ثقافة

ظلم الحب

كتب احدهم..
لم تُظلَمْ قيمةٌ من القيم الإنسانية كما ظُلِمَتْ قيمةُ (الحب)
ولم تُستَخدَمْ كلمةٌ لخداع الناس وتبرير معصية الله كما استُخدِمَت كلمة (الحب)!!
ظُلِمَ (الحب) عندما قُدِّمَ للناس على غير حقيقته!
ظُلِم عندما قُدِّمَ للناس، خاصةً الشباب، على أنه يحدث بمجرد نظرة ويقع في القلب نتيجةَ ابتسامة!!
هذا الحب المزيف كم خُدِعَتْ به نفوس وجُرِحَتْ به قلوب وروابط زوجيه وارتُكِبَتْ باسمه معاصٍ وآثام، وخُرِبَتْ به بيوت وضاعت به أجيال!!
مع أن ذاكرتي ضعيفة إلا أني ما زلتُ أذكر جيدا السنةَ الأولى الإعدادية وأنا في سن الثانية عشرة حين جاءتني رسالة من إحدى البنات معي في الفصل تخبرني فيها أنها تحبني!
وإحساس الإنسان أنه محبوبٌ ومرغوب إحساسٌ يميل الإنسان إليه بالفطرة؛ لأنه يُشعِرُه بلذة، يُشعِره بقيمة نفسه وبأن هناك مَن يهتم له دون غيره ويفضله على مَن سواه!
لذلك فقد أسعدتني الرسالة وبدأت أفكر فيما لم أكن أفكر فيه من قبل!
وقد تتعجب كيف لأطفال في تلك السن المبكرة يفكرون في مثل هذه الأمور!!
وإجابة ذلك تجدها في الأفلام والمسلسلات التي ما كان شيءٌ منها يخلو من قصة حب!
والأطفال والمراهقون يتأثرون بما يرون ويذهبون لتقليده فإذا بهم يقعون في شباكه وشِراكِه، ثم يندمون، ولات حين مَندَمِ!
مع مرور السنين وكثرة التجارب والأحداث اكتشفتُ أن (الحب) الحقيقي ليس هو ذلك الذي يشعر به الرجل عندما يرى امرأةً جميلة أو تشعر به الفتاة حين ترى شابا أنيقا وسيما حلوَ الحديث جميلَ الكلام!
اكتشفتُ ذلك حين رأيتُ عشرات القصص لشباب وشابات ارتبطوا برباط الحب المُزيف حتى إذا أخذ الشباب من الشابات مرادَهم وقَضَوا منهُنّ أوطارَهم تركوهُنّ جريحات دون أسفٍ عليهنّ!!
ثم انطلقوا يخدعون باسم (الحب) غيرَهُن!!
اكتشفتُ ذلك أيضا حين رأيتُ حالات زواجٍ كثيرة بُنيت على ذلك الحب المُتَوَهَّم انتهت بطلاقٍ مُروِّع وانفصالٍ بغير معروف!!
لقد كان حبا مزيفًا لأنه كان حبًّا لمجهول لا تُعْرَفُ أخلاقُه ولم يُجَرَّبْ سلوكُه، فلما جُرِّبَ وظهر منه ما كان خافيا ظهر زَيْفُه!
الحب الحقيقي هو الذي ينشأ عن معرفةٍ لا عن جهل، وعن تجربةٍ لا عن وهم، وعن أفعال لا عن أقوال!
الحب الحقيقي هو بذرةٌ في القلب يرويها ماءُ المعاملة الحسنة وتُغذيها المعاشرةُ الطيبة ويحميها من الرياح دِينٌ متين ومودةٌ ولين؛ حتى تصيرَ في القلب كشجرةٍ عظيمة أصلُها ثابت وفرعُها في السماء!
الحب الحقيقي ليست مجرد كلمات غزل تدغدغ فيها مشاعر انثى عبر قنوات التواصل الاجتماعي..الحب هبه من الله وليست كذبة من افواه والسن معسوله ..

إبراهيم_الجريري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى