فاجعة العصر
حسن شنكالي
فجأة علت الأصوات بالصراخ والعويل تارة وبالهلاهل والزغاريد تارة أخرى فلا تشييع حصل ولا زفة عرس مرت وأنين النائحة يقطع الأكباد ويدمع المقل لتروي قصة فاجعة أثكلت الأمهات بابنائها وافقدت الأعزة آبائها وأشقائها متزامنة مع لطم الصدور وشق الجيوب في مشهد مهيب تقشعر له الأبدان وتعصر الافئدة بمسيرة راجلة تتقدمها أنغام سيمفونية حزينة تثير الرعب حتى بلغت القلوب الحناجر وتقطعت الأنفاس لينكشف الأمر عن مراسيم شعبية لفتح المقابر الجماعية في مدينتي الحبيبة شنكال مدينة التآخي والتعايش السلمي منذ نعومة اظفارنا وجيلا بعد جيل لتدمي بها الجراح ويبحث كل عن عزيز فقده وأنيس فارقه بأيادي الغدر والخيانة والملطخة بدماء الأبرياء من أبناء الشمس كما يحلو لهم أن ينعتوا بها أنفسهم لا لذنب أقترفوه ولا لفاحشة ارتكبوها سوى اختلاف العقائد التي اباح الله سبحانه وتعالى بها .
وهؤلاء الشرذمة براء من الدين كبراءة الذئب من دم يوسف ويقول الامام علي بن أبي طالب عليه السلام في طريقة التعامل مع الآخرين إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق .
فأية إنسانية تبوح للقتلة والسفاحين لتلك الجرائم البشعة التي ارتكبوها بحقهم وبدم بارد لإشباع غرائزهم الشريرة حتى ضاهت افعالهم الدنيئة وارتقت الى مستوى الإبادة الجماعية .
وقد قيل قديما يأتي زمان لايعرف القاتل لماذا قتل ولا يعرف المقتول لماذا قتل .
فسلاما لتلك الأرواح التي زهقت لتلقى بارئها وتشكو بأي ذنب قتلت تلك هي المجازر الجماعية التي اقترفتها قوى الظلام والشوفينية المقيتة في كل حي وقرية من ربوع مدينتي الجريحة شنكال وما ادراك ما شنكال ؟
فلابد للحكومة العراقية من وقفة جادة لمعالجة آثار تلك الجرائم بعد تدويلها واعادة الحق الى أهله والاعتراف بها كجينوسايد لعرق من الاعراق البشرية