أحوال عربيةأخبار العالم

عيال زايد الخير لا يأتون إلا للخير… سورية في قلوب الاماراتيين

الدكتور خيام الزعبي- جامعة الفرات

ألفان وخمس وخمسون كيلو متراً… وهي مسافة الشوق  والاحترام والتقدير التي تجمع الشعبين الشقيقين السوري-الإماراتي، وكما نراها النموذج الأرقى للعلاقات بين الأشقاء العرب، فالذي يجمع دمشق والإمارات ليس مصالح آنية فقط، بل هي وحدة الدم والهدف والمصير المشترك.

التطور التي تشهده العلاقات السورية- الإماراتية  في المرحلة الراهنة يثلج القلب وينعش الأمل لبناء استراتيجية جديدة بين البلدين، فالإمارات لم تقطع علاقتها الدبلوماسية والسياسية مع سورية يوماً، ولم تقاطع سورية بأي شكل من الأشكال لا سياسياً ولا اقتصادياً ولا ثقافياً، كون أن العلاقات السورية الإماراتية ترتكز على أسس راسخة وقوية تعمقت أواصرها من خلال الاهتمام المشترك بين الجانبين لإعادة الأمن والاستقرار إلى المنطقة .

إن زيارة وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان لدمشق تعكس تقديراً لافتاً لمكانة سورية في الساحة الدولية، وفي الوقت نفسه تعتبر هذه الزيارة هي أرفع زيارة لمسئول عربي منذ الزلزال المدمر الذي أحل بسورية، فدولة الامارات كانت من أولى الدول التي وقفت مع سورية وقادت الاستجابة الاقليمية لكارثة الزلزال وأعلنت في مرحلة أولى تقديم حوالي 13.6 مليون دولار كمساعدات إغاثية لسورية، قبل أن تتعهد بتقديم خمسين مليون دولار إضافية، بالإضافة الى مساعدات ضخمة إنسانية وفرق بحث وإنقاذ.

واليوم يستمر الإماراتيين على موقفهم المبدئي من علاقة بلادهم مع شقيقتهم سورية، فنرى عدداً من الشخصيات الإماراتية يدقون أبواب دمشق لتشكيل لجان إماراتية-عربية لكسر الحصار على سورية وإسقاط “قانون قيصر” الذي يهدف إلى تجويع الشعب السوري وتحضير قافلة تحتوي على مواد غذائية وطبية لإرسالها إلى دمشق جواً أو بحراً، تعبيراً عن تضامن أبناء الأمّة مع شعب سورية الذي لم يقصر يوماً في التضامن مع كل قضية عربية أو إنسانية عادلة.

بالتالي يمكن وضع هذه الزيارة في سياق التعاون والتنسيق والتشاور المستمر بين البلدين إزاء ما يحدث في المنطقة، كما تحمل في طياتها رسائل إلى من يهمه الأمر بأن علاقات الشراكة الاستراتيجية القائمة بين سورية والامارات قوية، وخارج المساومات والصفقات،  وهي زيارات تعطي الانطباع بوجود دور إماراتي جديد في الأزمة السورية.

نحن في سورية كنا وما زلنا نتطلع لعلاقات متجذرة فريدة في مختلف المجالات مع الشقيقة الإمارات، وتقديم مصلحة الأمة على أي مصالح ثنائية لا تخدم الأمة بأكملها، لذا يجب أن تبقى سورية والإمارات على وئام ووفاق دائمين ومتضامنتين للوصول الى الأهداف المرجوة، وفي هذا السياق تتطلع الامارات الى استخدام قوتها الاستثمارية في مجال إعادة الإعمار في سورية.

 وباختصار شديد يمكنني القول : لقد آن الأوان لنتعاون مع باقي قوى التوازن بالعالم لإنقاذ سورية من الدمار والخراب، ونتجاوز أزمتنا والمضي بوطننا الكبير “سورية” نحو المستقبل الزاهر، من خلال  كسر الحصار على سورية والتصدي لما يحضر للمنطقة من تفاهمات وتنازلات والتي تصب لمصلحة الغرب، وفي الوقت نفسه  قد حان لإعادة ضبط البوصلة العربية بعد أن تعرضت للاختراقات وكانت البداية من تدمير سورية.

وإنني على ثقة  تامة بأن الشعب السوري قادر على تجاوز وتخطي أزمته ومحنته الراهنة بفضل تماسكه ووحدته الوطنية، لأنه يدرك جيداً دوره في مواجهة كل المشاريع الإمبريالية الرامية إلى تفتيت وطننا الكبير الغالي على قلوبنا ” سورية “.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى