رياضة

مشروع فلورينتينو بيريز الكبير

الرجال المحترمين

عندما قدم فلورنتينو بيريز قبل موسمين تقريبا فكرته الشهيرة
” السوبر ليغ ” وقفت أوروبا كلها في وجهه , وكل الأندية التي ساندته في هذه الفكرة دفعت الثمن وكان أول من سحب عليه البساط هو الإتحاد الأوروبي وأندية الدوري الإنجليزي تحديدا ..
بعد سنتين أثبتت الأيام أن رؤية بيريز للمستقبل كانت عبقرية حقا بدخول المال السعودي على الخط ,, فقد قامت السعودية بإستنساخ فكرة السوبر ليغ حرفيا عبر ضخ أموال طائلة إلى السوق ومسح الصحون من جميع الأندية الأوروبية حتى الآن , ولا تقل لي أن الذين ذهبوا إلى السعودية كلهم نجوم في نهاية المشوار لأن رغبة الهلال في التعاقد مع مبابي لها معنى واحد وهو أن هذه البداية فقط والأمر مستقبلا لن يقتصر على اللاعبين الكهول فقط بل سيمتد للاعبين الشباب وهذا المشروع سيستمر إلى غاية إسالة لعاب المواهب البرازيلية وقطع الطريق أمام الأندية الأوربية للتعاقد معها , بل وأكثر من ذلك ,, لا أحد يظمن أن لا تدخل قطر أو الإمارات إلى الخط بنفس التجربة وضخ جنوني للأموال من أجل إسالة لعاب النجوم الكبار للعب في الشرق الأوسط بدلا من أوروبا , خاصة وأن الرواتب والأموال هناك تمنح بلا حسيب ولا رقيب وبعيدا عن الضرائب الأوروبية وقوانين اللعب النظيف ” الغريبة ” التي تطبقها لوائح الإتحاد الأوروبي على أندية عريقة كميلان وإنتر ويوفي وبرشلونة بينما تسمح لأندية بلا تاريخ في صورة السيتي وبياسجي أن تسرح وتمرح في السوق على راحتها ..
مصيبة الأوروبيين اليوم أن بطولة دوري أبطال أوروبا أصبحت في خطر حقيقي , والزحف الخليجي نحو أسواق الميركاتو يهدد بأن تكون بطولة أبطال آسيا مستقبلا منافسة للدوريات الأوروبية الكبرى سواء من حيث المستوى أو من حيث نسب المشاهدة , لأن القصة ليست أبدا قصة أسماء , فنادي مثل مان سيتي لولا المال العربي ما كان ليحلم بالتتويج برابطة الأبطال , أو اللعب على مراكز متقدمة في البريمير ليغ .. وبالتالي إمنح نجران الأموال التي تمنحها للسيتي واجلب لهم بيب غوارديولا وسيصبح ناديا بمستوى أوروبي .
لقد فوّت الإتحاد الأوربي لكرة القدم بتعنته فرصة ذهبية لإنشاء بطولة ممولة من طرف شركات أمريكية بأندية لها أسماء كبيرة تاريخ كبير ولاعبين ” سوبر ستارز” , وبدلا من أن نشاهد كل أسبوع مباراة بين ميلان وبرشلونة وكل واحد منهم يملك نجوما سوبر , سوف نشاهد مباريات الهلال والإتحاد , المال قوة عظيمة .. والأوروبيين لا يدركون أنهم غير قادرين على مواجهة هذه القوة حتى لو كان بالتاريخ والأسماء .. لأن السيتي بالمال والمال وحده ضرب نادي القرن الأوروبي برباعية فقبل الأموال الخليجيةمشجع المان سيتي لم يكن ليحلم أن يواجه ريال مدريد أصلا ، ولم يكن ليحلم أن يكون لناديه مدرب كغوارديولا أو لاعبين بتلك الجودة .
إلى متى سيضل الريال قادرا على الوقوف وحيدا ضد هذا ” الزحف العربي ” يا ترى ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى