إسلامثقافة

غزوة أحد.. أثر الإشاعة، وتماسك القائد، وعظمة أسيادنا الصحابة

غزوة أحد.. أثر الإشاعة، وتماسك القائد، وعظمة أسيادنا الصحابة من خلال كتاب نور اليقين 20- معمر حبار

الأثر السلبي لإشاعة قتل سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم:

قال الكاتب: “وكان من المشركين رجل يقال له ابن قميئة قتل مصعب بن عمير صاحب اللّواء وأشاع أنّ محمدا قد قتل فدخل الفشل في المسلمين”. 138

أقول: حين لم يستطع كفار قريش إنهاء معركة أحد لصالحهم، راحوا يبثّون الشائعات في صفوف المسلمين، واختاروا كذبة يعرفون وقعها جيّدا على قلوب المسلمين، وهي قتل سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، وهو القائد الأعلى في السّلم والحرب.

تركت الإشاعة في البداية أثرا بالغ السّوء في صفوف جيش المسلمين، واضطرب الجيش، وارتفعت معنويات جند كفار قريش لبعض الوقت.

للأمانة، عادي جدّا أن يتأثّر في البداية -أقول في البداية-، جيش المسلمين بعدم التوازن جرّاء انتشار شائعة قتل سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم. مايدلّ على حبّ وتعلّق أسيادنا الصحابة، وجيش المسلمين، والمسلمين بنبيهم وقائدهم سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم.

ثبات القائد سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم من عوامل النصر:

قال الكاتب: “وثبت رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه جماعة”. 138

أقول: تكمن عظمة القائد في ثباته أثناء المحن والمصائب، وغرس الثّقة والثبات في مجتمعه، وجنوده، وصحبه، وقادته. وسيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، ظلّ ثابتا ضدّ الإشاعة المتعلّة بقتله صلى الله عليه وسلّم، وظلّ يثبّت جند المسلمين. وثباته صلى الله عليه وسلّم، كان عاملا حاسما وقويا في ثبات المسلمين، وجيش المسلمين، وشجّعهم على مواصلة قتال العدو من المشركين، والدفاع من جديد على قائدهم سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، وعودة النصر من جديد لجيش المسلمين.

وثبت أسيادنا الصحابة رضوان الله عليهم، وشجّعوا إخوانهم على الثّبات ومواصلة الذفاع عن نبيّهم وقائدهم سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم. و

عظمة التماسك بين القائد وجنده والمجتمع:

قال الكاتب: “أصاب المسلمين الذين كانوا يحوطون رسول الله كثير من الجراحات لأن الشخص منهم كان يتلقى السهم خوفا أن يصل للرسول”. 140

أقول: تجلّت عظمة جيش المسلمين، والمسلمين في كون القائد سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم يواجه الإشاعة ويردّها بقوّة، ويدافع عن نفسه وجيشه، ويحرّض جنده من أسيادنا الصحابة للدفاع عن قائدهم، وعقيدتهم، وإخوانهم. وفي الوقت نفسه، المسلمون يموتون دون قائدهم سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، ويدافعون عنه بأرواحهم الزّكية الطّاهرة.

والمجتمع بهذه العظمة، وهذا التّلاحم والتّرابط والتّماسك بين القائد وجنده، لهو مجتمع أصيل، وقوي، ولا يموت وإن أصيب بانكسار في محطّة من محطّات حياته، كما حدث له في غزوة أحد.

عظمة أسيادنا الصحابة في كلّ الحالات، ودون استثناء:

قسم من أسيادنا الصّحابة اهتزّ، وتزعزع حين سمع إضاعة قتل قائده سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، وقسم ثبت كاطود العظيم، وظلّ يدافع عن قائده سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، وأصيب وجرح.

وكلا القسمين من أسيادنا الصّحابة عظيم، وكبير لأنّهما يشتركان جميعا ودون استثناء في حبّ قائدهم سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم.

تزعزع الأوّل، ولم يثبت لهول الشائعة على مسمعه، ومردّ ذلك لحبّه لقائده سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، لأنّه لم يكن يتصورأنّ قائده سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم سيقتل، ولذلك لم يثبت حبا في قائده.

والقسم الثّاني الذي ثبت ضدّ إشاعة قتل قائده سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، وظلّ يدافع عنه لأنّه يحبّ قائده ويموت دونه، ولو قيل له كذبا وزورا أنّه قتل. فهو يموت في سبيل قائده في كلّ الحالات، ومهما كانت الأحوال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى