رسالة لشبابنا العربي، وخاصة الفلسطيني الذين يُهاجرون لبلاد الغرب
رسالة لشبابنا العربي، وخاصة الفلسطيني الذين يُهاجرون لبلاد الغرب
إن الغالبية العُظمى من المتابعين لقضايا الأمة العربية، والإسلامية، وخاصة القضية الفلسطينية من الكُتاب، والصحفيين، والساسة، والأدباء، والأكاديميين، والعلماء، في كل بقاع الأرض، وكذلك هيئة الأمم المتحدة، وخاصة دائرة الهجرة، واللاجئين، يعلمون مثلما يعلم جميع الأوضاع المعيشية الصعبة، والمتردية التي آلت لها أوضاع أغلب الشباب العربي، وبالأخص في قطاع غزة، ومن يقطُن في دول مزقتها الحروب، مثل فلسطين، وسوريا، والعراق، ولبنان، وليبيا واليمن الخ…؛ ولذلك نود تسليط الضوء على أكثر الأماكن في العالم التي يحاول فيها الشباب الهجرة حاليًا بشكل كبير!؛ وقد شهدت مؤخرًا حالات مُرعبة من النزُوح الجماعي لشباب بعُمر الزهور كان من المفُترض أن يكونوا عماد المُستقبل، وحماةً للأوطان، وبنُاة لمجدها، وأيقونة عزها، وسواعد للتحرير، ورأس الحربة في المقدمة لمواجهة المحتلين المعتدين الصهاينة!؛ ولكننا أصابنا الذهول مما نرى، ونسمع، ونُبصِّرْ من حالات نزوج جماعي لشباب من قطاع غزة مُهاجرين إلى تركيا، ومن ثم اليونان، وبعض الدول الأوروبية الأخرى !..
إن كل ما يجرى من تسهيل مهمة هجرة الشباب فُرادًا، وجماعات حاليًا من المعابر الفلسطينية في قطاع غزة، وتسهيل منحهم التأشيرات، والفيز ، وتخفيض أسعار التذاكر، والتنسيقات، وتقليل سِّعر تكلفة الهجرة لأوروبا ماديًا لأقل بكثير مما كانت عليه الأمور قبل عدة سنين كل ذلك هو لمصلحة عصابة الكيان الصهيوني الغاصب لفلسطين؛ حيثُ تم مؤخرًا استقبال الشباب المهاجرين من قطاع غزة لليونان، وغيرها وتم وضعهم في معسكرات للجوء هناك !؛ وهذا يؤكد أن هناك أيادي خفية شيطانية خبيثة سرطانية ربما تراها أمام وسائل الإعلام تدعى الإسلام والوطنية، وترفع شعار ات المقاومة، والصمود، والنصر على المحتلين اليهود؛ ولكن أفعالهم عكس ذلك تمامًا.
إننا ندق ناقوس الخطر بأن ما يجرى في قطاع غزة هو كارثة وطنية كبيرة، ونكبة تستهدف إفراغ القطاع من خيرة شبابِه عبر مساعدتهم في فتح باب الهجرة لهم، وتيسير ذلك الأمر أمامهم!. ونقول للأمانة الشباب في غزة لم يُهاجروا حبًا في ترك أرض الوطن، والهجرة، “وإنما مُكرهًا أخاك لا بطل”!؛ حيث البطالة مُتفشية، و لا يوجد عمل لبحر من الخريجين من حملة الشهادات العلمية العليا بدون عمل؛ ومن يحالفهُ الحظ فيجد فرصة عمل يتعرض للظلم من صاحب العمل إلا من رحم الله، لأن بعض أرباب العمل يعامل العامل معاملة العبد فيحرث عليه ليلاً، ونهارًا مقابل فُتات الموائد، فيعطيه أجر مالي زهيد لا يكاد يسد رمقهُ، ويُحمله جْمِّيَلةَ أنَهُ مشَغَّلُه!؛ بينما في المقابل أبناء كل القيادات، والقيادات انتفخت كروشهم من التُخمة، وأصبحوا كأنهم بلا رقبة؛ وأكل بعضهم مال السُحَت من دم الشعب، و فرضوا الضرائب الباهظة على سكان القطاع ، وجعلوا الشعب الغزي طبقين لا ثالث لهما، طبقة غنية جدًا أكلت الأخضر، واليابس باسم الدين، والوطنية، وطبقة فقيرة جدًا مغلوبة على أمرها لا تكاد تجد قوت يومها!؛ مما جعل أغلب الشباب يفكرون في الهجرة، ومنهم من هاجر هربًا من جحيم الفقر، والبطالة، والظلم من ذوي القُربي؛ فلا بواكي لهم، ولا أحد يسأل عليهم، وغابوا في غياهب بلاد الغربة، والمهجر، وهنا يكمن الخطر القادم، والدَّاهِّمْ.
ورسالتنا المهمة: نقول للشباب ليس العيب السعي في مناكب الأرض للعمل، وهو نوع من أنواع الجهاد كذلك. ولكن لا تهاجروا لبلاد الغرب الفاجر الكافر لأنهم حاليًا يكيدون لكم كيدًا!؛ حيث أنهم لا يستقبلونكم لسوادِ عيونكم، ومحبة لكم؛ وإنما يريدون منكم في تلك القارة العجوز أن تعمروها حتى لا تخرب، وتصبح خاوية على عروشها؛ ويريدون منكم من كان له أولاد أن يأخذوا أولادكم!؛ لأن بلادهم بعد إقرارهم قانون المثلية الجنسية صارت دمارًا، لا عمارًا؛ وكذلك مع تواصل الحرب الروسية على أوكرانيا، والصراعات العالمية ووقوف دول الغرب، وعلى رأسهم الولايات المتحدة، وقيادة حلف الناتو في مواجهة غير مباشرة مع روسيا، داعمين لأكُرانيا وكذلك تمدد، وتوسع التنين الصيني العملاق الذي اكتسح العالم اقتصاديًا، مما جعل الولايات المتحدة الأمريكية تريد الخلاص بأي شكل من هذا الكابوس الذي يؤرق النسر الأمريكي؛ المتحكم في أوروبا، وقراراتها مما يجعل العالم كله على شفا جرف هار من اندلاع حرب عالمية ثالثة أراها قريبة، وليست ببعيدة!.
وهنا بيت القصيد أيها الشباب العربي المسلم، وخاصة الفلسطيني لو اندلعت الحرب العالمية الثالثة أنتم ستكونون المحرقة، والوقود لتلك الحرب، ولسوف يأخذونكم من معسكرات إقامتكم في أوروبا لتحاربوا ولتموتوا في جبهات القتال بدل أن يقتل أولادهم في الحروب، لتقتلوا أنتم بدمٍ بارد!؛ دون أي فائدة؛ ولذلك هم الأن يستقبلونكم عبر مخطط ماسوني خبيث!!؛؛ أفيقوا أيها الشباب لا تكونوا غدًا سمكًا صغيرًا طُعمًا للحِّيتان الكبيرة؛ وربما يقول البعض منكم أعطينا الحل؟ ونحن أصلاً في غزة نموت كل يوم ألف مرة من الفقر والمرض، والجوع، والبطالة والظلم!؛ وأقول إن كان لابد من السفر بحثًا عن لقمة العيش المرة، والكريمة فليكن السفر للبلدان العربية، والإسلامية، لأن الكثير، والقليل كله زائل؛ وتبقى الدول العربية ووطننا العربي وحيدًا مهما وضعت عليه السدود والحدود؛ ولكنه يتسع لكل أبناء الأمة العربية، والإسلامية؛ اللهم إني بلغت اللهم فاشهد.
الباحث، والكاتب، والمحاضر الجامعي، المفكر العربي، والمحلل السياسي
الكاتب الأديب الأستاذ الدكتور/ جمال عبد الناصر محمد عبد الله أبو نحل
عضو نقابة اتحاد كُتاب وأدباء مصر، رئيس المركز القومي لعلماء فلسـطين
رئيس مجلس إدارة الهيئة الفلسطينية للاجئين، عضو مؤسس في اتحاد المدربين العرب
عضو الاتحاد الدولي للصحافة الإلكترونية