة : ـ هي مدينة أخرى ورد ذكرها في نص المرسوم الذي أصدره أحمد بن علي أبي عكاز بن السخري. و المسيلة من المناطق التي استولت عليها مشيخة الذواودة في عهد الأمير الثالث عشر ـ السخري بن عيسى بن يعقوب ، و يكون وفد أولاد العزام قد اتجه إليها عند خروجه من عين أزال لانشغال شيوخ الذواودة بالدفاع عن المناطق المجاورة للمسيلة في ذلك الوقت [ 1600م ] .
05 ـ ديرة أم ريغة؟: ـ ديرة هي أقصى نقطة غرباً وصل إليها نفوذ الذواودة ، حيث تقع عند حدود بايلك الشرق مع بايلك التيطري آنذاك ، و قد كان شيوخ الذواودة في ذلك الوقت ، منشغلين في تثبيت و تحصين معاقلهم على مشارف جبال ديرة ، من الجهة الشرقية لتلك الجبال المعروفة بطقسها البارد ، وربّما وصل إليها أولاد العزّام لملاقاة شيخ العرب او نائبه في تلك الناحية ، وديرة هي اليوم مقر لبلدية بجنوب ولاية البويرة . و لكن الرائد شارل فيرو مترجم القوات الفرنسية ، العامل بقسنطينة يورد في كتاب ـ سيرة أولاد عبد النور ـ بأنّ الظهير أو المرسوم الصادر آنذاك ، إنّما يذكر ريغة و ليس ديرة ، و كذلك في كتاب ـ المجلة الأفريقية ـ العدد 26 لسنة 1882 . و نحن نرجّح ريغة بدل ديرة .
ملاحظة هامة :
ـ تمّ نقل النصوص المتعلّقة بأولاد العزّام كما هي من الكتاب المشار إليه في المرجع ـ باللون الأخضر ـ و على القارئ مراعاة مدى تطابق التأريخ الميلادي مع التأريخ الهجري .
المراجع :
ـ كتاب الجزائر في مرآة التاريخ ـ عبد الله شريط ـ طبع و نشر مكتبة البعث ـ قسنطينة – طبع 1984-1985
ـ تاريخ الجزائر العام ـ الجزء الثالث ـ عبد الرحمن الجيلالي
ـ الروايات الشفوية
ـ موقع : site administration turque
ـ مذكرات ـ الشيخ خير الدين ـ الجزء الأول ـ المؤسسة الوطنية للكتاب ـ
ـREVUE AFRICAINE N° 26 -1882 page 368
أولاد العزام في إقليم أولاد عبد النور
ـ تقول الروايات الشفوية اليوم ، بأنّ أولاد العزام ، بعد خروجهم من عين أزال ، نتيجة الحادثة التي نفروا منها من تلك البلاد ، و التّيه بهم في أصقاع البقاع ، عادوا بعد مدّة غير معروفة إلى حدّ الآن إلى منطقة التل ، و بالذات إلى زاوية المعمّرة بتراب أولاد عبد النور ، دون أن يتخلّوا عن عين أزال . وذلك بعد أن بعُد عنهم الخوف من ثأر الأتراك منهم ، و تقادم الحادثة . كما تضيف الروايات بأنّ الجفاف الذي ضرب منطقة ريغة لأكثر من 14 سنة ، و موت الكثير من أحصنة جنود الأتراك جرّاء الجوع ، أو صارت تلك الأحصنة غير قادرة على التجوال في مختلف المناطق باختلاف تضاريسها ، ربّما جعل الأتراك يتركون جمع و تحصيل الضرائب في الكثير من المناطق لبعض الوقت ، نظراً لكثرة الصعوبات التي يتلقّاها الجنود و هم يلاحقون السّكان من مكان إلى آخر ، بحيث يسهل على الأهالي الرّعاة الرّحل مثل أولاد العزام ، الترحال بسرعة دون وصول جنود الأتراك إليهم . و لأولاد العزام تاريخ طويل مع قبيلة أولاد عبد النور ،فبعدما خرج بعضهم من إقليم قبيلة ريغة ، استوطنوا إقليم أولاد عبد النور القبيلة القوية المتحالفة مع الذواودة . إذ تواجدوا بإقليمها قبل 1645 ميلادية ، حسب الوثائق ،و ربّما قبل سنة 1631 حسب وصية الشيخ سليمان بن الحداد لجماعة أهل ضيف الله. و هم اليوم ، بحمام السخنة و عين القارصة (أولاد العزام ) و المهري بالمخانشة و بئر العرش و الولجة و قرية لهوى عبد الرحمن و تاجنانت و البخباخة و شلغوم العيد و عين الملوك و وادي العثمانية و المشيرة ، و هي مناطق كلّها تتبع قبيلة أولاد عبد النور التاريخية . و كان مصيفهم عند جبل قروس شمال شلغوم العيد بحثاً عن العشب ، و تخزين مؤونة العام من قمح و شعير و علف الماشية ،للموسم التالي حينما يعودون إلى ذلك المصيف، و يقال أنّه لا تزال آثار المطامير تحت جنب الجبل إلى اليوم . و استوطنوا المعمّرة عاصمة القبيلة من بداية القرن السابع عشر ميلادية إلى بداية القرن العشرين منه . و لذلك رأينا أنّه من الواجب التعريف بهذه القبيلة و مكان وجودها على الخريطة .
ـ و ننقل هنا جانب من سيرة أولاد عبد النور بعد ترجمتها عن مرجعها الأصلي ـ سيرة أولاد عبد النور ـ MONOGRAPHIE des Oulad-Abd-en-Nour لشارل فيرو ، الذي قام بدراسة ميدانية لها سنة 1864م . مع العلم أنّ بلديتي حمام السخنة و الطاية تعتبران من إقليم قبيلة أولاد عبد النور ، و ما فيهما من أعراش مثل أولاد بلخير و أولاد زعيم و أولاد عثمان و أولاد بلهوشات و المطارفة و أولاد كباب السبايخية و غيرهم من الفِرق ….. وقد جاء ذكر أولاد العزام في الصفحة 92 من ذلك الكتاب على أنّهم من أقدم سكان القبيلة
ـ و قد قمت بترجمة ما رأيته مفيداً في بناء هذا الموقع و علاقته بأولاد العزام و غيرهم ، و كذلك علاقته بجغرافية و تاريخ حمام السخنة ، إلاّ أني أحثّ القارئ أن يطّلع على النسخة الأصلية للكتاب لما فيه من فائدة ، و لمعرفة تاريخ المنطقة ،و لكي تتوسّع النظرة العامة له حول المنطقة ، فيكتشف المثير و المفيد ، مثل ذلك على سبيل الذكر لا الحصر ـ المعركة التي وقع فيها يوغرطا أسيراً لدى الرومان شمال جبل تنوطيت ، و الآثار المنتشرة هنا و هناك والقبائل الأولى التي استوطنت ـ أولاد عبد النور و غيرها .
تعريف الوطن
ـ قبيلة أولاد عبد النور ، واحدة من أكبر المناطق مساحة بمقاطعة قسنطينة ، و تقع بمنطقة التل ، المعروفة باسم الهضاب العليا.إذ تحتل جانب من السهول التي تمتدّ بين قسنطينة و سطيف .و عين الكبش التي نأخذها نقطة مركزية للإقليم ترتفع من على سطح البحر بـ 900 متر . تبلغ مساحتها اليوم حوالي 200 ألف هكتار ، و قد كانت أكبر من ذلك في العهد التركي . خلال العهد التركي كانت القبيلة تنصب خيامها حول عين السلطان عند جبال أولاد بوعون أو أولاد سلام ، و في كثير من الأحيان وسط السهل الغني لزانة .أثناء الصيف نرى أولاد عبد النور على مشارف وادي العثمانية ، حيث توجد اليوم القرية الأوروبية التي تحمل نفس الاسم .بل يصلون بقطعانهم إلى جنب جبل الشطابة و جبل سيدي الزواوي الذي تمتد سلسلته إلى قسنطينة.حيث يقال حينذاك تلميحاً لامتداد هذا الوطن [ قطيف أولاد عبد النور عنده أربعين ذراعاً ] . و هو تعبير يصوّر بالمقابل الأحجام العادية للزرابي النادرة .
ـ في هذه الفترة كانت قبيلة أولاد عبد النور تشكّل واحدة من أقوى قبائل مقاطعة قسنطينة ، حيث كان من السهل لها جمع ألفي[ 2000] فارس ،و مساعدة ، عند الحاجة أصدقائها سكان جبال أولاد بو عون .كانت القبائل المجاورة تسعى للتحالف مع أولاد عبد النور و تعمل على عدم إغضابها .
ـ وقد عمل الحاج أحمد باي على كسر شوكة هذه القوة الكبيرة ، بعزلها و نقض معاهدات التحالف القديمة بينها و بين جيرانها و تقليص الانسجام معها. عندما تزعزع تأثير هذه القوة ، بدأ الباي بتضييق حدود القبيلة و حصرها ، فلم نعد نرى أولاد عبد النور في سهول زانة و لا في شرق جبل قروس .فقد منحت أراضيها المنزوعة إلى قبائل أخرى ، و شكّلت أراضي بايلك ـ عزالي ـ أو أقطعت لعائلات ذات نفوذ بالبلاد.
ـ عندما نغادر قسنطينة متّجهين إلى إقليم أولاد عبد النور ، نصعد بعكس مجرى وادي الرمال ، فنأخذ الطريق الملكي (الرئيسي ) المؤدّي إلى سطيف الذي خُطّ على الجانب الأيسر من الوادي ضمن سلسلة من الكتل الجبلية إلى غاية قرية العثمانية ، حيث تضيق فسحة الوادي. بعد تجاوز هذه القرية ، ندخل في مضيق ذي طابع متوحّش و كئيب ، إنّها صخور منفّرة و مهتزّة ، ذات أشكال عجيبة باللون الرصاصي ، تبدو معلّقة و تهدد باستمرار المسافرين من خشية سقوطها عليهم.
ـ منذ عدّة سنوات ، تمّ إنجاز الطريق من طرف وحدات قواتنا ، و نحتت من جانب الجهة المقابلة لوادي الرمال .هذه الكتل الصخرية التي تسيطر على جانبي الطريق تتوسّع فجأة ، و تتباعد الجبال يميناً و شمالاً و بدون تحضير لهذا التحوّل ، فتنكشف فجأة أمامنا السهول الضخمة التي تمتد بلا نهاية إلى ما وراء سطيف .
ـ بعد خروجنا من المضيق ، وجدنا على اليمين آثار زاوية سيدي حمانة ، آثار تتميّز بصبغة الاحمرار الظاهر، و كما أنّ للعرب حكايات عن كل شيء ، فإنّهم يقولون بأنّ هذا المرابط ، فجّر ينبوعاً من المياه السخنة بحمام قروس حتى يسهل الوضوء لأتباعه المصابين بالبرد خلال الشتاء. إنّ سهول أولاد عبد النور ليست مغطّاة بالأشجار ، و هي ترتفع تدريجياً من الشرق إلى الغرب إلى غاية سطيف كنقطة بلوغ الأوج ، فهي متموّجة نوعاً ما ، عدا الجهات المرتبطة بسلسلة الجبال المحاذية لجهتي الشمال و الجنوب ، حيث الارتفاعات المتزايدة .
ـ من جهة الشمال لم يكن النسق الجبلي ذي طابع كبير ، فجبل قروس ، الذي يبدو في الواجهة ، كأنّه رأس مسمار عارٍ أحرقته الشمس ، لا يوجد على سطحه أدنى شيء أخضر . ثمّ تأتي بعده مرتفعات سيدي مسعود التي لا تعدّ صعبة بل بالعكس فهي ترتفع تدريجياً إلى القمّة على أراضي فلاحية ، حيث يمكن القول بعدها ، بأنّ السهول تبدو لا بداية لها و لا نهاية .
ـ نحو الجنوب تنتشر سلسلة جبلية تدعى جبال تافرنت ، مقطوعة بممري كل من المشيرة و عين الكبش ، و ممرات أخرى لا أهمية لها .و في ختام هذا المنظر يبدو من بعيد طيف الصورة لجبل تنوطيت .باختصار ، فإنّ إقليم أولاد عبد النور ينقسم إلى منطقتين ذات تأثير مناخي مختلف ، و من المنطق ، أن يكون منظرهما مختلف، التل و السباخ ، يفصل بينهما سلسلة جبل تافرنت ، ثمّ في الغرب جبل تنوطيت .هذان الجبلان يمثّلان نوعاً ما نقطة مركز القبيلة .
ـ و التل هي المنطقة المرتفعة نحو الشمال ، و تسمى ـ السروات ـ ، بلد الفلاحة التامّة ، إنّها المنطقة الخصبة بامتياز .أثناء الصيف تهبّ رياح معتدلة باستمرار ، لتلطيف الأرض حيث تحدّ من أشعة الشمس الحارقة للسهل .و في الشتاء ، يكون الهواء سريعاً و البرد قارساً ، و لقد رأينا ، في شهر جانفي الماضي ، أنّ مقياس درجة الحرارة قد نزل إلى الدرجة السادسة تحت الصفر [ 6°-]. كما أنه أمر معتاد بأن تكون العواصف المصحوبة بالبرَد و الثلج تغطّي الأرض لعدّة أيام . أمّا المنطقة المنخفضة من التل ، المتّسمة بمجرى وادي مرج حريز فهي مستنقع سبخي .
ـ أمّا السباخ ، أي الأراضي المُشربة بالملح البحري، التي تسمّى أيضا بالبلاد الحامية و تشتمل على السهول المنخفضة ، غالباَ ما تكون حصراَ على الرعي للحيوانات و نصب الخيام في فصل الشتاء .عندما نتوغّل داخل هذه الامتدادات ، من أحد ممرّات جبل تافرنت ، تجذب عينك أفاقاً كبيرة و ضخمة .نحو الجنوب وراء عين السلطان ، نشاهد سلسلة تصاعدية من الجبال ، تشكّل تقسيمات عجيبة لا يتصوّرها العقل .إنّها قمم جبال ، لأولاد بو عون و أولاد سلطان ، أحياناً تكون مغطّاة بالثلوج ، ، هي جملة المرتفعات المحيطة بباتنة .ثمّ في أقصى الغرب يوجد جبل ـ أقمرول ، حيث تبدو بحيرة مالحة هي ـ شط الصايدة ـ كأنّه يقف في وجه الألوان البخارية للأفق ، يبدو ساطع البياض و يلمع كمرآة قد نُصِبَت في وجه الشمس . و تكون السباخ على العموم مغطّاة بنباتات :
كنّا نرى دوماً في هذه المروج الضخمة ، و أراضي البور المعشوشبة ، القطعان الكبيرة من الأغنام ترعى فيها ، وقليل منها قطعان البقر ، و لكن بالأخص نوع من الأحصنة ذات سلالة مشهورة . تغّيرت هذه الظروف منذ الاحتلال الفرنسي ، فقد اتسعت الأراضي الفلاحية بمساحات كبيرة ، و تمّ حرث الأراضي البور ، و شيئاً فشيئاً ازداد الأمن و الثقة ، فأُتبٍعت المحاريث بالخِيام ، ثمّ شُيٍّدت المشتى ثمّ أنشئت دواوير جديدة بالقرب منها.
الحدود الحالية للقبيلة
ـ مثلما هو معلوم اليوم ، فإنّ حدود القبيلة تبدأ من قمّة جبل قروس ،ثمّ تتجه نحو الشمال حيث تصل إلى قمّة كاف تازروت الذي يفصلها عن أولاد كباب ، ثمّ تتبع القمم نحو الغرب، فتنزل إلى وادي الدهس حيث الحدود مع قبيلة وادي بوصلاح .ثمّ تصعد إلى قمّة جبل سيدي مسعود فتعبر رأس الوهاد النازلة ، فتقطع مرج البلاعة عند رأس ساقية تدعى وادي تاجنانت [ الرمال] ، هنا تبدأ مناطق العلمة . و محافِظة على اتجاهها الغربي ، تمر الحدود من سفح جبل ستيتة ، إلى وادي جرمان ، فتجتاز السهل الكبير للباحرة و تمرّ غرب المياه السخنة للسخنة و تصل إلى حافة البحيرة المالحة المسماة شط الصايدة و على كامل هذا السهل نجد قبيلة العلمة جارة لها .تستأنف الحدود بدءً من ثنية رمادة على الجانب الشرقي للسبخة، فتتّجه شرقاً و هي تتبع طريق سطيف إلى عين السلطان الذي يفصلها عن أولاد السعيد بن سلامة من الحضنة ، ثمّ إلى أولاد بوعون و ممر الأشراف . تمرّ على قمة جبل أقمرول و تنزل إلى بئر بن خليفي . و من هنا تتجه شمالاً تاركة عين السلطان و وادي بوغزال على اليمين ، ثمّ تقوم بمنعطفات داخل السهل الفسيح للسباخ حتى تصل إلى ثنية السدرة و جبل مقطع الحجر . تأخذ الاتجاه من جديد ، فتتبع قمة جبل تيزوريت مروراً ببئر بن زيرق و تصعد شمالاً اتجاه التلال الصخرية للضايات ـ Daiat ـ حتى ثنية الصايدة قرب جبل قدمان .يجاورها عند هذه النقطة إقليم الصحاري [ السحاري ] .و من ثنية الصايدة تعود إلى الشمال ، فتجتاز سهل ـ قابل تافرنت ـ لغاية وادي جبانة أولاد الباهية ، تاركةً على يمينها جانب من تراب التلاغمة .تصعد شعبة بنت كاعم من خلال أرض مغطاّة بالأشواك ، هذه الأخيرة تفصلها عن قبيلة البرّانية ، ثمّ تنزل السهل الممتد شرق المشيرة ، مجتازة عدّة تلال ، حيث تصل إلى مشارف وادي مرج حريز ، ثمّ تقطع طريق سطيف إلى قسنطينة لتصل أخيراً إلى جبل قروس، تاركة على اليمين مبنى إدارة البرق الجوي القديم ، الذي شُيّد على جنب هذا الجبل .
المستنقعات و مجاري المياه
ـ كل ما هو شعبة أو وهد ، إنّما تكَوّن نتيجة السيول المتقطّعة ، فهو تقريباً ناشف على الدوام ، و لكن هذه الشعاب تُبقي هنا و هناك على بِرك الماء ، التي يبقى بعضها إلى منتصف الصيف.في سهول التل و السباخ ، تسمّى المستنقعات بالغدير أو بالفايد . يعبر إقليم أولاد عبد النور و تقريباً على كل طوله ، مياه النهر الذي يغمر حافة قسنطينة ، و يسمى وادي الرمال ، ثمّ يرتمي في أحضان البحر عبر اسم الوادي الكبير . ينزل مجرى المياه هذا ، من أعالي جبل سيدي مسعود ، فيُطلق عليه بالتعاقب ، الوادي الفارغ ، ثمّ وادي البلاعة ، ثمّ وادي المعمّرة ، ثمّ وادي تاجنانت ، ثمّ وادي العثمانية وعند خروجه من مضيق جبل قروس يأخذ اسم وادي الرمال ، فهو ممكن العبور تقريبًا من كل النقاط ، و غزارة مياهه هي عند وادي مرج حريز و وادي أوسكورت( الذي كان يسمى وادي المهري) و أخيراً عند وادي الذكري ، و هناك مجاري صغيرة و ناشفة لا أهمية لها ، و لكن خطرة في فصل الشتاء عندما تمتلئ جرّاء العواصف .هناك حادثة وقعت مؤخّرا ، تكفي لمعرفة الأضرار المعتبرة التي تسببها هذه المصائب المفاجئة . ” ـ ضرب إعصار شديد أولاد عبد النور ، مساء 18 سبتمبر 1862 ، ففاض وادي الرمال بسرعة ، و كان ذلك عشية سوق العثمانية ، حيث نُصبت دزينة من الخيام لتجّار من الأهالي . ففي ظرف أقل من خمس دقائق وصل الماء المنحدر من الجبال على هذا المركز إلى أربع سنتيمترات ، و شكّل سيلا عارماً في الوادي . فـجرّ معه الخيام و المساكن البسيطة و الأشجار و الرجال و الحيوانات جرّاء قوة المياه . و بسقوط البرَد بكثافة أعطى لذلك الخراب طابع أكثر غرابة . فقد اجتاح الماء الطريق و وصل ارتفاعه إلى نصف متر داخل غُرف فندق العثمانية ، كما اقتُلعت عدّة جسور و وصل عدد الضحايا إلى المائة .”
ـ في الغرب يسيل وادي جرمان مشكّلاً نقطة الحدود مع العلمة .
جبال و غابات
ـ أولاً في شمال أولاد عبد النور ، يوجد جبل قروس (علوه 1107 م) ، هو اليوم تعرّى بالكامل و أصبح جافاً و قاحلاً ، رغم أنّ الحكاية تقول لنا بأنّ أشجاره كانت تستعمل في القديم كمحاريث لسكان السروات . ثمّ يأتي بعده جبل سيدي مسعود الذي أقطع أشجاره الأهالي ، فجبل تنوطيت [1274م] الذي يسمّيه العرب ـ أخ جبل براهم بالعلمة ـ . و هكذا فجبل قروس الذي كان مشجّراً في ما مضى ، لم يكن موصولاً بالنسق الجبلي لتافرنت إلا عن طريق مجموعة كتل تسمى ـ المقسم ـ أو خط التقسيم ، أي الأعالي التي تفصل التل عن السباخ .و جبل تافرنت هو جبل كبير يمتد من الشرق إلى الغرب ، و نسقه الجبلي هذا يوجد في وسط القبيلة ، و له عدّة قمم ، تعرف بأسماء عدّة . و ذروة القمم هي ـ ركبة الجمل ـ( 1400م )ثمّ قمّتا تامغزة و بلغرور لجبل الطارف .هذه الجبال لها عدّة ممرات مثل الذي هو بالمشيرة و ثنية سد الباب و ثنية طريق البيضاء و تامغزة و المقسم ، و سوف نتكلّم حول ذلك فيما بعد.
ـ أمّا جبل تافرنت و بالأخص عند قمّة ركبة الجمل ، فهو مغطّى بأشجار البلّوط الأخضر و شجر الضّرو (المصطكا)و الشربين الشوكي و شجر العرعار و بعض أشجار الزيتون البرّية . فهذه الغابة ـ إذا سمحنا لأنفسنا بإعطائها هذا الاسم الآن ، فهو ممكن في المستقبل .فقد قدّمت مصلحة الغابات بتحفّظات اتجاه القبيلة التي قامت بتبديد هذه الثروة الثمينة بدون بصيرة. و الجدير بالذكر هنا ، أنّه وسط بقايا هذه الغابات ، يوجد على عدة نقاط مثل جبل الطارف ، أشجار زيتون نحيلة ولا قوة لها من دون شك ، و لكن ذلك دليل على أنّ هذه الشجرة الثمينة تنمو باستمرار إذا وجدت من يغرسها. و الباقي ممّا يأتي لتأييد هذا الرأي ،هو العدد الكبير للمعصرات الرومانية (معاصر الزيتون)، حيث نرى بقايا آثارها في منطقة السباخ و كذلك بين المشيرة و وادي جبانة أولاد باية على المنحدر الجنوبي لجبل الطارف .
جبل أقمرول : يوجد هذا الجبل في نهاية السباخ ، و يمتد من الشرق إلى الغرب بدءً من عين السلطان إلى مشارف سبخة الصايدة .و قمم أقمرول مغطاة جيداً بالأشجار ، و الأشجار المهيمنة هي شجرة الشربين الشوكي ممزوجة ببعض الصنوبريات و نبات الضرو و أشجار الزيتون النحيلة.
مسالك و دروب و طرق
ـ إنّ أهم طريق في وقت العرب هو طريق السلطانية ،إن شئنا قلنا هو الطريق الملكي (الرئيسي).أخذ هذا الاسم كونه الطريق المعتاد من طرف البايات ، عندما يذهبون إلى الجزائر حاملين معهم الضرائب الفصلية. يقطع هذا الطريق من الشرق إلى الغرب السروات أو الجهة المرتفعة من أولاد عبد النور ، و يمرّ عبر كاف تازروت و قصر بني فيلان و ذراع طوبال و جامع سيدي علي المكسي و غيره…. هذا الطريق الواسع الاتصالات ـ و نقول ذلك بتسرّع ـ ليس هو كما نتوقّع في البداية . فلا توجد به قنوات صرف المياه و لا ردم ولا قناطر ، فما نسمّيه أعمال تقنية مجهول تماماً . فعندما نتصوّر طريقاً بدون حدود محصورة ،ويقطع الوديان الصعبة دوماً في فصل الشتاء ، و يتسلّق جوانب صلبة ، و ملتويًا عبر الحقول…. على العموم ، تلك هي طبيعة كل طريق عربي ، التي لا يستثنى منها طريق السلطانية .
ـ يوجد كذلك طريق آخر موازياً للأول .ذلك الذي يبدأ من مضيق حمام قروس ، محاذياً المنحدر الجنوبي للسروات حتى يصل برج المعمّرة .إنّه تقريباً رسم طريقنا مروراً على قرية الذكري . يوجد درب آخر على جنب جبلي تنوطيت و تافرنت ، يبدأ من الشرق إلى الغرب ، أي من التلاغمة إلى العلمة . أخيراً و في السباخ ، هناك مسلكان لهما نفس الاتجاه كالطرق السابقة الذكر ، فالأول يبدأ من بحيرة تينسيلت عند دوار زمول و يمرّ على حافة نيف النسر تحت جبل ركبة الجمل ، إلى بيار الطاية (آبار الطاية) ، فيصل إلى الباحرة و منها إلى العلمة . و الثاني يبدأ من زمول و يمر على عين السلطان على المنحدر الشمالي لجبل ـ أقمرول ـ و يفضي إلى السخنة قرب شط الصايدة . يتفرّع هذا المسلك محاذياً عين السلطان على المنحدر الجنوبي لجبل ـ أقمرول ـ و يصل إلى هنشير العطش و ذلك دائماً على مشارف شط الصايدة .
ـ زيادة على هذه الطرق الكبرى للاتصالات ، هناك طرق أخرى تتجه من الجنوب إلى الشمال قاطعة الطرق السابقة تقريباً في زاوية قائمة و بذلك فهي تشكّل معها خطوط رقعة ضامّة كبيرة. في شرق أولاد عبد النور ، هناك درب ينزل من أعالي كاف تازروت و يجتاز أولاد إدير ، ثمّ ممر مرقب الطير ، ثمّ ممر المشيرة و يصل إلى الأبيار الجدد ( الآبار الجدد) ثمّ بئر الرعيان و من ثمّ إلى أولاد بو عون . هناك درب آخر يأتي من عين كارب و يمر قرب قرية الذكري و يجتاز سهل أولاد خلوف ثمّ جبل تافرنت و ممر عين الكبش و يفضي إلى السباخ . هناك درب آخر و يبدأ كذلك من عين كارب و يمر على المعمرة و يقطع سلسلة تافرنت عند ممر تامغزة بعد اجتيازه السباخ و يصل إلى عين السلطان . و معرفتي للإقليم تجعلني أعتقد بأنّ هذا الدرب هو نفسه الذي سلكه الرحالة بايسونال ـ Peysonnel ـ حيث قال في هذا الموضوع : ” في 12 جوان 1725 م بتنا في دوار أولاد عبد النور قرب ينبوع يسمى عين كارب ، و يوم 13 مررنا عبر سهل جدب حيث يوجد مسجد جلم مور … ، ثمّ اجتزنا هذا السهل فوجدنا جبال حيث قطعناها عبر وادي صغير و جميل ، لكي ندخل سهلا ثانياً أكبر حجماً ، حيث لم نجد قطرة ماء . في هذا اليوم مات الكثير من الثيران و الأحصنة ، سواء جراء التعب ، أو سواء جراء نقص الماء. كان لزاماً علينا اجتياز هذا السهل ، لكي نرى آثار مدينة التي يمكن اعتبارها هامة ، تسمّى اليوم لامازا ـ Lamazaـ ربّما كانت تسمى في الماضي لاماسبا ـ Lamasba…حيث نمنا قرب ينبوع يسمى عين السلطان . يشكّل هذا العنصر المائي ساقية سرعان ما تتلاشى بجنب مستنقعات مالحة . كان الطريق في الاتجاه الجنوبي الغربي بطول إحدى عشر فرسخاً .”
ـ هل يمكن القول أنّه عندما كان الرحالة بايسونال ـ Peysonnel ـ و هو يبحث عن أسماء أماكن الآثار الرومانية الموجودة فعلاً بالسباخ ـ جنوب جبل تامغزة ، يكون مرشِدوه قد دلّوه على اسم الجبل الذي يحيط بالإقليم ؟ و لا يعرفون غيره ، و بذلك صارت تامغزة لامازا أو لاماسبا ؟ .
ـ هناك طريق يبدأ من ضواحي المعمّرة و يجتاز ذراع المقسم بين جبل تنوطيت و آخر القمم الصغيرة لجبل تافرنت و يفضي إلى سهول السباخ ، و يتفرّع ليصل بيار الطاية (آبار الطاية). أخيرا و غرب جبل تنوطيت يوجد مسلك يبدأ من أعالي جرمان و يعبر السهل إلى السخنة . زيادة على ما تقدّم ، فقد شُقَّ الإقليم بمسالك عديدة و من كل الاتجاهات لربط مختلف الفِرق و المشاتي بعضها ببعض .
عيون و منابع و آبار
ـ بأولاد عبد النور ، فإنّ السروات تسقى بينابيع الماء المتعددة ، حيث المياه صافية و غزيرة .فقد تمّ تهيئة ذلك في زمن الرومان ، بشكل يكاد كلّياً . و لكن في حقبة زمنية ما ، من الصعب علينا تحديدها بدقة ، انقلبت الأوضاع .فقرب كل ينبوع ماء أقيمت مدن أو أبراج أو مزارع ، حيث لا نشاهد إلا البقايا . و نذكر فيما يلي بعض العيون :
ـ عين كارب ـ عين الملوك ـ عين العافية ـ عين عزيز بن تليس .
حاليا ، تضيع هذه المياه في وسط الأسس القديمة ، و لكن في حفريات أقيمت بلياقة ، مما يسمح لهذه العيون بأن تصل إلى مستواها القديم ، و يزداد ضخّها بصفة معتبرة .
ـ يوجد في النسق الجبلي لتافرنت منبعا عين المشيرة و عين الكبش . و تعتبر عين المشيرة واحدة من أغزر عيون الإقليم ، فهي تسيل على الدوام تحت قبّة هي اليوم مردومة بالكامل ، و رغم ذلك يبقى حجم الماء قوياً جداً ، هو كاف لدوران طاحونة أوروبية توجد بالقرب منها. بالقرب من الوادي ، تحت الطاحونة، نشاهد قناة ماء تستغل للسقي .. كما قام الأهالي بتنظيف عدة آبار رومانية لأجل أغراضهم الخاصة ،محفورة في عرض السهول قرب مؤسسات قديمة.
ـ في منخفضات التلال الرملية (الفايد)، يكفي إقامة حفر بعمق بعض الأمتار ( الحاسي)، للحصول على كمية الماء المطلوبة ، و قد حفرت السلطات العسكرية كذلك ، الكثير من الآبار لمساعدة السكان ، و أهم هذه الآبار :
بئر أولاد خلوف ـ بيار الطاية( 05 آبار) ـ بئر التاورة ـ بئر الخربة ـ بئر هنشير العطش
هذه الآبار حيث الماء الجيد و الغزير ، و لكن يمكن القول أنّه نوعاً ما عديم الطّعم . و لكن بكل أسف لا يمكن القول ذلك على :
بئر أولاد أوجرتان ـ بيار (آبار) تاميمونت
حيث حُفِرت الآبار على الطبقات الجبسية الممتدّة تحت الكتل الثانوية لجبل تافرنت .فمياهها شديدة الملوحة ، و ذات طعم مقزّز و لها صفة التطهير بشكل واضح،فالحيوانات ذاتها تشربها بِنفور .
مستشفان طبيعيان
شط الصايدة : شط الصايدة حيث تتلاشى مياه السباخ ، عبارة عن حوض فسيح ، يحتل سطحه أكثر من أربعة ألاف هكتار . له عمق جبسي ومغطى بطبقة لامعة من ملح بلوري ، حيث يستهلكه الأهالي بعد جنيِه .و منطقة الشط التابعة لأولاد عبد النور ، تكون ناشفة تقريباً في فصل الصيف ، حيث يمكن للرجال و الحيوانات اجتيازها بدون خطر يذكر.
المياه السخنة بالسخنة : يوجد عنصر المياه السخنة للسخنة وسط التلال الرملية على مشارف شط الصايدة ، و تتراوح درجة حرارتها ما بين 40° و 45° درجة سنتيغراد ،و الأهالي يولونها اهتمام كبير من جانب النظافة لحفظ الصحة ، إلى جانب العنصر نرى أطلال التي تشهد على الاستعمال من طرف الرومان لهذه المياه المعدنية الحارة ،و لا يزال العرب يفعلون الشيء نفسه في أيامنا هذه . و قد زارها ديفونتان ـ Desfontaines ـ و قال بشأنها : “هذه الأماكن مجدبة و أرض بوار ، و نشاهد بُقَع ذات مساحات معتبرة ، بيضاء كالثلج.على كل هذه السهول ، لا توجد ولا شجرة واحدة .على الساعة الواحدة ، نصبنا خيامنا في مكان صلصالي، منيع و مسطّح ، يسمّى ـ صرامة ـ (السخنة) ، حيث توجد مياه مالحة ساخنة جداً .السهول رائعة ولكن غير محروثة ، إلاّ قليل منها ، و تمتدّ من الشرق إلى الغرب على مدى البصر. ”
لوران شارل فيرو ـ أولاد عبد النور ـ فبراير 1864
ترجمة : منوّر مبارك عزام ـ حمام السخنة ـ جانفي 2009
حواشي المترجم:
جبل قروس : جبل قروز
شط الصايدة : يسمى اليوم شط البيضاء
جبل تنوطيت : و يسمّى كذلك جبل عائشة تنوطيت أو عيشة تنوطيت
السروات : جمع سراة و هي الأرض المرتفعة
جبل الطارف : كان مغطّى بشجرة تعرف بـ الطرفاية
عين السلطان : ينبوع جنوب سوق عين جاسر
الفرسخ : أربع كيلومترات تقريباً
Peysonnel : رحالة فرنسي عاش ما بين 1694م- 1759م ، زار أولاد عبد النور عام 1725م
مسجد جلم مور : حسب شارل فيرو هو ـ مسجد المعمرة
Desfontaines : عالم نبات فرنسي عاش ما بين 1750م- 1839م ، زار أولاد عبد النور في سبتمبر 1785 م
صرامة : يقال بلد صرامة عن سكان السباخ ، هنا يقصد بها بلاد حامية و جدباء
شارل فيرو : L.Charles FERAUD ، مترجم للقوات الفرنسية بإفريقيا عاش ما بين 1829-1888م
السكان الأوائل لقبيلة أولاد عبد النور
ـ لأولاد العزام تاريخ طويل مع قبيلة أولاد عبد النور ،فبعدما خرج بعضهم من إقليم قبيلة ريغة ، استوطنوا إقليم أولاد عبد النور القبيلة القوية المتحالفة مع الذواودة . إذ تواجدوا بإقليمها قبل 1645 ميلادية ، حسب الوثائق ،و ربّما قبل سنة 1631 حسب وصية الشيخ سليمان بن الحداد لجماعة أهل ضيف الله.و لطول مدة تواجدهم بالإقليم أصبحوا جزء منه ، و لكن السؤال الذي يفرض نفسه هو ما هي الميزة التي تميز بها أولاد العزام حتى نالوا رضا كل من أولاد السخري من الذواودة و نفوذ المرابط سي محمد بن يحي ؟ . فمن المعروف أنهم سكنوا المعمرة ، و نعرف اليوم بأن سيدي محمد بن مخلوف أحد أبناء الولي الصالح مخلوف بن العزام عاصر الولي سي محمد بن يحي .و ربما كان يدرس و يعلم القرآن الكريم بالزاوية مع إخوانه و أبنائه من أولاد العزام عند معمرة سي محمد بن يحي .
ـ فهل ذلك الاحترام و التبجيل كان نتيجة حفظ و تلاوة القرآن الكريم ؟
ـ أم كان نتيجة أنهم من المرابطين المتدينين ؟ و من سلالة الولي الصالح مخلوف بن العزام ؟
ـ لا شك أنه توجد ميزة حميدة جعلت منهم أناس محترمين من الجميع …. و الأكيد أنهم كانوا من حفظة القرآن العظيم ، لهم من الأخلاق الحميدة ما تجعلهم مميزين عن الجميع ، و إلا كيف نفسر لجوء الآغا يوسف قائد حملة الأتراك إليهم للتوسط بين حكومة علي باشا و شيوخ الذواودة الهلاليين سنة 1638؟ . لقد كان أولاد العزام من السكان الأوائل التي استوطنت إقليم أولاد عبد النور .و حظوا باحترام و تقدير سادة و سكان أولاد عبد النور ، و هذا ما تدل عليه الوثائق .و بما أننا نبحث في تاريخ أولاد العزام وجب علينا التعريف بسكان القبيلة التي عاشوا فيها من تاريخ نشأتها و لا زالوا إلى اليوم متواجدين على إقليمها التاريخي . حيث انصهر أولاد العزام ضمن النسيج البشري للقبيلة ، فاكتسبوا الكثير من عادات و تقاليد السكان المجاورين لهم .
ـ كما أن أولاد العزام يعتبرون أنفسهم جزء من القبيلة ، فنجد الكثير منهم يصف بعضهم بعضاً ، بأنه عزامي أو أنه عبد النوري ، نسبة إلى اسم القبيلة الكبيرة التي يعيش فيها .
ـ و عندما تقابل فكرة ما برفض قاطع ، يرد عليك محدثك [ يجئ سيدي حمانة أو سيدي زكري ما تحصل تلك الحادثة ] و مثل هذا المثل يجعلنا نبحث عن هذين الاسمين ، و ما علاقتهما بحياة الناس ، و من الممكن أن يكون سيدي حمانة هو ولي قرب حمام قروس ، و سيدي زكري هو الحاج بن زكري القائد الأول الذي عينته السلطات الفرنسية على رأس القبيلة بعد 1837 . و إذا كان أولاد العزام يضربون هذا المثل كغيرهم من سكان القبيلة ، فذلك دليل على اندماج السكان في حياة و معيشة واحدة . و لذلك توجب علينا التعريف بالفِرق الهامة التي استوطنت إقليم القبيلة من تاريخ نشأتها .
قصة عن أصل القبيلة
ـ حسب المأثور المحلي ، فإنّ سي محمد يحي ، جدّ المرابط الذي جاء من الساقية الحمراء جنوب المغرب ، يكون هو المؤسس أو أول سكان قبيلة أولاد عبد النور . ففي حقبة زمنية من الصعب تحديدها، بسبب أنّ المأثور لم يحفظ أي ذكرى عن ذلك ، يكون سي محمد بن يحي ذهب ليستقِرّ في توقرت أين تزوّج . فصار أب لعدد كبير من ألأولاد ، ثم لم يتأخّر أن بدت عليه براهين المهمّة الربانية فتولاّها ، و كان باي توقرت ، يضرب له الطبول كل جمعة ، كإشارة احترام لشخصية ملهمة و لها تقديرها . و يقال أنّ سي بن يحي ، جمع أملاكاً كبيرة ، حيث خصّص جزءً منها لبناء المساجد .
ـ غادر أحد أبنائه البيت الأبوي واستقرّ أخيراً بجبل تازولت ـ فزوّجه سيد المنطقة إحدى بناته ، فصار له عدد كبير من الأولاد منهم سي محمد بن يحي الذي هو موضوع هذه السيرة . فلم يذكر في المأثور عن أي شيء له خصوصية بشأن طفولته ، فقد ربّته والدته و كبر تحت عينيها لغاية لحظة معرفته بأفعال والده ، فقرّر الاقتداء به ، و كما فعل أبوه ، فقد غادر سي محمد بن يحي سقف مسقط رأسه في رحلة بدون هدف محدد. و هجرته هاته جاءت به إلى قرب سيدي بلقاسم بن حماني بنقاوس حيث قرّر الاستقرار بها بعض الوقت .و خلال إقامته، كان يتابع باستمرار دروس المعلّم ، صاحب السمعة الكبيرة في القطر كلّه بسبب علمه و تقواه. بدأت حياة سي محمد ترسم من خلال هذه المرحلة ، و من خلال هذه المرحلة كذلك حفظ لنا المأثور ذكريات أفعاله.فمن العادة بأن يتناوب الطلبة الذين يتابعون الدروس عند سي بلقاسم عن طحن الحبوب بالطاحونة، و كان سي محمد الذي يؤدي هذا الواجب مثل زملائه ، ينام عند وصوله الطاحونة و يترك الأمر للرحى تطحن لوحدها الحبوب المعدّة للتغذية العامة بدون مساعدة ، و عندما يستيقظ من رقاده ، يعود بهدوء إلى الزاوية . في يوم من الأيام ، ذهب أحد الطلبة لرؤية زميله سي محمد كيف يؤدي مهمته ، و كم كانت دهشته كبيرة عندما رأى الطاحونة تدور لوحدها بينما سي محمد ينام براحة بال قرب نار جيّدة، كانت تشتعل باستمرار دون مساعدة من أحد. فرجع على جناح السرعة إلى الزاوية حاملاً الخبر العجيب.فعندما علم سي بلقاسم بالمعجزة هرع لفحص الحقيقة ، فاقتنع بسهولة ، عندها أيقظ النائم قائلاً له : “لا يعمل شيخ لشيخ آخر “. و أعطى أوامره حينها إلى الطلبة بأن لا يسمحوا لسي محمد بأن يشاركهم في أي من أعمالهم بدءً من تلك اللحظة .
ترجى سي محمد ، بعد هذه الحادثة سي بلقاسم بأن يسمح له ( يسرّحه) تكملة سفره ،و عند خروجه من نقاوس ، اتجه إلى بني غمريان صحبة اثنين من الطلبة كانا قد خرجا معه.و مروراً قرب دوار ، لاحظوا خيمة ذات حجم كبير مقارنة بالخيام المحيطة بها ،حيث بذلك تسترعي انتباه عابري السبيل . فاستقبلهم سيد المكان ببرودة ، و لكن أثناء رقادهم ، بدت له علامات منهم تدل على أن الضيوف مهمّين .فأراد بكل قواه معالجة أخطائه و ألحّ عليهم بإصرار بأن يوافقوا على تمديد إقامتهم بليلة. فأحاطهم بضيافة كبيرة لتعويض برودة الاستقبال عند وصولهم . و في الغد دعا سيد الخيمة سي محمد بن يحي بأن يستقرّ عنده و أن يتولّى تربية أبنائه. نزولاً عند الإلحاح ، قرّر قبول الطلب المقدّم له، و بعدها دخل في حياة الغمرياني و حظي برعايته لدرجة أن زوّجه إحدى بناته و تدعى عائشة.
ـ بعد زواجه استمر قاطناً عند صهره لبعض الوقت ، ثمّ قرّر مغادرة المكان.و عندما أراد السفر ، التمس من صهره السماح له بان يأخذ زوجته معه بشرط تمكين صهره من رؤية أو دعوة بنته كلّما أراد ذلك. هذا الجميل ، جعل من صهره بأن يظهر كرمه اتجاهه، فأراد بكل قواه بأن يعطيه قطيعاً و أن يمنحه متاع كبير .فرفض سي محمد كل ذلك و لم يقبل سوى بخيمة و ثور و بغلة ، لكي يُجنّب زوجته متاعب السفر .ودّع سي محمد صهره و غادر نقاوس برفقة الطالبين ، و من بني غمريان اتجه نحو المعمّرة ، قاطعاً الوطن الحالي لأولاد عبد النور ، الذي كان خالياً من السكان و مغطى جزئياً بالغابات الفسيحة. فقد نصب خيامه على مشارف وادي تاجنانت قرب المكان الذي يوجد ضريحه اليوم.و إذا كان المأثور الشعبي لا يوضح لنا الحقبة التي جرت فيها هذه الأحداث ، إلآ أننا نعرف أنّها جرت تحت حكم أهل السخري من الذواودة أو القبائل العربية القوية ،التي اقتربت ساعة انهيار سلطتهم ، حيث كان سي محمد يردد باستمرار ( أنا تركي و لست عربياً) ، و هي إشارة قاطعة، يقول المخبرون ، بأنّ الحكام الحاليين سوف يستبدلون بغزاة جدد ، و كان سي محمد يضيف هذه الكلمات Sad عصا الأتراك قضيب حديد و عصا السخارة ساق برواق) .و بدون البحث في كيفية استعماله للوسائل التي تؤثّر على روح العرب الذين عاصروه ، تقول المآثر ، أنّه ترك علامات عميقة تدل على قدرة مبدعة و شهرة كبيرة جذبت حوله أتباع كثيرون.
ـ ترك سي محمد بن يحي أربع أبناء . سرعان ما تبعه الأول إلى القبر ، أمّا الثاني عاش و مات بالمشيرة حيث دُفٍن ، أمّا الثالث فقد هاجر إلى وادي آقبو بالقبائل ، و يوجد قبره قرب المياه السخنة المسماة حمام سيدي يحي على حافة وادي بوسلام .زوّج سي محمد إحدى بناته لزروق رفيقه الوفي الذي جاء معه من نقاوس.
ـ عندما أراد سي محمد بن يحي الإقامة بالمعمرة على حافة وادي تاجنانت ، وصل ثلاثة أشخاص من الغرب ، كانت وَجهتهم الحج إلى مكة المكرمة ، وحفظ لنا المأثور المحلي أسماء هؤلاء الأشخاص الذين منهم جاء أخلافهم ، فسكن بعضهم جزء من قبيلة أولاد عبد النور .فأما الأول فمن أصل مغربي و يسمى نور ، و أما الثاني فهو من جرجرة و يسمى العيد ، أما الثالث فمن القبائل ، من قبيلة بني وغليس و يسمى زغار الحوفاني.و عندما عرف هؤلاء الثلاثة ، طهارة و قوة سيدي محمد بن يحي ، قرروا البقاء بالقرب منه . بعدها غادر العيد المعمرة ليستقر مع عائلته الجديدة بنواحي عين الملوك بالسروات ، حيث يوجد اليوم أولاد العيد الذين ينحدرون منه ، و ذهب زغار الحوفاني ليستقر ببومراح ، الإقليم الحالي لأولاد بوحوفان. أما نور فبقي ليعيش بالمعمرة بالقرب من المرابط الذي و عرنافاً له زوجه إحدى بناته و جعل منه كأنه رب الأسرة . تميز نور بشجاعته و عدالته و استقامته ، حيث مكنته سمعته الحسنة من جذب العديد من المعجبين به ، و من ذلك الحين عَرِف هؤلاء المعجبين بـ عبد النور أي عبيد أو خدام نور . ترك نور ولدين عبد الله و علي ، حيث شكل أولادهما فرقتين من القبيلة الحالية .كما أن الكثير من الأجانب استقر بالقرب منه ، و شكلوا طبقات بشرية داخل الإقليم ، و هكذا ازداد عدد السكان من جيل إلى جيل ، حيث تشكلت القبيلة الحالية لأولاد عبد النور .
التقسيم الإداري للقبيلة
ـ من وقت لآخر ، عندما تكون قبيلة أولاد عبد النور تخضع لسيطرة الأتراك ، كانت الفِرق الثلاثين التي تتشكل منها تقسم إلى ثلاث شيخات :
01 ـ شيخة الغرب :/ و تضم الفرق التالية
01 ـ فرقة أولاد أم الهناء ـ 02 ـ فرقة أولاد الحاج بن علي ـ 03 ـ فرقة أولاد رابح ـ 04 ـ فرقة أولاد مهنا بن كباب ـ 05 ـ فرقة أولاد بلهوشات ـ 06 ـ فرقة أولاد زعيم ـ 07 ـ فرقة أولاد عثمان ـ 08 ـ فرقة أولاد محمد و موسى ـ09 ـ فرقة المخانشة
02 ـ شيخة الوسط:/ و تضم الفرق التالية
01 ـ فرقة أولاد الحيف ،02 ـ فرقة أولاد أحمد ـ 03 ـ فرقة أولاد العربي ـ 04 ـ فرقة أولاد سي علي ـ 05 ـ فرقة أولاد العشاش ـ 06 ـ فرقة أولاد أحمد بن عمر ـ 07 ـ فرقة أولاد بلخير ـ 08 ـ فرقة أولاد خلف الله ـ 09 ـ فرقة أولاد شارف ـ 10 ـ فرقة أولاد ريحان
03 ـ شيخة الشرق:/ و تضم الفرق التالية
01 ـ فرقة أولاد مهنا بن برقوق , 02 ـ أولاد الزرقا , 03 ـ المشيرة [أزال] , 04 ـ أولاد الحداد , 05 ـ أولاد بو حوفان , 06 ـ ورزيفة , 07 ـ الشراروة , 08 ـ أولاد الغضبان , 09 ـ القراعشة , 10 ـ أولاد خلوف . أما فرقة أولاد إدير ، فبحكم ارتباطها بالقبيلة بحكم وضعيتها الطبوغرافية و تزاوجها العائلي ، فقد تم تأسيسها فرقة مخزن تدار مباشرة من طرف قائد الزمالة.
ـ عندما تمكن الحاج أحمد باي من تصغير و عزل أولاد عبد النور ، ألغى نظام الثلاث شيخات ، وجعل على رأس كل فرقة كبير يخضع لقائد وحيد.بالنسبة لزاوية المعمرة و إقليم زاوية بن زروق و بن يحي [ بالمشيرة ] كانتا تداران مباشرة من طرف أحد أبناء سلالة المرابط بن يحي تحت قائمة قائد الزمالة وكل الأراضي المحروثة لحساب المرابط و عائلته معفاة من الضرائب ، أما الأجانب المقيمون على بلاد الزاوية فيدفعون ضرائبهم كالمعتاد. الإعفاء من الضرائب لا يقتصر على عائلة المرابط و عائلته فقط بل يمتد إلى بعض عائلات من المرابطين مثل أولاد بوقرانه و أولاد أوجرتان و أولاد ساسي و أولاد القرعيشي … الخ الذين يملكون العديد من المستندات المحررة باسم البايات و التي تنص على وجوب احترام حاملي تلك الوثائق و حسن معاملتهم و إعفائهم من الضرائب و أعمال السخرة . بالقرب من المعمرة تسكن عائلة أولاد العزام واحدة من أقدم العائلات بالإقليم ، أظهرت لنا مجموعة شهادات [ ظهروات ] للإعفاء من الضرائب و أعمال السخرة تعود إلى بداية القرن السابع عشر ، أحدها مؤرخ بعام 1009 هـ [ 1600 ] تأمر هذه الوثيقة قواد نقاوس و ريغة وبسكرة والمسيلة بأن يحترموا في معاملاتهم أولاد العزام حاملي هذه الوثيقة ، الإمضاء و الختم الموضوعين على هذه الوثيقة غير مقروءة . وثيقة أخرى كتبها سليمان بن الحداد عام 1040 هـ يأمر فيها رجال أهل ضيف الله بحماية أولاد العزام ، و وثيقة ثالثة مشابهة أصدرها سي أحمد السخري عام 1055 هـ [ 1645] .
ـ بعد خضوع الإقليم لفرنسا ، تم وضع قائد له سبع شيوخ يأتمرون بأمره على رأس القبيلة ، و هذه الشيخات هي :
01 ـ شيخة أولاد عبد الله ، 02 ـ شيخة الكواوشة ، 03 ـ شيخة غرابة غجاتة ، 04 ـ شيخة الزاوية ، 05 ـ شيخة المرابطين ، 06 ـ شيخة أولاد عساس ، 07 ـ شيخة أولاد إدير .
ـ بناء على مرسوم ملكي بتاريخ 25 فبراير 1860 ، أصبح الجزء الشمالي [ السروات ] من أولاد عبد النور تحت الإدارة المدنية ، و هو اليوم جزء من دائرتي قسنطينة و سطيف .و الحدود التي تفصله عن القبيلة ، كإقليم مدني و آخر عسكري ، هي مشكلة من وادي مرج حريز و أزال المعمرة و الطريق الرابط بين قسنطينة و سطيف إلى غاية وادي جرمان .و تعتبر زاوية المعمرة مهد القبيلة و مسرح الأحداث التي كان لها كبير الأثر على مصير الوطن .
القواد :
كانت قبيلة أولاد عبد النور خاضعة دوما للسلطة الفرنسية و تطيع باستمرار للقواد الذين تضعهم فرنسا على رأس القبيلة . هؤلاء القواد الذين سنذكرهم حسب تسلسلهم التاريخي [ من تاريخ 1837 احتلال قسنطينة إلى سنة 1864 تاريخ كتابة هذه المعلومات ]
الحاج بن زكري ، ـ محمد بوعزيز بن قانة ، ـ أحمد بن الحاج بن يلس ، ـ صالح بن با أحمد ، ـ التهامي بن الطيب ، ـ سي إسماعيل بن علي ، ـ مختار بن دايخة ، ـ سي ماقورة بن عاشور ، ـ بو راس بن الصديق .
عدد السكان :
تتشكل الساكنة الحالية للقبيلة كما يلي :
رجال : ……………………………………….. 8.132
نساء متزوجات و أرامل : …………………… 7.089
أطفال ذكور : ………………………………… 4.322
بنات صغيرات : ………………………………. 3.921
مجموع السكان في أول جانفي 1864…….. 23.464
حمام السخنة في 16 فبراير 2009.
المرجع :
سيرة أولاد عبد النور ـ MONOGRAPHIE des Oulad-Abd-en-Nour لشارل فيرو
ـ المعمرة تعني المكان المأهول و المسكون و المأهول و المُزار ، و هي تعني في مناطق أخرى ـ الزاوية ـ و في مناطق أخرى هي القبة ، و هي في جهات أخرى الخنقة ، في الحقيقة كنت كثيراً ما أسمع عن المعمرة ، و لكن لا اعرف أين تقع بالضبط و لم أوليها الاهتمام اللائق بها لأني كنت جاهلا بتاريخها .
ـ فلم أكن أعرف أنها تقع على بعد كيلومترات من ستيتة و بئر العرش و جبل تنوطيت ، و هي أماكن حيث وقعت فيها المعركة الدامية التي جرت سنة 46 قبل الميلاد بين الثائر يوغرطا و جيش الروم .حيث أسر فيها القائد يوغرطا .
ـ لم أكن أعرف أنها مهد و عاصمة قبيلة أولاد عبد النور ، تلك القبيلة الفسيحة القوية .
ـ لم أكن أعرف أنها تضم جثمان مؤسس قبيلة أولاد عبد النور .
ـ شهدت هجوم الجيش التونسي عليها سنة 1112 هـ – 1700 م بقصد الاستيلاء على مؤونة الزاوية ، و هو في حملته الهجومية على قسنطينة .
ـ شهدت اقتحام بدو الصحراء لها بعد معركة المشيرة سنة 1831 ، حيث تعرضت للهدم و التخريب …
ـ عندما شيدت القوات الفرنسية الطريق المعبد بين قسنطينة و سطيف حوالي 1860 ، جعلته يمر محاذياً للزاوية ، حيث لا تزال بقايا قنطرة و بقايا من الطريق إلى اليوم .
ـ نظراً لأهميتها التاريخية ، عمدت السلطات الفرنسية ، إلى تقسيم إقليمها عبر دائرتي قسنطينة و سطيف ، و هي اليوم تشكل نقطة الحدود لكل من ولاية سطيف و ميلة .
و قد سكنها أولاد العزام ما يقرب ثلاث قرون ، من مطلع القرن السابع عشر ميلادي إلى بداية القرن العشرين .و المعمرة هي عاصمة أولاد عبد النور و شهدت أحداث تاريخية كثيرة ، غيرت في العديد من المرات وجه الوطن بأكمله.
ـ عندما زرتها في خريف 2008 لم أجد سوى القائم على زاوية سيدي محمد بن يحي ، و رأيت الأضرحة بداخل المبنى الذي أعيد تشييده و طلاؤه ، و رأيت تلك المقبرة الكبيرة التي تضم جثامين المئات إن لم تكن الآلاف من الموتى ، و سألت القائم عن علاقة هذه الزاوية بمثيلتها الموجودة بالمشيرة ، فقال إنه ابن المرابط سيدي أحمد بن محمد بن يحي ، هو الذي أقام بالمشيرة .
ـ و مثل عين أزال ، فإن المعمرة تعتبر وطناً لأولاد العزام ، فعلى أرضها عاشوا و بها ماتوا و في ترابها دفنوا بمقبرتها الكبيرة .و لهم من الأملاك منها ما تزال إلى حد كتابة هذه الأسطر موجودة و موثقة .
ـ و من المؤكد أنّ سيدي محمد بن سيدي مخلوف بن العزام قد عاصر الولي الصالح سي محمد بن يحي ، و عاش معه بالمعمرة وقتا طويلا . ولا يزال المتقدمون في السن من أولاد العزام يتداولون القصص التي سمعوها عن أجدادهم ، و كيف كانت القبائل تحتكم إلى شيوخ أولاد العزام المرابطين لفض نزاعاتهم و خلافاتهم ، خاصة بين قبيلة أولاد عبد النور و جيرانها من جهة الجنوب .
ـ و نورد هنا وصف لزاوية المعمرة على لسان ـ الرائد شارل فيرو ، في كتابه ـ مونوغرافيا أولاد عبد النور ـ الذي زار الزاوية في سبتمبر 1863.و لكن بتصرف منا .
المعمـّـرة
ـ في نصف الطريق بين قسنطينة و سطيف تقريباً ، نرى القبة التي تعرف عادة بالمرابط . إنه ضريح سيدي محمد بن يحي ، الذي حسب المأثور المحلي ، يكون مؤسس قبيلة أولاد عبد النور الحالية . فالجيل الحالي الذي هو في طريق الزوال ، بإمكانه تذكر العادات الأخيرة و الآثار الأخيرة من الماضي .فعندما اقترب سيدي محمد من ـ المعمرة ـ ، أرسل مرافقيه الاثنين للبحث عن جذع شجرة بالقرب من وادي تاجنانت تحت ـ كاف الحجر الأحمر ـ فأسرع الاثنان فوجدا الشجرة بناء على التوجيهات المعطاة لهم . فأقام الشيخ المرابط مزارته حول الشجرة ، ثم نصب خيمته على تل صغير ـ على كاف الحجر الأحمر ـ ثم غير المكان مرتين ، و في ثالث مرّة ادخل زوجته في الخيمة ، ثمّّّ نصب زروق و عبد الله مرافقاه بالقرب منه .ثمّ تشّكل دوار صغير بوصول كل من نور و العيد و زغار البوحوفاني ، هؤلاء الثلاثة الذين كانت وجهتهم الحج إلى مكة المكرمة ثمّ قرروا البقاء بالقرب من المرابط ، و بذلك تشكّلت نواة قبيلة أولاد عبد النور .
ـ يقول المأثور بأن سي محمد عاش أكثر من مائة عام ، فبعد حياة مثالية ، خضع لقانون الطبيعة ، فقد أصيب بمرض و هو عند صهره زروق بالمشيرة ، عندها شعر بقرب موته ، فاستدعى مريديه و خدمه فأعطاهم توجيهاته حول دفنه . بعد موته ، وقع نزاع بين أولاد عبد النور و جيرانهم التلاغمة ، فكل طرف يريد أن يكون جثمان الولي الصالح من نصيبه .فوضع الجثمان على البغلة ، ثمّ سرعان ما حلّ ضباب كثيف لدرجة أن الشخص لا يرى الشخص المجاور له . فظنّ أولاد عبد النور بأنّ الجثمان قد ضاع منهم ، و لكن بعد مدّة من الزمن وجدوا البغلة قرب حافة وادي تاجنانت قرب المكان الذي نصب فيه سي محمد خيمته لأول مرّة عند خروجه من بني غمريان . فدفنه أولاد عبد النور عند مربض البغلة ، ثم أقاموا عليه قبة . و الغرفة التي يوجد فيه الضريح ذات خمسة أمتار مربعة ، حيث نشاهد الكتابة التالية :
يا وافقا بقبرنا … لا تتعجب من أمرنا
الأمس كنا مثلك …. غداً تصير مثلنا
غرفة الأضرحة تضم خمس توابيت من الحطب المصبوغ مغطاة بأعلام دينية ، و قد كتب على تابوت أو صندوق سيدي محمد بن يحي ما يلي :
ـ كتبه و نقشه القائد أحسن عمر الوزان بن عبد الله وفقه الله ـ أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ـ بسم الله الرحمن الرحيم ، صلى الله على سيدنا و مولانا محمد و على آله و صحبه و سلم ، هذا قبر الشيخ الولي الصالح سيد الأسعد بن الوالي محمد يحي الصالح محمد بن سيدي يحي بن الحسن ، توفي سنة أحد و تسعين و ألف [ 1091 هـ ]
و كتب على تابوت آخر أو صندوق ما يلي :
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، بسم الله الرحمن الرحيم ، و صلى الله على سيدنا محمد ، هذا قبر الفقيه الزكي السيد أحمد الزروق بن محمد بن سيدي يحي ، توفي عام 1091 هـ
ـ زروق هو صهر المرابط و لكن كما يقول المأثور ، فإنه ينعت دائماً باسم زروق بن سيدي محمد ، هناك ثلاث صناديق لا تحمل كتابات عليها ، إحداها يضم بقايا لالة عائشة زوجة المرابط سيدي محمد بن يحي . بجوار غرفة الأضرحة هذه ، توجد غرفة أكبر فسحة و مربعة الشكل سقفها من القرميد المقعر و مدعمة بدعامتين قديمتين ، حيث تستعمل هذه الغرفة قاعة تعليم . و قد كان قبل ذلك عدة منازل حول الزاوية مستعملة كمبيت للطلبة . كذلك كان يوجد فرن لصناعة الخبز لطلبة الزاوية و المتسولين و عابري السبيل .يوجد بالقرب من ذلك بئر يعرف باسم بئر الطلبة .
ـ تمتد الأراضي إلى الغرب من الزاوية مغطاة بالقبور ، إنها أكبر مقبرة في الوطن ، حيث تدفن فيها الأموات التي يؤتى بها من بعيد . و الضواحي مملوءة بمطامير حيث تطمر الغلال و هي تعد إلى وقت قريب بالآلاف . و لكن قيام المشاتي حيث أصبح الأهالي يخزنون غلالهم ببيوتهم ، جعل مطامير المعمرة تهجر ، حيث تهدم الكثير منها . لقد كان بالمعمرة مخزن الغلال للقبيلة بأكملها . و تراب الزاوية له حرمته فهو غير معرض للسرقة ، فلا خوف من اللصوص أو حتى هجوم من القبائل المعادية . فعندما تملأ مطمور بالحبوب ، توضع ورقة على السطح تحمل اسم مودع الحبوب ، ثم توضع بلاطة فوق فتحة المطمور و تغطى بالتراب.بالقرب من الزاوية يوجد دوار الرطابة أو الرتابة Rettaba أي حراس المطامير ، و يتألف الدوار من أربعين عائلة تحرث أراضي الزاوية بصفة ـ الخماس ـ أو الفلاح ـ . و على بعد حوالي مائتي متر توجد مؤسسة فسيحة أنشئت في عهد صالح باي ، و تعرف ببرج المعمرة .فبعدما أظهر أولاد عبد النور الطاعة للأتراك ، بنى البايات هذه المؤسسة لتلقي حبوب الغرائم ، و بها يقيم رجل الباي ، القائد العاشور .
ـ في سنة 1700م ، أقدم مراد باي تونس ، على محاصرة قسنطينة ، و عندما أحتاج إلى المؤونة ، أرسل جزء من قواته إلى مطامير المعمرة ، فعاثوا فيها فساداً .
ـ و في سنة 1831 ، و بعد معركة المشيرة ، انسحب أولاد عبد النور و التلاغمة خارج الإقليم ، فأرسل الحاج أحمد باي بدو الصحراء لتعقبهم ، و في هذه الظروف اجتيح تراب الزاوية ، و لم يحترم ضريح سيدي محمد بن يحي ، فقد أحرق البدو كل مساكن الطلبة و فرن المخبزة …
ـ بعض المنحدرين من سلالة الولي الصالح المرابط سي محمد لا يزالون يعيشون إلى وقتنا هذا [ 1864] ، ففي سنة 1838 كان رئيس العائلة يسمى سي الصديق ، يعيش في زاويته و يستعمل كل الحجج ، ليقطع كل صلة بالأوروبيين ، و يشرف على طلبة زاوية المعمرة . قرر سي الصديق مغادرة مسكن أبائه و الهجرة إلى تونس ، و بكل أسف بالنسبة لتاريخ القبيلة ، فقد أخذ سي الصديق كل الوثائق و كل الكتابات التي كانت محفوظة بالزاوية ، منها الشجرات التناسلية لأهم العائلات و رسائل الإعفاء من الضرائب التي أصدرها بني غمريان وأهل السخري و بايات قسنطينة .لقد كان مهماً لنا معرفة تلك الوثائق لاستخلاص ما هو مفيد لتاريخ القبيلة . توفي سي الصديق بمدينة الكاف بتونس .من سلالة الولي سي محمد بن يحي كذلك ، سي إبراهيم الذي يسكن بالمشيرة ، فهو شيخ كبير يعيش على ماضي أسرته ، فهو مهذار و بفضل أصوله ، كل أولاد عبد النور يحترمونه . فبعد ذهاب سي الصديق وجد نفسه على رأس العائلة يسيّر زاوية المعمرة .و لكن عدم قدرته على ذلك جعلته يستقيل من هذه المهمة.
و في الأخير يوجد سي المرواني فهو حالياً مدير الزاوية ، فهو شاب متفتح و ذكي لطيف اتجاه الأوروبيين ، و هي صفة قلما توجد عند المرابطين ، و هو ينفق مدخول الزيارات على حوالي عشرين طالباً تتراوح أعمارهم من عشرة إلى عشرين طالب يتعلمون تلاوة القرآن الكريم . هؤلاء الطلبة يأكلون و ينامون بالغرفة الكبيرة التي تسبق غرفة أضرحة الأولياء . كل الفقراء و عابري السبيل يتلقون الاستقبال و الخبز لتكملة طريقهم .و حتى العمال الأوروبيون غير المحظوظين المسافرين على طريق سطيف بحثاً عن العمل يتلقون المساعدة من الزاوية .
و زاوية سيدي محمد بن يحي كانت دائماً لها امتيازات و مداخيل معتبرة ، فالمنحدرين من سلالة المرابط يمارسون حقوق السيادة على كل الوطن ، و يستغلون الأراضي الحبوس ، التي تعرف باسم ـ عزايب سيدي يحي ، فهي معفاة من الضرائب .
في فصل الربيع ، تقوم كل خيمة من أولاد عبد النور و حتى خيام القبائل المجاورة بتقديم ضأن للزاوية ، و في فصل الصيف تكون زكاة الحبوب .
يعمر سوق المعمرة مرتين في الأسبوع ، كل اثنين و خميس ، و بالتالي فهو مصدر دخل للزاوية ، فكل زائر للأضرحة ، يقدم نصيب من المال . و في زمن العرب وصل عدد الطلبة من أربعين إلى خمسين طالب ، و يتلقى الأساتذة راتباً مهماً و هم ملحقون بالزاوية .أما اليوم فعدد الأساتذة و كذا الطلبة قد تقلص بشكل كبير .
عند مروره بالمعمرة ، و هو في طريقه إلى الجزائر حاملا حصائل الضرائب الفصلية يقدم باي قسنطينة ، بغلة للزاوية لكي ينال من بركات الولي ، كذلك يقدم قائد الدار قفطاناً و سروالاً ، ثم يليه شيخ العرب بتقديم فرس، و كذلك يفعل شيخ الأوراس . و تقدم قبيلة زمول قطيفاً و كذلك تفعل قبيلة التلاغمة . أما أولاد داود فيقدمون الخرفان .
. بالقرب من المعمرة تسكن عائلة أولاد العزام واحدة من أقدم العائلات بالإقليم ، أظهرت لنا مجموعة شهادات [ ظهروات ] للإعفاء من الضرائب و أعمال السخرة تعود إلى بداية القرن السابع عشر ، أحدها مؤرخ بعام 1009 هـ [ 1600 ] تأمر هذه الوثيقة قواد نقاوس و ريغة وبسكرة والمسيلة بأن يحترموا في معاملاتهم أولاد العزام حاملي هذه الوثيقة ، الإمضاء و الختم الموضوعين على هذه الوثيقة غير مقروءة . وثيقة أخرى كتبها سليمان بن الحداد عام 1040 هـ يأمر فيها رجال أهل ضيف الله بحماية أولاد العزام ، و وثيقة ثالثة مشابهة أصدرها سي أحمد السخري عام 1055 هـ [ 1645] .
على بعد كيلومتر تقريبا ، من الزاوية يرتفع فندق المسمى ـ فندق المعمرة ـ الذي شيدته السلطات الفرنسية ، على بعد 82 كيلومتر من قسنطينة .
بعض من أولاد العزّام بزاوية المشيرة
ـ عندما علمت بأن أولاد العزام موجودون بالمشيرة ، تراءت لدي عدة مشاهد عن كيفية وصول و استيطان مناطق المشيرة من طرف أولاد العزام ، و المشيرة تقع عند الحدود الفاصلة بين ولاية ميلة و ولاية أم البواقي و هي تبعد عن مدينة شلغوم العيد بحوالي أربعة عشر كيلومتر من جهة الجنوب .و قد حكا لي بعض من أولاد العزام بأنه كانت هناك صلة و تواصل بين أولاد العزام بمنطقة السباخ و من هم بالمشيرة و ذلك إلى وقت قريب ، حيث كان الآباء و الأجداد يعرفون بعضهم ببعض . و من المناسبات التي التقى فيها هؤلاء بأولئك مناسبة وفاة الشيخ سحنون رحمه الله سنة 1971 م. حيث وصل وفد عزاء كبير من المشيرة إلى آل الشيخ سحنون آنذاك .
ـ عندما زرت زاوية المعمرة في خريف 2008 لم أجد سوى القائم على زاوية سيدي محمد بن يحي ، و رأيت الأضرحة بداخل المبنى الذي أعيد تشييده و طلاؤه ، و رأيت تلك المقبرة الكبيرة التي تضم جثامين المئات إن لم تكن الآلاف من الموتى ، و سألت القائم عن علاقة هذه الزاوية بمثيلتها الموجودة بالمشيرة ، فقال إنه ابن المرابط سيدي أحمد بن محمد بن يحي ، هو الذي ذهب هناك .
فسألته إن كان قد أتبعه بعض من سكان زاوية المعمرة ، فرد بالإيجاب و أن الكثير من العائلات التي كانت مقيمة بإقليم المعمرة ، ذهب البعض من أفرادها عن طواعية لمصاحبة سيدي أحمد ، و للتبرك بالزاوية الجديدة بالمشيرة .
ـ و عندما بحثت عن تاريخ إنشاء هذه الزاوية لم أجد تاريخاً أو وثيقة تدل على ذلك ، و لكن وجدت ـ أن شارل فيرو ـ ذكر في إحدى مذكراته حول تاريخ قسنطينة ـ بأن شيخ العرب احمد بن السخري ، أصدر ظهيراً بموجبه يُحترَم الشيخ زروق مرابط زاوية المشيرة الموجودة بين أولاد عبد النور و التلاغمة و ذلك في شهر جمادى الأول سنة 1062 هـ الموافق 1652 م . و نستنتج من ذلك أن هذه الزاوية قد شيدت قبل ذلك بسنوات قليلة ، و قد يكون أولاد العزام قد استوطنوا المشيرة على الأقل منذ تاريخ 1652 م . و هم اليوم بالمشيرة و بولاية أم البواقي المجاورة .
ـ و نستنتج من ذلك بأن المرابط أحمد بن سي محمد بن يحي لما غادر سقف عائلته بالمعمرة ، كما فعل أبوه من قبل ، يكون قد استقر به المقام بالمشيرة ، و سرعان ما لحق به صهره زوج أخته الشيخ زروق الذي أسس الزاوية .
ـ و لا يزال المتقدمون في السن من أولاد العزام ، يرددون أبياتاً من الشعر الملحون ، لا ندري من هو قائلها و هي :
ننده بأسيادي أولاد العزام …. أصحاب البرهان و النية
أهل السبحة و القرآن….. و جوامعهم في كل ثنية
نندههم رجل و إمرا ….. و القدّاش اللي يقرا
و معهم سيدي الخثير …. في المشيرة من قبلة
و نورد هنا ما جاء على لسان ـ شارل فيرو ـ حول زاوية المشيرة في كتاب ـ مونوغرافيا أولاد عبد النور ـ
زاوية بن يحي و بن زروق
ـ إن إقليم زاوية بن يحي و بن زروق ، كان في السابق حبوساً لعائلة المرابط سيدي محمد بن يحي. فبالقرب من عنصر الماء الرائع المعروف باسم عين المشيرة يرتفع الجامع الذي يوجد بداخله ضريح سيدي أحمد ، ابن مرابط المعمرة . فالجامع اليوم هو في حالة يرثى لها ، و لكن ذلك لا يمنع الأهالي من دفن موتاهم كما في السابق . للزاوية حكاية عجيبة ، نسجلها هنا ، لأنها تعطي الانطباع بأن الجبال المحيطة بالمشيرة كانت مغطاة بالغابات .
ـ فبالقرب من ضريح سيدي أحمد كانت الزاوية التي أسسها زروق صهر سي محمد بن يحي ، الذي لفظ آخر أنفاسه بها ، و بها أخذته البغلة إلى المعمرة .
ـ كانت زاوية سيدي أحمد عامرة دوماً ، و بها عدد كبير من الطلبة الذين يعيشون على الصدقات و الزكاة . و خلال هذه الفترة كان الوطن به غابات كثيفة ، تعيش فيها حيوانات من كل جنس في الجبال التي تعرت اليوم .
ـ فقد وجد الطلبة لبؤة متقدمة في السن و في حالة عجز ، فأخذوا أشبالها الصغار إلى الزاوية ، و قد كبُر أحد الأشبال في وسط الطلبة ، و لكن حدث ذات يوم و هو يداعب أحد الطلبة أن عضه ثم انتهى به الأمر أن قضمه و التهمه ، بعدما أعجبه لحم البشر .ففي الحال قام الطلبة بطرد الشبل بالحجارة و العصي ، و لكن في الغد ، لاحظوا غياب طالب ثان . منذ تلك الحادثة هُجرت الزاوية و سقط السقف و لم يفكر احد في إعادة بنائه . و تتربع أراضي الزاوية على مساحة قدرها 15256 هكتار.
حمام السخنة في27 مارس2009
ولنذكر الآن بعض المؤلفات التي عالجت موضوع الأنساب خلال العهد الذي ندرسه , وكذلك المؤلفات التي تقف ضد المغالات في ادعاء الشرف , وردود الفعل . ولا شك أن هذا موضوع شائك عند بعض الناس . غير أننا لا نهتم هنا بغير الجوانب التاريخية ( 2)
(2) عالج الهواري التواتي في بحث له بعنوان ” الاعتزاز بالجدود والنظام الرمزي الشريف في المغرب الأوسط خلال القرن 17 م ” في مجلة ( أرابيكة ) مجلد 39 , سنة 1992 , ص 1-24 , وهو بالفرنسية , تناول فيه مجموعة من المؤلفات التي أرخت للأشراف في الناحية الغربية , ومنها عقد الجمان , للتجيبي , وفتح الرحمان للراشدي , وغيرهما , وأشار الهواري إلى وجود كتاب في التوثيق من تأليف حسن بن محمد العطار , الجزائر (؟) , ذكر فيه أخباراً عن الأشراف .
.
2- شرح محمد بن الأعرج السليماني على منظومة بغية الطالب في ذكر الكواكب ,لعيسى بن موسى التجيني الغريسي , والكواكب هنا هم الأعيان أو السادات ( الأشراف ) كما سماهم صاحب الشرح .
3- منظومة ” الفتح ” لشعيب بن علي الجليلي , قاضي تلمسان , وهي أرجوزة نظم بها ” عقد الجمان النفيس في أعيان شرفاء غريس ”
4- الحدائق الزاهرة الغصون في ذكر آبائي إلى النبي الكريم , لإدريس بن محفوظ الدلسي , ترجم فيه لأسرته التي هاجرت من الجزائر ( دلس ) إلى تونس , وقال إنهم أشراف .
5- قبائل الشرفة ( الأشراف ) , كتاب من تأليف محمد بن بوزيد , وعنوانه كتاب ” الحقيقة ” . ونحن لا نعرف عن المؤلف أكثر مما ذكره المترجم والمستشرق الفرنسي ( آرنو ) الذي نشر منه قطعة في المجلة الإفريقية . فمن هو المؤلف ؟ وما عصره ؟ وما كتابه بالضبط ؟ وما قيمته العلمية ؟ سيظل كل ذلك مجهولاً إلى أن تتوفر معلومات كافية .
6- منظومة في الأنساب و ” التصوف ” قالها مصطفى المختاري في الشيخ الهاشمي بن علي بوشنتوف ونسبه . والهاشمي المذكور هو جد الهاشمي مؤلف كتاب ( مجموع النسب ) . وهي في بضعة أبيات .
7-ألف عبد الله حشلاف , قاضي الجلفة في وقته , كتاباً في الأنساب أيضاً , عنوانه سلسلة الأصول في شجرة أبناء الرسول . وهو مطبوع ؟ وقد وصفه الشيخ أحمد توفيق المدني بقوله :” صديقنا الفاضل القاضي النزيه ” وأخبر المدني كذلك أن ( سلسلة الأصول ) فيه فوائد تاريخية جليلة , ولعل المقصود بالتاريخ هنا الأنساب على الخصوص . وذكر مصدر آخر أن لحشلاف كتاباً في الأشراف والأنساب عنوانه ( بهجة الأنوار في نسب آل بيت النبي المختار ) وقيل إنه ذكر فيه بعض العائلات الشريفة في الجزائر ( المدني – كتاب الجزائر ص 95 )
8- وقد ألف الشاعر عاشور الخنقي كتابه أو ديوانه منار الإشراف ونظم عدة قصائد في أنساب البوازيد وأولاد نائل وغيرهم , ويمكن القول إنه ” تخصيص ” في موضوع الأشراف في وقته , ونصب نفسه للدفاع عنهم , واعتبر عصاتهم من المغفور لهم . وقد لاقى في سبيل ذلك العنت والإرهاق والسجن , وهاجمه بعض المعاصرين هجوماً عنيفاً , ومنهم محمد الصالح بن مهنة , ومحمد بن عبدالرحمن الديسي , وربما الشيخ الطيب العقبي أيضاً .
9- تاريخ الأشراف , لإبراهيم العوامر , ولعله هو الجزء الخاص بالأنساب والذي نشر مع كتاب ( الصروف في تاريخ الصحراء وسوف ) لنفس المؤلف
10- كتاب مجموع النسب والحسب والفضائل والتاريخ والأدب في أربعة كتب , من جمع وتأليف الشيخ محمد الهاشمي بن بكار , مفتي معسكر في وقته ( 1961 ) والكتب الأربعة التي يعنيها هي : القول الأعم للطيب بن المختار , وكتاب النسب للعشماوي , وشرح منظومة التجيني لابن الأعرج , وقد أتينا على ثلاثتها . أما الرابع فهو منظومة ابن بكار نفسه مع حاشية وضعها بنفسه عليها , وقد سمى ذلك ( نسمات رياح الجنة … ) .
رد مع اقتباس
أصول أسر قبيلة بني سيدال
اعتمد في نسب أسر بني سيدال و أصولها علي نسخة من وثيقة تقييد نسب قلعية الموجودة بالخزانة العامة بالرباط ضمن مجموعة كتاب الأنساب تحت رقم 1275 ك . خ .ع. ر، كما اعتمدت كذلك في مواقع استقرار الأسر على الأستاذ حسن الفكيكي في كتابه ” المقاومة المغربية ” و ما عدا ذلك فإني أحيل على المصدر في أسفل الصفحة .
أهم التجمعات في قبيلة بني سيدال :
– إمجاظ : أتوا من بني سنوس التلمسانيين استقروا بالسفح الغربي من الكعدة .
– إياسينن : من بني عتيق اليزناسيين يجاورون إجواون عند منبع واد تييا أحد روافد واد بو حمزة بشرق الكعدة .
– إجواون : كان استقرار الجماعة الأول بالجبل حيث احتل أفرادها حافة واقعة شمال الكعدة يشرفون من هناك على حوض واد المدور و هم ينقسمون إلى إجواون إقذيمن ( القدامى ) حيث المدشر الأصلي عند منبع واد غساسة و إجواون تازروت و إبرحوتن ( أولاد بن رحو) و هناك إجواون لوطا المستقرون على السفح الجنوبي الغربي من جبل وكسان بجوار الضفة اليمنى من مجرى واد كرط .
– أولاد عمر بن عيسى القيطوني : و هي إدريسية النسب استقرت على سفح صغير واقع بين إمجاظ و تيميزار ثم ابتعدت إلى موضع بالناحية الغربية من الكعدة المشرف على واد تييا, و اكتسبت هذه الأسرة شهرة واسعة في قلعية في النصف الثاني من القرن الحادي عشر بما أبدته من حماس في حركة الجهاد
– و من القيطونيين تفرع إزرياح المستقرون بنفس المنطقة حاليا
– أولاد يشو الذين استقروا على مرتفع شمال تيمزار و منهم تفرع إتوتوحا و يرجع أصلهم إلى بني وكيل من بني خالد بقبيلة بني يزناسن .
-إعدوين : و عدوية إحدى مشيخات بني سيدال وهم عامريون من بني هلال كانت سكناهم بالقرب من تيمزار الشمال الغربي للكعدة .
– القضيا ( القضاة ) من ايت عيسى المستقرين على الضفة اليسرى من مصب واد كرط وذكر صاحب وثيقة تقييد نسب قلعية أن جدودهم كانوا قضاة بغساسة لذا استحقوا كنية القضاة .
تقع مساكن الأسرة وسط الكعدة في مكان متحجر بين تيمزار و أولاد عمر بن عيسى القيطوني .
– أيت غانم يقع مدشر الأسرة بالقرب من قرار عمر بن عيسى جنوبا ويسارا من مجرى واد إعدوين و توجد أسر منهم في لوطا غرب جبل وكسان بقرب من منبع واد إغزار أوماسين تحت اسم أولاد غانم أوعفرون .
– ايت فكلان : اليزناسيون تشتت أسرها في مداشير القبيلة .و هي اسم لإحدى المشيخات في القبيلة .
– إغيل أمطغر اسم لمدشر استقرت فيه أسرة من العسارى قرب جبل وكسان الوافدة على قلعية من فكيك .
– إمهياتن ( المهايا ) أحلاف بني مرين استقروا في القرن العاشر بمكان يطلق عليه باروال المجاور لمسارح إغزار أوماسين
– إبرداعن وهم صانعوا البرادع جيران المهايا مستقرون بين رأس مطواع في الجبل و إغزار أوماسين في السهل و هم حسب صاحب تقييد نسب قلعية من الحراطين .
– فرقة الثلاث : و تعرف اليوم بأربعاءالثلاث بني سيدال مركز بني سيدال الجبل و تحتل من الوجهة الجغرافية واديا عريضا حفرته مياه تازوضا أهم روافد إغزار أوماسين تألفت الجماعة خلال القرن العاشر الهجري من أربع أسر : إمعتوكن و إبحجرن و إحشرن و إدراين .
و يحتوي مجالها على السوق الأسبوعي الذي يعقد يوم الأربعاء و قيادة و جماعة محلية ومستوصف و بريد و مدرسة و إعدادية للتعليم الثانوي و مركز فلاحي.
-إلحيانن : يرجع أصلها إلى الأصل الإدريسي خرجت من فكيك إلى جبال ترارة الجزائرية ثم ببني يزناسن لتستقر أخيرا بقلعية .في فترة ما قبل القرن العاشر الهجري قرب جبل وكسان في منخفض يجري فيه واد يعرف باسمهم ( ثار نواعربن ) و قسم منهم يوجد بخمس الكعدة يدعى بإلحيانن الجبل تمييزا لهم عن إلحيانن لوطا الذي بجبل وكسان .
– الوكيليون المستقرون بثلاث ينتسبون إلى أبي وكيل أحفاد مولى إدريس الثاني
– القرشيون المستقرون بإغيل اومدغار وافدة على المنطقة من الأندلس ومنهم من انتقل إلى تطوان
– الورياشيون أسرة إدريسية وفدت على قلعية من فكيك حسب ما ذكر في وثيقة شجرة الورياشيين التي كانت في حوزة العربي الورياشي
– مطواع : يوجد في مرتفع جنوب إغيل امطغر وعلى سفح يمتد إلى بروال و إشراعن .
أصل سكان مطواع يرجع إلى أكروم و هو الاسم العائلي الغالب على السكان توجد فرقة منهم في لوطا .و حسب الروايات الشفوية أن أصل إكرومن هي الروايات نفسها التي تلقيتها عن أصل أيرومن و كلها يؤكد الانتساب إلى الطفل الصغير الذي نجا من بطش السلطان الأكحل الذي أباد رجال قلعية الذين أهانوا أباه , بفضل ذكاء أمه الذي ألبسته ثياب الفتيات
إشراعن : فرقة بين ثلاث و بروال وفدوا على القبيلة من ناحية بركان قرب واد شراعة و توجد فرقة منهم في بني بوغافر .
أولا. ربع بني فكلان :
إعوديا – إولاد الطاهر – قشي –إموستن -إقديما الجبل- إبختيين-إعلوين –إعزانن الجبل –تزروت –إغيل أومدغار –إقوراشن – أولاد عمر أوعيسى –إزارياح –تيميزار- القضيا- إمجاظ- إلحيانن الجبل – مطواع – تانوت – أولاد لحسن أولاد حسين – تفرداست – إحماشن.
ثانيا. ربع عدوية :
إغنوين – إغيل بوفاح –إريانن – ايت دراين – ثلاث – إصغراوين – إمحوتن – إعراصن – إشراعن – بروال – إعبوثن .
ثالثا. ربع أولاد ياسين :
إبعلوتن –إموحاي- إشويطا – إمرابضن – توزارين – إلحيانن – أولاد حدو أوعمار – تريبيا – إفنطراس – إبجيون- إيزنبيون . إعمورن – كعدة معمار – إزحاف – تالوزيت – إزران –الحمام – أولاد علي أعمار.
رابعا. ربع أجواوة :
أولاد غانم أوعفرون – إريوتن – كدية حامد – تاغزوت –إمعروفن – حجرة علي – بوحوا – رعزيب علال أقدور – إموساتن – بنعياد- إقديمن ياشن – إعشون – إقرياح – بوثمراقت – إبوحجارن – لعسل – إشكريون – لهدر – إدرازن – لحرش- بوزريب – إبوصوابن – إعكشيون – إموشون – ساب أو موسى.-ثيشارمن التي تتكون من الدواوير التالية :
-إمسعوداثن –أزروأوفار- وارطوال- إفرلن إغلالن – بوميا –كرا-رعزيب أوغريس-إعودين لوطا- مدكات –إلغمان.
بني كولان في اي نسابية متوفرة اليوم سواء بين الكولانيين في المغرب او في ليبيا
هم اولا اشراف ادارسة اقحاح وصرحاء النسب بشهادة كل النسابة هذا مفروغ منه
من جهة اخرى ما بين ايديهم اليوم من نسابيات تدل على ذلك وموضوعنا هذا لايشكك فيها
انما هو علم وبحث كلما وجدنا ما هو اكثر قبولا وتصديقا اوردناه وهذا ما فعلناه في هذا الموضوع وكنت كتبت عنه كثيرا في منتديات اخرى
وما يوجد اليوم من نسابيات تختلف او تتداخل بين بعضها لا يجعلها توصف بالضعف او الخلل
انما تصح النسبة وهذا هو المهم او كان المهم
وقد جاء دور او وقت التدقيق لنراكم الجهود ونزيد عليها ونعترف بالفضل والسبق والعلم للسابقين لقد اتاحو النا الفرصة لنقول على قولهم وبالله التوفيق.
وهذه سلسلة بني كولان كما اوردها الاخ وكتب انها المشجرة القديمة ورايتها في نسخة محمد بن علي الشريف في مخطوط روض الازهار وايضا في مخطوطتين للبكري
كتب صاحب السؤال
السادة الأشراف
أبناء محمد كولان
المشجرة القديمة
محمد بن أحمد
عبد الله
مسعود
عيسى
عثمان
إسماعيل
عبد الوهاب
يوسف
عمران
يحي
عبد الله
أحمد
إدريس الأصغر
إدريس الأكبر
عبد الله الكامل
الحسن المثنى
الحسن السبط
الإمام علي – فاطمة الزهراء
رسول الله (ص)
وازيد عليها مشجرة السقفيين وبنو جرمون من السلسلة الوافية للعشماوي
بنو جرمون
اما بنو جرمون أهل فاس و منهم فرقة بإزاء فجيج و منهم فرقة في مدينة تلمسان فجدهم اسمه سيدي أحمد بن محمد بن عبد الله بن يوسف بن عيسى بن موسى بن عمران بن يحيى بن عبد الله بن أحمد بن إدريس بن إدريس.
السقفيون
اما السقفيون …. فجدهم سيدي ابراهيم بن أحمد بن عمر بن مسعود بن عثمان بن اسماعيل بن عبدد الله بن يوسف بن عيسى بن موسى بن عمر بن يحيى بن عبد الله بن ادريس بن ادريس
يجب ان اطيل لابين اين وقع الانحراف او التمفصل والانعطاف عن جادة النسابية السليمة
يقول المقري صاحب المختصر على بن جزي وهو يضيف السقفيين الى زمرة العمرانييين
“…وفي الشهد من تلمسان السقفيون
اولاد ابراهيم بن عثمان بن عبد الله بن سعيد بن عامر بن عمر بن ابي موسى عمران الاكبر الحسني…” وبالنسبة له عمران الاكبر الحسني هو ابي موسى عمران الاكبر بن عبد الرحمن بن صالح بن محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن ادريس بن ادريس بن عبد الله الكامل
لقد توقف عند عمران على اساس انه معروف او ان سياق الكلام حوله فقد عدد الفرق وقد قال في بداية سياق الحديث عن بني عمران انهم بنو عمران ابي موسى عمران الاكبر بن عبد الرحمن بن صالح بن محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن ادريس بن ادريس بن عبد الله الكامل
وانظر ماذا يقول السيوطي وهو المكناسي وليس المصري المشهور كتاب رفع التلبيس عن ذرية ادريس بن ادريس
وفي واد زا اولاد مولاي عتيق الحسني فهم اولاد موسى بن يحيى بن عمران بن محمد بن داود بن موسى بن عمران بن زيد بن صفوان بن خالد بن زيد بن عبد الله بن ادريس بن ادريس
وفي بنوكولان في واد زا جدهم محمد بن عبد الله بن عمران بن يحيى
وبنو معزي في ……….جدهم موسى الملقب معزي بن احمد بن محمد بن عبد الله بن عمران بن يحيى
ويقول في ورقة اخرى من نفس المخطوط
وفي تادلة ايت بنو عمران واصلهم من دار البقري من ناحية العتيق ومنهم عند بنو كلال من واد زا وبنو معزي جدهم
عمران بن محمد بن عبد الله بن عتيق بن موسى بن يحيى بن عمران بن محمد بن داود بن موسى بن عمران بن زيد بن صفوان بن خالد بن زيد بن عبد الله بن ادريس بن ادريس
بنو كلال ذكرها العشماوي وسيذكرها السيوطي لاحقا
ثم ان بنو معزي وبنو كلال من العمرانيين في واد زا الذي فر اليه عمران الاب الاكبر للعمارنة فارا بعد سقوط قلعة حجر النسر وقال ابن جزي انه فر الى واد زا بتلمسان
فواد زا هو اليوم في اقليم تاوريرت المغربية لكنه قريب من تلمسان الجزائرية يعني قريب من الحدود بالمقارنة مع فاس عندما يكون الحديث من نسابة عن اقاليم كبرى وليس مدن كما نتصور
زاد السيوطي
دكر شرفاء بني عتيق بواد زا
وهم بنو كلال وبنو معزي ابوهم عتيق بن موسى…….الى اخر النسابية السابقة
الذي اربك النسابة اللاحقين هو التوقف عند عمران بن يحيى الذي جعل التداخل او الارتباك ظاهرا وبينا
فمخطوط ابن جزي ومختصر المقري والمكناسي السيوطي ظهروا قبل القرن العاشر
لكن العشماوي ظهر بعد سنة 1040هجرية
والمنشور اخذ من نسخة كتبت سنة1225
” ذباب بن مالك” و”عوف بن مالك”:
(أ) قبائل ذباب منهم: أولاد أحمد ، وبنو يزيد ، وصبحة ، وحمارنة، وخارجة ، وأولاد وشاش وفيهم حريزــ جواري ــ محاميد ، والسليمان ، والنوائل ، وأولاد سنان ، وأولاد سالم وفيهم أولاد مرزوق ـ علاونه ـ أماين .
(ب) قبائل عوف ، منهم جذمين:
1- مرداس : وفيه فرعان كروب ودلاج ، وكروب فيه بنو علي ، ودلاج فيه طرود.
2- عـلاق : ومنه حصن وتفرع من حصن ( بنو علي ) ، و(بنو حكيم) فمن : علي قبائل : بدرانة ، وأولاد نامي ، وأولاد صرة ، وأولاد مري ، وحضرة ، وأولاد أم أحمد ، وأهل حصين ، ومصاوية، وحمر، وجمياط ، ورجيلان ، وهجر.
ومن حكيم قبائل: أولاد صابر ، والشعابنة ، ونمير ، وجوين ، وزياد ، ومقعد ، وملاعب ، وأحمد , ونوة ، ومهلهل ، ورياح بن يحيى ، وحبيب .
هذا اللقب موجود في كثير من ولايات الجزائرية الجلفة ، غرداية ، ورقلة ، تيزي وزو أظن . ينحدرون من جدي بن علي بن جدي بن سعد بن سالم بن نائل إلى التأصل في النسب الشريف فهم من قبيلة أولاد جدي النائلية العربية الممتدة جغرافيا من عين الإبل فالدويس فعين الشهداء فدلدول فمسعد والجلفة دون أن أنسى منطقة سيدي بوزيد إلى الأغواط . والمميز لهذه القبيلة الإنتشار وقلة العدد مع أنها اصل أولاد خناثة ومن أعلامها في الجلفة سي بوبكر عياشي العالم بكتاب الله والشيخ بن محمود شيخ زاوية المجبارة وشباب أفاضل علماء كثيرون
الزرندي
أسعد أفندي
الإمام
المليباري
إلياس
المصلي
بوقس
أبار
الأنقوري
الأسكداري
البلوشي
الشندي
أ حمدي
الأركلي
البوق
مخدوم
الآغا
الآغوات
انديجاني
تخته
الأندلسي
الأزهري
النجار
أزمرلي
الأرفوي
الابار
الحركاتي
العويضة
أرنـود
الأزبكي
رشوان
فقيه
الأوغاني
الابياري
بافقية
أسكوبي
الأدريسي
الأيوبي
قصاص
أسماعيل
أولياء
الأطروش
حجر
زاهد
أرض رومي
الأدنوي
محروس
مغربل
الأرزنجاني
أودة باشي
عثمان
مرعي
البرزنجي
البري
النحاس
آل حادي
البساطي
البلطجي
اللال
ساعد
السجادجي
باشعيب
المرشد
المهندس
بافضل
بيض الشامي
قاسم
ضياء الدين
البناني
البكري
الدمياطي
البرناوي
البخاري
البصري
فوال
بلاجي
البصراوي
الباشا
الصيني
البشاوري
البوشناق
البنقالي
العروسي
عينوسه
البغولي
البصنوي
الافغاني
السمرقندي
بيرم
البلخي
شقرون
الشنقيطي
البرادعي
باعلوي
أركوبي
غوني
جمل الليل
البيتي
سراج
عبدالعال
بلاخي
بدو
حكيم
أورفلي
البزاز
البحيري
رزق
انديجاني
تقي
التاجوري
صند قجي
آل سليهم
تاج
التمتام
القرطلي
عبده
التهامي
تمام
أبو الفرج
الشولاق
التادلي
توفيق
حسوبة
العيتاني
الجوهري
الجوزي
حافظ
كاتب
الجامي
الجبرتي
الهوساوي
فلاتة
جبريل
جعفر
الدقل
الفضل
الجزائري
جاد الله
غلام
الطرابيشي
أبي جيدة
الجاوش
العربي
المليباري
جمال
الجنيد
الفلسطيني
ابو شرقية
جسوس
الجنقرجي
سليهم
ديري
جيلان
الحجار
نجدي
دهلوي
الحضرمي
الحميداني
كعكي
بن لادن
الحلبي
حجي
شاهين
أسعد
الحريشي
حلابة
المسعود
النخلي
الحجازي
حمودة
بن طالب
روشن
الحراجي
حماد
حبيب
عبدالجواد
حيدر
الحلواني
مرزا
الحيدري
الخليفتي
الخياري
الخجندي
خوج
الخواجه
الخضاري
الخيبري
خشيم
الخالدي
الخياط
الخطاط
الدقاق
الدراوي
دده الرومي
الدفتر داري
الدوركلي
الداغستاني
الدمياطي
دشيشه
الدسوقي
الدهري
رضوان
الرصافي
الريس
الرومي
رشيد
الأخضر
الزيني
زكي
الزللي
الزيتوني
زاهد
السمان
السقاط
السندي
السعودي
السبحي
السلاوي
الشامي
شعيب
شحاته
الشعاب
صديق
الصائغ
الصوفي
الطيار
الطباخ
الطرابلسي
الطيب
ظافر
العمودي
عبدالشكور
عاشور
الغلام
الفوال
القمقمجي
القباني
الكردي
الكراني
الكاتب
مراد
مقيم
المفتي
المسعودي
المجلد
المسكي
نور خان
هاشم
السيد هاشم
اللاهوري
الوارقي
ولي الدين
واصل
ياللنز
بديري
أبو غرارة
بيت ازمرلي
بيت الإمام
بيت الافغاني
بيت المغربي
بيت البديري
بيت الانديجاني
بيت البرناوي
بيت تخته
بيت حافظ
بيت الحركاتي
بيت دشيشه
بيت خليل
بيت الجراح
بيت حسوبة
بيت حفظي
بيت حكيم
بيت خاشقجي
بيت وعدو
بيت الدقل
ال الرفاعي
بيت الزغيبي
ال العينوسة
ال غوث
بيت عشقي
بيت خليفة
بيت الشاعر
بيت السمرقندي
بيت شقرون -وليست عيلة واحدة
بيت الشندي
بيت شلبي
بيت شيرة
بيت الصيرفي
بيت الصيني
بيت ضياء الدين
بيت الطرابيشي
بيت عجوزة
بيت العربي
بيت العويضة
بيت العيتاني
بيت غلام
بيت فرغل
بيت الفضل
بيت فلاتة
بيت فوال
بيت قاسم
بيت الكاتب- وليسو عيلة واحدة
بيت بافقيه
آل هاشم
بيت القاضي
بيت القين
بيت الكتامي
بيت الكعكي
بيت مرشد
بيت مشرف
بيت المحلاوي
بيت المليباري
بيت المهندس
بيت النجار
بيت النزهه
بيت الهوساوي
بيت اليماني
بيت الشنقيطي
بيت سبيه
بيت سنبل
بيت ابو خضير
بيت العروسي
بيت عزوني
بيت عفيفي
بيت الختني
بيت النمنكاني
بيت النقشبندي
بيت زيدان
آل البيتي
آل مشيخ
آل الحسيني
آل السقاف
بيت باعبود
بيت العلوي
بيت براده
بيت الصندقجى
بيت السمكرى
بيت البواب
بيت المزين
بيت الحلاق
بيت الحداد
بيت القطان
بيت المشحط
بيت عبد الجواد
بيت ميره
بيت الكندرجي
بيت ابو مريم
بيت ابو عيشة – من النخاوله
بيت ابو امنه
بيت مد الله
بيت السنوسى
بيت السوسي
بيت حجار
بيت حجام
بيت سراج
بيت ابو عيفه -من النخاوله
بيت البركات
بيت الهوساوي -هم اصول من قبائل افريقية
بيت الديرى
بيت صقر
بيت البالي
بيت طه
بيت بصري
بيت المدني -وليسو عائلة واحدة
بيت الصائغ- وليسوا عائلة واحدة
بيت الشدقمي
بيت الخياري
بيت أبوالفرجي
آل الطرابزوني
بيت بازهير
بيت المحضار
بيت الدعيس
بيت باسلامة
بيت رضوان
بيت الطيار
بيت التبر
بيت رزق
بيت السمان
بيت زللي
بيت حلابة
بيت الفيخراني
بيت العزوني
بيت الحواري
بيت السندي
بيت النوار
بيت الغسال
بيت الدقاق
بيت السطيح
بيت السطوحي
بيت البديري
بيت نور
بيت الخشه
بيت الريفي
بيت حسوبه
بيت صادق
بيت البغدادي
بيت البدوي
بيت الشندي
بيت الصباغ
بيت العيساوي
بيت الفت
بيت سراج
بيت محروس- وليسو عائلة واحدة
بيت خليل
بيت العياد
بيت عبده
بيت الكياله
بيت قطب
بيت شيحة
بيت خشيم
بيت سرور
بيت الكومي
بيت النعمان
بيت العزي
بيت الغاطس
بيت ابو عوف
بيت الشاوش
بيت عبدالعال
بيت مقليه
بيت خريص
بيت البدوي
بيت البديوي
بيت جمال
بيت زارع
بيت سلامة
بيت أسعد
بيت العسيلان
بيت ساعد
بيت الكابلي
بيت دياب
بيت ابو طالب
بيت توفيق
بيت الفارسي
بيت الصويغ
بيت شكري
بيت الطيب- وليسو عائلة واحدة
بيت الصنفيري
بيت بشناق(بوشناق)
بيت القرطلي
بيت الطائفي
بيت الأيوبي
بيت عصر
بيت صبر
بيت خضر
بيت حلمي
بيت الياس
بيت الأسكندراني
بيت فيزو
بيت عبدالشكور
بيت الحجازي
بيت الصعيدي
بيت الكيوي
بيت مقنص
بيت البوق
بيت الديب
بيت السيسي
بيت الدفتردار
بيت القمقمجي
بيت الكردي
بيت زاهد
بيت العقالي
بيت السيد
بيت العوارى- من اصل حربي اسم القبيلة القائدي
بيت ابو ذراع- من اصل حربي اسم القبيلة الحازمي
بيت خنيفس
بيت جليدان
بيت الهندي
-بيت عمران الحبوبي
-بيت المشهدي
-بيت البادي
-بيت النحاس
والأربعة الأخيرة ذكر الزيدان في ذكريات العهود انهم من الشيعة
بيت مفتي
بيت العلام
بيت عرقسوس
بيت رشوان- وهم 3 عوايل
بيت تمراز
بيت الدسوقي
بيت مدرس
بيت الكماخي
بيت الديولي
بيت ثروت
بيت الصباغ
بيت العشري
بيت محبت
بيت البوق
بيت ازبك
بيت النجدي
بيت الحلواني
بيت شكرجي
بيت الحوالة
بيت أدهم
بيت عصمت
بيت الخربوش
بيت الخريجي
بيت العقبي
بيت زبيري
بيت رشيد
بيت رضا
بيت ساب
بيت الميمني
بيت هائل
بيت عابج
بيت داغستاني
بيت العامودي
بيت المزيد
بيت البحري
بيت الشيخ
بيت ولي
بيت شقلبها – ويسمو حاليا بيت كمال
بيت خميرة- ويسمو حاليا بيت مغربل ومنهم رجل الأعمال(عبدالغني حسين) والمغربل ليست عيلة وحدة
بيت المغربل
بيت مرسي
بيت مصلوخ
بيت زاكور
بيت عزي
بيت الأزهري
بيت رجب
بيت السندي
بيت حسين
بيت طاهر
بيت خوشحال
بيت الكعكي
بيت سنان
بيت الخطيب
بيت الفرحان
بيت المصباحي
بيت جليدان
بيت الأنصاري
بيت الخيمي
بيت رفيق
بيت الزيتوني
بيت الجبرتي
بيت الخطيري
بيت الخطراوي
بيت خوجة
بيت خجا
بيت الشريف-وهم ليسو عائلة واحدة
بيت الأدريسيي
بيت الأورفلي
بيت الآغا
بيت البرزنجي
بيت البكري
بيت الشناوي
بيت الجزائري
آل جمل الليل
بيت الخياري
بيت الدمياطي
بيت عاشور
بيت العمودي
بيت عالوه
بيت الغسال
بيت زروق
بيت ابو عظمة
بيت العلمي
بيت ناصر
بيت المنصوري
بيت العقالي
بيت الكتبي
بيت الانصاري
بيت أسعد افندي
بيت أبو الجود
بيت العطار
بيت بلاجي
بيت الوصابي
بيت المهدي
بيت البدرشيني
بيت القشقري
بيت الحيدري
بيت قاري
بيت قاره
بيت البخاري
بيت الجماز
بيت فلمبان- وهم ليسو عائلة واحدة
بيت المرغلاني
بيت البخرجي-ويسمو حاليا بيت الغوني
بيت سروله
بيت حفني
بيت البري
بيت الطاسجي
بيت أبو الذهب
بيت الجبلاوي
آل عباس
بيت عابد
بيت يار
بيت البحري
آل نواب
بيت موسى
بيت الترك
بيت التركي
بيت خليل
بيت العقيل
بيت زين الدين-ويسمو ببيت الأنصاري
آال عبدالقادر
آل عبدالغفار- ومنهم (منصور محمود عبدالغفار) رئيس المجموعة المالية في مجلس الشورى
بيت الفل
بيت الشاهيني
بيت شاهين
بيت الدسوقي
بيت المديني
بيت الباز
بيت الشكرجي
آل العقاد
بيت سفر
بيت الخطاب
بيت سطيح
وجد قبيلة في غرب الجزائري تسمي الوهايبة
-نسبها:
قبيلة أولاد نهار هي إحدى القبائل التي تنحدر في نسبها من الإمام إدريس ابن إدريس بن عبد الله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه وفاطمة الزهراء بنت سيدنا محمد رسول الله – صلى الله عليه وسلم وفي هذا الشأن قال عبد القادر الفاطمي في تاريخه كتاب الأصول {{ نبين الأشراف ولا نذكر ذريتهم لأنه إذا ظهر الأصل فالفرع تابع }} وقال أيضا : {{ و أنه يفهم من كتابنا هذا أن جميع من نذكره فيه فهو شريف ولا نذكر سوى من هو مشهور عندهم بالشرف}} وفيما يتعلق بسيدي يحي جد أولاد نهار الحاليين قال :{{و من أخيار الأشراف الولي الصالح والشيخ الناصح سيدي يحي بن عبد الرحمن المكنى بابن صفية , وهو جد أشراف أولاد نهار. }} وسنتتبع في هذه الدراسة الإنجاز شديد الأصول التاريخية لقبيلة أولاد نهار بدءا من سقوط دولة الأدارسة التي أسسها إدريس الأكبر , والتي تعود إليه هذه القبيلة في نسبها .
– بعد سقوط فاس سنة 935م على يد موسى بن أبي العافية وتعرض الأدارسة
– إلى اضطهاد والتقتيل والمطاردة , هاجرت أسرة تنحدر من سلالة إدريس بن إدريس بن عبد الله الكامل ( المحض) , من المغرب الأقصى متجهة نحو الشرق لتستقر في جبل راشد بجبال العمور بالأطلس الصحراوي , حيث استقبلت بحفاوة من قبل السكان الأمازيغ الذين كانوا يكنون المنطقة , وكان ذلك حوالي 980م وعملت هذه الأسرة على تعميم وترسيخ التعاليم الإسلامية
في أوساط سكان هذه المنطقة المرتفعة والمتميزة بالهول العليا والأودية الواسعة والمراعي المنحدرة وقد أصبحت هذه الأسرة الإدريسية في مأمن من المطاردة والمتابعة فأقامت بها وكونت شيئا فشيئا تجمعا سكانيا , وقامت بعد ذلك بعقد تحالف مع العمور. وبعد قرون من ذلك برز رجل صالح ينحدر من هذه الأسرة الإدريسية التي استقرت بجبال العمور , يسمى محمد بن أبي العطاء وذلك خلال أواخر القرن13م وأوائل القرن 14م , ويقول في شأنه أحمد بن محمد العشماوي {{ أما سيدي محمد بن أبي العطاء…. صاحب جبل العمور المعروف بعين الفضة , كان رضي الله عنه في كل ليلة يقوم بسلكة , وكل ما عنده من مال وهبه لبيت الله الحرام , وله عشر حجات }} ويذكر أيضا أن محمد بن أبي العطاء خلف ثلاثة أولاد وهم :
– عيسى: انتقل إلى مدينة وجدة في عهد حكم أبي الحسن المريني خلال النصف الأول من القرن 14م أي الفترة ما بين 1331 و 1348م
– علي : انتقل إلى عين أذميرة بضواحي رشيدة وذريته هناك .
– زيد : (نهار) واستقر بضواحي جبل العمور , وهو الجد الأعلى لقبائل أولاد نهار , وأنجب ستة أولاد وهم :عبد الله , ومحمد , وأحمد , ويعقوب , ويوسف وعبد الرحمن , وذريتهم هي التي يطلق عليها اسم أولاد نهار الذين تفرقوا في العديد من البلدان لا سيما في الجزائر والساقية الحمراء و الصحراء الغربية والمغرب الأقصى , والشام . أما القبيلة التي تحظى بهذه الدراسة المتواضعة فهي تلك التي تنحدر من ذرية الأخوة سيدي يحي , وسيدي أحمد , وسيدي موسى , أبناء سيدي عبد الرحمن بن موسى المكنون بأبناء صفية , وتختلط معها بطون ذات أصول عربية وأمازيغية من ذرية الوافدين على الولي سيدي يحي. أخذت هذه القبيلة تتكون منذ أواخر القرن 16م وهي لا تشكل سوى فرعا صغيرا جدا من أولاد نهار . لا شك أن هذا التسلسل التاريخي لقبيلة أولاد نهار سمح لنا بإدراك الملامح الأساسية العامة للقبيلة , وسمح لنا أيضا بالتعرف على نسبها الذي ينحدر من سلالة الأدارسة كما ذكرنا , ومن الوقوف عند أهم الشخصيات في تاريخ هذه القبيلة بدءا من علي بن أبي طالب رضي الله عنه وكرم وجهه وفاطمة الزهراء رضي الله عنها , وانتهاء بالولي سيدي يحي بن صفية , الذي يحظى عند أولاد نهار الحاليين بموسم تكريمي في فصل الخريف من كل سنة , وقد قدمنا نبذا مختصرة حول حياة هذه الشخصيات ف صلة هذه الدراسة , أو في هوامش السلسلة النسب الملحقة بها.
ب-سبب تسميتها:
ترجع تسمية القبيلة بأولاد نهار إلى حادثة وقعت لمحمد بن أبى العطاء ذكرتها بعض المؤلفات بنوع من التفصيل لعل أهمها ما وجدناه مرويا في أربعة كتب وبعض التقاييد التي تمكنا من الاطلاع عليها , والتي اتفقت جميعا حول رواية واحدة في سرد وقائعها وتعليلها لسبب التسمية , وما جاء فيها أن محمد بن أبي العطاء كان عائدا من حجة بيت الله الحرام , فسمع بخبره , واصل بن الزمري (ونزمار) السويدي وهو أحد قطاع الطرق الكبار بمنطقة السهوب , وهذه الشخصية يقول جاك بيرك{JACQUES BERQUE } (( واصل بن الزمري السويدي قائد بدوي من قبيلة سويد التي عرفت خلال القرن 14م بفضل ابن خلدون والتي كانت تتنقل بين جبال الظهرة شمالا , والصحراء جنوبا إذا كانت تسيطر على هذه المنطقة من الجزائر حيث كانت تعتمد عليها دول ذلك العصر {تلمسان , فاس ,تونس} لترجيح الكفة لصالحها)) . وكان واصل بن الزمري السويدي يقود عصابة تتكون من ألف فارس فأغار على بعض أملاك محمد بن أبي العطاء الذي كان منشغلا بالصيد بعيدا عن الربع {المحلة} , ولما رجع لم يجد في محلته سوى الرعاة الذين أخبروه بما حدث, فتتبع آثار قطاع الطرق إلى أن التحق بهم فأنطلق نحو واصل بن الزمري وهو ينشد :
هولي شوق أحبابي كاتم السر قنوط
مكنوالي درعي والسيف المسقوط
فنشبت بينهما معركة حامية الوطيس في واد كان يسمى بوادي اللوز يقع شرق مدينة تيارت , انتصر فيها محمد بن أبي العطاء على خصمه فقتله وصار ينشد :
زرت قبر النبي عدنان في طريق مولاي سبحانه
بجاهه أنقذني سلطاني فلساني فصيح في رضاه
بسيفي قسمت واصل الكافر وصار في جهنم يا ويلاه فأصبح وادي اللوز منذ ذلك اليوم يسمى بوادي نهار واصل , ويطلق عليه أحيانا خطأ نهر واصل ,وهو رافد معروف من روافد وادي الشلف , وفي ذلك اليوم <<أي يوم نهار واصل>> ولد لمحمد بن أبي العطاء ولد سماه زيد , وأطلق عليه لقب نهار نتيجة انتصار أبيه على عدوه في واقعة يوم نهار واصل , فأصبحت ذريته تحمل اسم أولاد نهار وصاروا لا يعرفون إلا بها .
ج-ظهور الولي سيدي يحي بن صفية :
هو سيدي يحي بن عبد الرحمن المكنى بابن صفية , بن موسى بن إبراهيم بن محمد ابن زيد (نهار) بن محمد بن أبي العطاء . والده هو الشيخ عبد الرحمن بن موسى جاء في أوائل القرن 16م إلى الولي الكبير والعلامة الشهير سيدي سليمان بن أبي سماحة البوبكري الصديقي , الجد الجامع لقبائل الزوي الذين ينزلون بمناطق متعددة من الجزائر والمغرب الأقصى ولعل من أشهرهم أولاد سيدي أحمد المجذوب في عسلة بالقرب من العين الصفراء . وأولاد سيدي عبد القادر بن محمد الملقب بسيدي الشيخ دفين الأبيض , فمكث عنده يعلم بزاويته مدة من الزمن , وكان مبجلا عنده ومكرما لحسن سيرته . ولتقواه ومروءته , وبعد ذلك خطب سيدي عبد الرحمن بن موسى من سيدي سليمان بن أبي سماحة ابنته السيدة صفية لنفسه , فقال له والدها : (( لا نزوجها لك حتى تثبت لنا صحة نسبك)) فكان له ذلك بعد أن أثبت صحة نسبه . وتذكر رواية أخرى بأن سيدي أحمد بن يوسف الملياني شيخ سيدي سليمان بن أبي سماحة وسيدي محمد بن عبد الرحمن السهلي هو الذي زوج السيدة صفية لسيدي عبد الرحمن بن موسى المنحدر من ولي جبل عمور (سيدي محمد بن أبي العطاء) وهو الجد السادس لسيدي يحي بن صفية . وقد أنجب هذا الزواج ثلاثة أولاد هم : يحي, وأحمد , وموسى, وذريتهم هي التي تشكل قبيلة أولاد نهار الموزعة في المجال الجغرافي للمنطقة المعينة بالدراسة وفي هذا الشأن يقول الجيلاني بن عبد الحكم : ( أولاد سيدي عبد الرحمن بن موسى هم: سيدي يحي وسيدي أحمد وسيدي موسى , وكان أخوالهم , بعد موت أبيهم لا يدعونهم إلا بأولاد صفية ولا ينسبونهم إلا إليها , لعظم قدرها عندهم ولأنها كانت من الصالحات القانتات وقد ظهر على يدها كرامات ولأن أباهم مات وتركهم صغارا عند أخوالهم ,فلذلك اشتهرت بسبة سيدي يحي بأمه وصار الناس من ذلك العهد إلى الآن لا يذكرونه إلا بسيدي يحي بن صفية )) ولد الشيخ سيدي يحي بن عبد الرحمن المكنى بابن صفية سنة 935هـ الموافق لـ 1529م ونشأ في بيئة دينية حيث درس في زاوية جده لأمه الشيخ سيدي
سليمان بن أبي سماحة اللغة والعلوم الإسلامية والتصوف , على أساس أن التصوف هو إلتماس الحق عن طريق التطهير النفس التي تلوثت بأدران المادة عند حلولها في الجسد وإعدادها لقبوله بالإلهام الإلهي . ولا سبيل إلى عودتها طاهرة إلا بقهر الجسد وإذلاله, وحرمانه من مشتهياته ورغباته الدنيوية , وذلك بالانقطاع إلى العبادة , وممارسة الصلاة و التقشف. فإذا تم ذلك سمت نحو الله, و اقتبست منه المعرفة الحقيقية, وسلكت طريق الحق. ثم واصل دراسته بوادي غير في زاوية مولى السهول بالقرب من مدينة بوذليب التي تقع إلى الشرق من مدينة الرشيدية بالمغرب الأقصى , وتخرج على يد رئيسها الشيخ محمد بن عبد الرحمن السهلي , وتبعا لتوجيهات شيخه توجه نحو الشمال لنشر العلوم التي درسها ولترسيخ الطريقة التي تبعها , فاستقر بجبال تلمسان (( جبال بني سنوس)) وقد أخدت سمعته تتنامى بسرعة حيث كثر تلاميذه ومريده وأتباعه , فأصبحت زاويته مزدهرة وعامرة , وبلغت شأوا كبيرا ذلك أن الرباطان والزوايا الصوفية كان لها إشعاعها الخاص والمتميز في عدة أوساط اجتماعية , ليس لطابعها الديني والتعبدي فحسب بل للعلاقات الإنسانية والمنفعية التي كانت تنسجها بين روادها ومريديها , وللدور السياسي الذي كانت تقوم به أحيانا مع أوضد السلطة .ففي نظر واعتقاد من كان يلتزم بأية طريقة صوفية فإن موقع الزاوية حيث يوجد شيخ الطريقة كان له حرمة فائقة وقدسية عظمى حتى بعد وفاة أصحابها. فكانت مأوى الزوار والمسافرين وملجأ الضعفاء والمحتاجين وقبلة المرضى والمصابين , وكانت أيضا مأمن العصاة والخائفين ووجهة المتحاربين والمتخاصمين , ولكل هذه الخصائص كانت تدفع لها الصدقات والقربان والهبات جلبا للمنفعة الآجلة والعاجلة وتوطيدا لوشائج التضامن والتكافل مع الآخرين )) والثابت عند رجال التصوف أن المعرفة الربانية لا تنتقل أبا عن جد إلا نادرا لأن الله تعالى يؤتي الحكمة من يشاء , ومن يؤتي خيرا كثيرا , وقد رمز سيدي أحمد بن موسى الكرزازي إلى ذلك بقوله :
اليسر يسرك يارب لمن تريد أنت تعطيه
لو كان سرا الله للبيع اللي كثر مالو يشريه
أومنين جا بالتسليم اللي صدق هو يديه
و الثابت أيضا أن سلوك هذا الفن يقتضي الإسترشاد بشيخ عارف على قيد الحياة الذي يأذن لمريديه أن يذكروا إسم الجلالة بهمة عالية ونية راسخة ومثابرة صادقة مرورا بمراتب ثلاث , المجاهدة بدون مشاهدة ثم المجاهدة مع المشاهدة , ثم المشاهدة بدون مجاهدة , ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو فضل العظيم وفي ذلك يقول بعضهم :
السر بالخشوع يفيد والذكر للقلب جبيرة
وإذا صفا قلب المريد الشيخ يوريه المريرة
ويصف النقيب نوال (CAPITAINE NOEL ) الجو العام في منطقة مغنية بالدراسة قبل مجيئ سيدي يحي بن صفية بقوله كان مجتمع هذه المنطقة يعيش في فوضى , فيها تحل القوة محل القانون والعدالة , وكانت النفوس ناضجة لتقبل النفوذ أي رجل تقي ورع ودين , وفي هذه الظروف وفد على منطقة الولي سيدي يحي بن صفية جد أولاد نهار الحاليين) . ولما استقر سيدي يحي بن صفية في هذه المنطقة , واشتهر أمره , أخذ الناس يفدون عليه للأخذ عنه , والنزول عنده , والإلتياذ بجانبه فبعضهم اختار المقام
عندهم بأهليهم وأولادهم , والبعض الآخر اخذوا عنه العلم والعهد . والطريقة ورجعوا إلى أوطانهم , فأما من اختاروا المقام عنده فإن ذريتهم تنزل مع الأولاده وأولاد أخويه سيدي أحمد وسيدي موسى ويشكلون الفرق التالية : العمور, وأولاد المالح , وأولاد علي بن الحاج , وأولاد عبد السلام , وعياض والمقاطيط , وأولاد عمارة , وأولاد براهيم , وأقليات أخرى . وأما الذين رجعوا إلى أوطانهم فكثيرون نذكر منهم على سبيل الذكر لا الحصر الولي سيدي خليفة الشريف بن محمد الدفين قرية خيثر , والفراطسية وهي فرقة انتقلت إلى نواحي سعيدة . ومن الذين وفدوا عليه أيضا سيدي محمد الشريف الذي جاء من العين الحوت وقد تتلمذ على يديه وتزوج بابنته التي أنجبت له ثلاثة أولاد هم سيدي عيسى وسيدي موسى وسيدي محمد , وذريتهم تشكل بطنا معروفا بأولاد نهار يطلق عليه اسم الشرفاء. وسنتطرق لذكر زوجات الولي سيدي يحي وأبنائه , ذلك أن الغالبية بطون هذه القبيلة تتشكل أساسا من ذرية أولاده . تزوج الولي سيدي يحي من أربعة نساء هن على التالي :
– الزوجة الأولى : ابنة سيدي محمد بن وادفل دفين جبل بني ورنيد وأنجبت له ثلاثة أولاد : محمد و عبد الرحمن وعبد القادر (الزاير).
– الزوجة الثانية : ابنة سيدي محمد بن سليمان بن أبي سماحة وهي ابنة خاله وأنجبت له خمسة أولاد : الجيلالي ومحمد وابو الطيب ويحي وذرية هذين الأخرين توجد بالمغرب الأقصى .
– الزوجة الثالثة : ابنة سيدي عيسى البوزيدي دفين وادي يسر وأنجبت له ثلاثة أولاد : الشاذلي والحاج (أبو كورة) وبن طيبة.
– الزوجة الرابعة: وهي من مزيلة (بطن من قبيلة أولاد ورياش) وأنجبت له ولدا واحدا وهو أبو بكر.
لم يزل الولي سيدي يحي ينفع الناس بالقرآن الكريم وبتعليمهم المسائل الشرعية والمطالب الدينية والوعظ والإرشاد , واقامة حلقات الذكر فضلا عن انفراده للتعبد والتدبر والتجهد في خلواته الكثيرة والتي من أهمها الصيادة , والعبادة وهي قمة حبل يقع إلى الجنوب الغربي من ضريحه إلى أن توفي سنة 1018هـ الموافق ل 1610 م , ويقول الجيلاني بن عبد الحكم : (( ودفن سيدي يحي في بلاده هذه بوادي بوغدو في جبل سيدي محمد السنوسي على بعد أربعة عشرة ميلا (أي حوالي 15كلم) من سبدو , وعليه قبة عظيمة يقصدها الناس للزيارة والتبرك)) وقبل وفاة سيدي يحي بن صفية بن بخمسة أيام ولد له ولد سماه يحي , ولما أتوه به وهو على الفراش المرض دعا له قائلا : (( اللهم إجعله خليفي من بعدي , اللهم أرزقه العلم والحلم والزهد , اللهم أجعله على منهاج الأسلاف , اللهم من عاداه فعاده ومن كاده فأكده , اللهم من أذى ذريته إجعله ذليلا بين أهل وقته وممقوتا عند أهل الخلائق وإجعل مصيره إلى النار)) ونادى بعد ذلك على أخيه أبي الطيب وقال له: (( أنت الوصي على أخيك هذا وأنت كافله من بعدي وأنت خليفتي فيه , خذ أخاك وأمك وتوجه بهما نحو بلاد (ملوية) ولا تستقر حتى تصل إلى بلاد (تاقنطاشت ) بالمغرب الأقصى , فإنها بلاد مباركة ….)) فأخذ أبو الطيب أخاه وأمه , وذهب بهما حيث أشار عليهما والدهما بالمغرب الأقصى وذريتهما ما تزال منتشرة في منطقة تاقنطاشت وميسور وضواحي فاس وغيرهما من الجهات بالمغرب الأقصى.
د- تركيبة الوحدات الإجتماعية داخل القبيلة
القبيلة :
إن الوحدات الأجتماعية لأهل منطقة أولاد نهار تتركب أساسا من:
– القبيلة : وهي أكبر وحدة اجتماعية والتي تتقسم إلى بطون وكل بطن منها متكون من أفخاذ وكل فخذ ينقسم بدوره إلى عشائر و كل عشيرة ت تفرع إلى عائلات
– ولإعطاء صورة جلية , حول هيكلة هذه الوحدات الإجتماعية وتوزيعها داخل القبيلة , سنقتصر على تشريح النموذجين من تلك البطون و لعل في ذكرهما توضيح لشمولية الرؤية أكثر:
1-بطن ((أولاد سيدي عبد الرحمن )) واقتصرنا على فخذ منه : (( أولاد سيدي موسى)) ففصلناه إلى عشائر وبينا العائلات التي تنضوي تحت كل عشيرة .
2- بطن ((الشرفاء)) واقتصرنا كذلك على فخذ منه : (( أولاد سيدي عيسى ))
وفصلناه مثل سابقه إلى عشائر وبينا العائلات التي تتفرع نحوه .
سيدي احمد المجدوب
احد أصول البكريين القاطنين في شمال أفريقيا
إن ضريح سيدي احمد المجدوب الواقعة في عسلة ولاية النعامة قرب العين الصفراء ولاية النعامة بالجزائر، وهي قبيلة تنحدر من سلالة أبي بكر الصديق المعرفة بالآتي:—
والذي يرجع تسلسل نسبهم إلى قبيلة البكريين التي دخلت شمال إفريقيا وخاصتا الجزائر والمغرب وتونس
وهوة ألصديقي سيدي معمر بن سليمان ( ابوالعالية ) { والتي انحدرت منه أصول البكريين في شمال إفريقيا}
نسبه :—
سيدي أحمد المجذوب بن سليمان بن أبي سماحة بن أبي ليلى بن أبي يحيا بن عيسى بن
معمر بن سليمان ابوالعالية بن سعد
بن عقيل بن حرمة الله بن عسكر بن زيد بن أحمد بن عيسى بن الثادي بن محمد بن عيسى بن زيدان بن يزيد بن طفيل بن
المضي بن ازراو بن زغوان بن صفوان بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق خليفة رسول الله أبو بكرالصديق بن
أبي قحافة بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر (قريش) بن مالك بن النضر بن كنانة
ويوجد لديه هناك ضريح يزورونه في الوعدة، و هده الزيارة بدعية إذا كانت للعادة و السياحة ،و شركية إذا كانت للتبرك و طلب الغوث و العياذ بالله.
وللعلم أن سيدي أحمد المجدوب هو عم سيدي الشيخ دفين ولاية الأبيض سيدي الشيخ المسمى باسمه رحمه الله وأرضاه بالجمهورية الجزائرية ويعد من شيوخه رحمهم الله .
ترجمة سيدي أحمد المجدوب ( بوقبرين )
هو الولي الصالح، الفقيه السني سيدي أبو العباس أحمد المجذوب.
إزداد سنة 898ه – 1493م
قضى طفولته بين أبيه سيدي سليمان وجده من أمه التي سيرت عائلته منذ بداية القرن 15 مؤسسات دينية في فجيج وربا الشلالة ” النحو، الفقه المالكي، الحديث، حفظ القرآن الكريم ….” وعاش في خطى أبيه، شهورا محمومة قرب شيخ والده سيدي الشيخ أحمد الملياني، كان يجالس ويخدم يوميا ضيف الشرف الذي يقيم عندهم ويسجل حرفيا كل حديثه واعتبره شيخه الروحي لأنه كان على طريقته ومن مريديه، لكن الشيخ الحقيقي لسيدي أحمد هو والده الذي لقنه ورد الشاذلية وتنظيم الذكر فهو من مريديه الأوائل .
واصل سيدي أحمد المجذوب المسار الباطني للزهد وإتخذ لنفسه خلوات للعبادة منها التي وجدت في شعاع 30 كلم حول الشلالة وخلوة مشرع الأبيض …. إذ هو الوحيد من بين رجال الدين في الناحية الذي حظي بلقب ” المجذوب ” ، لم تكن هذه المرتبة من الصوفية في متناول أي واحد، ويستعمل هذا اللفظ لتسمية ذريته ” بأولاد سيدي أحمد المجذوب ” أو” المجاذبة ”
كان نموذجا لمطبق التعاليم الصوفية، وكان عدوا لأصناف الحلول والتسوية، محاربا المشعوذين وكل ذي بدعة في مجال الدين، كما ظهرت على يديه الكريمتين كرامات عديدة وعجيبة مما تدل على علو همته وصدقه في طريق أسلافه كان شيخا موقرا تقيا، يمتطي حماره منتقلا من خيمة لأخرى لإرشاد المسلمين وما عليهم من واجبات وحقوق ….
تزوج بالسيدة كلثومة أو السيدة أم كلثوم بنت الشريف سيدي بودخيل حفيد مولانا عبد القادر الجيلاني رضي الله عنه .
غادر بعدها المخيم العائلي وناحية الشلالة للإستقرار مع عائلته الصغيرة في عسلة .
أولاده :—
ثلاثة أولاد سيدي سليمان، سيدي التومي, الذي خلف ذرية عديدة، والذي إشتهر بإنشاء زاوية, وقد عرف بتعلمه الأمازيغية .
و بنت حسب الروايات تدعى ذهيبة تزوجت ابن عمها سيدي عبد القادر بن محمد الملقب سيدي الشيخ .
كان سنيا أشعريا مالكيا شاذليا مثل أجداده، كما يجب أن نؤكد من أنه كان له مريدون كثيرون تعلموا منه مبادئ الصوفية .
وفاته :——
توفي سيدي أحمد المجذوب سنة 978ه – 1570م- 1571م . في عسلة .
حسب الروايات فإن سيدي أحمد المجذوب دفن في الشلالة في قبة أخيه سيدي محمد وهناك رواية أخرى تقول إنه دفن في عسلة وحسب روايات أحفاده فإن جدهم رحمه الله حسبها بوقبرين، مدفونا في نفس الوقت بالشلالة وفي عسلة وكلاهما مزار معلوم يقصد للتبرك نفعنا الله به وبأسلافه .
عائلة بوناب من أكبر العوائل في الجزائر بل هي توجد في كل من المغرب والجزائر وتونس وليبيا وفلسطين والأردن لكنها متفرقة وأذكر لك ثلاثة فروع منها وهي : منصور بوناب .و إبراهيم بوناب وهذه العائلات توجد بولايي سكيكدة وقسنطينة وهناك لقب آخر هو موسى بوناب وهم يقطنون ببلدية بئر الشهداء بولاية أم البواقي.
أولاد سيدي الطيب هم سيدي عبد العزيز و سيدي محمد وسيدي عبد الله و سيدي الطاهر و سيدي الإمام الشهيد عبد الحميد حمادوش وسيدي عبد الرحمن
سيدي الطيب بن سيدي الصديق بن سيدي الطاهربن سيدي محمد بن سيدي أحمد بن سيدي صالح بن سيدي أحمد الملقب / / باحمادوش / / بن سيدي إدريس بن سيدي محمد بن سيدي إدريس سيدي محمد بن سيدي صالح بن سيدي أحمد بن سيدي بثابت بن سيدي الحاج حسن بن سيدي مسعود القجالي بن سيدي عبد الحميد بن سيدي عمر بن سيدي محمد بن سيدي إدريس بن سيدي داود بن سيدي إدريس الثاني بن سيدي إدريس الأول بن سيدي عبد الله بن سيدي الحسن المثنى بن سيدي الإمام الحسن رضي الله عنه بن سيدي أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه
قبيلة العكارمه
المتواجده شرق مدينة طبرق (جنزور) الديك شك بان هذه القبيله متواجده فعلآ بغرب الجزائر وبالتحديد بولاية غيلزان و ولاية وهران وعلى امتداد التراب الجزائري وباعداد كبيره واما عن سبب تواجدهم في ليبيا انهم قد مروا بليبيا وهم في طريقهم الى الحجاز لاداء فريضة الحج فوجدوا سكان المنطقه الشرقيه من ليبيا لايفقهون في امور دينهم الا النذر اليسير فقرروا ان يعلموا اهل هذه المنطقه امور دينهم الصحيحه مع اخوانهم الحجاج الذين اتوا من الجزائر وساهموا في تعليم القرآن الكريم وتعاليمه السمحاء في نجوع الباديه وبين كافة القبائل المتواجده هناك واثناء الاجتياح الايطالي لليبيا ساهموا في الجهاد ضد المستعمر لهذه الديار الاسلاميه وكانوا يحثون على الجهاد باعتباره فريضه على كل مسلم وتم الزج بهذه القبيله في المعتقلات الفاشيه الشهيره (العقيله و البريقه) مع كافة القبائل بشرق ليبيا باعتبارهم مجاهدون و محرضون على الجهاد ضد الاحتلال ومن خرج منهم من المعتقلات حيآ تم ارجاعه الى البطنان بشرق طبرق بمنطقة (جنزور) ومازالوا متواجدون في هذه المنطقه حتى الان
موقعي في الحوار المتمدن – عربي
http://www.ahewar.org/m.asp?i=2548
موقعي في تويتر
https://twitter.com/FatimaElFalahi4
موقعي في الحوار المتمدن – إنجليزي
http://www.ahewar.org/eng/search.asp?
مدونة موسوعة شارع المتنبي
http://shar3-almoutanabi.blogspot.com/
مدونتي
https://fatimaelfalahi.blogspot.com/
أعجبنيلم يعجبني
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Fati
المديــــر العــام
المديــــر العــام
Fati
اسم الدولة : فرنسا
موسوعة الانساب والعوائل الجزائرية – صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعة الانساب والعوائل الجزائرية موسوعة الانساب والعوائل الجزائرية – صفحة 2 Icon_minitimeالخميس أغسطس 27, 2009 8:22 pm
كتاب عن اصول الشعب الجزائري
مؤلف هذا الكتاب هو البروفيسور فيليب شيفيك نايلور الأستاذ في جامعة «ماركيت» والمسؤول عن برنامج الحضارة الغربية فيها. وكان قد نشر سابقا كتابا بعنوان «الجزائر: الدولة والمجتمع» (1992)، وهو الآن يشتغل على كتاب حول العلاقات الفرنسية الجزائرية في مرحلة ما بعد الاستعمار.
ويرى المؤلف أن الجزائر تعيش حاليا أكبر أزمة لها بعد الاستقلال وسبب هذه الأزمة يعود أساسا إلى عدم قدرتها على التوفيق بين موروثاتها التاريخية المختلفة. فالجزائر بلد مر بعدة مراحل، وكل مرحلة كانت متناقضة مع الأخرى. وبالتالي فلكي يفهم المؤلف الوضع هناك فإنه يستعرض كل حقب التاريخ الجزائري بدءاً مما قبل التاريخ وحتى عصرنا الراهن.
في البداية يقدم المؤلف بعض المعلومات الجغرافية والديمغرافية ويقول: الجزائر بلد ضخم جدا من حيث المساحة فهو أكبر من فرنسا مثلا بأربع مرات وزيادة، وتبلغ مساحته بالضبط مليونين وثلاثمئة ألف كيلومتر مربع أو أكثر قليلا. وله شواطئ طويلة على البحر الأبيض المتوسط إذ تبلغ ألف ومئتين كيلومتر.
وأما حدوده البرية فهي مع المغرب غربا، ومع ليبيا شرقا، ومع مالي والنيجر جنوبا ومع البحر الأبيض المتوسط شمالا. وأما عدد سكان الجزائر بحسب إحصائيات 2006 فقد وصل إلى حوالي ثلاثة وثلاثين مليون نسمة. ولكن هل نعلم بأن 90% من الجزائريين يعيشون على 10% فقط من الأرض الوطنية أو أكثر قليلا؟ إنهم يعيشون عموما في المناطق المحاذية للبحر الأبيض المتوسط أو القريبة منه، أما بقية المناطق فصحراء جافة وقاحلة في معظمها.
ثم يردف المؤلف قائلا: إن أصل الجزائريين هو العرق البربري الأمازيغي الذي اختلط بالعرق العربي بعد الفتح الإسلامي. ويمكن القول بأن قبائل بني هلال التي جاءت من المشرق بعد القرن الحادي عشر الميلادي هي التي عرّبت قسما كبيرا من الجزائريين ومن سكان شمال إفريقيا عموما.
ثم، ويا للتناقض، حصلت الموجة الثانية من تعريب الجزائريين إبان الاستعمار الفرنسي وبخاصة بين عامي 1850 ـ 1950. بل وحتى عام 1886 كان عدد البربر أكبر من عدد العرب في الجزائر (1,2 مليون مقابل 1,1 مليون). ولكن بعد ذلك أخذت النسبة تنعكس حتى أصبح العرب هم الغالبية مع بقاء أقلية بربرية كبيرة وبخاصة في منطقة القبائل. وهنا يوجد أحد أسباب الصراع وعدم قدرة الجزائريين على توحيد هويتهم بشكل حاسم.
وفيما يخص المراحل القديمة من تاريخ الجزائر يمكن القول بأن المسيحية كانت منتشرة فيها بكثرة. والدليل على ذلك هو أنها أنجبت أحد أكبر آباء المسيحية إن لم يكن أكبرهم كلهم: القديس أوغسطيوس.
وكان ذلك في القرن الرابع الميلادي، أي قبل ظهور الإسلام بثلاثة قرون. ولا يزال بعض الجزائريين حتى الآن يفتخرون أمام الفرنسيين وبقية الأوروبيين بذلك. فليس قليلا أن تكون الجزائر هي موطن أكبر فيلسوف في تاريخ المسيحية. ثم يردف المؤلف قائلا:
ثم جاء الفتح الإسلامي في أواخر القرن السابع الميلادي. ولكنه لم يتم بسهولة على عكس ما نتوهم. فقد جرت معارك ضارية بين الطرفين. بل واستطاع الملك المسيحي للجزائر والمدعو باسم «موسيلة» أن يهزم جيوش القائد العربي الشهير عقبة بن نافع عام 689. كما واستطاعت ملكة البربر المدعوة بالكاهنة أن تلحق هزيمة كبيرة بقوات القائد العربي الآخر: الأمير حسن بن النعمان عام 693.
ولكن الجيش العربي استطاع أن ينتصر في النهاية ويفتح الجزائر بعد أن خاض المعارك بين عامي 670 ـ 702: أي طيلة أكثر من ثلاثين سنة. بعدئذ أخذ الناس يدخلون في دين الله أفواجا. وعلى هذا النحو انتصر الإسلام وتحول الجزائريون عن المسيحية لكي يعتنقوه.
أو قل بأن سكان المدن هم الذين اعتنقوه أولا لكي يحموا أنفسهم من غزوات البدو ولأنهم آمنوا به عن محبة واقتناع. وفي ذات الوقت راحوا يتعلمون اللغة العربية الآتية إليهم من جهة المشرق. ولكن هذا حصل بشكل تدريجي في الواقع. فالتعريب لم يحصل بين عشية وضحاها على عكس ما نتوهم. بل ولم يحصل بشكل واسع إلا بعد الاستقلال.
ثم يردف المؤلف قائلا: وإذا ما نظرنا إلى التاريخ الجزائري على مداه الطويل وجدنا أن عدة حضارات تعاقبت عليه بدءً من الحضارة الأمازيغية مرورا بالحضارة الفينيقية فالحضارة الرومانية فالحضارة العربية الإسلامية فالأسبان فالأتراك فالفرنسيين أخيرا.
ولهذا السبب يجد الجزائريون كما قلنا صعوبة في توحيد أنفسهم، فهم مشكلون من هويات شتى لا هوية واحدة. ولكن يمكن القول بأن الهوية العربية الإسلامية هي التي تغلبت على غيرها دون أن يعني ذلك إهمال التأثير الأجنبي وبخاصة الحضارة الفرنسية التي استعمرت البلاد أكثر من قرن وربع القرن. فتأثيراتها واضحة للعيان في الجزائر حتى الآن.
وبالتالي فالإسلام هو الراسخ هناك وهو الذي يشكل عمق الهوية الجزائرية، وهو الذي يجمع بين العرب والبربر دون أي تفرقة أو تمييز. فجميعهم مسلمون.
هذا وقد تعاقبت عدة سلالات إسلامية على حكم الجزائر منذ ألف سنة وحتى اليوم. ويمكن القول بأن السلالة الفاطمية التي أسسها عبيد الله المهدي كانت أولاها. ومعلوم أن الفاطميين سيطروا على إفريقيا الشمالية بين عامي 909 ـ 1171 وشكلوا خلافة مضادة للخلافة العباسية في بغداد أو متمايزة عنها على الأقل.
ثم يردف المؤلف قائلا: وفي عهد ابن خلدون، أي بدءً من عام 1048 هاجرت بعض القبائل العربية إلى شمال إفريقيا وبخاصة بنو هلال وبنو سليم. ثم وقعت الجزائر بعدئذ تحت حكم المرابطين فالموحدون الذين حكموا بدءاً من اسبانيا الإسلامية. ومعلوم أنهم استطاعوا توحيد بلاد المغرب مع الأندلس طيلة فترة طويلة من الزمن: أي حتى القرن الثالث عشر.
ثم جاءت بعدئذ فترة الحكم العثماني الطويلة التي استمرت على مدار ثلاثة قرون، أي حتى عام 1830 تاريخ الاستعمار الفرنسي للجزائر. وهكذا نلاحظ أنه بعد الفتح العربي جاء الفتح التركي، وبعد الفتح التركي جاء الاستعمار الفرنسي. وهنا يقول المؤلف بما معناه:
على عكس ما حصل في المغرب الأقصى وتونس فإن الاستعمار الفرنسي للجزائر كان صعبا، طويلا، دمويا إلى أقصى حد ممكن. ولذلك خلف وراءه آثارا سلبية لا تمحى حتى الآن. هل نعلم أن ثلث الشعب الجزائري مات أثناء عملية الفتح الاستعماري هذه؟ لقد اضطر الجيش الفرنسي إلى مواجهة مقاومة ضارية في كل قرية أو مدينة تقريبا.
وبالتالي فإن إخضاع الجزائر لم يكن أمرا سهلا على الإطلاق. وأكبر دليل على ذلك ملحمة الأمير عبد القادر الجزائري التي أصبحت مثلا أعلى على المقاومة والنضال والجهاد ضد المحتل. لماذا كان استعمار الجزائر أصعب على الفرنسيين من استعمار المغرب وتونس؟
لسبب بسيط، هو أنه كان استعمارا استيطانيا أي يهدف إلى البقاء النهائي في البلاد وليس إلى الاحتلال المؤقت. فمئات الآلاف من الفرنسيين ذهبوا للاستقرار هناك، وقد سيطروا على أفضل الأراضي الزراعية وتقاسموها فيما بينهم. ولهذا السبب كان التحرر من الاستعمار صعبا جدا في الجزائر.
فالواقع أن الفرنسيين كانوا قد أصبحوا مستوطنين منذ أكثر من قرن. وبالتالي فقد عاشت عدة أجيال منهم هناك إلى حد أنهم أصبحوا يعتبرون الجزائر ملكا لهم. من هنا صعوبة الوضع الجزائري. فلم يعان شعب من القهر والاحتلال والاستعمار مثلما عانى شعب الجزائر اللهمّ إلا إذا استثنينا شعب فلسطين.
وأخيرا يرى المؤلف أن الحرب الأهلية التي عاشتها الجزائر مؤخرا عندما انقسمت إلى أصوليين وعلمانيين هي دليل على عمق أزمة الهوية في الجزائر. فالبلاد منقسمة على نفسها إلى عدة تيارات واتجاهات. فهناك التيار الأصولي السلفي، وهناك التيار العلماني التحديثي، وهناك التيار العروبي، وهناك التيار البربري الأمازيغي، الخ. ولكن الجزائر سوف تتجاوز محنتها في نهاية المطاف عندما تعترف بالتعددية من خلال الوحدة، أو بالوحدة من خلال التعددية.
رى الكثير من الدارسين أن الأصول التاريخية للبربر (أو الأمازيغ) أنهم كنعانيون قدموا من المشرق إلى شمال افريقيا و تموقعوا هناك وسماهم الغزاة الروم بالبربر.و هناك دراسات تقول أن أصول
بعض القبائل البربرية تعود إلى اليمن وهذا استنادا إلى قول الدكتور العروسي، أستاذ العمارة والآثار الإسلامية والسياحة بجامعة صنعاء فى محاضرة له بمقر الجمعية الفلسفية اليمنية، بعنوان “اليمنيون فى بلاد المغرب العربي”، إن هجرات القبائل اليمنية أثبتت عبر مراحل التاريخ المختلفة مقدرة اليمنى الفائقة على الاندماج والتعايش والانسجام مع كل المجتمعات والثقافات والأمم والشعوب فى كل العصور.
وأضاف: “إن الكثير من القبائل والأسر التى يعود أصلها إلى اليمن فى بلاد المغرب العربى بعضها هاجر قبل الإسلام والبعض الآخر فى العصر الإسلامي، ومنها قبائل البربر التى تنتشر فى البوادى والحواضر، ومازال يمارس أبناؤها حياتهم الاجتماعية والاقتصادية على نحو يشبه كثيرا حياة القبائل اليمنية.. وبرغم مرور مئات السنين على هجرات اليمنيين واستقرارهم فى تلك البلدان، لم يستطع الزمن محو وطمس هويتهم اليمنية ومساهماتهم الرائدة فى بناء وتعمير وتطوير تلك البلاد.. كما أن لهم بصمات جميلة وإبداعية تظهر بوضوح على المبانى والمنشآت التاريخية التى شيدوها أو شاركوا فى بنائها كالمساجد والمدن والقصور والحصون والقلاع والمنشآت التجارية والسكنية والخدمية، كما تظهر فى الفنون والآداب واللغة وفى العادات والتقاليد”.
**و سكن الجزائرقبل الاسلام عدة شعوب منهم الفينيقيون و توجد عدة مدن جزائرية تعود أصول سكانها إلى الفنيقيين مثل مدينة جيجل وغيرها الكثير
**بمقدم الفتوحات الاسلامية دخل العرب في أصول سكان الجزائر وبظهور الدولة الفاطمية عرفت الجزائر نزوح العديد من القبائل العربية (هلال، سليم، بني المعقل..و غيرها)إليها بتشجيع من الفاطميين.
و انتشرت هذه القبائل شرقا وغربا و تفرعت ولها اثار عظيمة بالجزائر و مازالت أصول القبائل العربية الهلالية وبني سليم وبني معقل و بني خالد وحتى الاشراف من أهل البيت النبوي وأحفادهم يشهدون على ذلك
**مع سقوط الأندلس هاجر الكثير من سكان الأندلس سواء منهم العرب أو البربر واستقروا بالجزائر وبالمغرب العربي وصار الأندلسيون جزء لا يتجزأ من أصول سكان الجزائر
**في مرحلة الحكم العثماني بالجزائر ظهرت سلالات الأتراك وصارت من العناصر الداخلة في أصول الجزائريين ولكن ليس بالشكل الكبير إلا في بعض المناطق بالجزائر التي يتواجد بها سكان من أصول تركية
اولاد نايل
هم أكبر قبيلة في الجزائر تنحدر من أصول عربية شريفة حيث تنسب هذه القبيلة إلى محمد بن عبد الله سيدي نائل جده الأعلى إدريس الأصغر بن الأمير إدريس بن عبد الله الكامل مؤسس دولة الأدارسة بالمغرب الأقصى هو عبد الله الكامل بن الحسن المتن بن الحسن السبط من ذرية الإمام علي كرم الله وجهه و فاطمة الزهراء بنت محمد (صلى الله عليه وسلم) . قبيلة أولاد نائل هي قبيلة كبيرة العدد تتشكل من عدة أفخاذ ينتشرون في كامل أرجاء وسط الجزائر ويتمركزون على الخصوص في ولاية الجلفة يتميز أولاد نائل بثرائهم الواسع و بكرمهم و نخوتهم لذا لا نجد أي مرحلة من مراحل تاريخ الجزائر الحديث و المعاصر تخلو من إسهامهم سواء في الثورة التحريرية الكبرى أو خلال المقاومة العظيمة للأمير عبد القادر كانت قبائل أولاد نائل تتمتع بثراء واسع و عدد هائل، و تتميز بتمرس أبنائها على الفروسية، و لذا كانت محل تنافس بين المتمردين الذين كانوا يظهرون بين الفينة و الأخرى، و الفرنسيين و الأمير الذي كان على ما يبدو يدخرهم كقوة احتياطية إلى ما بعد المعاهدة .. و ندرك اعتناء الأمير عبد القادر بهم و حرصه على استمالتهم من خلال وصفه لخيولهم بأنها من أحسن الخيول.. ففي كتاب ( خيول الصحراء ) للجنرال ” أوجان دوما ” و ردا على سؤال أجود الخيول، أجابه الأمير: خيول أولاد نائل، و أضاف لأنهم لا يتخذونها لشيء غير القتال).
و لعدة أسباب، سياسية و اقتصادية و عسكرية، راح الأمير عبد القادر يراسل أولاد نايل عله يتمكن من إضافة دولة جديدة إلى دولته، و قوة عتيدة إلى قوته،
قبيلة أولاد نهار:
أ-نسبها:
قبيلة أولاد نهار هي إحدى القبائل التي تنحدر في نسبها من الإمام إدريس ابن إدريس بن عبد الله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه وفاطمة الزهراء بنت سيدنا محمد رسول الله – صلى الله عليه وسلم وفي هذا الشأن قال عبد القادر الفاطمي في تاريخه كتاب الأصول {{ نبين الأشراف ولا نذكر ذريتهم لأنه إذا ظهر الأصل فالفرع تابع }}
وقال أيضا : {{ و أنه يفهم من كتابنا هذا أن جميع من نذكره فيه فهو شريف ولا نذكر سوى من هو مشهور عندهم بالشرف}} وفيما يتعلق بسيدي يحي جد أولاد نهار الحاليين قال :{{و من أخيار الأشراف الولي الصالح والشيخ الناصح سيدي يحي بن عبد الرحمن المكنى بابن صفية , وهو جد أشراف أولاد نهار. }} وسنتتبع في هذه الدراسة الإنجاز شديد الأصول التاريخية لقبيلة أولاد نهار بدءا من سقوط دولة الأدارسة التي أسسها إدريس الأكبر , والتي تعود إليه هذه القبيلة في نسبها .
– بعد سقوط فاس سنة 935م على يد موسى بن أبي العافية وتعرض الأدارسة
– إلى اضطهاد والتقتيل والمطاردة , هاجرت أسرة تنحدر من سلالة إدريس بن إدريس بن عبد الله الكامل ( المحض) , من المغرب الأقصى متجهة نحو الشرق لتستقر في جبل راشد بجبال العمور بالأطلس الصحراوي , حيث استقبلت بحفاوة من قبل السكان الأمازيغ الذين كانوا يكنون المنطقة , وكان ذلك حوالي 980م وعملت هذه الأسرة على تعميم وترسيخ التعاليم الإسلامية
في أوساط سكان هذه المنطقة المرتفعة والمتميزة بالهول العليا والأودية الواسعة والمراعي المنحدرة وقد أصبحت هذه الأسرة الإدريسية في مأمن من المطاردة والمتابعة فأقامت بها وكونت شيئا فشيئا تجمعا سكانيا , وقامت بعد ذلك بعقد تحالف مع العمور. وبعد قرون من ذلك برز رجل صالح ينحدر من هذه الأسرة الإدريسية التي استقرت بجبال العمور , يسمى محمد بن أبي العطاء وذلك خلال أواخر القرن13م وأوائل القرن 14م , ويقول في شأنه أحمد بن محمد العشماوي {{ أما سيدي محمد بن أبي العطاء…. صاحب جبل العمور المعروف بعين الفضة , كان رضي الله عنه في كل ليلة يقوم بسلكة , وكل ما عنده من مال وهبه لبيت الله الحرام , وله عشر حجات }} ويذكر أيضا أن محمد بن أبي العطاء خلف ثلاثة أولاد وهم :
– عيسى: انتقل إلى مدينة وجدة في عهد حكم أبي الحسن المريني خلال النصف الأول من القرن 14م أي الفترة ما بين 1331 و 1348م
– علي : انتقل إلى عين أذميرة بضواحي رشيدة وذريته هناك .
– زيد : (نهار) واستقر بضواحي جبل العمور , وهو الجد الأعلى لقبائل أولاد نهار , وأنجب ستة أولاد وهم :عبد الله , ومحمد , وأحمد , ويعقوب , ويوسف وعبد الرحمن , وذريتهم هي التي يطلق عليها اسم أولاد نهار الذين تفرقوا في العديد من البلدان لا سيما في الجزائر والساقية الحمراء و الصحراء الغربية والمغرب الأقصى , والشام . أما القبيلة التي تحظى بهذه الدراسة المتواضعة فهي تلك التي تنحدر من ذرية الأخوة سيدي يحي , وسيدي أحمد , وسيدي موسى , أبناء سيدي عبد الرحمن بن موسى المكنون بأبناء صفية , وتختلط معها بطون ذات أصول عربية وأمازيغية من ذرية الوافدين على الولي سيدي يحي. أخذت هذه القبيلة تتكون منذ أواخر القرن 16م وهي لا تشكل سوى فرعا صغيرا جدا من أولاد نهار . لا شك أن هذا التسلسل التاريخي لقبيلة أولاد نهار سمح لنا بإدراك الملامح الأساسية العامة للقبيلة , وسمح لنا أيضا بالتعرف على نسبها الذي ينحدر من سلالة الأدارسة كما ذكرنا , ومن الوقوف عند أهم الشخصيات في تاريخ هذه القبيلة بدءا من علي بن أبي طالب رضي الله عنه وكرم وجهه وفاطمة الزهراء رضي الله عنها , وانتهاء بالولي سيدي يحي بن صفية , الذي يحظى عند أولاد نهار الحاليين بموسم تكريمي في فصل الخريف من كل سنة , وقد قدمنا
ب-سبب تسميتها:
ترجع تسمية القبيلة بأولاد نهار إلى حادثة وقعت لمحمد بن أبى العطاء ذكرتها بعض المؤلفات بنوع من التفصيل لعل أهمها ما وجدناه مرويا في أربعة كتب وبعض التقاييد التي تمكنا من الاطلاع عليها , والتي اتفقت جميعا حول رواية واحدة في سرد وقائعها وتعليلها لسبب التسمية , وما جاء فيها أن محمد بن أبي العطاء كان عائدا من حجة بيت الله الحرام , فسمع بخبره , واصل بن الزمري (ونزمار) السويدي وهو أحد قطاع الطرق الكبار بمنطقة السهوب , وهذه الشخصية يقول جاك بيرك{JACQUES BERQUE } (( واصل بن الزمري السويدي قائد بدوي من قبيلة سويد التي عرفت خلال القرن 14م بفضل ابن خلدون والتي كانت تتنقل بين جبال الظهرة شمالا , والصحراء جنوبا إذا كانت تسيطر على هذه المنطقة من الجزائر حيث كانت تعتمد عليها دول ذلك العصر {تلمسان , فاس ,تونس} لترجيح الكفة لصالحها)) . وكان واصل بن الزمري السويدي يقود عصابة تتكون من ألف فارس فأغار على بعض أملاك محمد بن أبي العطاء الذي كان منشغلا بالصيد بعيدا عن الربع {المحلة} , ولما رجع لم يجد في محلته سوى الرعاة الذين أخبروه بما حدث, فتتبع آثار قطاع الطرق إلى أن التحق بهم فأنطلق نحو واصل بن الزمري وهو ينشد :
هولي شوق أحبابي كاتم السر قنوط
مكنوالي درعي والسيف المسقوط
فنشبت بينهما معركة حامية الوطيس في واد كان يسمى بوادي اللوز يقع شرق مدينة تيارت , انتصر فيها محمد بن أبي العطاء على خصمه فقتله وصار ينشد :
زرت قبر النبي عدنان في طريق مولاي سبحانه
بجاهه أنقذني سلطاني فلساني فصيح في رضاه
بسيفي قسمت واصل الكافر وصار في جهنم يا ويلاه فأصبح وادي اللوز منذ ذلك اليوم يسمى بوادي نهار واصل , ويطلق عليه أحيانا خطأ نهر واصل ,وهو رافد معروف من روافد وادي الشلف , وفي ذلك اليوم <<أي يوم نهار واصل>> ولد لمحمد بن أبي العطاء ولد سماه زيد , وأطلق عليه لقب نهار نتيجة انتصار أبيه على عدوه في واقعة يوم نهار واصل , فأصبحت ذريته تحمل اسم أولاد نهار وصاروا لا يعرفون
ج-ظهور الولي سيدي يحي بن صفية :
هو سيدي يحي بن عبد الرحمن المكنى بابن صفية , بن موسى بن إبراهيم بن محمد ابن زيد (نهار) بن محمد بن أبي العطاء . والده هو الشيخ عبد الرحمن بن موسى جاء في أوائل القرن 16م إلى الولي الكبير والعلامة الشهير سيدي سليمان بن أبي سماحة البوبكري الصديقي , الجد الجامع لقبائل الزوي الذين ينزلون بمناطق متعددة من الجزائر والمغرب الأقصى ولعل من أشهرهم أولاد سيدي أحمد المجذوب في عسلة بالقرب من العين الصفراء . وأولاد سيدي عبد القادر بن محمد الملقب بسيدي الشيخ دفين الأبيض , فمكث عنده يعلم بزاويته مدة من الزمن , وكان مبجلا عنده ومكرما لحسن سيرته . ولتقواه ومروءته , وبعد ذلك خطب سيدي عبد الرحمن بن موسى من سيدي سليمان بن أبي سماحة ابنته السيدة صفية لنفسه , فقال له والدها : (( لا نزوجها لك حتى تثبت لنا صحة نسبك)) فكان له ذلك بعد أن أثبت صحة نسبه . وتذكر رواية أخرى بأن سيدي أحمد بن يوسف الملياني شيخ سيدي سليمان بن أبي سماحة وسيدي محمد بن عبد الرحمن السهلي هو الذي زوج السيدة صفية لسيدي عبد الرحمن بن موسى المنحدر من ولي جبل عمور (سيدي محمد بن أبي العطاء) وهو الجد السادس لسيدي يحي بن صفية . وقد أنجب هذا الزواج ثلاثة أولاد هم : يحي, وأحمد , وموسى, وذريتهم هي التي تشكل قبيلة أولاد نهار الموزعة في المجال الجغرافي للمنطقة المعينة بالدراسة وفي هذا الشأن يقول الجيلاني بن عبد الحكم : ( أولاد سيدي عبد الرحمن بن موسى هم: سيدي يحي وسيدي أحمد وسيدي موسى , وكان أخوالهم , بعد موت أبيهم لا يدعونهم إلا بأولاد صفية ولا ينسبونهم إلا إليها , لعظم قدرها عندهم ولأنها كانت من الصالحات القانتات وقد ظهر على يدها كرامات ولأن أباهم مات وتركهم صغارا عند أخوالهم ,فلذلك اشتهرت بسبة سيدي يحي بأمه وصار الناس من ذلك العهد إلى الآن لا يذكرونه إلا بسيدي يحي بن صفية )) ولد الشيخ سيدي يحي بن عبد الرحمن المكنى بابن صفية سنة 935هـ الموافق لـ 1529م ونشأ في بيئة دينية حيث درس في زاوية جده لأمه الشيخ سيدي
سليمان بن أبي سماحة اللغة والعلوم الإسلامية والتصوف , على أساس أن التصوف هو إلتماس الحق عن طريق التطهير النفس التي تلوثت بأدران المادة عند حلولها في الجسد وإعدادها لقبوله بالإلهام الإلهي . ولا سبيل إلى عودتها طاهرة إلا بقهر الجسد وإذلاله, وحرمانه من مشتهياته ورغباته الدنيوية , وذلك بالانقطاع إلى العبادة , وممارسة الصلاة و التقشف. فإذا تم ذلك سمت نحو الله, و اقتبست منه المعرفة الحقيقية, وسلكت طريق الحق. ثم واصل دراسته بوادي غير في زاوية مولى السهول بالقرب من مدينة بوذليب التي تقع إلى الشرق من مدينة الرشيدية بالمغرب الأقصى , وتخرج على يد رئيسها الشيخ محمد بن عبد الرحمن السهلي , وتبعا لتوجيهات شيخه توجه نحو الشمال لنشر العلوم التي درسها ولترسيخ الطريقة التي تبعها , فاستقر بجبال تلمسان (( جبال بني سنوس)) وقد أخدت سمعته تتنامى بسرعة حيث كثر تلاميذه ومريده وأتباعه , فأصبحت زاويته مزدهرة وعامرة , وبلغت شأوا كبيرا ذلك أن الرباطان والزوايا الصوفية كان لها إشعاعها الخاص والمتميز في عدة أوساط اجتماعية , ليس لطابعها الديني والتعبدي فحسب بل للعلاقات الإنسانية والمنفعية التي كانت تنسجها بين روادها ومريديها , وللدور السياسي الذي كانت تقوم به أحيانا مع أوضد السلطة .ففي نظر واعتقاد من كان يلتزم بأية طريقة صوفية فإن موقع الزاوية حيث يوجد شيخ الطريقة كان له حرمة فائقة وقدسية عظمى حتى بعد وفاة أصحابها. فكانت مأوى الزوار والمسافرين وملجأ الضعفاء والمحتاجين وقبلة المرضى والمصابين , وكانت أيضا مأمن العصاة والخائفين ووجهة المتحاربين والمتخاصمين , ولكل هذه الخصائص كانت تدفع لها الصدقات والقربان والهبات جلبا للمنفعة الآجلة والعاجلة وتوطيدا لوشائج التضامن والتكافل مع الآخرين )) والثابت عند رجال التصوف أن المعرفة الربانية لا تنتقل أبا عن جد إلا نادرا لأن الله تعالى يؤتي الحكمة من يشاء , ومن يؤتي خيرا كثيرا , وقد رمز سيدي أحمد بن موسى الكرزازي إلى ذلك بقوله :
اليسر يسرك يارب لمن تريد أنت تعطيه
لو كان سرا الله للبيع اللي كثر مالو يشريه
أومنين جا بالتسليم اللي صدق هو يديه
و الثابت أيضا أن سلوك هذا الفن يقتضي الإسترشاد بشيخ عارف على قيد الحياة الذي يأذن لمريديه أن يذكروا إسم الجلالة بهمة عالية ونية راسخة ومثابرة صادقة مرورا بمراتب ثلاث , المجاهدة بدون مشاهدة ثم المجاهدة مع المشاهدة , ثم المشاهدة بدون مجاهدة , ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو فضل العظيم وفي ذلك يقول بعضهم :
السر بالخشوع يفيد والذكر للقلب جبيرة
وإذا صفا قلب المريد الشيخ يوريه المريرة
ويصف النقيب نوال (CAPITAINE NOEL ) الجو العام في منطقة مغنية بالدراسة قبل مجيئ سيدي يحي بن صفية بقوله كان مجتمع هذه المنطقة يعيش في فوضى , فيها تحل القوة محل القانون والعدالة , وكانت النفوس ناضجة لتقبل النفوذ أي رجل تقي ورع ودين , وفي هذه الظروف وفد على منطقة الولي سيدي يحي بن صفية جد أولاد نهار الحاليين) . ولما استقر سيدي يحي بن صفية في هذه المنطقة , واشتهر أمره , أخذ الناس يفدون عليه للأخذ عنه , والنزول عنده , والإلتياذ بجانبه فبعضهم اختار المقام
عندهم بأهليهم وأولادهم , والبعض الآخر اخذوا عنه العلم والعهد . والطريقة ورجعوا إلى أوطانهم , فأما من اختاروا المقام عنده فإن ذريتهم تنزل مع الأولاده وأولاد أخويه سيدي أحمد وسيدي موسى ويشكلون الفرق التالية : العمور, وأولاد المالح , وأولاد علي بن الحاج , وأولاد عبد السلام , وعياض والمقاطيط , وأولاد عمارة , وأولاد براهيم , وأقليات أخرى . وأما الذين رجعوا إلى أوطانهم فكثيرون نذكر منهم على سبيل الذكر لا الحصر الولي سيدي خليفة الشريف بن محمد الدفين قرية خيثر , والفراطسية وهي فرقة انتقلت إلى نواحي سعيدة . ومن الذين وفدوا عليه أيضا سيدي محمد الشريف الذي جاء من العين الحوت وقد تتلمذ على يديه وتزوج بابنته التي أنجبت له ثلاثة أولاد هم سيدي عيسى وسيدي موسى وسيدي محمد , وذريتهم تشكل بطنا معروفا بأولاد نهار يطلق عليه اسم الشرفاء. وسنتطرق لذكر زوجات الولي سيدي يحي وأبنائه , ذلك أن الغالبية بطون هذه القبيلة تتشكل أساسا من ذرية أولاده . تزوج الولي سيدي يحي من أربعة نساء هن على التالي :
– الزوجة الأولى : ابنة سيدي محمد بن وادفل دفين جبل بني ورنيد وأنجبت له ثلاثة أولاد : محمد و عبد الرحمن وعبد القادر (الزاير).
– الزوجة الثانية : ابنة سيدي محمد بن سليمان بن أبي سماحة وهي ابنة خاله وأنجبت له خمسة أولاد : الجيلالي ومحمد وابو الطيب ويحي وذرية هذين الأخرين توجد بالمغرب الأقصى .
– الزوجة الثالثة : ابنة سيدي عيسى البوزيدي دفين وادي يسر وأنجبت له ثلاثة أولاد : الشاذلي والحاج (أبو كورة) وبن طيبة.
– الزوجة الرابعة: وهي من مزيلة (بطن من قبيلة أولاد ورياش) وأنجبت له ولدا واحدا وهو أبو بكر.
لم يزل الولي سيدي يحي ينفع الناس بالقرآن الكريم وبتعليمهم المسائل الشرعية والمطالب الدينية والوعظ والإرشاد , واقامة حلقات الذكر فضلا عن انفراده للتعبد والتدبر والتجهد في خلواته الكثيرة والتي من أهمها الصيادة , والعبادة وهي قمة حبل يقع إلى الجنوب الغربي من ضريحه إلى أن توفي سنة 1018هـ الموافق ل 1610 م , ويقول الجيلاني بن عبد الحكم : (( ودفن سيدي يحي في بلاده هذه بوادي بوغدو في جبل سيدي محمد السنوسي على بعد أربعة عشرة ميلا (أي حوالي 15كلم) من سبدو , وعليه قبة عظيمة يقصدها الناس للزيارة والتبرك)) وقبل وفاة سيدي يحي بن صفية بن بخمسة أيام ولد له ولد سماه يحي , ولما أتوه به وهو على الفراش المرض دعا له قائلا : (( اللهم إجعله خليفي من بعدي , اللهم أرزقه العلم والحلم والزهد , اللهم أجعله على منهاج الأسلاف , اللهم من عاداه فعاده ومن كاده فأكده , اللهم من أذى ذريته إجعله ذليلا بين أهل وقته وممقوتا عند أهل الخلائق وإجعل مصيره إلى النار)) ونادى بعد ذلك على أخيه أبي الطيب وقال له: (( أنت الوصي على أخيك هذا وأنت كافله من بعدي وأنت خليفتي فيه , خذ أخاك وأمك وتوجه بهما نحو بلاد (ملوية) ولا تستقر حتى تصل إلى بلاد (تاقنطاشت ) بالمغرب الأقصى , فإنها بلاد مباركة ….)) فأخذ أبو الطيب أخاه وأمه , وذهب بهما حيث أشار عليهما والدهما بالمغرب الأقصى وذريتهما ما تزال منتشرة في منطقة تاقنطاشت وميسور وضواحي فاس وغيرهما من الجهات بالمغرب الأقصى.
د- تركيبة الوحدات الإجتماعية داخل القبيلة
القبيلة :
إن الوحدات الأجتماعية لأهل منطقة أولاد نهار تتركب أساسا من:
– القبيلة : وهي أكبر وحدة اجتماعية والتي تتقسم إلى بطون وكل بطن منها متكون من أفخاذ وكل فخذ ينقسم بدوره إلى عشائر و كل عشيرة ت تفرع إلى عائلات
– ولإعطاء صورة جلية , حول هيكلة هذه الوحدات الإجتماعية وتوزيعها داخل القبيلة , سنقتصر على تشريح النموذجين من تلك البطون و لعل في ذكرهما توضيح لشمولية الرؤية أكثر:
1-بطن ((أولاد سيدي عبد الرحمن )) واقتصرنا على فخذ منه : (( أولاد سيدي موسى)) ففصلناه إلى عشائر وبينا العائلات التي تنضوي تحت كل عشيرة .
2- بطن ((الشرفاء)) واقتصرنا كذلك على فخذ منه : (( أولاد سيدي عيسى ))
وفصلناه مثل سابقه إلى عشائر وبينا العائلات التي تتفرع نحوه .