رأي

فرانس 24 وأوهامها المهنية والأخلاقية

زكرياء حبيبي

بات “الشهيد الفلسطيني” يرعب الكيان الصهيوني وأذرعه الإعلامية، حتى وهو في قبره.

كما تعهدنا، تتطرق الجزائر 54 لحالة فرانس 24 واستراتيجيتها الإعلامية القائمة على الأكاذيب وحرية التعبير المنحازة والموجهة في اتجاه واحد، والتي راح ضحيتها مؤخراً أربعة صحفيين، تحدوا عنف الجيش الصهيوني ومستوطنيه العنصريين والتوسعيين وراحوا يقدمون روبورتاجات موضوعية للمشاهدين.

هذه القناة التابعة لـلكيدورسي Quai d’Orsay، ليس هذا خرقها الأول للأخلاق والمهنية. أين وجهت تهمتان بشكل تعسفي إلى الصحفيين الفلسطينيين الأربعة. إليكم التفسيرات:

اقرأ:
https://algerie54.dz/2023/03/13/france24/

عندما تصبح فرانس 24 منصة إعلامية للزعيم الإرهابي لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي

لتبرير قرار تعليق عمل الصحفيين الأربعة، أعلنت فرانس 24 في بيان صحفي أن “الصحفيين الأربعة المعنيين تم اعفاؤهم من النشاط في انتظار نتائج المراجعة”، مؤكدة أن “مدونة أخلاقيات فرانس ميديا ​​موند (فرانس 24) ، RFI ، MCD) تنص على أن صحفيي المجموعة، عندما ينشرون على المدونات والمنتديات وشبكات التواصل الاجتماعي وأي مساحة مخصصة للتبادل العام للمعلومات، يجب أن يضمنوا “احترام القواعد المهنية والأخلاقية (…) وعدم انتهاك قيم الأخلاق واستقلالية وحيادية الشركة (…) “.

فأين هي هذه القواعد الأخلاقية والمهنية عندما دعت فرانس 24 الزعيم الإرهابي أبو عبيدة يوسف العنابي لتبرير أفعاله الإجرامية في منطقة الساحل، لا سيما في مالي وبوركينا فاسو، وهما الدولتان اللتان”طردتا” القناة من على أراضيها؟ لنفس الأسباب، تلك المتعلقة بعدم الامتثال للمعايير المهنية والأخلاقية، والمعلومات المضللة.

اقرأ:
https://algerie54.dz/2023/03/07/aqmi-sur-france24/

France24 mise en demeure au Burkina Faso) et (Mali: Les médias France24 et RFI, interdits de diffusion)

الجزائريون معتادون على التضليل الإعلامي لفرانس 24

لقد اعتاد الجزائريون جيدا على التضليل الإعلامي والأكاذيب لقناة فرانس 24، التي لا تترك أي فرصة لتشويه صورة الجزائر ومؤسساتها. وليس من قبيل الصدفة أن وزارة الاتصال الجزائرية قررت سحب اعتمادها في أعقاب أكاذيبها حول الوضع الصحي في الجزائر و”الإسهال” الذي بثته وتبثه هذه الوسيلة الإعلامية الدعائية لـلكيدورسي Quai d’Orsay.

اقرأ:
https://algerie54.dz/2020/03/30/france24-algerie/

ويضاف هذا التضليل الديموقراطي إلى تقنية الكذب بالإغفال، كما كان الحال عليه خلال التغطية الإعلامية لجمعات الحراك، أين كانت فرانس 24 تركز فقط على “النشطاء” الذين عملوا ويعملون من أجل الأجندة الاستعمارية الجديدة والصهيونية، من خلال إعطاء الكلمة فقط لأولئك الذين دافعوا عن حل المرحلة الانتقالية، مقابل منع، وكتم صوت كل من دافع عن الحل الدستوري والاحتكام الديمقراطي لصناديق الاقتراع.

ناهيك عن التقارير التي كانت تهدف إلى إفشال انعقاد القمة العربية في الجزائر في نوفمبر 2022 والخيارات السياسية والاقتصادية للجزائر، المقررة بعيدًا عن إملاءات فرنسا ودولتها العميقة التي كانت تسرح وتمرح في عهد العصابة.

أين اختفت منظمة مراسلون بلا حدود غير الحكومية RSF للدفاع عن الصحفيين الفلسطينيين؟

لم تتأخر مراسلون بلا حدود في مارس/ آذار 2022 في التنديد بقرار السلطات المالية القاضي بتعليق عمل فرانس 24، بل ووصفته بأنه هجوم على حرية واستقلالية المعلومات.

فأين اختفت مراسلون بلا حدود اليوم للتنديد بهذا القرار التعسفي بوقف الصحفيين الفلسطينيين الذين يعرضون أنفسهم يوميًا لخطر الموت والعنف الذي يفرضه الكيان الصهيوني، والذي تدافع عنه اليوم، الوسيلة الإعلامية الفرنسية، باسم الأخلاق والمهنية، لاستخدامهم في تغطياتهم مصطلحات لا ترضي المحتل الصهيوني.

كما لم يتردد هذا المحتل للأراضي الفلسطينية للحظة في اغتيال الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عقله بجبن ودم بارد في مايو 2022 ، أثناء ممارستها لمهنتها، وأيضا إطلاق النار من مسافة قريبة على الصحفي الفرنسي جاك ماري بورجيه، عندما كان يقوم بتغطية إعلامية لحصار الرئيس الفلسطيني الشهيد ياسر عرفات في مقر إقامته في رام الله.

علاوة على ذلك، فإن وسائل الإعلام الفرنسية الموالية للصهيونية، على غرار المنظمة غير الحكومية التي يديرها على التوالي روبرت مينار وكريستوف ديلوار، المستفيدة من جائزة نوبل الإسرائيلية دان ديفيد، لم تتجرأ أبدًا على ذكر حالات شهداء الصحافة، لأن هؤلاء الضحايا الأحياء أو القتلى “الشهداء” يواصلون تخويف الكيان الصهيوني وبيادقهم مثل فرانس 24 ومراسلون بلا حدود.

اقرأ:
https://algerie54.dz/2022/10/20/jacques-marie-bourget-interview/

https://algerie54.dz/2022/05/13/shirine-abou-aqleh/

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى