مجتمع

رسالة الجينات

صدر عن الدار العربية للعلوم ناشرون كتاب جديد من تأليف الباحث العراقي الدكتور سعد صبَّار
السامرائي بعنوان “رسالة الجينات”، قدَّم له بتعريف ومما جاء فيه: “سأتناول في هذا الكتاب، تطوُّر
علم الأحياء منذ اكتشاف الحمض النووي على يد الشاب السويسري الطموح فريدريك ميشير، مروراً
بأبحاث ليفين عن السُكريات واكتشاف قاعدة تشارجاف لارتباط القواعد النيتروجينة، ثم اكتشاف مبدأ
التحوُّل البيولوجي على يد أزولد أيفري، وما تبعه من اكتشافات ثوريَّة لواتسون وكريك وروزاليند
فرانكلين حول معرفة بنية الحمض النووي وقراءة الشِّفرة الوراثيَّة إلى آخر أدوات التعديل الجيني.
لقد كانت قصة الفتاة المقتولة هي السبب الرئيس وراء ولادة هذا الكتاب، ولذا سأختار اسماً
مستعاراً للفتاة، اسماً يتكون من أربعة أحرف (سارة)، كيف قُتلت؟، من قتلها؟، وما دور تقنيَّة
الحمض النووي في معرفة تفاصيل الحادث، وكشف إرث عائلتها الوراثي؟ ستكون قصة سارة
وعائلتها حاضرة في فصول الكتاب الأربعة عشر كهمزة وصلٍ وشاهدٍ على بشاعة الأعراف
وشناعة التقاليد. تجدر الإشارة، أن قصة سارة مستوحاة من أحداث حقيقيَّة، لكن الأسماء،
والأوقات، والأماكن، التي وردت في الكتاب موجودة فقط في بنات أفكاري”.
قدم للكتاب بمراجعة علمية قيَّمة الأستاذ سامر حميد ومما جاء فيها: “سيأخذنا د. صبَّار، برحلة
استكشافيَّة لمعرفة عِلَّة وجودنا من مرحلة أدق الجزيئات في داخلنا، بسردية قصصية تنهال
بتساؤلات مستفزِّة وحادَّة، وإجابات تزينها الرصانة العلميَّة، عن كوننا جميعنا ككائنات حيَّة، نتكون
من مجموعة من الخلايا تحتوي بداخلها مادة وراثيَّة تختلف من كائن لآخر، وتُميِّز كل فرد بصفاته
الفريدة. والأكثر إدهاشاً، بأن هذا التنوع في جميع الكائنات، ينتج من لغة عجيبةٍ، مدهشةٍ، ساحرةٍ،
تتألف من مُجرَّد أربعة أحرف، تعرف بمُسمَّى الحمض النووي منقوص الأوكسجين .(DNA)
تتخللها قصة حزينة عن فتاة (سارة) عانت الأمرَّيْن، ووقعت ضحية الأعراف والتناقضات
الاجتماعية التي يكشف العلم زيفها يوماً بعد يوم”. وكان للدكتور أحمد خيري العمري قراءة علمية
لـ “رسالة الجينات”، يقول فيها: “في عام 1953 كتب فرانسيس كريك رسالة إلى ابنه ميخائيل
البالغ من العمر 12 سنة، يتحدث فيها عن أهميَّة اكتشاف تركيب الحمض النووي، يقول فيها: “إنه
كالشِّفرة – الرمز الذي إذا أعطيتك مجموعة من حروفه يمكنك تدوين الأخرى. نحن نؤمن أن
(DNA) هو الشِّفرة، وأن تتابع القواعد النيتروجينيَّة هو الحروف التي تجعل جيناتنا مختلفة، كما
تختلف كلمات صفحة في كتاب ما عن الأخرى”. لتُعرّفَ هذه الرسالة المكتوبة بيد كريك بخط لندني
مع رسمة للحلزون المزودج بـ “رسالة الحياة”، وقد بيعت في عام 2013 في المزاد بمبلغ 6
ملايين دولار ولكي نفهم رسالة الجينات، وتدفق المعلومات من الأحماض النوويَّة إلى البروتينات
علينا أن نرجع إلى بِركة داروين المفترضة “بِركة صغيرة دافئة” حيث تجمعت فيها عناصر الحياة
وانبثقت منها أولى الكائنات.
لكن “رسالة الحياة” الحقيقية نقرأها عبر التفاعل بين “رسالة الجينات” وبين ما نتعرض له في
واقع حياتنا وما يساهم في تشكيلنا والتأثير السلبي أو الإيجابي على كل الإمكانات الكامنة في جيناتنا؛ هذا
التفاعل بين الجينات والواقع هو ما يقدمه الكتاب بالتوازي مع قصة فتاة شابة اسمها سارة، ماتت بصعقة
كهربائية، لكننا سنكتشف، عبر الكتاب، فصلاً إثر فصل، “الحقيقة الصاعقة وراء هذه الصعقة”.
د. سعد صبّار السامرائي
باحث عراقي حاصل على درجة الدكتوراه في بيولوجيا السرطان من جامعة العلوم الماليزية.
يعمل حالياً أستاذاً مساعداً في الجامعة التقنية والعلوم التطبيقية – سلطنة عُمان، وباحث زائر في
جامعة ألبرتا – كندا. مُحرر ومُراجع علمي للعديد من المجلات العلمية المُحكّمة، حاز على العديد
من الجوائز، ونشر ما يقارب 40 ورقة بحثية، وشارك في العديد من المؤتمرات الدولية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى