الحدث الجزائري

عظمة سيّدنا الأمير عبد القادر في نظر الاستدمار الفرنسي L’AlGÉRIE EN 1838

عظمة سيّدنا الأمير عبد القادر في نظر الاستدمار الفرنسي سنة 1838– معمر حبار

a.desjobert, “L’AlGÉRIE EN 1838”, paris, 1938, Contient 192 Pages.

مقدّمة القارىء المتتبّع:

أقول: ممّا فهمته من الكتاب أنّ الكاتب لايعارض احتلال الجزائر من طرف فرنسا المجرمة، لكنّه يريد احتلالا غير مكلّف وعلى الطّريقة التركية، والإنجليزية للهند.

أقول: واضح جدّا أنّ الكاتب من المهندسين الذين خطّطوا لتثبيت الاستدمار الفرنسي. ويعيب على فرنسا المجرمة أنّها لم تحسن احتلال الجزائر بالسّرعة المطلوبة. وفي المقابل، يقدّم نصائح لتثبيت الاحتلال، وبسرعة، وفاعلية، ودون تكلفة أو قليلة، وبصمت، وخبث.

أقول: ممّا فهمته من الكتاب أنّ الكاتب يطالب، ويصرّ على احتلال الجزائر لكن دون خسائر. ولا يعارض إبادة الجزائريين لكن دون خسائر في صفوف فرنسا المجرمة، والجيش الفرنسي المحتل.

خلاصة الكتاب في قول الكاتب الفرنسي المجرم: التعايش مع الجزائريين حلم لن يتحقّق، ولا يمكن للجنسين أن يتعايشا أبدا. 170

يصل الكاتب الفرنسي إلى استحالة العيش مع سيّدنا الأمير عبد القادر لشجاعته، وقوّته، وعظمته، وعزّته، وطهارته.

العناوين الفرعية من وضع القارىء المتتبّع.

مظاهر عظمة سيّدنا الأمير عبد القادر كما يراها المستدمر الفرنسي:

يعدّد الكاتب الفرنسي مظاهر عظمة سيّدنا الأمير عبد القادر وهو في سنة 1838. مايعني قمّة الحرب، والعداوة، والبغضاء، والحصار ضدّ سيّدنا الأمير عبد القادر. أي لم يكن المدح أثناء عملية السّلام، ولا بعد سنة 1847، ولا بعد وفاته حتُى لايقال بأنّ المدح للمجاملة.

يصف الكاتب سيّدنا الأمير عبد القادر بقوله: “هذه الشخصية الملفتة للنظر”. 156

نقل المجرم دي ميشال عن سيّدنا الأمير عبد القادر قوله: “الحرب سجال، والطاحونة تسير بالنسبة للإثنين، وتحدث ضحايا في الجانبين، وهو واجب ديني لكلينا. بالنسبة لي، حين أسرت جنودي، لم أتدخل لصالحهم. وكرجل حزنت كثيرا لمصيرهم المؤلم؛ لكن كمسلم أرى أنّ موتهم حياة ثانية، والسعي لشرائهم من العبودية، بالعكس، كموت مهين، ولذلك لم أطلب يوما إطلاق سراحهم”. 160

قال: أعظم وسيلة فاعلة يملكها سيّدنا الأمير عبد القادر هي جانبه الأخلاقي، المبني على موقف وطنه، والدين، والحاجات الأولوية التي يحتاجها المجتمع الجزائري. 162

قال: بالإضافة إلى خصال سيّدنا الأمير عبد القادر العربية، واتّباعه لسيرة سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، والتي لاينكرها أحد. يملك الإرادة، والإخلاص لإدخال تغييرات على وطنه الجزائر. 171

منع سيّدنا الأمير عبد القادر ولاته من قبول الهدايا، وكتب في ذلك مرسوما. وأقرّ مرسوما يلغي قانون الإعدام الخاص بجريمة البغاء. 172

سعى سيّدنا الأمير عبد القادر إرسال بعثة مكوّنة من ثلاثون طالبا لمرسيليا للتمكّن من التربية الصناعية. لكن الحرب، وعدم الاستقرار، والمحيطون به لم يمكّنوه من ذلك. 172

النسخة المشوّهة التي يريدها الاستدمار الفرنسي لسيّدنا الأمير عبد القادر:

أقول: ممّا وصلت إليه أنّ فرنسا المحتلّة معجبة بعظمة سيّدنا الأمير عبد القادر، ولا يوجد في نظرها من يشبهه في خصاله العظيمة التي تفتقر إليها، ويفتقر إليها الأتراك الذين استعانت بهم لتثبيت الاستدمار، ولا أيّ أحد من قادته، ولا شيوخ القبائل، ولا مبغضيه، ولا منافشيه. لكن لم تنجح في أن يكون تبعا لها، ومواليا لها كما فعل هؤلاء الخونة. وهي تريد قائدا عظيما مثل الأمير عبد القادر، لكن تابع لها، ولم تجد ذلك الشخص. 174

يعترف الكاتب وعلى طول صفحات الكتاب، أنّ فرنسا المحتلّة لم تستطع إخضاع سيّدنا الأمير عبد القادر لها، ولا إغراءه بما تملك من “حضارة؟!”، ولا التحكم فيه. وفي الوقت نفسه يعترف وعلى مدار صفحات الكتاب بانتصارات سيّدنا الأمير عبد القادر، ويتأسّف لذلك.

أضيف: سيّدنا الأمير عبد القادر الذي انتصر على الجيوش الفرنسية المجرمة والتي تفوقه عددا، وعدّة، وخبرة ولم تستطع بجمرها، وإغراءاتها التّحكم هو الصوفي، والأشعري، وصاحب زاوية، ومن علماء وفقهاء المسلمين، رحمة الله ورضوان الله عليه.

هزيمة سيّدنا الأمير عبد القادر في افتقاده للمنافذ البحرية:

ممّا وصلت إليه وأذكره لأوّل مرّة في حياتي، أنّ افتقار سيّدنا الأمير عبد القادر للمنافذ البحرية التي كانت تحت سيطرة الاستدمار الفرنسي بشكل كامل، ومطلق، ومنذ اليوم الأوّل للاحتلال كانت -في تقديري، وحسب ماتوصلت إليه- ، من أبرز الأسباب البارزة في هزيمة سيّدنا الأمير عبد القادر، بالإضافة إلى عوامل أخرى.

وللتدليل على ذلك، كانت المؤونة تصل للاستدمار الفرنسي عبر الشواطىء، والموانىء الجزائرية الكبرى التي كان يسيطر عليها.

ولم يستطع الاستدمار الفرنسي السّيطرة الكاملة على سيّدنا الأمير عبد القادر إلاّ بعد أن احتلّ تلمسان وسيطر على شواطئها، ومينائها ليكتمل الحصار، ويزيد في خنقه. وأزعم أنّها كانت الضربة القاضية قبل الحصار النهائي لسنة 1847.

هذه ملاحظة أذكرها لأوّل مرّة ولم أقرأ، ولم أسمع هذا القول ومثله عند أحد من قبل راجيا التّوفيق، والسّداد، والنّقد.

خيانة الكراغلة للجزائر، ولسيّدنا الأمير عبد القادر:

قال: كان بالجزائر ثمانية آلاف تركي. وهدفهم أن تبقى تركيا غريبة عن الأرض الجزائرية، وعن روح العائلة الجزائرية. 11

قال: لم تكن للكرغلي أي التركي الذي تزوّج بالجزائرية نفس القيمة السياسية التي كانت لآبائهم، ويظلّ دائما في الأسفل ويتبع أصل أمّه الجزائرية. مايعني أنّ جسده في الجزائر، لكنّه غريب عن الجزائر.11

قال: طالب الكراغلة من الاحتلال الفرنسي البقاء في تلمسان لحمايتهم، وحماية أملاكهم في تلمسان حين انتقل إليها الاحتلال الفرنسي لمحاصرة الأمير عبد القادر.

نقاط التشابه والاختلاف بين الاستدمار الفرنسي للجزائر، والوجود التركي:

قال: كانت الإدارة التركية ضدّ الجزائريين. ومهما قيل عن النظام التركي في الجزائر، فقد كنّا أكثر إجراما من الأتراك. 12.

لماذا أجرمنا أكثر من الأتراك؟ لأنّ الأتراك كانوا يريدون السيطرة لاستغلال الجزائريين وليس احتلالهم. وكانت للتركي ثقافة رجال الأعمال. وكانوا يحسنون التسيير الداخلي، لكن لم يتجاهلوا الجزائريين الذين تركوا لهم حرية المبادرة. وكانوا يفرضون الضّرائب على الجزائريين، لكن الجزائري كان مطمئنا لملكيته.

وباختصار فإنّ التركي لم يكن المحتلّ، ولم يمارس الاحتلال كما فعلنا نحن. ولم يهدّد الجزائريين بالطرد من أراضيهم، ولا السّيطرة عليها كما فعلنا نحن. ولم يستدع الأتراك حثالة آسيا ومراهقيها.

الأتراك يحترمون قداسة الملكية لدى الجزائري، ولذلك لم يدخلوا في صراع معها. ونحن رفضنا أن نفهم مافهمه الأتراك. 13

قال: هدف السيطرة التركية على الجزائر كانت لغاية استغلال شعب بأرستقراطية عسكرية.

استعانة الاستدمار الفرنسي بالأتراك لتثبيت الاحتلال:

يرى أنّ الاستعانة بالنظام التركي مؤقتا لتعزيز الاحتلال الفرنسي للجزائر. 18

يدعو الكاتب إلى استعانة المحتلّ الفرنسي بالأتراك لتثبيت الاحتلال الفرنسي بالجزائر، باعتبارهم يعرفون الجزائر، والجزائريين من خلال تواجدهم بالجزائر. 19

تأسّفت فرنسا المجرمة المحتلّة لأنّها لم تبق على الداي، ونظام الدايات في الجزائر لتثبيت احتلالها للجزائر. 20

يرى الكاتب أنّ الاحتلال الفرنسي عيّن أتراكا كبايات على الولايات الجزائرية التي سيطر عليها، لكن الجزائريين رفضوا الأتراك على أن يكونوا حكاما عليهم. 23

يرى الكاتب أنّ سيطرة الأتراك على الجزائر، ومصر في عهد المماليك تعود لاعتمادهم على القرآن الكريم، ونحن نفتقر للخلفية الدينية التي تمكّننا من تثبيت احتلال الجزائر. 19

استعانة الاستدمار الفرنسي بالخلفية الدينية، ودور الدين، والثقافة لتثبيت الاحتلال:

قال: يمكن الهيمنة على الجزائريين لبعض الوقت، لكن لايمكن أبدا السيطرة عليهم، ولا كسب ثقة أصغر طفل لأنّ السّلطة المطلقة للقرآن الكريم وحده، ولا يمكننا بعد هذه القرون أن نسيطر عليهم بقوتنا التي تعارض عقيدتهم الرّاسخة. 19

يرى الكاتب أنّه من الأخطاء التي ارتكبها الاحتلال الفرنسي للجزائر هي: عدم فهم دور الدين في الجزائر، ومكانة سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، ونريد أن نخضع الجزائريين المسلمين لقوّة مسيحية وهم الذين لايعترفون بقوّة غير قوّة الدين. 40

قال: نواجه مشاكل أخلاقية لأنّ الجزائريين يعتبرون الحرب ضدّ الاحتلال مسألة وطنية، ودينية. 59

جاء في فصل “حلول مقترحة”. (أقول: طبعا، لتثبيت الاستدمار)، حيث نقل على لسان المحتلّ المجرم genty bussy: “نملك عنصرين قويين، وهما: “ديننا وميثاقنا”. والمطلوب أن لانظهرهما إلا للضرورة القصوى. وعلينا أن لانتحدّث عن عيسى أمام الجزائريين (هو قال المحمديين)، لأنّهم سيتّهموننا حينئذ بأنّه لادين لنا، وأنّنا لسنا حتّى مسيحيين. لأنّه لم تحن بعد السّاعة لتطبيق ميثاقنا على الجزائريين. وتطبيق القوانين على الدْوَاوِيرْ”. 139.140

صناعة جرائم الاستدمار الفرنسي ضدّ الجزائريين:

تحدّث الكاتب عن جرائم الاحتلال ضدّ قبيلة ولاد عبد النور، فقال: “حطّمنا 60 دوار، وأصبنا أو قتلنا 200 جزائري، وسرقنا 177بقرة، و6300 غنم، و29 جمل، ومن جهتنا كان هناك 19 جريح”. وتتوعد فرنسا المجرمة الجزائريين بالمزيد من الجرائم. 31

أقول: يوصي الكاتب الاحتلال الفرنسي بـ: عبر القبيلة نضمن سيادتنا وقوّتنا، وإنشاء أصدقاء ومكافأتهم عبر الامتيازات، ووسائل الثّراء، وأعداء لردعهم، أو تركهم لأحقادهم، أو تعرّضهم لسرقة أصدقائهم. لأنّ الحرب العلنية والظّاهرة ليست دائمة مفيدة. 36

قال مفتخرا: ننصح بكلّ مانعرفه أنّه غير أخلاقي. 36

قال: مستحيل احتلال الجزائر، لأنّ أوّل خطوة للاحتلال هو إبادة الجزائريين (هو قال: الأهالي). 51

قال: بما أنّ الأمّة الجزائرية (هو قال العربية) لاتريد أن تخضع لنا، فعلى الأمّة الفرنسية أن تبيدهم. 56

قال: لايمكن لحضارتنا أن تسير إلاّ على أقدام فوق الدماء. 56

قال: في الجزائر، إبادة الجزائريين كانت ضرورة لوجودنا. 83

قال: للسيطرة على الجزائريين، أنت مجبر على أن تسيطر على مصالحهم الفلاحية، أي منعهم من الإنتاج. 88

قال: انتصارنا في الجزائر لايمكن أن يكون إلاّ بالدماء. 92

قال: عندما لانستطيع أن نلتحق بالجزائريين الذين فرّوا، نلجأ لحرق منازلهم، وممتلكاتهم. 92

قال: حيث ماتوجّهنا في الجزائر ظهرت عبقريتنا في إبادة الجزائريين، بالإضافة إلى كوارث أخرى. 93

قال: حرق المساكن والمزارع، والقتل، وإبادة الجزائريين جئنا بها من فرنسا. 94

جاء في فصل “نتائج الاستدمار الفرنسي”، وعلى لسان ساسة الاحتلال الفرنسي: “باحتلالنا للجزائر نستطيع أن نحتلّ إيطاليا، وإسبانيا”. 100

الكذب على الجزائريين من جرائم الاستدمار الفرنسي:

يرى الكاتب أنّ الجزائريين هم الذين نقلوا الأمراض إلى فرنسا، والفرنسيين المجرمين.

أقول: قرأت لدى فرنسيين يعترفون أنّ الفرنسيين المجرمين المحتلين هم الذين نقلوا الأمراض الفتّاكة، والقاتلة إلى الجزائر، وقتلت الكثير من الجزائريين.

قال: الحرب هي قضيتنا الوحيدة في الجزائر. 113

قال: احتلال الجزائر يكلّفنا الكثير، وما “ننفقه؟!” في الجزائر كان من المفروض أن ينفق في فرنسا، وعلى الفرنسيين. ويضرب لذلك مثلا، ويقول: البغال التي تنقل من وهران إلى عنابة، أو من الجزائر إلى عنابة لأجل تثبيت احتلال الجزائر تكلّفنا خمس مرّات من البغل نفسه لو بقي في فرنسا. 125

الشلف – الجزائر

معمر حبار

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى