فرار الأسد المخجل

خالد محمد جوشن
تصرف تنقصه الرجولة. خاصة عندما ترتدي زي جنرال على كتفه نجوم كبار
هكذا قال الرئيسى الروسى بوتن عن الفرار المخجل للرئيس السورى بشار الاسد وعائلته من سوريا .
وفرار الرئيس السورى من بلاده فى تقديرى جاء نتيجة حتمية لتاكل الدعم الايرانى والدعم الروسى له، وتفتت سوريا واقعيا بين مراكز النفوذ المحيطة بها سواء ايران او تركيا او اسرائيل .
ورغم ان لروسيا قواعد هامة فى سوريا ومدججة بالسلاح الا انها فضلت هذا السقوط الحر لعائلة الاسد لاسباب لانعلمها حتى الان .
امريكا كعادتها تلعب على كل الاصعدة وتستولى على النفط السورى عيانا بيانا وتقدم دعما محدودا للاكراد يحقق مصالحها ولايضير حليفتها التركية وتتلون كما الحرباء وتحى الفصائل الاسلامية وتميتها كما تريد وفى الوقت المناسب لها .
للاسف نجحت عائلة الاسد على مدار خمسون عاما فى عزل نفسها عن الشعب السورى بكل طوائفة لتصبح سلطة دكتاتورية تستمد سلطتها من العلويين الذى ينتمى اليهم ال الاسد
والغريب ان هذه السلطة نجحت فى الكذب على العرب جميعا وايهامهم انها فى موقف الصمود والتصدى ضد العدو الاسرائيلى رغم انها لم تطلق رصاصة واحدة ضد الانتهاك المتكرر لسيادتها ،منذ خمسون عاما ونيف ، مكررة انها تنتظر الوقت المناسب الذى لم ولن يأتى ابدا .
وما يهمنى ليس سقوط نظام الاسد فليذهب الى الجحيم ولتحيا ارادة الشعب السورى الحرة وعلي السلطة الجديدة اعادة ترتيب دولتهم بالكيفية التى يرونها تتناسب وتطلعاتهم المشروعة وانشاء سوريا حرة وديمقراطية وحديثة .
ولكن ما حيرنى هو ان الهروب المخجل لرأس السلطة فى البلاد وهو بشار الاسد اعقبه هروب مخجل وكامل لكل المؤسسات السيادية فى سوريا من اماكنها وهو امر عجيب ومشين ولا يمكن ان يكون قد تم اعتباطا .
فالمعروف فى دول العالم اجمع هو ان السلطات العسكرية التى تملك استعمال السلاح سواء الشرطة المدنية او الجيش تتمتع بتراتبية متقنة .
وانه لايمكن لاى فرد فيها ان يغادر مواقعه الا بامر مباشر من قائده ، والقائد لايمكن ان يغادر مواقعه الا بامر قائده الاعلى وهكذا حتى نصل الى وزير الدفاع الذى يملك السلطة العليا فى الامر بالانسحاب او الهجوم او ترتيب الامر كما هو موضوع فى الخطط المعدة سلفا وفقا للواقع الحادث .
والسؤال المثير من الذى اعطى الاوامر للجيش السورى ان يترك مواقعه ودفاعاته وصورايخه ومخازنه وطائراته وكل اسلحته تقريبا ، وكل مواقعه العسكرية تقريبا خالية تماما من اى فرد ، مما اتاح لاسرائيل تدميركل عتاد الجيش السورى بجميع انواعها مشاة وبحرية وجوية من خلال مئتان وخمسون غارة جوية لم تطلق فيها رصاصة دفاعية واحدة ضد العدوان الاسرائيلى .
بل لقد تركت القوات السورية مواقعها المتقدمة فى المنطقة العازلة والتى كانت تحكمها اتفاقية 1974 مما اتاح لاسرائيل التقدم واحتلال كل الاراضى السورية فضلا عن هضبة الجولان لتصبح على بعد 20 كيلو متر من دمشق .
اين ذهبت مؤسسات الدولة السورية؟ وهل اعطى بشار الاسد وهو يفر مثل الارنب المذعور الاوامر لوزير دفاعه بالتخلى عن مقدرات الجيش وسحب جميع العناصر البشرية منها وتركها فريسة للعدوان الاسرائيلى .
وهل لو فعل بشار الاسد هذا ، واعطى هذا الامر المشين هل يوجد وزير وطنى فى اى دولة فى العالم يطيع اوامر رئيسه ويتخلى بالفعل عن شرفه العسكرى ويدنسه ويسلم جيش وعتاد بلاده بهذه الصورة المخجلة ؟
ستظل هذه اسئلة محيرة ومزعجة ولكنها تبعث على التفكير الذى يصاحبة مرارة ..