عالم بلا نفط

 
حسين رشيد
بحسب الجهات المختصة فإن أكثر الدول انتاجا للنفط في العالم اميركا، ثم روسيا بعدهما تأتي السعودية يليها العراق، الصين، الامارات، الكويت، البرازيل، ايران، نيجيريا، في حين تتصدر فنزويلا دول العالم بأكبر احتياطي نفطي تليها السعودية، ايران، العراق، الكويت، الإمارات، روسيا، ليبيا، نيجيريا، وأخيرا اميركا التي تتصدر دول العالم بالاستهلاك اليومي للنفط تليها اليابان، كندا، البرازيل، ألمانيا، فالسعودية ثم فرنسا، بريطانيا، كوريا، اسبانيا، والامر هنا خاضع للاستهلاك اليومي من مشتقات النفط، وحجم الانتاج الاصناعي والتكنولوجي والزراعي، الذي يدخل النفط في مفاصل صناعته وانتاجه وتسويقه، في حين العراق الذي يأتي رابعا بالانتاج والاحتياطي، بعيد جدا عن الدول الاكثر استهلاكا، كونه يعتمد كليا على الواردات الصناعية والزراعية، بأموال ما يباع من نفط. من دون الاهتمام بالصناعات الاخرى التي يمكن أن تسد حاجة البلاد، وتكون اقل كلفةً من مثيلتها المستوردة، التي يدخل النفط في صناعاتها.
في ما يخص فنزويلا صاحبة اكبر احتياطي نفطي عالمي، وايران ثالث القائمة وهما يرضخان تحت العقوبات الاميركية، التي اوصلت اقتصادهما إلى مستويات متدنية مثلما حدث مع العراق في تسعينيات القرن الماضي والحصار الاقتصادي والعقوبات الدولية، حتى إعلان الأمم المتحدة والولايات المتحدة الاميركية أن العراق بلد محتل في نيسان 2003، لتأتي جولة التراخيص النفطية وتضع ثروة البلاد في فم شركات النفط العالمية، بحجة الاستثمار وزيادة الانتاج الذي لم يجنِ منه الشعب شيئا، سوى مزيدٍ من الفقر والعوز، مقابل انتاج طبقة مختلطة من ساسة ورجال دين واتباعهما، ورجال اعمال دخلوا في دهاليز تلك الطبقة التي تتمتع بثراء فاحش واخذت تسيطر شيئا فشيئا على مقدرات البلاد الاقتصادية والسياسية.
ورد في ختام تقرير اميركي بث عبر قناة الحرة عراق، أن خسائر حروب الخليج 1980 – 1991 تصل إلى 2 ترليون دولار، ومليوني قتيل. فضلا عن خسائر الركود الاقتصادي بسبب تلك الحروب، التي تسبب بها النفط والذي تسبب بأكثر من ذلك في شتى بقاع المعمورة وانتهى التقرير ترى هل سيحدث كل ذلك لو لم يكن النفط موجودا؟، وهذا ما سيحدث قريبا حسب التقرير الاميركي. بمعنى عالم بلا نفط، او نفط بلا اهمية او جدوى، نتيجة تطور بحوث وانتاج وسائل الطاقة البديلة في شتى ارجاء العالم.
كشف تقرير صدر عـــن منظـمـة “إمبر Ember” المختصة في متابعة تطور إنتاج الطاقة البديلة ومقرها لندن. أن بلدان الاتحاد الأوروبي، تمكنت في النصف الاول عام 2020 إنتاج 40 % من الكهرباء، باستخدام طاقتي الرياح والشمس البديلة، لتتجاوز بذلك ما تم إنتاجه من الطاقة الأحفورية التي بلغت نسبتها 34 % بزيادة نسبته 11 % عن المدة نفسها من العام 2019.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى