أحوال عربية

حركة فتح الفلسطينية والمشروع الوطني

كل المتابعين للقضية الفلسطينية يعتبرون ان سلامة وجود حركة فتح هي الضمانة لاستمرار المشروع الوطني، بصفتها القائدة له. الوحيدون المعارضون لهذه الفكرة هم بعض مستفيدي ابناء الحركة الذي يلهثون وراء مصالحهم الخاصة.هؤلاء ضحوا بالحركة في غزة، من خلال سياساتهم الخاطئة اسهموا في تقوية الخصم الذي انقض عليهم في لحظة فاخرجهم من غزة التي تحولت الى امارة ظلامية ظلمت القضية، وبنت الانقسام الذي استفاد منه الاسرائيليون.

هم، وتوابعهم، حلفائهم في انتخابات المؤتمر السابع يرموت بخيوطهم في لبنان، لضرب الساحة كما غزة. فهم خريجو المؤسسة الامنية التي تعتمد العصا اكثر من الفكرة، هؤلاء الجهلة، يضعوا العصي في دواليب اعادة بناء الحركة بعد المؤتمر السابع .ما يحزن ان بعض من كان يراهن عليهم بانهم من اصحاب الضمائر والفكرة، انجرفوا في هذا التيار واصبحوا منظرين له او مسهلين لمخططه. فخسروا انفسهم وخسرتهم فتح.

ومن يراقب ما يجري في غزة من وضع العصي في دواليب ساحة غزة ، وفي دواليب ساحة لبنان ، يجد ان الفريق نفسه وادواته ورموزه ولو اختلف البعض فيما بينهم إلا ان هناك مصالح وقواسم مشتركة تجمعهم . ويكفي ان الطيراوي هو بطل الساحتين متحالف مع الدحلان في لبنان ومختلف معه في غزة بدعمه لحلس ، وفي لبنان متحالف مع اتباع سلطان العينين ومختلف معاهم في بعض التفاصيل. حلس تخلى عن الدفاع عن فتح في غزة، وشاهدها تذبح وهو مراقب ما يجري، حتى حين هاجمت حماس عشيرته لم يستطع ان يبعد عن مزارعه فارتضى كل الهوان حتى هان عليه كل شيء ، وهو نفسه اليوم يعرقل كل محاولات القيادة المناضلة القادمة لاعادة احياء حركة فتح في غزة ليسهموا في بناء لبنات الوحدة الداخلية والوطنية وبالتالي انجاز المهم باستعادة الحركة ودورها وبالتالي الاقتراب اكثر من زحزحة الامور العالقة باتجاه المصالحة حتى تستعيد غزة دورها الطبيعي في الجسم الفلسطيني المتكامل في مواجهة المشروع الصهيوني الاستيطاني . ولا نستبعد ان يكون خصوم الامس حلفاء اليوم اذا اقتضت مصلحتهم الشخصية ذلك في ظل غياب مفاهيم وقيم الحركة التي تغلب العام على الخاص.

وفي لبنان لا تختلف الصورة إلا ببعض الفروقات ، اما الاشخاص فإن امتداداتهم موجود ة ايضاً، وهو ما صار يعرف بتيار الاجهزة الامنية الدايتونية، الذي وبكل خزي وعار يمس بدور وتاريخ الحركة النضالي.ففي لبنان تكمن ورقة مهمة هي ورقة اللاجئين، وكل يحاول الامساك بها، من القوى الاقليمية الى القوى الفلسطينية. وايضا في نظر بعض الفتحاويين ان ساحة لبنان لانها مهمة، فأيضا سعرها مرتفع، ومهرها غالي، وهي منجم ذهب. فالقتال على الامساك بدفة قيادتها اصبح هدفا، ولا يهم ما هو السعر حتى لو كان هدم المعبد على من فيه. من هنا جاءت التوجهات لقوى النفوذ الامني المتمثل بالثلاثي دحلان – الطيراوي- العينين للامساك بلبنان والضغط على الرئيس ابو مازن لاستلام زمام الامور، وبتغطية من عزام الاحمد سمسار العقارات والابنية و الصندوق القومي ، في وجود التجاذب الاقليمي الذي مارس ايضا ضغطا على الرئيس ابو مازن فاصبح بين المطرقة والسندان، حتى بدت قراراته عشوائية. وارتجالية او في احسن الاحوال ارضائية لهذا الفريق او ذاك حسب طبيعة ا لضغوط والظروف.

اليوم غزة لم نستعدها بعد، ولبنان قد نفقد وجودنا النضالي فيه ، وكله بسبب مطامع سلطان وابنائه وحلفائهم. الذين يعرقلون كل خطوة سليمة او لا تتقاطع مع مصالحهم، وغباء اشرف دبور وجماعته وحلفائه من قيادة الاقليم والمناطق ضعيفي النفوس ويبيعون انفسهم بربع دولار .

اليوم حلس وبدعم من الطيراوي يحاولون ابقاء الخراب في غزة ويفرزون اعضاء لا قدره لهم للعمل مع الهيئة القيادية هناك . ولا يضعون قوتهم ولا امكانياتهم في خدمة الحركة ومشروعها، وما اكثر المخلصين من فتح في القطاع ولكن يحتاج الامر الى مصداقية في العمل.

وفي لبنان حسين فياض وبدعم من البحرين خالد عارف وبعض العسكر يحركهم سلطان ابوالعينين والطيراوي والدحلان لافشال الاخ فتحي ابو العردات تمهيدا للسيطرة على المشرف الاخ عزام الاحمد ، السمسار والضعيف اصلا ، وإلا فلديهم من العصي الكثير الكثير لوضعها في الدواليب، حتى لا تسير قافلة الفتح إلا بحسب ارادتهم، فمن يطلع على اجتماعاتهم الروتينية الاجترارية يجد ان العدو الاساس اصبح الاخ فتحي ابو العردات وما يمثله ، وستدور الدائرة على الاخ عزام الاحمد اذا لم يستجب للفتويات المضغوط عليه بها .

بين غزة ولبنان على الرئيس ابو مازن ان يكون على قدر المسؤولية وان يحسم الامور، وينهي موسم الزعران. قبل فوات الاوان. ولا بد من التفاهم ما بين لبنان صاحب السيادة وسوريا الشقيق بمسؤولها سمير الحرامي الرفاعي ، الذي لا غنى عنه في هذه المرحلة الصعبة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى