تعاليقرأي

سياسة المُطلَق

إن أكثر ما يحزنني و يؤرقني هو سيادة سياسة المطلق في مجتمعاتنا العربية عموماً و في المجتمع المصري على وجه الخصوص…فقد وقعنا ضحية ثقافة أحادية نمطية كان للنظام السياسي على مدى عقود طويلة دور كبير في ترسيخها حتى يضمن وحدة التفكير و الإتجاه لدى عامة الشعب…مؤدى هذه الثقافة أنه لا توجد درجات بين الخير و الشر…بين النور و الظلام…بين النجاح و الفشل…فالإنسان (كما كانت تصوره الأعمال السينمائية و الدرامية الكلاسيكية) إما أن يكون خيراً طيباً أو شريراً…ذكياً أو غبياً…إما أن يكون في معسكر النقاء و الطهارة أو ينحدر في مستنقع الرزيلة. و هذا حكم جائر على الطبيعة الإنسانية لأنه لا يعترف بوجود منطقة وسطى بين هذا و ذاك…إن النفس البشرية أعقد بكثير مما نظن و قد يكون لدى أشر الناس على وجه الأرض لمسة إنسانية معينة خيرة تقربه بالتدريج من معسكر الخير و تجعله يتوب عن آثامه و يعود إلى فطرته النقية التي فطره الله عليها! و قياساً على ذلك فقد توجد لدى رجل صالح هفوة ما تجعله يرتكب الخطيئة…لذا علينا أن نتقبل حقيقة أنه لا مطلق إلا الله جل في علاه …فالكمال لله سبحانه…و أنه علينا كبشر أن ندرك أن الخير درجات…و الشر درجات…و علينا أن نخرج الخير من نفوس البشر و أن نعينهم على الرجوع إلى فطرتهم مهما كانوا…فكلنا في النهاية إخوة في الإنسانية! تحياتي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى