الصحافة الجديدة

سمفونيات التشويش والتضليل

كاظم فنجان الحمامي

انقسمت فضائياتنا العربية إلى الفئات التالية:-

  • فئة رسمية (حكومية) ملتزمة.
  • وفئة غير رسمية وغير ملتزمة، تابعة للقطاع الخاص.
    وتخصصت الفئة الأخيرة بالمهام التالية:-
  • فضائيات خبرية (محايدة وغير محايدة).
  • فضائيات رياضية
  • فضائيات ترفيهية ومنزلية
  • فضائيات متخصصة بالدعاية ونشر الإعلانات التجارية.
  • فضائيات متخصصة بالعزف المتواصل على أنغام سمفونيات الثرثرة السياسية، والنفخ في أبواق التسقيط والتشويش والتلفيق والتضليل، وفرع طبول الفتنة والفرقة، ونشر ثقافة الكراهية. .
    وهذه الفضائيات هي الأخطر والأشهر والأكثر انتشاراً، وجميعها متخصصة بقلب الحقائق، وتزييف الوقائع، وتقديم صورة مشوشة عن الأحداث حتى لو كانت تجري أمام أعيننا، وأحيانا تستعين بأفلام قديمة ومقاطع مفبركة لا علاقة لها بالحدث، فتدس السمن بالعسل. .
    خذ على سبيل المثال لو انك سمعت خبراً عن القصف الصاروخي في الجبهة الروسية الاوكرانية، فانك ستسمع الخبر بطريقتين مختلفتين، وترى الصور المتباينة من طرفين متناقضين. حيث تُظهر لك مجموعة من الفضائيات: ان روسيا هي التي تكبدت الخسائر الفادحة، بينما تؤكد لك مجموعة أخرى: ان المعسكر الاوكراني هو الخاسر الأكبر من جراء القصف المكثف. ولسنا مغالين إذا قلنا ان المواطن العربي بات في حيرة من أمره، هل يصدق هذه المجموعة أم يصدق تلك المجموعة ؟. .
    قبل قليل كنت أتابع أخبار القصف الاسرائيلي بثلاث طائرات مسيرة ضد مواقع ايرانية في مدينة اصفهان على وجه التحديد، واعترفت إيران بغارات الطائرات الثلاث في تلك المدينة. لكنني فوجئت بأن معظم الفضائيات المضللة اتفقت على انها كانت عشر طائرات وليست ثلاث، وانها استهدفت طهران واصفهان وكرمانشاه ومدن أخرى. .
    وهكذا وجد الناس أنفسهم أمام ظاهرة إعلامية انعدمت فيها المهنية والحرفية، وانحسرت فيها المبادئ الصحيحة لممارستها هذه المهنة النبيلة، واستمرت في عزف سمفونية التشويش على الرأي العام، وتفريغ ما في جعبتها من حقد وكراهية، واللهاث بخطوات محمومة نحو إثارة الفتنة، ضاربة عرض الحائط المبادئ الأساسية لأخلاقيات العمل الصحفي النزيه والمسؤول. . .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى