شيرين أبو عاقلة… الشاهدة والشهيدة… وداعاً
محمد النوباني
هناك قناعة راسخة لدى كل فلسطيني بأن ألقوات الإسرائيلية التي ترتكب جرائم رهيبة وإنتهاكات فظيعة يندى لها الجبين بحق الشعب الفلسطيني لها مصلحة دائمة ومتجددة بإستهداف الصحافيبن الفلسطينيين لإبعادهم عن المناطق التي تشهد تلك الجرائم وألإنتهاكات لكي لا يتم توثيقها وبألتالي إسخدامها كمادة في المحاكم الدولية عندما يحين وقت الحساب.
وإستناداً إلى ذلك فإن اي مراقب سياسي موضوعي يستطيع أن يستنتج بدون عناء بأن إستهداف الصحافيين الفلسطينيين الذين كانوا يغطون احدث إقتحام إسرائيلي لمخيم جنين صباح اليوم مما أدى إلى إستشهاد الصحافية الزميلة شيرين أبو عاقلة واصابة الزميل الصحافي علي السمودي برصاصة في الظهر كان عملاً مقصوداً بل وجريمة مكتملة الأركان تتحمل حكومة الاحتلال وكل من يسكت عن جرائمها المسؤولية عنها. لقد كانت شيرين أبو عاقلة صحافية ميدانية مبدعة ومميزة تمقت العمل المكتبي وتعشق العمل الميداني وتعمل كمراسلة حربية عندما تندلع المواجهات المسلحة بين الإحتلال والمقاومين ولذلك فإن استشهادها هوخسارة كبيرة للشعب الفلسطيني وللإعلام الفلسطيني. لقد قدمت شيرين أبو عاقلة خلال حياتها المهنية الحافلة بالعطاء خدمات لا تقدر بثمن لقضية شعبها العادلة.
لقد استطاعت شيرين خلال مسيرة مهنية دامت لأكثر من٢٧ عاماً، بداية كمراسلة لإذاعة وتلفزيون فلسطين ، ومن ثم كمراسلة لقناة الجزيرة القطرية،أن توثق بالصوت والصورة سلسلة طويلة من الجرائم التي إرتكبها الإحتلال الإسرائيلي ضد جماهير شعبنا الفلسطيني.
لقد كانت شيرين شاهدة على إجتياحات للمدن والقرى والبلدات والمخيمات الفلسطينية، وعلى تنكيل وحشي على الحواجز، وعلى جرائم قتل إرتكبها جيش الإحتلال بدم بارد بحق نساء وأطفال وشيوخ فلسطينيين ولذلك فإنها ستخدم القضية الفلسطينية حتى بعد آستشهادها.
ختاماً لروح شيرين السلام ولذكراها الخلود.