الأستاذ حشاني زغيدي
في جلسة أكثر من رائعة ، ساحت الروح في عبور دفاتر الزمن من خلال تجارب الشيوخ ، حاولت جاهدا حصر خلاصتها في تغريدات وضيئة واضحة.
قال لي وفي محياه ابتسامة مشرقة ، أصغي إلي ، و خذ عني هذه الكلمات .
لا ترهن نفسك في فضاء تمارس فيه لهو البطالة، تضيع الوقت الثمين محبوس الحركة والعطاء وحولك فضاء رحب مليء بالفرص.
حاول أن تعيش السعادة وأنت تحقق أحلامك ، فكم من مخدوع ضيع ساعة فرحة عابرة لم تتكرر ، فرحة تلك للحظات لا تموت بل تظل لاصقة ، تسعدنا نفحاتها .
وإياك و الخامل ضعيفة العزيمة و المراسلين أن تتخذه خلاّ ، فيصيبك خوره وضعفه ، فإن القرائن تتشابه ، و الطيور على أشكالها تقع .
وإياك و الأناني ، فإن شغله نفسه ، وحرصه مصالحه ، حرصه يحجب عنك فوائده و خلاصة تميزه ، إن لم يسرق منك عصارة جهدك ، وثمرة اجتهادك.
احذر أن تشغلك توافه الأهداف ، فكم من سألك ضيّع الأهمّ في غمرة انشغاله بالهوامش و الحواشي ، ، ففرط في الأصول و أمّهات الأمور فكان صيده الفتات و بقايا الزّوائد.
ولا تشتغل نفسك مهمات القضاة فتصدر الأحكام على غيرك ، تمنح الصكوك الغفران لمن شئت ، تغرم من شئت و تسوّد صحائف من شئت ، فتلك ليست مهمتك في الحياة .
وفي ختام الفسحة قلت له كفيت ووفيت و بينت ووضحت وأبنت.
الأستاذ حشاني زغيدي