الحدث الجزائري

رحل بومدين؛ سبق السّيف العذل.

رحل بومدين؛ سبق السّيف العذل.

رشيد مصباح (فوزي)

**

مداوروش في: 14 نوفمبر 2022

ولكم أحببتُ لباس “الجينز” وأنا شاب!

لستُ أدري لماذا ؟

لتأثّري براعي البقر في الأفلام الغربيّة!؟ أو ربّما لأنّ نظام الرّئيس الرّاحل(هواري بومدين) كان يحرّم علينا كل شيء له علاقة بأمريكا والغرب الإمبرياليّ؟

وكان النّظام في ذلك الوقت يعتبر هذا النوع من اللّباس رمزا للتّميّع والصعلكة.

تأثّرنا وأحنا صغار بأفلام الوسترن كان واضحا، لكن النّظام الاشتراكي في ذلك الزّمان لم يكن ليسمح حتّى بالجرائد التي تأتي من الغرب الأمبريالي لأنه كان يراها تدعو إلى الفساد والرّذيلة، وكنا نحصل على بعض منها رغم الحظر والتضييق، نتصفّحها بحذر وبشغف، يخالجنا شعور بالانبهار ورغبة شديدة في المهاجرة إلى ما العالم الآخر، إلى ما وراء البحر ، إلى بلاد الحريّة “المطلقة”.

لكم عانينا من الكبت، والكبت المريع، في ظلّ إيديولوجية (بومدين) الاشتراكية ونظامه الصّارم. أذكر أنّه في أواخر سنة(1978) رحل (بومدين) ومعه طموح الشباب آنذاك، وكان قد أُشيع خبر وفاته أيّاما بل وأسابيع قبل وفاته. لكن حذر النّاس الشّديد؛ من مجرّد تداول الخبر حتى فيما بينهم، كان هو سيّد الموقف. وكان مؤتمر الشباب؛ المزمع عقده في تلك السنة، أهم حدث، لولا وفاته.

لم تمهل الوفاة (بومدين) حتّى ينهي رسالته الأخيرة، ولا حتّى الشباب المناضل في تلك الفترة كي يحقّق ما كان يصبوا إليه؛ وهو استلام المشعل قبل سكون وهجه وذهاب لهبه.

لقد ترك رحيل “الزّعيم” أثرا بليغا في النّفوس.

بدورنا كنّا متأثرين جدّا بصاحب “الموستاش والبرنوس”، والذي غطّ خبر وفاته كل العناوين والصفحات. فارتسمت صورته في أذهاننا، ورحنا نحاول تقليدها.

لم يكن بومدين مجرّد رئيس، بل كان بطلا. ورمزا من رموز الثّورة، وقائدا من القوّاد الكبار. بالنّسبة لعامّة الشّعب المسكين، الذي كان متحمّسا لخطاباته الرنّانة، فكان يردّدها في السّاحات والأماكن العامّة، وفي المقاهي والمحلاّت، وفي كل مكان تقريبا!

لقد أحبّ الجميع هذا الرّئيس ّالشعبويّ” الذي حارب البورجوازية ولم يتمكّن منها، وسلّط سيفا على الأعداء في الدّاخل والخارج، لكن “السّيف سبق العذل” كما يقول المثل العربي.

مات بومدين وترك وراءه علامات استفهام كبيرة؟؟؟

………………………………………………….

ورحنا نتساءل: “من قتل بومدين يا ترى؟”

ضائع بين أقرانه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى