سلسلة (أباطيل وخرافات حاخامات صهيون)
سلسلة (أباطيل وخرافات حاخامات صهيون) الحلقة (9)
*ليندسي غراهام: نحن في حرب دينية،وعلى إسرائيل أن تدافع عن نفسها ،وتسوي المكان بالارض” .* روجيه غارودي :إن زعماء الحركة الصهيونية ملحدون ولقد استخدمت تلك العصبة الفاجرة عاطفة الدين لتحقيق مآربها المتمثلة بإنشاء دولة إسرائيل كمشروع استعماري يمكن الغرب من السيطرة على قلب العالم الاسلامي .
*إدريس الكنبوري: لقد أوضح كتاب “الاساطير المؤسسة”بأن مقولات الأرض الموعودة إنما هي أقوال منحولة أضافها أشخاص عبر التاريخ الى النص التوراتي على وفق أهوائهم .
حوار : احمد الحاجما إن شرعت بكتابة محاور الحلقة التاسعة من سلسلة
(أباطيل وخرافات حاخامات صهيون) واذا بعدة أخبار سارة تتقاطر علينا تباعا من خلال وسائل الاعلام العالمية أولها وردنا من الولايات المتحدة ويتحدث عن إشهار مغني الراب الأمريكي الشهير ليل جون،اسلامه ونطقه بالشهادتين في أول جمعة من شهر رمضان 2024 داخل مسجد في
كولفر سيتي، بولاية كاليفورنيا ليكتب ليل جون ،واسمه الحقيقي هو “جوناثان إتش سميث” الحاصل على جائزة الغرامي عام 2015،على صفحته في منصة فيس بوك رسالة شكر لكل من هنأه وبارك له اسلامه قائلا “شكرًا لكم أخوتي وأخواتي على الحب والرسائل الإيجابية”، ليكون بذلك ثاني امريكي شهير يعتنق الاسلام في شهر رمضان حيث سبقه بأيام الناشط والكاتب المعروف شون كينغ، باعلان اسلامه مع زوجته في أول أيام الشهر الفضيل .
أما ثاني وثالث الأخبار السارة فقد تتابعا في غضون أيام قليلة فبعد تصريحات زعيمَ الأغلبية الديمقراطية بمجلس الشيوخ الأمريكي اليهودي تشاك شومر،والتي طالب فيها باجراء انتخابات مبكرة في دويلة الاحتلال البغيض لإفساح المجال أمام عملية اتخاذ قرار سليمة ومفتوحة بشأن مستقبل إسرائيل بعد أن ضل نتنياهو وصار عقبة كأداء أمام السلام ” وفقا لصحيفة يديعوت أحرونوت ،لتأتي تصريحاته التي ازعجت قادة الكيان اللقيط وقضت مضاجعهم تأكيدا لما ذكرته “القناة 12” العبرية من أن “أحد إنجازات قادة المقاومة الفلسطينية أنهم نجحوا في إيجاد قطيعة بين إسرائيل والولايات المتحدة”، واذا بالخبير العسكري اللواء (اسحق باريك) يصرح لصحيفة “معاريف” الاسرائيلية بأنه “وإذا ما استمر المستوى السياسي والمستوى العسكري على هذا النحو، فستجد اسرائيل نفسها في وضع أسوأ بكثير مما كان عليه الوضع قبل أن تبدأ الهجوم على قطاع غزة ولاحل الا برحيل الثلاثي المشؤوم (نتنياهو،غالانت، هرتسي هليفي)”.
مقابل ذلك كله وإمعانا في نشر خطاب الكراهية وترسيخ مفاهيم الغطرسة والعنصرية في وسائل الإعلام الصهيونية فقد كتب الصحفي الصهيوني نوعم أمير،في صحيفة “مكور ريشون” مقالا عنصريا تحريضيا يدعو فيه الى استهداف المصلين داخل المسجد الاقصى في شهر رمضان المبارك مضيفا “قولوا للجميع بأن الحرم القدسي بيدنا وأن حرية الدينية مكفولة فقط لليهود!!” ليعقبه وزير المالية بتسلئيل سموتريش، قائلا “لا يوجد اختلاف بين غزة ويهودا والسامرة ،وعلى الجيش الاسرائيلي إغلاق المحاور،وإعادة الحواجز،وفتح مشاريع الاستيطان ،وتوسعة البناء الاستيطاني كردٍ صهيوني كبير!”.
كل ما ذكر آنفا من خطاب عنصري وتحريضي مقيت كان قد لخصه السيناتور الأمريكي، ليندسي غراهام،بتصريحه المستفز لصالح قناة فوكس نيوز الامريكية والذي قال فيه”نحن في حرب دينية،وعلى إسرائيل أن تدافع عن نفسها،وتسوي المكان بالارض” .
وها نحن وفي الحلقة التاسعة من سلسلة (أباطيل وخرافات حاخامات صهيون) نواصل حوارنا مع الدكتور خالد العبيدي، لتكملة ما بدأناه حول كتاب ” الاساطير المؤسسة للسياسة الاسرائيلية ” للمفكر الفرنسي الكبير روجيه غارودي ، لنتحدث هذه المرة عن التوظيف السياسي للاساطير اليهودية ، بعد أن كنا قد تحدثنا في الحلقتين السابعة والثامنة تحديدا عن الاساطير اللاهوتية ، وأساطير القرن العشرين على التوالي وقد أجاب الدكتور خالد العبيدي ، على اسئلتنا مشكورا .
س1: لنتحدث قليلا عن أخطر لوبي في العالم ونقصد به اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة، ترى كيف تناول غارودي وقد كان يهوديا قبل أن يعتنق الاسلام ، اللوبي الاخطر في كتابه الاساطير المؤسسة ؟
ج : يعيش في الولايات المتحدة ستة ملايين يهودي؛ ما قد يجعل صوتهم الانتخابي حاسمًا في نجاح المرشح للرئاسة أو فشله، وأقوى لوبي معترف به يوجه السياسيين هو “إيباك” (لجنة الشؤون العامة الأمريكية- الإسرائيلية).
إن سياسة الولايات المتحدة في فلسطين يشكلها الصوت الانتخابي اليهودي، والإعانات المقدمة من العديد من الشركات اليهودية الكُبرى؛ ممَّا طمأن الزعماء الإسرائيليين على تدفق الأموال من الخارج والمتمثلة في التعويضات الألمانية والنمساوية، والسخاء غير المشروط للولايات المتحدة، وتحويلات أبناء الشتات، فوضعوا تصورا لسياستهم الخارجية بنوها على تطلعات طموحة لإنشاء إسرائيل الكبرى، تبدأ بتفكيك مصر إلى مقاطعات منفصلة، وتشكيل دولة قبطية في صعيد مصر، ثم ليبيا والسودان وسوريا والعراق على أساس معايير عرقية أو دينية.
وحرب العراق خير مثال بداية التنفيذ وعلى كون اللوبي الإسرائيلي نجح في دفع الولايات المتحدة لشن الحرب على العراق؛ وازالة خطر أقوى بلد عربي. ولوبي رجال الأعمال الذي اعتقد أن الحرب ستنعش الاقتصاد الأمريكي. وهذا الدور من اللوبي طالما حظي بمدح الزعماء الصهاينة.
إلا أنه مع ذلك لا يمكن الخلط بين اليهودية كدين محترم، وبين الصهيونية السياسية التي فرضت الولاء غير المشروط لإسرائيل التي حلت محل “رب إسرائيل”؛ مما سيؤدي حتمًا إلى تغذية مُعاداة السامية والغطرسة الإسرائيلية التي لم تسلم منها الولايات المتحدة نفسها، وذلك لكون اللوبي اليهودي يشكل الفرع الحقيقي للحكومة الإسرائيلية، يتحكم في الكونغرس ومجلس الشيوخ ورئاسة الجمهورية، ووزارة الخارجية ووزارة الدفاع، ووسائل الإعلام والجامعات وحتى الكنائس. وكل الوسائل بالنسبة له ملائمة وجيدة، بدءًا من الضغط المالي وحتى الابتزاز الأخلاقي مرورًا بمقاطعة وسائل الإعلام والناشرين والتهديد بالقتل.س2: وماذا عن اللوبي الصهيوني المماثل في فرنسا؟
ج : في فرنسا هناك لوبي قوي مناصر لإسرائيل ، يمارس نفوذه وتأثيره في الدوائر الإعلامية خاصةً؛ مما يشكل ضغطًا على كل مرشح لرئاسة الجمهورية الفرنسية؛ مهما كان انتماؤه الحزبي، لا بد من الذهاب إلى إسرائيل ليحصل على المباركة والتغطية الإعلامية. وقد بلغ من تأثيره أن يتلاعب بالرأي العام على هواه. مع أن اليهود لا يمثلون سوى 2% من سكان فرنسا؛ فإن الصهيونية تهيمن على معظم مُتخذي القرارات السياسية في الإعلام والسينما ودور النشر.
ولقد فرضت الهيمنة شبه الكاملة على أجهزة الإعلام في أمريكا وفرنسا، من الصهيونية الإسرائيلية على العالَم أجمع قلبًا للمعاني، حتى أصبح الدفاع عن الوطن إرهابًا، وغزو إسرائيل للبنان يسمى السلام في الخليل، والمقاومة الشعبية إرهابًا، وأصبح التشكيك في الجرائم المقترفة ضد الإنسانية جريمة بموجب “قانون جيسو”. وبهذا حرم أي مؤرخ من وضع استنتاجات محكمة نورمبرغ موضع الشبهات والمراجعة. وبهذا لوحت الصهيونية دائمًا بشبح معاداة السامية؛ للإقناع بأنها تهديد مستمر ضد إسرائيل ولضرورة الهرولة لنصرتها ومساعدتها.س3: وكيف تناول غارودي أسطورة “المعجزة الإسرائيلية” والتمويل الخارجي للكيان المسخ ؟
ج : لقد طالبت إسرائيل ألمانيا بتعويضات مالية كبيرة، امتثلت لها ألمانيا وشكلت دفعاتها عاملًا حاسمًا في انطلاق الاقتصاد الإسرائيلي، وبناء البنية التحتية من سكك حديد وموانئ… ثم ابتزت النمسا من أجل التعويضات، اضافة لذلك فإن إسرائيل تتمتع بإمدادات لا حد لها من الأسلحة والأموال التي تأتيها من الولايات المتحدة، والهبات المقدمة من أبناء الشتات من أجل تمويل ما أسموه “المعجزة الإسرائيلية” على صعيد التسليح والاقتصاد. وهناك مصدر مالي آخر مكون من سندات دولة إسرائيل؛ وهي صكوك بالدولارات وتباع في الخارج، ولكن سداد أصولها وفوائدها يتم بالعملة الإسرائيلية. والسندات التي بيعت في أمريكا وضعت تحت تصرف الاقتصاد الإسرائيلي.
كما تضمنت المعونة الاقتصادية تسهيلات ممنوحة للصادرات الإسرائيلية إلى الولايات المتحدة الأمريكية، التي تتمتع بتعريفات تفضيلية، وبذلك دخلت 96 بالمائة من هذه الصادرات خالصة من جميع الضرائب. فقوة اللكمة اليهودية تأتي من القفاز الفولاذي الأمريكي الذي يلفها، والدولارات التي تبطنها.س4: لقد اختتم غارودي كتابه بالحديث عن الأسطورة المتنكرة في ثياب التاريخ وتوظيفها سياسيا ،نرجو من جنابك الكريم أن تحدثنا عن ذلك قليلا .
ج : إن نقد التفسير الصهيوني للتوراة والأسفار التاريخية لا يمس بأي حال من الأحوال التوراة وما تضمنته من معتقدات دينية. “الخروج” مثلًا سيظل رمز التخلص من كل أنواع العبودية، لكن ما نرفضه هو القراءة الصهيونية القبلية والقومية لهذه النصوص، والتبرير السابق لجميع أنواع السيطرة والاستعمار والمذابح؛ كما لو كان تاريخ العبرانيين هو التاريخ الوحيد في العالم. ولم يدر في خلدنا فكرة تدمير إسرائيل، بل أردنا إبطال صفة القداسة عنها، وتطبيق قانون دولي لا يخلد علاقات الغاب، وفي الشرق نود تطبيق قرارات التقسيم التي اتخذتها الأمم المتحدة، وهي قرارات تستنكر التوغل داخل حدود البلدان المجاورة والاستيلاء على مياهها.
إن نقد أسطورة الهولوكوست ليست بحساب عدد الضحايا ولكن بالاستغلال السياسي لها من طرف دولة لم تكن قد وجدت بعد، والمبالغة في أرقام الضحايا لإثبات أن معاناة البعض لا تشبه معاناة الآخرين وإضفاء القداسة عليها. ولا يتعلق الأمر كذلك بالتشكيك في أصحاب النوايا الطيبة الشرفاء الذي صدقوا هذه الأساطير التي روج لها الإعلام. فالكتاب يهدف لإتاحة الفرصة لكل هؤلاء للحكم على شرور الأساطير الصهيونية التي تساندها الولايات المتحدة دون قيد أو شرط، ولمعرفة مدى تأثير اللوبي على القوى الكبرى والرأي العالمي وما يشكله من تهديد مستمر لوحدة العالم وسلامه.
س5: هل تعرض غاردوي الى هجوم صهيوني عالمي واتهامات بمعاداة السامية ؟
ج : لقد تعرض غارودي بعد كتابه هذا لحملة شنيعة اتهم على إثرها بمعاداة السامية وأنه أنكر حقيقة تاريخية (يقصدون بها الإبادة المزعومة) وأنها يثير النعرات والتفرقة بين الفرنسيين ويستعدي اليهود وينشر الكراهية ضدهم وما شاكل من تهم باطلة، كل ذلك بسبب أنه تعرض لعض الدبابير وتجوز الخطوط الحمراء حول الصهيونية التي كانت قد سيطرت بلوبيها الأوربي والأمريكي على العالم بقنواته الإعلامية والقانونية والسياسية والاقتصادية والفكرية.
ولعل مقولة الفيلسوف روجيه غارودي ، التي قالها في عدة مناسبات ومنها لقاءه على قناة الجزيرة مع أحمد منصور: “إن زعماء الحركة الصهيونية الذين أنشأوا إسرائيل ملحدون ولا يؤمنون باليهودية” تلخص كذبة انتماء تلك العصبة الفاجرة المؤمنة بالصهيونية وأنها استخدمت عاطفة الدين وما حصل لليهود عبر التاريخ من طرد وتهجير (بسبب أفعالهم الشائنة وليس ظلماً لهم) من أجل تحقيق مآربها المتمثلة بإنشاء إسرائيل كمشروع سياسي يمثل مصلحة مشتركة للعالم الغربي الاستعماري كقاعدة لهم في قلب العالم الإسلامي من جهة ودفعاً وتخليصاً لدول الغرب من مشاكل الجاليات اليهودية مثيرة الشغب والمشاكل على الدوام من جهة أخرى، ليلتقي كل ذلك مع أحلام ومآرب الصهاينة في لم شتات اليهود حول العالم في دولة واحدة.
لقد ظلت الصهيونية العالمية ومعها مدللتها إسرائيل تخدع الناس بسردياتها وأكاذيبها وأساطيرها المختلقة طوال أكثر من قرن ودفعت بأموالها وأدواتها وخدمها الكبار والصغار باستخدام حتى الدم والقتل لبني جلدتها من اليهود كما حصل في تمثيلية تهجير اليهود من القاهرة وبغداد في خمسينيات القرن العشرين وكيف أن الموساد خطط لقتل وتفجير مناطق اليهود ليرمي بالتهمة على شعبي مصر والعراق كي يخوف اليهود الساكنين في هاتين الدولتين منهم ويجبرهم على الرحيل نحو دولة الكيان وكانت في بداياتها، تماماً كما فعل في مجازر هتلر التي ضخمت لتسمى إبادة جماعية أو هولوكوست أو ما حصل في مجازر اليهود الأخرى في دول أخرى.
س6: وماهو تقييم الكتاب والمفكرين العرب لكتاب الاساطير المؤسسة ؟
ج: يقول الأستاذ إدريس الكنبوري عن كتاب “الأساطير المؤسسة للسياسة الإسرائيلية”وعن أخطر الأساطير الصهيونية المرتبطة به: (لقد كان غارودي أول مفكر أوربي يعتنق الإسلام ويلتحق بعد ذلك بركب المنكرين للمحرقة، ولقد كان المؤلف ذكياً بحكم تجربته السياسية في طرحه ومناقشاته وأدلته وطرق مخاطبته للعقل الغربي عامة والفرنسي خاصة إذ اعتمد على وثائق مادية منشورة وحقيقية وأدلة قاطعة وحاسمة مستقاة من مراكز الدراسات البحثية والأكاديمية والمجلات الأمريكية والأوربية وحتى الإسرائيلية نفسها فضلاً عن تصريحات لمسؤولين إسرائيليين ووزراء وقادة عسكريين وجنود كلها تفند جميع تلك الأساطير المفبركة وتوضح كم التناقضات والأكاذيب التي اعترتها بما ينسف الفكر الصهيوني من أساسه فجن جنون اللوبي الصهيوني ومعه إسرائيل ضد هذا الكتاب ومؤلفه).
وعن أخطر أساطير الصهيونية.التي ذكرها غارودي في كتابه يبين الأستاذ إدريس الكنبوري أن غارودي أوضح أن مقولات الأرض الموعودة لليهود إنما هي أقوال توراتية منحولة أي مضافة للنص التوراتي من قبل أشخاص عبر فترات تاريخية مختلفة قاموا بدسها في النصوص التوراتية وفق أهواءهم، وقد اعتمد الرجل بذلك على عدة آراء لعلماء لاهوتيين يهود ونصارى وليس على النصوص القرآنية الحاسمة التي تؤكد تحريف اليهود لدينهم وكتابهم ووصايا أنبياءهم. أما نحن امسلمون فقد بين لنا كتاب ربنا أن الأرض وعدت لبني إسرائيل عندما كانوا عبداً لله تعالى ولما أعرضوا وعصوا وأفسدوا وانقلبوا كتب الله تعالى عليهم اللعنات والذلة والتشتت والهوان.
أما الباحث والمفكر الدكتور إسماعيل العلوي ، فيكشف زيف الأساطير الصهيونية في دراساته التي لم تختلف عما سبق ذكره. يتبع