رأي

ضرورة الرّجوع إلى الطب التقليدي

رشيد مصباح (فوزي)


الوطنيّة ليست مجرّد شعار نحمله فوق رؤوسنا، ولا مجرّد خطاب وكلام نتشدّق به في المنابر والاستديوهات وأمام شاشات التلفزيون. الوطنية أكبر من ذلك؛ هي إعلان الحرب على الفاسدين، هي التفكير ربما في كيفية إخراج المواطن البسيط من واقعه المرير.

وفي هذا الإطار، فإن أغلب الحكومات التي تعاقبت على السلطة في بلادنا لم تحدث فروقا كبيرة، ولا تغييرات كثيرة، في طريقة عملها الرّوتيني المعتاد، وفي طريقة تعاملها مع قضايا المواطن البسيط. إنّها تبدو بالنّسبة للملاحظ كأنّها حكومات تصريف أعمال لاغير. ل

ذلك بات من الصّعب بمكان على أيّة من الحكومات المتعاقبة، وإطاراتها الجدد، تطبيق أفكار يافعة ومناهج جديدة في الميدان. فإن لم تقابلها أزمة مفتعلة، فثورة مضادّة. والأمر ليس بالهيّن، يتطلّب الوعي،وكذلك الصّبر.

لأنّنا نعتمد على الغير في كل شيء؛ في الأكل واللّباس والدّواء أو العلا ج خاصّة، فإنّنا لن نذهب بعيدا. وسيأتي اليوم الذي يساومنا فيه هذا الخارج الذي يزوّدنا بكل شيء يقوم بتصنيعه؛ يساومنا في الحريّة التي لا تقدّر بثمن، والتي لم نستغلّها أحسن استغلال. يساومنا في ديننا الذي لم نتمسّك به كما يجب، يساومنا حتّى في أوطاننا التي لم نقدّم لها سوى الشّعارات، شعارات جوفاء “لا تسمن ولا تغني من جوع”.

منذ حصولنا على “شبه” حريّة ونحن نلقي بالخطب الزنّانة، والواقع لم يتغيّر كثيرا. ومنذ عهد بعيد وكل إطار جديد يصعد على المنبر يقول نفس كلام من سبقوه، وهكذا… والأرقام في ارتفاع عجيب، والنّفقات العامّة في ازدياد مريع، والميزانيات تتحمّل أعباء السّنوات الثقيلة… والمواطن البسيط ينتظر متى؟ ولعلّ؟ا

ولا بدّ من حلّ من الحلول في النّهاية. لكن المصيبة إنّ الحلول حتّى وإن وُجدت فإنّها ستجد من يقف في وجهها؛ الحلول لا ترضي العدو الذي في الخارج، فهو يستنزف خيراتنا ويعمل على افلاسنا بشتّى الوسائل، والمسألة بالنّسبة إليه مسألة وجود. كما أنّ الخونة الذين ينهبون في الدّاخل لا تساعدهم الحلول، فهم يقفون “حجر عثرة” أمام كل وطنيّ مخلص.

والدّواء، كغيره من الأشياء المستوردة التي تثقل كاهل الميزانية العامّة بنفقاتها الباهظة، فعلى الرّغم من وجود حل لهذه المعضلة، وذلك بالرّجوع إلى التداوي بالطرق التقليديّة وما يُعرف بالطب البديل. خاصّة في ظلّ هذا الإقبال الواسع والكبير عليه من طرف النّاس عموما وحتّى ذوي الاختصاص، بعدما تبيّن لهم خطورة الأدوية الكيمائية التي لا تكاد تخلو من آثار جانبيّة، زيادة على ارتفاع سعرها الباهظ.. مادفع ببعض البلدان الأوروبية مثل ألمانيا والولايات المتّحدة وغيرها… إلى تصنيع الأعشاب الطبيّة واستبدالها ببعض الأدوية الكيمياوية.، ونحن في الواقع أولى بالعودة إلى الطب التّقليدي نظرا لعدّة معطيات؛ المناخية منها والجغرافية، وكذلك البشرية. فلدينا تقاليد عريقة في هذا المضمار، ولن نخسر شيئا في نهاية المطاف.

لكن الأنظمة والحكومات “المُعاقبة” أو المتعاقبة في بلداننا، “رهينة سياسة التبعيّة”، لن تقدر على التحدّي. ولن تستطيع ذلك حتّى وإن أثبتت كفاءتها فلن تستطيع إعلان الحرب على اللّوبيات التي تملك من أسباب القوّة؛ كقوّتي المال والنّفوذ، ما يجعلها تتحدّى أعتى النظم في العالم.

فإن الوقوف في وجه مثل هذه اللّوبيات الخطيرة يُعدّ بمثابة إعلان الحرب عليها؛ والثّمن سيكون باهضا، والفاتورة ستكون مكلفة جدّا، سيّما للمواطن البسيط الذي لا حول ولا قوة له.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى