شيرين بنت فلسطين تغتال في جينين
موسى عزوڨ
قال تعالى : (مِن أجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنا عَلى بَنِي إسْرائِيلَ أنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أوْ فَسادٍ في الأرْضِ فَكَأنَّما قَتَلَ النّاسَ جَمِيعًا ومَن أحْياها فَكَأنَّما أحْيا النّاسَ جَمِيعًا) . [سُورَةُ المَائـِدَةِ: ٣٤].
وقال : ﴿وَلَا تَحۡسَبَنَّ ٱلَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ أَمۡوَٰتَۢاۚ بَلۡ أَحۡيَآءٌ عِندَ رَبِّهِمۡ يُرۡزَقُونَ ١٦٩.﴾ [آل عمران].
ابوعاقلة شيرين تُغتال في جينين ! بأرض ” الرباط” فلسطين مراسلة قناة الجزيرة بكل حنين ! ( نونية والنون تحلوا في فمي)
* * *
كل العزاء و أسمى عبارات التقدير والاحترام للمهنية والنضال… كي لا يفتح باب الجواز وعدمه بالترحم، و فتح أمور فقهية في سياق آخر، لقوم تخصصوا في تغير المناط والمصادرة عن المطلوب وتحويل الحديث وتحويره ، ولا يتم حتى مجرد استنكار جريمة محتل فضلا عن النظر في مخططاته ” اهداف ونتائج الاغتيال! حيث كان الاستهداف مباشر – وهو طبعا بعلم وتخطبط وتسهيل كل الجهات !-
* * *
أولا : من حيث فقه الاولويات :
في تفسير الآية الكريمة 34 من سُورَةُ المَائـِدَةِ أعلاه يبدع الشيخ الطاهر بن عاشور في تفسيره : ( وهَذا بَيانُ أنَّ قَتْلَ النَّفْسِ بِغَيْرِ حَقٍّ جُرْمٌ فَظِيعٌ، كَفَظاعَةِ قَتْلِ النّاسِ كُلِّهِمْ. والمَقْصُودُ التَّوْطِئَةُ لِمَشْرُوعِيَّةِ القِصاصِ المُصَرَّحِ بِهِ في الآيَةِ الآتِيَةِ ﴿وكَتَبْنا عَلَيْهِمْ فِيها أنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ﴾ [المائدة: ٤٥] الآيَةَ.. والمَقْصُودُ مِنَ الإخْبارِ بِما كُتِبَ عَلى بَنِي إسْرائِيلَ بَيانٌ لِلْمُسْلِمِينَ أنَّ حُكْمَ القِصاصِ شَرْعٌ سالِفٌ ومُرادٌ لِلَّهِ قَدِيمٌ، لِأنَّ لِمَعْرِفَةِ تارِيخِ الشَّرائِعِ تَبْصِرَةً لِلْمُتَفَقِّهِينَ وتَطْمِينًا لِنُفُوسِ المُخاطَبِينَ .) ويضيف ان (ومَعْنى التَّشْبِيهِ في قَوْلِهِ: ﴿فَكَأنَّما قَتَلَ النّاسَ جَمِيعًا﴾ حَثُّ جَمِيعِ الأُمَّةِ عَلى تَعَقُّبِ قاتِلِ النَّفْسِ وأخْذِهِ أيْنَما ثُقِفَ والِامْتِناعِ مِن إيوائِهِ أوِ السَّتْرِ عَلَيْهِ، كُلٌّ مُخاطَبٌ عَلى حَسَبِ مَقْدِرَتِهِ وبِقَدْرِ بَسْطَةِ يَدِهِ في الأرْضِ، مِن وُلاةِ الأُمُورِ إلى عامَّةِ النّاسِ. فالمَقْصُودُ مِن ذَلِكَ التَّشْبِيهِ تَهْوِيلُ القَتْلِ ولَيْسَ المَقْصُودُ أنَّهُ قَدْ قَتَلَ النّاسَ جَمِيعًا، ألا تَرى أنَّهُ قابِلٌ لِلْعَفْوِ مِن خُصُوصِ أوْلِياءِ الدَّمِ دُونَ بَقِيَّةِ النّاسِ. )
* * *
ثانيا : من حيث التطور الدلالي للفظ ومكمن الغلط واللغط :
لم يكن عند الجميع قبل الالفية !(1) .ادنى شك ان صفة “الشهيد” لا يقصد بها المعنى الديني للفظ “الشهيد في سبيل الله تحدبدا”. والذي لا يغسل !” ولا يُصلَّى عليه؛ لقوله صلَّى الله عليه وسلَّم: «لَا تُغَسِّلُوهُمْ؛ فَإِنَّ كُلَّ جُرْحٍ ـ أَوْ كُلَّ دَمٍ ـ يَفُوحُ مِسْكًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ»، وَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْهِمْ .
وكانت حركات التحرر عموما وثورة التحرير الجزائرية مثلا تطلق على كل من سقط في معركة التحرر من المستدمر ( من طرفه او بسببه خلال ثورة التحرير 1954-1962) صفة شهيد ، (ولهذا يستغرب البعض عدم تسمية من تم اغتيالهم من المستدمر قبل هذا التاريخ بالشهداء !). وكذلك صفة “مجاهد” اطلقت على كل مناضل ومقاوم للمحتل بغض النظر عن دينه او ملته او التزامه .( وترتب على ذلك نتائج كثيرة ) ، كما كان تداخل في محاولات فرض الفاظ اخرى من قبيل ” جندي ومناضل بدل مجاهد ومسبل في سبيل الله ، ومات في سبيل الوطن وساحة الوغى بدل استشهد في سبيل الله ( والتي يقصد بها دون مقابل مادي) ..خصوصا بعد مؤتمر الصومام . دون جدوى .
وعلى ذكر ثورة التحرير تذكر ” المجاهدة جميلة بوحيرد ” التي لم يسأل أحد قبل الالفية عن ديتها ! وقد تزوجت محاميها غير المسلم ! ولم ترتد الخمارالى اليوم وهي عجوز ( طبعا انا هنا لا ابرر وموقفي وقناعتي شيء آخر). وكيف ان شاعر المرأة ” غير الجزائري !” خلدها في شعره :”جميلة بوحيرد…نزار ق.: (الاسم جميلة بوحيرد رقم الزنزانة تسعونا في السجن الحربي بوهران والعمر اثنان وعشرونا عينان كقنديلي معبد والشعر العربي الاسود كالصيف … كشلال الاحزان والثغر الراقد غصن سلام
امرأة من قسطنطينة يا ربي هل تحت الكوكب
يوجد إنسان يرضى أن ياكل أن يشرب
من لحم مجاهدة تصلب؟
* * *
ثالثا : بالمثال قد يتضح المقال
لاحظ معي هداك الله ( حتى تعرف ان هناك شيء يسمى ” تطور ” للمعنى ” الدلالي ” للكلمات ” المصطلح “! ):
– مثلا ان القرآن الكريم لم يستعمل لفظ :” استشهدوا ” بل قال :” قتلوا “؟- تعرف انت خير من القران ؟!”):
1-
{ فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمُۥٓ أَنِّي لَآ أُضِيعُ عَمَلَ عَٰمِلٖ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ اَوُ ا۟نث۪يٰۖ بَعْضُكُم مِّنۢ بَعْضٖۖ فَالذِينَ هَاجَرُواْ وَأُخْرِجُواْ مِن دِيٰ۪رِهِمْ وَأُوذُواْ فِي سَبِيلِي ( وَقَٰتَلُواْ وَقُتِلُواْ). لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّـَٔاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّٰتٖ تَجْرِے مِن تَحْتِهَا اَ۬لَانْهَٰرُ ثَوَاباٗ مِّنْ عِندِ اِ۬للَّهِۖ وَاللَّهُ عِندَهُۥ حُسْنُ اُ۬لثَّوَابِۖ }[سُورَةُ آلِ عِمۡرَانَ: ١٩٥].
2-
{ وَلَا تَقُولُواْ لِمَنْ( يُّقْتَلُ) فِي سَبِيلِ اِ۬للَّهِ أَمْوَٰتُۢۖ بَلَ اَحْيَآءٞۖ وَلَٰكِن لَّا تَشْعُرُونَۖ }[سُورَةُ البَقَرَةِ: ١٥٣].
3-
{ وَقَٰتِلُواْ في سَبِيلِ اِ۬للَّهِ اِ۬لذِينَ يُقَٰتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوٓاْۖ إِنَّ اَ۬للَّهَ لَا يُحِبُّ اُ۬لْمُعْتَدِينَۖ }. [سُورَةُ البَقَرَةِ: ١٨٩]
4-
{ وَلَا تَحْسِبَنَّ اَ۬لذِينَ قُتِلُواْ في سَبِيلِ اِ۬للَّهِ أَمْوَٰتاَ ، بَلَ اَحْيَآءٌۖ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ }. [سُورَةُ آلِ عِمۡرَانَ: ١٦٩].
– وفي الحديث عن الموت والقتل تعالى معي نتتبع لفظ ” هلك” وهل يعني اكثر من موت ؟ وهل له اي معنى للدلالة على فضاعة إستعمال في تحقير ” الميت ” كما يحاول إستعمال لفظ ” نفق” تشبيها بجائحة تصيب الطيور ! ماذا لو اقتنعت ان القرآن الكريم يستعمل فعليا فعل ” هلك” بمعنى مات فقط بكل تجرد سواء كان الميت مسلما او كافرا ! نبيا ولا مرسال ؟:
– تتبع فعل “هلك” في القرآن الكريم :
1- “إن امرؤ هلك ليس له ولد وله أخت فلها نصف ما ترك” (النساء-176)
2- “قل فمن يملك من الله شيئاً إن أراد أن يهلك المسيح بن مريم وأمه” (المائدة-17)
3- “قل أرأيتم إن أهلكني الله ومن معي أو رحمنا فمن يجير الكافرين من عذاب أليم” (الملك-28).
4- “فأما ثمود فأهلكوا بالطاغية” (الحاقة-5)
-:ضف إلى ذلك مما جاء في معجم اللغة العربية المعاصر عن ” هَلَكَ” :هَلَكَ وهَلِكَ ، هُلْكاً وهَلاكاً وتُهْلُوكاً وهُلوكاً ، ومَهْلَكَةً ومَهْلُكَةً ومَهْلِكَةً وتَهْلَكَةً وتَهْلُكَةً وتَهْلِكَةً : ماتَ.
* * *
رابعا : فك الارتباط
حاول ان تضع نفسك في سياق معين ( يمكن تصور عدة حوادث مشابهة : يمكن أن تكون سمعت نفس الكلمات ! وهي لغة مستدمر يتقن فن توجيه ” سيكولوجية الجماهير !) :
– في 1936 وبعد عودة ” المؤتمرين ” بقيادة دينية ظاهرية لجمعية العلماء المسلمين ! وفعلية لبني علمان المنبطحين ،
– تم اغتيال” مفتى الجزائر !” ….الإشكال لم يتوقف هنا !
– تم اتهام الشهيد الشيخ العربي التبسي…الإشكال ايضا لم يتوقف هنا .
– تقول #الحكاية ان الشيخ ( #المختطف) اعلن أنه مفقود ، وتم اغتياله بالزيت المغلي ! ولا قبر معروف له ! …يذكر مالك بن نبي في كتابه الصراع الفكري في البلاد المستعمرة هذه الحادثة تحديدا ويرصد ما تداولته الصحف يومها من وصف الشيخ ” بالمتمرد – ارهاب- !” وفي الصفحة الأولى وبالبند العريض ودون اي تحقيق وفي اليوم الموالي يكتب في هامش الجريدة اعتذار او تصحيح!
– من المواقف اللافتة يومها ( قلب الحقائق وتحويل المناط والمصادرة عن المطلوب ! في مواقف استنكار الظلم تجد من يساوي بين الضحية والحلاد لا بل هناك من يلوم الضحية ويلفق لها تهما باعتراض موكب او قد يلفق حتى ان القاتل هو اقرب المقربين ! والفتنة أكبر من القتل )
اذن ” فك الارتباط ” وتحرر من نمطية التوجيه وكن مسلما وقبل ذلك انسانا على طبيعتك البشرية فطرة الله التي فطر الناس عليها واذكرن أهل العراق يسألون عن دم البعوض وقد كانوا سببا في سيل دم ابن ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم !( في مصادرة عن المطلوب مشهورة معلومة ) .
* * *
في الختام من الوفاء قطع كل تطبيع مع الجاني