أخبار العالمأمن وإستراتيجيةفي الواجهة

ماذا يخفي حلف الناتو بتصنيفه روسيا دولة إرهابية !

رياض بدر
كاتب وباحث مستقل

منذ اندلاع الحرب في أوروبا ونحن نرى ان حلف الشر (الناتو) يدعي إعلاميا فقط إن هدفه إنهاء الحرب ويسعى لإيجاد حل لوقف اطلاق النار في أوكرانيا, لكن على ارض الواقع هو :

  1. يمول وبسخاء غير مسبوق تاريخياً.
  2. يسحب البساط من تحت اي محاولة لعقد سلام إلا اذا تصب في مصالحه هو وليس حتى الشعب الأوكراني.
  3. يضع العراقيل من خلال فرض عقوبات على روسيا وكأنه يقول علنا ان الحرب هي بيننا وبين روسيا ونحن أوصياء على العالم لا غيرنا.
  4. إصدار قوانين مريبة لا تخدم اي عملية تفاوض يزعمها هذا الحلف مثل هذا الإعلان الذي قتل اي فرصة للتفاوض وإحلال السلام.

بادئ ذي بدء يجب ان لا ننسى ان من اشعل الحرب هو حلف الشر نفسه وليس ما يدعوه في الإعلام, ثم يجب ان ننتبه الى القذارة المخفية في هذا الإعلان عن تصنيف روسيا دولة إرهابية.
عند إعلان الغرب كما فعل اليوم البرلمان الأوروبي المرفوض بالكامل شعبيا الان في الاتحاد الاوروبي، عندما يتهم ويعلن دولة ما على انها إرهابية (لا يوجد اي تعريف رسمي لما يسمى الإرهاب لا من قبل الأمم المتحدة ولا مجلس الأمن ولا اي منظمة ولا اي كيان سياسي على سطح كوكب الأرض) فانه سيفرض قيود مشددة اقتصادية وسياسية على تلك الدولة تصل حد القطيعة الدبلوماسية بالكامل ثم الأدهى والأمر يبدأ بمضايقة ومعاداة اي دولة محايدة تتعامل مع هذه الدولة بل يشن حملات مسعورة ضد من يتعامل معها.

غدا سيتهمون الصين بانها تدعم دولة إرهابية (روسيا) وسيتهمون حتى دول المصدرة للنفط او المستوردة للغاز الروسي بنفس التهمة واي دولة تبني علاقات قوية مع روسيا ستكون ضمن دائرة المواجهة لا سيما دول أفريقيا التي فقدت الغرب كل موقع فيها وللابد.

هذا هو حقيقة إعلان البرلمان الأوروبي اليوم والأجندة الخفية التي تنام كالسم فيه، فقد تأكد حلف الشر ان النصر على روسيا او حتى إضعافها هو أمر مستحيل بعد فشل الرئيس الأمريكي المدعو جو بايدن في أخر اجتماع مغلق وسري له مع الزعيم الصيني الأسبوع الفائت في محاولة لتحييد الصين، بل فشلوا حتى بإبعاد شركات الطاقة الأمريكية ومشتري النفط الروسي عن روسيا وكذلك البنوك الأمريكية الكبرى فهي تتعامل مع روسيا وكذب من يدعي غير ذلك، فالمال لادين له ولا يوالي إلا مصلحته، فبات حلف الشر أمام كارثة الهزيمة المحققة فلم يكن له بد إلا في موقف دفاع مستميت كي لا يموت.

تراجع لحفظ ماء وجه


جاء إعلان البرلمان الأوروبي هذا بعد افتضاح الجهة التي فجرت خطوط أنابيب غاز نورد ستريم 1 وهي بريطانيا، هنا سيبدأ فتح ملف تحقيقي دولي وطبعا يجب إشراك روسيا بصفتها مالك خط الأنابيب والمصدر للغاز الذي فيه ولا يوجد اي سبب ولو فكاهي لقيام روسيا بتفجير خط أنابيبها فهي تستطيع إيقاف التصدير وكفى.

بإعلان روسيا دولة (إرهابية) ستتعرقل جهود التحقيق هذه بل سيبعدون روسيا عن التحقيق، اي سيصدر قرار تحقيق من قبل أعداء روسيا ولنتخيل هذه المهزلة، حيث هناك قاعدة قانونية واضحة تقول لا يجوز ان يكون حكمي خصمي، اي الذي يُحاكمني، والغرب ضليع في هذه القذارة فقد فعلها كذا مرة بلا حياء وخجل.

لا ادري ان كان الغرب يخطط للانتحار ام يسعى لتقسيم العالم لشرق وغرب كي يحافظ على ما بقي من هيبته!

فيبدوا انه ادرك انه غارق لا محالة ولا منقذ له سوى عزل الصين وروسيا والشرق بأكمله كي تنهض صناعات أوروبا مرة ثانية رغم ان هذا الأمر ليس جيدا في كل نواحيه، عسى ان يحافظ ولو على الداخل قبل تفجره والذي بدأ فعلا, لكن قد يكون الغرب فكر بان لا حرب دون خسائر لكن المهم ان يخرج باقل الخسائر فهو لا يمكن له كسب هذه الحرب سواء العسكرية في أوكرانيا او الاقتصادية ضد أسيا بقيادة الصين والهند وعند الباب الخلفي تقف البرازيل وأمريكا اللاتينية التي بدأت روسيا بناء قواعد عسكرية فيها بل ونووية.

فهل بدأ الغرب ببناء سور حول نفسه خشية انهيار كل شيء بالداخل ليحافظ على ماء الوجه وإن كانت الخطوة ستحولهم الى ما يشبه الاتحاد السوفيتي يوما عندما بنى لنفسه معسكرا معتقدا انها ستقيه شر الغرب حتى مات في داخله وتفتت إلى الأبد !

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى