الصحافة الجديدةتقنيةمجتمعمنوعاتمنوعات

روبوت الدردشةِ ChatGPT.. بالتفصيل

حسام محمود فهمي

الترِند Trend هو الحَدَثُ أو الخَبَرُ الأكثَرُ تداوُلاً ورَواجًا بين مُستَخدمي مِنَصاتِ التواصلِ الاِجتماعي.

‏ChatGPT (Chat Generative Pre-trained Transformer مُحَوِلُ الدردشة التَوليدي المُدَرَبُ مُسَبقًا) هو روبوت محادثة Chatbot تَمَ تَطويرُه بواسطةِ OpenAI باِستخدامِ تقنياتِ الذكاءِ الاِصطناعي وأُطلِقَ في نوفمبر 2022. OpenAI هي مؤسسةٌ بحثيةٌ أمريكيةٌ غَيرُ رِبحيةٍ تَهدِفُ إلى تطويرِ ذكاءٍ اِصطناعي صديقٍ Artificial Intelligence وكذلك التكنولوجيا المُستندةِ إليه، بغَرضِ إنشاءِ عالمٍ أفضَلٍ؛ وتَعمَلُ أنظمتُها على خامسِ أقوى حاسبٍ عِملاقٍ في العالمِ. تأسسَت OpenAI في سان فرانسيسكو عام 2015 على يدِ مجموعةٍ من ضمنِها إيلون ماسك Elon Musk (52 عامًا) رجلُ التكنولوجيا الشهيرُ وأحدُ أغنى أغنياءِ العالمِ. اِستقالَ إيلون ماسك من مجلسِ الإدارةِ في 2018 لكنه ظلَ مانحًا لها؛ ومن المستثمرين في هذه المؤسسةِ شَركةُ Microsoft.

لماذا ChatGPT؟
مُنذُ طَرحِه تَجريبيًا في نوفمبر الماضي، حَظي روبوت (تطبيقُ) الدردشةِ “شات جي بي تي” ChatGPT باِهتمامٍ واسعٍ وردودِ فعلٍ إيجابيةٍ بسببِ إجاباتِه السريعةِ والتفصيليةِ والواضحةِ في مَجالاتٍ مَعرفيةٍ عِدةٍ، ليتجاوز َ عددُ مستخدميه بحسب الإحصاءاتِ مليونَ شخصٍ في أيامٍ قليلةٍ، علي الرغمِ من أنه ما يزالُ غيرَ مُتاحٍ على أنظِمةِ Android و IOS الخاص بأجهزةِ Apple. وعلى الرغم من سَبقِ إصدارِ تطبيقاتٍ عِدةٍ تَتعلَقُ بكتابةِ المُحتوى، إلا أن ChatGPT يُعَدُ طَفرةً بسبب برمجيتِه القائمةِ على التواصلِ الدقيقِ والمُستَمِرِ مع المُستخدِمِ، الأمرُ الذي أشعرَ مُستخدميه بنوعٍ من الألفةِ.

روبوت الدردشة ChatGPT ليسَ وليدَ الساعةِ، إلا أن إتاحتَه للعامةِ مع مجموعةٍ مماثلةٍ من التطبيقاتِ، مع اِنتشارَهم بشكلٍ فيروسي بين مستخدمي مواقعِ التواصلِ الاجتماعي، أعطى اِنطِباعًا بحداثتِهم. فما الذي يُمَيِّزُ ChatGPT ليتركُ اِنطباعاتٍ مُرَحِبَةٍ، بينما يَعتري البعضَ قَلَقٌ من أن يُنهي عصرَ مِهنٍ رائجةٍ؟ ولماذا أوقعَ التحَفُزَ في صفوفِ فريقِ مُحَرِكِ البحثِ Google الأشهرِ خلالَ العشرين عامًا الماضيةِ؟

مُحاكاةُ المُحادثةِ البشريةِ
مُحاكاةُ المُحادثةِ البشريةِ هي كلمةُ السرِ في ChatGPT، فهو يُجيبُ على الأسئلة ويكتبُ النصوصَ والمقالاتِ والمُحاضراتِ، كما يُقدمُ نصائحًا في مختلفِ المجالاتِ وكذلك شُروحًا خاصةً بمفاهيمٍ وتعاريفٍ لمجالاتِ عملٍ مُتنوعةٍ. كما أن بإمكانِه الردِ على اِستفساراتِ المستخدمين والعملاءِ والترجمةِ بالإضافةِ إلى حلِ المعادلاتِ الرياضيةِ والمساعدةِ في حلِ مشكلاتِ البَرمجةِ وكتابةِ أكوادِها، وغيرِه كثيرٍ.

مملكة جوجل
شَكلَ صعودُ ChatGPT والإتجاهُ نحوَه للحصولِ على إجاباتٍ مع قدراتٍ تفاعليةٍ، تهديداً واضحاً لمملكةِ Google ووضَعَ الشركةَ في حالةِ تحفزٍ لتطويرِ روبوت المحادثة الخاص بها Bard. ويظلُ السؤالُ هل يستطيعُ ChatGPT أن يَحلَ محلَ مُحركِ البحثِ Google؟ كما حَذَت Microsoft ذاتَ النهجِ لتطويرِ مُحركِ بحثِها Bing، الذي سيُقدِمُ المزايا نفسَها، من خلالِ الاِعتمادِ على الذكاءِ الاِصطناعي.

يَكمُنُ الاِختلافُ الأساسي بين ChatGPT ومُحرِكِ البَحثِ Google، في أن Google بعد تزويدِه بكَلمةٍ مُفتاحِيةٍ أو سؤالٍ ، يقومُ بفهرسةِ صفحاتِ الويب والمساعدةِ في العثورِ على المعلوماتِ المطلوبةِ بتقديمِ عددٍ هائلٍ من الروابطِ ذاتِ الصِلةِ، بما فيها مَقاطعُ الفيديو والصور ُ والملفاتُ، التي قد يكونُ كثيرٌ منها قليلَِ الفائدةِ. في المقابلِ يُعطي ChatGPT إجابةً واحدةً مُفصَلةً مُستخدِمًا المعلوماتِ المتوافرةِ من عملياتِ تدريبٍ سابقةٍ خَضعَ لها؛ فهو بذلك يختَصرُ الوقتَ والجَهدَ ويتيحُ الوصولَ الفوري للمعلومةِ، إضافةً إلى إمكانيةِ مُناقشتِه في الإجابةِ؛ وهذه الميزةُ التفاعليةُ تجعلُ منه خيارًا عمليًا. وفي نهايةِ المحادثةِ قد يطلبُ تَقييمًا من المُستخدمِ، ليقومُ بالتدَرُبِ والتَعلُمِ والحِفظِ. لكن بما أن ChatGPT ما يَزالُ في مَرحلةِ الاِختبارِ فإن بعضَ إجاباتِه قد تكونُ قديمةً لا تتَخطى عام 2021.

هل أصبَحَت بعضُ المِهَنِ مُهَدَدَةٌ؟
قيامُ ChatGPT بهذه النَوعيةِ من المَهامِ بفاعليةٍ وسرعةٍ، أوقعَ القلقَ في قُلوبِ أصحابِ مهنٍ، إذ يَرى فيه البعضُ مُنافِسًا قويًا لأصحابِ مِهنَِ كتابةِ المُحتوى والبَرمجة وكتابةِ المقالاتِ وغيرها. السؤالُ المطروحُ هل يُمكنُ أن تُضاهي هذه التقنيةُ القُدراتِ البَشريةِ؟ واقعًا يتَدَربُ ChatGPT على نَماذجٍ قامَ بها البَشرُ سابقًا، وهو حاليًا في مرحلةِ التدريبِ المُكَثفِ والتَعلُمِ ليُحاكي المَهاراتِ البَشريةِ، إلا أنه يَظَلُ بحاجةٍ لكثيرٍ من التطويرِ. من اللازمِ مَعرفةُ أن هذه الأداةَ قد تَكونُ سِلاحًا ذو حدين إذ يُمكِنُ الاستفادةُ منها في حالِ بَقِيَت في إطارِ المُساعدِ للبَشرِ في بعضِ المَهامِ الروتينيةِ التي لا تَحتاجَ إلى الإتيانِ بجديدٍ أو غَيرِ مُتَوقَعٍ، إلا أنه من الواردِ أن تعُطي نتائجًا خاطئةً.

‏ChatGPT والاِمتحاناتُ عَبر الإنترنت والأبحاثُ العِلميةُ
قَيَمَت دراساتٌ قدرةَ ChatGPT على أداءِ مَهامٍ مَعرفيةٍ عاليةِ المستوى وإنتاجِ نَصٍ لا يُمكنُ تَّميِيزِه عَما يَبتكِرُه الإنسانُ. وأثارَت هذه القدرةُ مَخاوِفًا بشأنِ الاِستخدامِ المُحتَملِ كأداةٍ لسوءِ السلوكِ الأكاديمي وفي الاِمتحاناتِ عَبر الإنترنت التي أصبحَت أكثر َ اِنتشارًا؛ إلا أن العَودةُ إلى الاِمتحاناتِ التحريريةِ والشفهيةِ تُشكِلَ جزءًا من حلِ هذه المُعضِلةِ. كما أن اِستخدامَ تقنياتٍ مُتقدمةٍ للمُراقبةِ مع كاشِفاتٍ لنُصوصِ الذكاءِ الاِصطناعي قد يَكونُ فعالًا في المُعالجةِ. ومن الضَروري وضعُ اِستراتيجياتٍ لمُكافحةِ خَطَرِ الغِشِ باِستخدامِ هذه الأدواتِ، كما يَجبُ أن تكونَ المؤسساتُ التَعليميةُ والبحثيةُ على دِرايةٍ بالتدابيرِ اللازمةِ لمنعِ اِستخدامِ ChatGPT كأداةِ غِشٍ حِفاظًا على نَزاهةِ ومصداقيةِ الاِمتحاناتِ عبر الإنترنت وأيضًا الأبحاثِ.

في هذا الإطارِ، اِقترَحَ أحدُ الباحثين أن تقومَ المجلاتُ العلميةُ بالكشفِ الإلزامي عن أي اِستخدامٍ لأنظمةِ مُعالَجةِ اللُغاتِ الطَبيعيةِ (Natural Languages Processors)، أو الذكاء الاِصطناعي التَوليدي في كتابةِ المقالاتِ العلميةِ، وأن تُحَذِرَ السياسةُ التَحريريةُ المُؤلفين من مَغَبةِ اِستخدامِ ChatGPT في تَوليدِ نُصوصٍ ونتائجٍ. من المَنطقي إذن مَنعُ تَسميِّةِ أنظمةِ الذكاءِ الاِصطناعي مثل ChatGPT كمؤلفين.

‏ChatGPT والصحافةُ والتأليفُ
‏ChatGPT وغَيرِه مما سَيظهَرُ من روبوتات الدردشةِ قادرةٌ على الاِتصالِ بالصحافةِ ووسائلِ الإعلامِ بعدةِ طُرُقٍ. فمثلًا، يُمكِنُ اِستخدامِه لإنشاءِ قِصَصٍ إخباريةٍ أو مَقالاتٍ، مما يُحَرِرُ الصَحفيين للتَركيزِ على جَوانبٍ أخرى من عَملِهم. كما يُمكِنُه أيضًا إنشاءَ مُحتوىً مُخَصَصٌ لقُراءٍ بعينِهِم بنِاءً على اِهتِماماتِهم وتفضيلاتهم. بالإضافة إلى ذلك، يُمكنُه إنشاءَ مُلخَصاتٍ للمقالاتِ الطَويلةِ أو القِصَصِ الإخباريةِ تِلقائيًا، مما يُسَهِلُ على القُراءِ الحُصولَ السَريعَ على النِقاطِ الرَئيسيةِ من مَقالٍ. لم يتَقدمْ الذَكاءُ الاِصطناعي بعد بما يَكفي ليحلُ ChatGPT مَحَلَ الصَحَفيين والإعلامِيين لكنه حتمًا سَيُكمِلُ عَمَلَهم ويُعَزِزُه بدلاً من اِستبدالِه.

هل يُساءَلُ ChatGPT؟
المسآءَلةُ هي إحدى القضايا الأخلاقيةِ والقانونيةِ الرئيسيةِ التي يثيرُها الذكاءُ الاِصطناعي التَوليدي. نظرًا لأن أنظمةَ الذكاءِ الاصطناعي التَوليدي قادرةٌ على إنشاءِ مُحتوى جديدٍ، مثلَ النَصِ أو الصوتِ أو الصُوَرِ، فهناك قلقٌ من اِمكانِ اِستخدامِها لإنتاجِ معلوماتٍ مُضَلِلةٍ أو ضارةٍ يَصعُبُ على البَشرِ التَمييز ُ بينَها وبين المُحتَوى الحَقيقي الصحيحِ، وهو ما يؤدي إلى اِنتِشار ِ الأخبارِ والنتائجِ البَحثيةِ المُزَيَفةِ وغيرِها من المعلوماتِ الضارةِ، هو ما له عواقبٌ وخيمةٌ على الأفرادِ والمجتمعِ . من يُساءَلُ إذن؟ الإجابةُ المَنطِقيةُ هي من اِستَخدَمَه، لكن إذا كانَ اِستخدامُه بحُسنِ نيةٍ أو بثِقةٍ في قدراتِه، كيف تكونُ المساءَلةُ؟ هل هي مساءَلةُ من يستخدمُ سلاحًا ناريًا على سبيلِ الخطأِ؟ جَدَلٌ بلا إجابةٍ حتى الآن.

تَجرُبَتي مع ChatGPT
على سبيلِ الإيضاحِ وجَهتُ الأسئلةَ التاليةَ لروبوت الدردشة ChatGPT من خلال واتساب WhatsApp ، وهو أحد الاِختياراتُ بالإضافةِ إلى الرسائلِ القصيرةِ SMS و مُتَصَفِحِ الإنترنت Browser:

سألتَه بالإنجليزيةِ ما هي مَزايا ChatGPT؟ فأجابَ بها:

  1. ذو كفاءةٍ عاليةٍ ويمكنُه تقديمَ إجاباتٍ سريعةٍ على الأسئلةِ.
  2. قادِرٌ على فَهمِ اللُغةِ الطبيعيةِ ويُمكِنُه تقديمَ إجاباتٍ دَقيقةٍ.
  3. قادِرٌ على التَعلُمِ من المُحادثاتِ مع المُستخدِمِين ويُمكِنُه تَقديمَ إجاباتٍ أكثرَ دِقةٍ بِمرورِ الوقتِ.
  4. قادِرٌ على تَقديمِ رُدودٍ مُخَصَصَةٍ بِناءً على تَفضيلاتِ المُستخدِمِ.
  5. فَعالٌ من حيث التَكلُفةِ ويُمكِنُ اِستِخدامُه لمَجموعةٍ متنوعةٍ من التَطبيقاتِ.
  6. آمِنٌ ويُمكِنُ الاِرتكانِ إليه للمُحادثاتِ السِريةِ.

ثم سألتَه بالإنجليزيةِ ما هي عيوبُ ChatGPT؟ فأعطى بها الإجابةَ التاليةَ:

  1. المَعرِفةُ المَحدودةُ: ChatGPT محدودٌ في قاعدةِ مَعرفتِه ولا يُمكنُه الإجابةَ على الأسئلةِ إلا بِناءً على ما تمَ تدريبُه عليه. هذا يعني أنه قد لا يكونُ قادرًا على الإجابةِ على أسئلةٍ أكثرِ تعقيدًا أو تقديمِ تفسيراتٍ مُفَصَلةٍ.
  2. عَدمُ وجودِ سِياقٍ: لا يأخذُ ChatGPT في الاعتبارِ سياقَ المُحادثةِ، مما قد يؤدي إلى سوءِ فهمٍ أو إجاباتٍ غَيرِ مَنطِقيةٍ.
  3. عَدمُ وجودِ تفاعُلٍ بشري: لا يُوفرُ ChatGPT نفسَ مُستوى التفاعلِ البشري مثلَ الشخصِ الحقيقي، مما قد يَجعلُ من الصَعبِ بناءَ علاقةٍ ذات مَغزىً مع المُستخدمِ.

وسألتَه بالعربيةِ ماذا تعرفُ عن جريدةِ الأخبارِ المصريةِ؟ فكانت إجابتُه بالعربيةِ:
جريدةُ الأخبارِ المصريةِ هي صحيفةٌ عربيةٌ شهيرةٌ تَصدُرُ في مصر وتُغطي الأحداثَ المَحليةَ والدوليةَ. تَضمُ الصحيفةُ أخبارَ السياسةِ والاِقتصادِ والرياضةِ والثقافةِ والأخبارِ العامةِ. كما تضمُ الصحيفةُ مقالاتٍ وتحليلاتٍ من المؤلفين المحليين والدوليين.

الخُلاصة
هل يُجاري الروبوت إبداعَ أفكارِ شكسبير وموليير ونجيب محفوظ؟ هل يمكنُه التأليفَ بعبقريةِ بيتهوفن وموتسارت ومحمد عبد الوهاب ورياض السنباطي؟ هل نِكاتُه مُضحِكةٌ أم هي مُجَردُ تركيبِ كلِماتٍ؟ الإنسانُ إحساسٌ يستحيلُ على الآلةِ مهما بَلَغَ ذكاؤها الاِصطناعي، لكن إعادةَ توزيعِ الأدوارِ بين الإنسانِ والآلةِ لا مفرَ منه.

تُعطي أفلامُ الخيالِ العلمي الروبوتاتِ عمومًا قدراتٍ اِبتكاريةٍ خارقةٍ لعبَت دورًا كبيرًا في التهويلِ من اِمكاناتِ ChatGPT، وتناولَتَه عديدٌ من المقالاتِ بالدراسةِ تحسُبًا لما قد يكونُ. لكن لابدَ من إدراكِ أن تطبيقاتِ الذكاءِ الاِصطِناعي لا تَنفصلُ عن التقدمِ في مجالِ هندسةِ وعلومِ الحاسباتِ التي لا تعرفُ حدودًا ولا قيودًا ولا توقفًا ولا توقعًا ولا راحةً؛ فهي تُغَيِّرُ شكلَ الحياةِ باستمرارٍ وبمُعدَلاتٍ تتسارَعُ بطموحاتٍ إلى اللاحدودِ.

بعد أن أثقَلت على ChatGPT يبدو أنه زَهَّقَ مني فطلَبَ اِشتراكًا شهريًا سبعة دولارات!! سَكَت الكلامُ.

اللهم لوجهِك نكتبُ علمًا بأن السكوتَ أجلَبُ للراحةِ وللجوائز،،

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى