مجتمع

عبادة المظهر

يوسف الحسيني

“إن كل ما نشتريه بالمال ليست له قيمة” #نيتشه.
إن عبارة هذا العبقري الألماني تناسب إلى حد كبير مرض التسوق في مجتمع الاستهلاك، الذي يؤطره براديغم الشكل والمظهر، حيث أصبحت قيمة الإنسان المعاصر تتحدد انطلاقا من مدى تعلقه بهذا البراديغم.
الإنسان الذي انساق وراء الماركات التجارية العالمية، وتعلق بشكل باثولوجي بالمظاهر، فاللباس وما يملكه من أكسيسورات هو ما يحدد قيمة الإنسان.
إن الفرد اليوم مثلا لم يعد تبضعه لغرض اللباس بل أصبح غرضه هو التفاخر، والتباهي، وتقديم الذات للعالم، حتى السفر لم يعد كما كان سابقا كوسيلة للترفيه والتسلية. إن السفر اليوم الذي لا يتم تحنيطه ومشاركته على منصات التواصل الاجتماعي لا يعتد به، هكذا تجد الفرد يشارك صوره في كل مكان يزوره. إن ظاهرة التعلق بالمظاهر (كظاهرة نفسية وسوسيولوجية) اليوم لم تعد حكرا على المجتمعات الغربية المنتجة، بل انتقلت عدواها إلى المجتمعات المستهلكة للسلع والأفكار بدون وعي وتفكير نقدي، فالشباب مثلا يحرصون على مظاهرهم كما لو أن وجودهم الإنساني يتوقف على لباسهم والأكسيسوارت التي يرتدونها. إن الذي جعل الظاهرة تستمر هو مباركة المجتمع لها، فالمجتمع اليوم يميل لكل من يملك ما هو مادي، بخلاف مجتمع القرن الماضي الذي كان يقدر كل ما هو معنوي (فكري)…
وعليه نخلص إلى أن:
-هناك حدود بين الأناقة والتي تبقى أمرا محمودا، وبين الهوس والتعلق بالمظهر الذي يعتبر ظاهرة مرضية…

  • قد يشتري الفرد مظهرا خارجيا بالمال، لكنه حتما لن يشتري قيمة معينة بالمال…
  • إن الفراغ في الجوهر يحاول الفرد أن يعوضه بالمظهر المزيف…
  • ظاهرة التبضع لدى البعض تحركها نزعة مرضية إننا أمام عبادة جديدة “#عبادة_المظهر”…
  • ما يتهافت عليه هواة المظاهر هو في الحقيقة لا معنى له لذاته، فنفس الأفراد هم من أعطوه هذا المعنى.
  • وسائل الإعلام تقدم لنا القدوة انطلاقا من الموضة…
  • الشاب لا يكتفي فقط بالتبضع، بل يشارك هذه اللحظة كما لو كانت هي الغاية…
  • لا نقتني المنتجات لأجل ذاتها بل نبحث عن انطباعات الآخرين بخصوصها…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى