سحّار يعالج مريضة
ايمان محمد
دخلت سيدة اربعينية للعيادة الاستشارية في المستشفى بصحبة زوجها ..كانت شفتاها تهتزان كما لو انها تتمتم بادعية لتطرد وساوس او ما شابه ،جلست بارتباك ملحوظ واصابع يديها تتحركان حركة عشوائية تتشابك وتنفرط وتتلوى وتصدر اصوات طقطقة المفاصل منها.
بادر الزوج بالحديث و هو يحرك سبحة في يده كما لو يعد حباتها عن قصة زوجته التي بدات قبل اربعة اشهر حين تبادر لذهن زوجته فكرة تغيير دينها الاسلامي الى المسيحية وصارت هذه الفكرة تشغل بال زوجته المتدينة المتمسكة بكل تعاليم الدين ولا تضيع فرضا مطلقا ولكن تلك الفكرة صارت تقتحم تفكير زوجته وتفرض نفسها رغم كل محاولاتها اليائسة لتلافيها او اهمالها ،اذ تراودها حين تستيقظ لصلاة الفجر وحين تتلو القران وحين تتوضأ لكل صلاة واثناء الصلوات وحين تود الخلود الى النوم و رغم ان السيدة ضاعفت صلواتها وذكرها لاسم الجلالة واكثرت من الاستغفار الا ان الفكرة لم تختفي بل ازدادت تسلطا” لتتمثل بكلمات الاب والابن و روح القدس مما اضطر الزوج لاستشارة رجل دين الذي صرح لهم ان على السيدة ان تخضع لتخطيط كهربائي للدماغ فاذا كانت النتيجة سليمة فإنها اثمة فيما تفكر حسب قوله يقع عليها ذنب تفكيرها …مما زاد عذاب المسكينة ان نتيجة التخطيط كانت سليمة وازداد قلقها ومخاوفها انها اصبحت كافرة في عين نفسها .
استمر عذاب الزوجة على هذا الحال حتى نصحهم احد المعارف لمراجعة طبيب نفساني وهذا ما جاء بهم اليوم ،شرحت لها انها مريضة بالوسواس القهري وان لا علاقة بين النشاط الكهربائي للدماغ مع هذا المرض وان لا ذنب عليها في تلك الفكرة .
الوسواس القهري يكون على هيئة فكرة تسلطية تكرر نفسها وتقحم محتواها لفكر المريض رغم كل محاولاته لتغيير الفكرة وطمنتها ان حالتها ستتحسن بالعلاج.