مجتمع

زلفانة التاريخية مدينة الحمامات المعدنية بولاية غرداية تودع فقيدها الحاج بحوص بن أحمد رزاق بمقبرة الرحمة.

 
في يوم الجمعة, اليوم مبارك عظيم مطلع الشهر الفضيل من شهر ذو القعدة 1443هـ.. ودع أهالي وسكان مدينة الحمامات المعدنية زلفانة التاريخية السياحية, فقيدها وعميدها وقطب من أقطابها, في جو جنائزي مهيب بحضور الأهل والأقارب وأعيان وأهالي زلفانة والأصدقاء والوافدين من متليلي ,غرداية, المنيعة و ورقلة وغيرهم إلى مأواه الأخير , بمقبرة الرحمة الجماعية بزلفانة .
الحاج بحوص رزاق شخصية بارزة لها مكانتها المرموقة وسمعتها المشرفة وأسمها المنقوش في الذاكرة بين الأجيال المتعاقبة من جيل لآخر, لا يمحى ولا ينسى من بين الأسماء اللامعة في سماء زلفانة بولاية غرداية وولاية ورقلة وجنوب الجزائر بصحرائها الواسعة عامة. صاحب السجل الذهبي المشرف على مر السنين.
يعتبر أنموذج من الرجال العظماء البسطاء. ترك الرجل بصماتٍ متعددة منقوشة وخالدة, إذ يعتبر مثال يحتذى ويقتدى به للأجيال الصاعدة, أجيال المستقبل، لا سيما في مسيرة الحياة اليومية منها على سبيل الذكر لبعض الصفات وليس على سبيل الحصر منها: الصبر ,الإصرار، المثابرة و التشجيع و التحفيز., التميز , الخبرة, الحنكة ,المهارة ,الدقة و القناعة والقائمة طويلة لا تعد ولا تحصى.
الحاج بحوص رزاق في ومضة سطرين:
العم رزاق الحاج بحوص بن أحمد بن محمد, من مواليد خلال 1942 بمتليلي عن عمر ناهز 82 سنة. بقلعة الثوار أرض البطولات و الثورات الشعبية متليلي الشعانبة ولاية غرداية جوهرة الواحات جنوب الجزائر، أب لــ7 أبناء, 4 ذكور و 3 بنات من أسرة عريقة محافظة ترعرع بين أحضانها على خطى سلفه, من أسرة ثورية منها المجاهد والشهيد والبطل, سليل تاريخ مجيد حافل, من شباب الرعيل الأول للقضية الوطنية وحرب التحرير , أحد كبار هذه البلدة الطبية مدينة الحمامات المعدنية زلفانة قطب من أقطابها وقامة من قاماتها, عميدها المجاهد, الخبير الصحراوي بكل المعايير و المقاييس.
ترعرع بأحضان أجداده ,فحفظ منهم تاريخ نسبه وحوادث أسرته , وغرس الفضائل في صدور الأولاد الكرام, وسط عائلة من أكبر العائلات المعروفة بتربية المواشي والأبل خاصة وبما أنه الإبن البكر أكبر أخوته لأبيه سلمه شؤون رعاية الإبل وتحمل مسؤوليتها منذ صغره. حيث كانت له دراية بكل المناطق الصحراوية ومسالكها, شبرا شبرا كونه تربي و ترتعى بين فيافي الصحراء و شاسعتها بين تراب متليلي مسقط رأسه و زلفانة و ورقلة وباقي الجهات, في ورقلة تحديدا بمنطقه البور. وبه معرفة خاصة لكل الإبل وصاحب دراية بعلامتها ومن من هم أصحابها بصفته خبير في شؤون الإبل على مستوى الجنوب الجزائري عامة وهو أحد من أكبر مربي الإبل بالمنطقة. لقد كان الفقيد مرجعا بالنسبة لكل ما يخص الابل وقد كان من مؤسسي الجمعيات و النوادي منها جمعية الإبل ببلدية زلفانة, كما كان الأب الروحي للنادي الرياضي الجزائري لسباقات الابل ( الهجن ) الذي له مشاركات واسعة قارية جهوية و دولية.
الحاج بحوص رزاق أحد خبراء الصحراء في تجوالها عبر ربوعها بين فيافيها وكثبانها و كبار أدلائها أعيان مدينة زلفانة ووجهائها، من سليل أسرة عريقة من خبراء تربية الإبل و الأغنام,
أحد أكبر ملاك ومربي الابل والعارفين بها وبشؤونها و وسمها والذي كان مرجعا لكل ساكنة الولايات الجنوبية خبيرا في إقتفاء الأثر وعارفا بالمسالك الصحراوية الوعرة وأسماء شعابها وأوديتها وأسماء أعشابها وخاصة الطبية منها
, من أحد رجال الإصلاح ذات البين وحل النزاعات، عاش محبا للجزائر داعيا للحفاظ عليها وعلى وحدتها. عاش حياته في خدمة الجميع لا يرد قاصده ولا طالب خدماته ولا مشوراته، محبا للخير وزارعه, ركيزة من ركائز الداعمة وعصرة من العرصات المتينة الحامية للمجتمع. وقد كان لفراسته وعلمه ولرصيده المعرفي كونه عصامي و لدرايته و خبراته يلقب بأنه قوقل الصحراء والبعير (الجمل).
إنسان بسيط متواضع زاهد, ذو ذاكرة قوية جداً, ونظرة ثاقبة بعيدة المدى برؤية مستقبلية. لا يمكن له أن يمر مرور الكرام أمام أي ناقة أو جمل يتصادف معه فيقف عنده حتى يعرف من صاحبه مالكه من خلال السمة المطبوعة على الناقة أو الجمل والطابع المرسوم المعلمة به.
حيث عند دخوله السوق الأسبوعي من أول وهلة ترى وكأنه هو صاحب السوق في حد ذاته. حيث كل مربي المنطقة من ضاع له شيء من الإبل يلجأ إلى لحاج بحوص ليدله ويرشده لكي يسترد إبله الضائعة او المفقودة. كل الناس تعلم بهاته الميزة التي أشتر بها في عديد الناطق والجهات، فهو يتفقد كل ما يراه كل صغيرة وكبيرة في الصحراء سواء ملكا له خاص به أو لغيره من المربين كاسبي الإبل. كان رحمه الله رجلا تمثلت بشخصيته الأخلاق العربية الشعانبية الأصيلة من الصدق وحسن الأخلاق والوفاء والخصال الحميدة من طهارة الضمير وعفة النفس والصراحة في القول والوفاء بالوعد والبقاء على العهد لا مبدل ولا مغير.
هذا ما اجمع عليه كل من حدثنا عليه بحيث صعب عليهم الكلام عن شخصية العم الحاج بحوص لمكانته ولعطائه الا محدود ولشخصيته الفذة كما اخبرنا الاخوة مصطفى بن حمودة رئيس النادي الجزائري لسباقات الهجن الابل من ولاية غرداية و الأستاذ ام عمر فاروق من زلفانة وغيرهم سوف تدون شهاداتهم لاحقا
كان هذا العم الحاج بحوص رزاق رحمه الله وطيب تراه في سطرين لحين .
الأستاذ الحاج نورالدين أحمد بامون

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى