ثقافة

رجل يدعى اوفا

رواية: رجل يدعى أوفا

كاظم فنجان الحمامي

الرواية من تاليف (فردريك باكمان) عام 2012. عنوانها بالسويدية: (En man som heter Ove)، وقد تحولت إلى فيلم درامي من إخراج هانز هولم، وبطولة كل من رولف لاسجارد، وبهار بارس. وهي من أجمل ما قرأت في الأدب الإنساني . .
بطل الرواية، رجل حاد الطباع، يقدس النظام والإتقان، رجل المبادئ والقيم، الزوج التقليدي، والجار الصارم القوي، غريب الأطوار والتصرفات، كان لا يثق إلا بعمل يديه طيلة حياته. عمل في السكك الحديدية، وهو عمل ورثة عن أبيه في مرحلة لاحقة، فكان عقله يشبه سكة الحديد بخطين مستقيمين، لا يحيد عنهما أبداً، وكان يرى جميع سكان الحي على خطأ، إذ لا يرون ما يراه، وكان من الطبيعي له أن يقرر الانتحار عندما فقد عمله وزوجته ومركزه الاجتماعي، ولم يعد لحياته داع لأن تستمر في فراغ. فقرر الموت، وبينما هو يعلق مشنقته بيده في سقف بيته انقطع الحبل، وفشل في الانتحار، لكنه شعر فيما بعد بتعاطف الجيران معه، ما أدى إلى تغيير موقفه، فتلاشت فكرة الانتحار، ودبت الحياة من جديد، وأصبح لمرور الوقت أهمية مشجعة لقدوم كل صباح جديد. هذا التحول بدأ بسبب إبتسامة من امرأة شرقية مهاجرة، وبسبب طفلتين غلب ودهما جلافة أوفا، فنضجت في روحه عواطف مشجعة، وأصبحت للحياة نكهة مختلفة تبرر التعايش مع الناس. .
يهتم أوفا بأناقة مدينته ونظافة شوارعها، فكانت له جولات صباحية للتأكد من عدم وجود أي مخالفات في المدينة، لكنه كان يشعر أنّه محاطٌ بالمتآمرين من ذوي القمصان البيضاء، الذين دمروا حياته، وتسببوا في احالته إلى التقاعد القسري، لكنه رغم هذا يواصل جولاته التفتيشية اليومية في شوارع مدينته، وزياراته المتكررة لقبر زوجته سونيا. .
تتمحور حكاية أوفا حول دور الآخرين في صنع إدراكنا سلباً وإيجاباً، ولكن دورنا هو من اختيارنا أيضاً، وعلينا ألا نترك مسيرة حياتنا يقررها الآخرون، ولننضج مبكراً قبل أن تتوقف الحياة قبل الأوان. .
مؤلف الرواية من مواليد 1981 هو صحفي سويدي وكاتب. وهو نفسه مؤلف رواية (جدتي طلبت مني أن اقول لكم انها آسفة). .
واجه المؤلف صعوبة كبيرة في إقناع دور النشر بروايته (A man called Ove)، وعلى الرغم من إعجاب أغلبهم بها إلا أنهم رفضوا نشرها، لكن مبيعاتها وصلت الآن إلى أكثر من 2.5 مليون نسخة حول العالم، وذلك حسب الإحصائيات المقدمة من جريدة النيويورك تايمز، وتمت ترجمتها إلى العديد من اللغات، وهي الإنجليزية والفرنسية والعربية والتركية والهندية والكورية واليابانية، ليصل عدد الترجمات إلى 38 لغة حول العالم، قبل أن تقرر إحدى القنوات السويدية تحويل الرواية إلى فيلم سويدي ليحقق أرباح طائلة. .

كاظمفنجانالحمامي (هاشتاغ)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى