كاظم فنجان الحمامي
لا أمل في اصلاح مؤسساتنا التنفيذية إذا كنا نعيش في وسط إعلامي يسعى للتضليل والتلفيق ويكرس معظم وقته في نشر الاكاذيب، وربما تنساق الدوائر الاعلامية في الوزارات وراء تلك التوجهات، وذلك في ظل انتهاج سياسة التسقيط السياسي المبني على الانتقاص من الغير، وتسفيه تصريحاتهم. .
أذكر – من نافلة القول – كنت من المشاركين في مؤتمر وطني للنقل العابر وقنواته الخارجية الجافة، والتسهيلات التي يفترض ان نقدمها للشاحنات والمركبات الحوضية والحافلات الكبيرة، فاقترحت ان يكون الطريق واسعاً، ومؤلفاً من ثمانية ممرات لضمان المرونة في الحركة والانسيابية في العبور. وليس في هذا الاقتراح ما يسيء لأحد، فهو مجرد اقتراح مطروح للتحاور والنقاش، قد يحظى بالقبول أو الرفض، سيما ان معظم الطرق الدولية في كل القارات تتألف من عشر حارات أو أكثر، حتى الطرق الداخلية في مدينة (دبي) صارت تتألف من 12 حارة أو أكثر . لكن اصحاب العقول المعطوبة اتخذوا من هذا المقترح منطلقا لتنفيذ حملتهم المغرضة، والاغرب من ذلك انهم توجهوا بالسؤال إلى وزير النقل الأسبق (عين). سألوه: هل يوجد في العالم طريق يتألف من 8 حارات ؟. فضحك حتى كاد ان يسنلقي على قفاه من فرط الضحك، قال لهم: مستحيل – ماكو هيج حچي. وسألوا وزير النقل الحالي، فجاء جوابه مطابقا لمعالي الوزير (عين). .
لا أدري كيف يفكر هؤلاء، وكأنهم يعيشون خارج كوكب الأرض. ففي ولاية تكساس الامريكية يوجد طريق (Katy Freeway) يتألف من 26 ممراً. وفي البلدان العربية عشرات الطرق الواسعة. .
العالم من حولنا يتغير بسرعات تفوق الخيال، ويحقق قفزات نوعية هائلة في مجال النقل العابر (الترانزيت) والتجارة الدولية، ويسعى لتحسين سلاسل التوريد والقنوات اللوجستية، اما في العراق فمازال الإعلام يتحدث عن المقترح القديم لإنشاء طريق مؤلف من ثمانية ممرات. ومن دون ان يضعوا طابوقة واحدة فوق رصيف هذا الطريق. .