أحوال عربيةأخبارأخبار العالم

معركة ” طوفان الأقصى” وكسر حدود اللا ممكن

راسم عبيدات

سماحة السيد قال في حرب تموز /2006 العدوانية  التي شنتها دولة الكيان لأول مرة بالوكالة عن أمريكا، التي كانت تريد خلق ما تسميه بشرق أوسط جديد تحت هيمنتها وسيطرتها وبقيادة شريكتها الصغرى دولة الكيان،بأن ما تحقق من نصر ،هو نصر الهي،وبشأن الجنود الصهاينة الذين تم أسرهم في هذه العملية وما تبعها من عدوان صهيوني شامل،عندما قيل له أطلق سراحهم مقابل وقف الحرب،  قال بانه لو اجتمعت كل الدول علينا لن أطلق سراحهم ….وواضح بأن ما تحقق في معركة ” طوفان الأقصى” كسر حدود اللاممكن،واجترح معجزات يصعب تحقيقها في زمن اللا معجزات،وتعجز عن تحقيقها دول كبرى بإمكانيات عسكرية كبيرة، ….ففي أكثر السيناريوهات تفاؤلاً لا فلسطيني ولا عربي لم يكن يتوقع هذه العملية النوعية بكل معايرها ، لا من حيث الإعداد والتخطيط ودقة التنفيذ ولا التعميه والتمويه ولا الشرك والخداع الأمني والإستخباري الشاملين،وكذلك القوة النارية والصاروخية التي جرى استخدامها في هذه المعركة،وتوقيتها ….والتي قبل القفز لنتائجها التي سيكون لها تداعيات كبيرة على صناع القرار في كافة المستويات القيادية  أمنية وعسكرية وسياسية واستخباراتية في دولة الكيان،وكذلك على قادة الوحدات العاملة في الميدان  من قوات النخبة  “جولاني” و”عوز” و”اليمام” وغيرها …لجان تحقيق ستتشكل ورؤوس كبيرة ستطير وحكومة  قد تكون قد وصلت الى خط النهاية …وهي أيضاً حفرت عميقا في ذاكرة ووعي ونفسيات ومعنويات  جنود ومستوطني دولة الكيان،هؤلاء المستوطنين الذي يتولد لديهم شعور متزايد وخاصة من بعد معركة “سيف القدس”  بأن قياداتهم الأمنية والعسكرية والسياسية غير قادرة على تفير الأمن والأمان لهم، لا على المستوى الشخصي ولا العام،ولعل ما حصل معهم اليوم من اقتحام المقاومين الفلسطينيين لغرف نومهم وثكناتهم والتجول بحرية في شوارع مستوطناتهم ،وإطلاق النار عليهم من نقطة الصفر وقتل من قتل منهم وسوق قسم أخر كأسرى الى داخل القطاع، دون أن تتمكن قيادتهم وحكومتهم من استيعاب ما حصل بعد مرور يوم كامل على العملية ،وكما يقول المأثور الشعبي “بعد أن طارت الطيور بأرزاقها “.

دولة الكيان وحكومتها تعيش حالة من التخبط والإرباك والفشل والهزيمة على المستوى الإستراتيجي ،وهذا دفع بها الى اتخاذ قرارات تعبر عن مدى حالة الإفلاس التي تعيشها،حيث  خاطب رئيس وزراء الكيان نتنياهو سكان غزة قائلاً لهم بان عليهم الخروج من قطاع غزة لأنه سيحولها لخرائب …وشن قصفاً عنيفاً من الجو مستهدفاً به المباني والأبراج والبيوت السكنية وحتى الأبراج التي تضم الصحفيين لم تسلم من هذا القصف،والذي ستجد لها أمريكا وقوى الغرب الإستعماري التبرير والحجة ،فهي دائماً توفر الحجة والغطاء للهجمات والعدوان والجرائم التي ترتكبها دولة الكيان بحق شعبنا، تحت ما يسمى بحق دولة الإحتلال في الدفاع عن نفسها.

هذه العملية وإن  كانت تحمل او عنوانها الأقصى،ولكنها لم تأت فقط في إطار وسياق الرد على كل أعمال العربدة والبلطجة والقمع والتنكيل والإقتحامات الكبيرة والواسعة التي قامت بها الجماعات التلمودية والتوراتية برفقة رموز وشخصيات دينية وسياسية للأقصى،وما مارسته من طقوس وصلوات ومراسيم،تهدف بشكل واضح لإخراج الأقصى من حصرية قدسيته الإسلامية الخالصة الى قدسية مشتركة،توجد شراكة وحياة وقدسية لليهود في الأقصى على طريق التهويد الكامل له وإقامة ما يعرف بالهيكل المزعوم.

العملية اتت في إطار الرد الشامل على جرائم دولة الكيان على طول وعرض مساحة فلسطين التاريخية،حيث مسلسل الإغتيالات اليومية بحق شعبنا ومقاوميه لم يتوقف وكذلك لم تتوقف لا  الإقتحامات ولا الإعتقالات ولا بلطجة وعربدة المستوطنين واعتداءاتهم على قرى وبلدات شعبنا ولا الإستيلاء على الأرض والممتلكات وتصعيد وتكثيف الإستيطان وعمليات الضم والتهويد.

هذه العملية التي عبرت عن فشل ذريع وهزيمة استراتيجية غير مسبوقة في تاريخ دولة الكيان، والتي سيؤرخ لها كحدث مفصلي في تاريخ النضال الوطني الفلسطيني وحتى العربي،ما انجزته وحققته تعجز عنه دول كبرى بإمكانيات عسكرية ضخمة،ويذهب الى حد تحقيق المعجزات في ظل غياب المعجزات،وكذلك  الى حد كسر حدود اللا ممكن….نعم كسر حدود اللا ممكن .. جيش له دولة بكل إمكانياته وقدراته العسكرية والتسليحية والتكنولوجية والسيبرانية والمخابراتية والإستخبارية ،تنهار قدراته الدفاعية في زمن قياسي،ويعجز رغم كل التجهيزات المحيطة بقطاع غزة من دشم وسواتر وحواجز وجدران اسمنتية واسلاك شائكة والكترونية وقوات عسكرية وأجهزة انذار وعربات مدرعة ودبابات ومسيرات على مدار الساعة في الجو في أن يوقف اندفاعات الف مقاتل فلسطيني بسيارات دفع رباعي ودراجات نارية ومن فوق الأ{ض وغزوهم لكامل مستوطنات غزة ومواقعه العسكرية التي جرى تطهيرها ،دون أن تتكون صورة واضحة للقيادات الصهيونية بكل مستوياتها عسكرية وسياسية وامنية عما يحدث،فهذا يشبه الى حد كبير ما قاله سماحة السيد في النصر الذي تحقق في تموز/2006 بأنه نصر الهي.

هذا النصر الذي ساهم فيه الى حد كبير الإعداد والتخطيط والتهيئة والتدريب والمراكمة والتطوير للتجارب والخبرات والقدرات والإمكانيات العسكرية والتسليحية، رافقه تعميه وتمويه وتضليل استخباري  وتقديرات ومعرفة دقيقة لحجم قوات الكيان الموجودة على الجانب الأخير وأسهل الطرق والأماكن للعبور ،وتوقيت هذا العبور  ومازج كل ذلك بجرأة عالية وقرارات وإدارة صائبة ومعنويات وإرادات مرتفعة للقوات المقتحمة ،والأهم القيادة التي وقفت خلف كل ذلك.

نعم هذه المعركة حسمتها الست ساعات الأولى،حتى لو هدمت دولة الكيان غزة على رؤوس ساكنيها،فهزيمتها استراتيجية وفشلها عميق ومخيف ومرعب،و”كي” الوعي  لجنود ومستوطني دولة الكيان حصل،وهو سيحفر لسنوات طويلة في وعيهم وذاكرتهم ويضرب على وتر نفسياتهم ومعنوياتهم ومشروعية بقائهم في مستوطناتهم وفي هذه الدولة الطاردة التي أضحت ازماتها وإنقساماتها اكبر مما تحتمل.

تداعيات هذه المعركة بعد ان تضع اوزارها ستكون ثقيلة وقاسية،ليس فقط على شخص رئيس الوزراء او قائد حربه او اركان جيشه او مسؤول” الشاباك” او قادة الأجهزة الأمنية،كل لوحده،بل المسؤولية ستطال الجميع كمنظومة،وبالتالي العقوبات والإجراءات الإنضباطية ،ربما تصل الى حد إسقاط هذه الحكومة، لكي تدخل دولة الكيان في ازمة اعمق وأشمل ،أزمة تفاقم من إنقساماتها وخلافاتها الداخلية وقرب اقترابها من نهايتها،أزمة عدم بلوغها العقد الثامن.

فلسطين – القدس المحتلة

8/10/2023

بقلم :- راسم عبيدات

سماحة السيد قال في حرب تموز /2006 العدوانية  التي شنتها دولة الكيان لأول مرة بالوكالة عن أمريكا، التي كانت تريد خلق ما تسميه بشرق أوسط جديد تحت هيمنتها وسيطرتها وبقيادة شريكتها الصغرى دولة الكيان،بأن ما تحقق من نصر ،هو نصر الهي،وبشأن الجنود الصهاينة الذين تم أسرهم في هذه العملية وما تبعها من عدوان صهيوني شامل،عندما قيل له أطلق سراحهم مقابل وقف الحرب،  قال بانه لو اجتمعت كل الدول علينا لن أطلق سراحهم ….وواضح بأن ما تحقق في معركة ” طوفان الأقصى” كسر حدود اللاممكن،واجترح معجزات يصعب تحقيقها في زمن اللا معجزات،وتعجز عن تحقيقها دول كبرى بإمكانيات عسكرية كبيرة، ….ففي أكثر السيناريوهات تفاؤلاً لا فلسطيني ولا عربي لم يكن يتوقع هذه العملية النوعية بكل معايرها ، لا من حيث الإعداد والتخطيط ودقة التنفيذ ولا التعميه والتمويه ولا الشرك والخداع الأمني والإستخباري الشاملين،وكذلك القوة النارية والصاروخية التي جرى استخدامها في هذه المعركة،وتوقيتها ….والتي قبل القفز لنتائجها التي سيكون لها تداعيات كبيرة على صناع القرار في كافة المستويات القيادية  أمنية وعسكرية وسياسية واستخباراتية في دولة الكيان،وكذلك على قادة الوحدات العاملة في الميدان  من قوات النخبة  “جولاني” و”عوز” و”اليمام” وغيرها …لجان تحقيق ستتشكل ورؤوس كبيرة ستطير وحكومة  قد تكون قد وصلت الى خط النهاية …وهي أيضاً حفرت عميقا في ذاكرة ووعي ونفسيات ومعنويات  جنود ومستوطني دولة الكيان،هؤلاء المستوطنين الذي يتولد لديهم شعور متزايد وخاصة من بعد معركة “سيف القدس”  بأن قياداتهم الأمنية والعسكرية والسياسية غير قادرة على تفير الأمن والأمان لهم، لا على المستوى الشخصي ولا العام،ولعل ما حصل معهم اليوم من اقتحام المقاومين الفلسطينيين لغرف نومهم وثكناتهم والتجول بحرية في شوارع مستوطناتهم ،وإطلاق النار عليهم من نقطة الصفر وقتل من قتل منهم وسوق قسم أخر كأسرى الى داخل القطاع، دون أن تتمكن قيادتهم وحكومتهم من استيعاب ما حصل بعد مرور يوم كامل على العملية ،وكما يقول المأثور الشعبي “بعد أن طارت الطيور بأرزاقها “.

دولة الكيان وحكومتها تعيش حالة من التخبط والإرباك والفشل والهزيمة على المستوى الإستراتيجي ،وهذا دفع بها الى اتخاذ قرارات تعبر عن مدى حالة الإفلاس التي تعيشها،حيث  خاطب رئيس وزراء الكيان نتنياهو سكان غزة قائلاً لهم بان عليهم الخروج من قطاع غزة لأنه سيحولها لخرائب …وشن قصفاً عنيفاً من الجو مستهدفاً به المباني والأبراج والبيوت السكنية وحتى الأبراج التي تضم الصحفيين لم تسلم من هذا القصف،والذي ستجد لها أمريكا وقوى الغرب الإستعماري التبرير والحجة ،فهي دائماً توفر الحجة والغطاء للهجمات والعدوان والجرائم التي ترتكبها دولة الكيان بحق شعبنا، تحت ما يسمى بحق دولة الإحتلال في الدفاع عن نفسها.

هذه العملية وإن  كانت تحمل او عنوانها الأقصى،ولكنها لم تأت فقط في إطار وسياق الرد على كل أعمال العربدة والبلطجة والقمع والتنكيل والإقتحامات الكبيرة والواسعة التي قامت بها الجماعات التلمودية والتوراتية برفقة رموز وشخصيات دينية وسياسية للأقصى،وما مارسته من طقوس وصلوات ومراسيم،تهدف بشكل واضح لإخراج الأقصى من حصرية قدسيته الإسلامية الخالصة الى قدسية مشتركة،توجد شراكة وحياة وقدسية لليهود في الأقصى على طريق التهويد الكامل له وإقامة ما يعرف بالهيكل المزعوم.

العملية اتت في إطار الرد الشامل على جرائم دولة الكيان على طول وعرض مساحة فلسطين التاريخية،حيث مسلسل الإغتيالات اليومية بحق شعبنا ومقاوميه لم يتوقف وكذلك لم تتوقف لا  الإقتحامات ولا الإعتقالات ولا بلطجة وعربدة المستوطنين واعتداءاتهم على قرى وبلدات شعبنا ولا الإستيلاء على الأرض والممتلكات وتصعيد وتكثيف الإستيطان وعمليات الضم والتهويد.

هذه العملية التي عبرت عن فشل ذريع وهزيمة استراتيجية غير مسبوقة في تاريخ دولة الكيان، والتي سيؤرخ لها كحدث مفصلي في تاريخ النضال الوطني الفلسطيني وحتى العربي،ما انجزته وحققته تعجز عنه دول كبرى بإمكانيات عسكرية ضخمة،ويذهب الى حد تحقيق المعجزات في ظل غياب المعجزات،وكذلك  الى حد كسر حدود اللا ممكن….نعم كسر حدود اللا ممكن .. جيش له دولة بكل إمكانياته وقدراته العسكرية والتسليحية والتكنولوجية والسيبرانية والمخابراتية والإستخبارية ،تنهار قدراته الدفاعية في زمن قياسي،ويعجز رغم كل التجهيزات المحيطة بقطاع غزة من دشم وسواتر وحواجز وجدران اسمنتية واسلاك شائكة والكترونية وقوات عسكرية وأجهزة انذار وعربات مدرعة ودبابات ومسيرات على مدار الساعة في الجو في أن يوقف اندفاعات الف مقاتل فلسطيني بسيارات دفع رباعي ودراجات نارية ومن فوق الأ{ض وغزوهم لكامل مستوطنات غزة ومواقعه العسكرية التي جرى تطهيرها ،دون أن تتكون صورة واضحة للقيادات الصهيونية بكل مستوياتها عسكرية وسياسية وامنية عما يحدث،فهذا يشبه الى حد كبير ما قاله سماحة السيد في النصر الذي تحقق في تموز/2006 بأنه نصر الهي.

هذا النصر الذي ساهم فيه الى حد كبير الإعداد والتخطيط والتهيئة والتدريب والمراكمة والتطوير للتجارب والخبرات والقدرات والإمكانيات العسكرية والتسليحية، رافقه تعميه وتمويه وتضليل استخباري  وتقديرات ومعرفة دقيقة لحجم قوات الكيان الموجودة على الجانب الأخير وأسهل الطرق والأماكن للعبور ،وتوقيت هذا العبور  ومازج كل ذلك بجرأة عالية وقرارات وإدارة صائبة ومعنويات وإرادات مرتفعة للقوات المقتحمة ،والأهم القيادة التي وقفت خلف كل ذلك.

نعم هذه المعركة حسمتها الست ساعات الأولى،حتى لو هدمت دولة الكيان غزة على رؤوس ساكنيها،فهزيمتها استراتيجية وفشلها عميق ومخيف ومرعب،و”كي” الوعي  لجنود ومستوطني دولة الكيان حصل،وهو سيحفر لسنوات طويلة في وعيهم وذاكرتهم ويضرب على وتر نفسياتهم ومعنوياتهم ومشروعية بقائهم في مستوطناتهم وفي هذه الدولة الطاردة التي أضحت ازماتها وإنقساماتها اكبر مما تحتمل.

تداعيات هذه المعركة بعد ان تضع اوزارها ستكون ثقيلة وقاسية،ليس فقط على شخص رئيس الوزراء او قائد حربه او اركان جيشه او مسؤول” الشاباك” او قادة الأجهزة الأمنية،كل لوحده،بل المسؤولية ستطال الجميع كمنظومة،وبالتالي العقوبات والإجراءات الإنضباطية ،ربما تصل الى حد إسقاط هذه الحكومة، لكي تدخل دولة الكيان في ازمة اعمق وأشمل ،أزمة تفاقم من إنقساماتها وخلافاتها الداخلية وقرب اقترابها من نهايتها،أزمة عدم بلوغها العقد الثامن.

فلسطين – القدس المحتلة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى