ضرورة اصلاح منظومتنا التعليمية
عزالدين معزة
كاتب
كان نظام التعليم في الجزائر خلال مرحلة الاستدمار الفرنسي منافسا قويا لأنظمة التعليم في الدول الكبرى ، ولكن للاسف لم يكن يسمح لمعظم ابناء الشعب مواصلة التعليم العالي باستثناء الاقلية منهم التي قبلت التعاون مع الاستدمار ، واستمر الحال كذلك إلى السبعينات من القرن الماضي ، حيث كان المتخرجون من جامعاتنا يجدون بسهولة مناصب التوظيف في الدول المتقدمة ، ثم بدأ في التقهقر التدريجي في منظومتنا التعليمية من الابتدائي إلى الجامعي ، حتى وصل إلى ما وصل اليه الان من تخلف وانحطاط إن لم اقل من جهل وأمية ـ اتذكر كيف كان مجتمعنا ينظر للمعلمين والاساتذة والاطباء والمهندسين في سنوات السبعينات والثمانيات من القرن الماضي ، كانوا مميزين في المجتمع من حيث السلوك والراتب الشهري إلى أن جاءنا الاسلام السياسي ، في بداية ثمانيات القرن الماضي بمجيء الرئيس الشاذلي بن جديد ، وغير المجتمع الجزائري نظرته تماما لتلك الفئة المتعلمة المحترمة ، واصبح ذلك الأمي التائب ظاهريا اكثر احتراما من العلماء والطباء والاساتذة والدكاترة ، بمجرد ان يترك لحيته ويحفظ بعض الايات القرأنية والاحاديث النبوية ويرددها على عامتنا في المقاهي والشوارع والمساجد ، واصبحت له الكلمة العليا في المجتمع خاصة حينما يصب غضبه ولسانه المسموم على النظام والامن والجيش ، ترك المجتمع المتعلمين وانساق وراء تجار الدين عسى ان يخرجوه من الفقر والظلم ، فكان النتيجة وخيمة على الجزائر ما زلنا نعاني آثارها إلى الآن ..مما عانيناه من ارهاب اعمى في تسعينات القرن الماضي ، من قتل وقطع الرؤوس والتمثيل بالجثث ودفعت الفئة المثقفة الثمن غاليا ، كم من معلم واستاذ ودكتور تعرض لهمجية هؤلاء الدواعش لمجرد قوله كلمة حق …
لا خير في تعليم لا يبني العقول ولا ينتج لنا انسانا حرا نزيها صريحا ..واليكم بعض الاقتراحات لإصلاح منظومتنا التعليمية نقلتها عن لسان جزائري خبير :
يقترح رابح خدوسي العضو السابق في لجنة إصلاح المنظومة التربوية، أنّ على السلطات العمومية التأسيس لإصلاحات شاملة، من خلال إلغاء امتحان شهادة البكالوريا، واستبداله بما يصطلح عليه “بالثانوية العامة”، حيث يجتاز المتعلم امتحانات داخلية على مستوى ثانويته في السنة ثالثة ثانوي، ليجتمع “مجلس الأساتذة” في نهاية السنة الدراسية لتحديد قوائم المنتقلين إلى المؤسسات الجامعية المختلفة، بناء على معايير يتم تحديدها بصفة مسبقة أي “معدل النجاح”، ولكن شريطة أن تبرمج الكليات والمعاهد والمدارس العليا في بداية الدخول الجامعي مسابقة لانتقاء “الطلبة الجدد”.”
البكالوريا في الولايات المتحدة وبعض الدول المتقدمة لم تعد معيارا في التقويم المدرسي ولا دليلا على التفوق العلمي ما هي إلا عملية ” بضاعتكم ردت لكم ” وهو نفس التقويم الذي تنتهجه جامعاتنا للاسف