رأيرياضة

أطفال غزّة يموتون، والأشقّاء يتقاتلون على”فارغة وما فيها شيء”.

أطفال غزّة يموتون، والأشقّاء يتقاتلون على”فارغة وما فيها شيء”.

رشيد مصباح (فوزي)

**

بينما غزّة تتعرّض لأبشع هجوم لم تعرف البشرية مثله في تاريخها المشوب بكثرة الحروب والنّزاعات التي تؤدّي إلى سفك دماء الأبرياء. تم إجراء المباراة التي جمعت بين الشقيقين المصري والجزائري في كرة القدم.

بغض النّظر عن الظروف التي بُرمجت فيها هذه المباراة التي تحمل طابع “الدّاربي” ولها طابع خاص، نظرا لبعض الأحداث التي نشبت وأضرّت كثيرا بالعلاقات التاريخية والأخويّة بين شعبين قاتلا جنبا إلى جنب في سيناء، وامتزجت دماؤهم بعضها ببعض.

هذه المباراة التي جاءت في ظروف تتعرّض فيها غزّة لأبشع أنواع الجرائم والظلم من طرف الكيان الصهيوني الذي حصل على تأييد مطلق من قبل القوى العظمى وزاده ذلك في إصراره الكبير على تدمير غزّة بالكامل ومن دون تمييز بين حجر وبشر آدميين من مختلف الأعمار بما في ذلك الرضّع.

عُزف النشيدان ووقف نجوم الفريقين وقفة إجلال وإكبار، وساد الصمت في المدرّجات المكتظّة عن آخرها، والتي غابت فيها القضية الفلسطينيّة لأوّل مرّة برغم كل الذي جرى؛ إنّها الإمارات يا بني!

أحد أبرز المطبّعين، والدولة التي تميّزت بتفتّحها على ثقافات العالم جميعا دون تمييز، وتعدّدت فيها الأديان تعبيرا عن “التسامح”، واعتمد حكّامها على الخبراء الأجانب في التزويق والبهرجة و تشييد أنواع المباني و المنشآت بما في ذلك الأبراج الفخمة، في إطار تنافسهم الكبير مع أشقّائهم بالجوار.

وكما كان الحال، فقد ساد هذه المباراة تنافس كبير وروح قتالية عالية، خاصّة من الجانب المصري الذي بالغ إلى حدّ تعرّض أحد مدافعيه للطّرد من طرف الحكم بسبب اعتماد الخشونة في لعبه؛ ومثلما كان متوقّعا؛ ليتكرّر السيناريو القديم الجديد، وتذكّرنا هذه الرّوح القتالية؛ أو “الچرينتا” ـــ كما يحبّ أن يسمّيها بعض المهووسين بكرة القدم ــ بالأحداث المؤسفة التي تسبّبت في تعرّض بعض أفراد المنتخب الجزائري للرّشق بالحجارة من طرف بعض المناصرين المصريين، ممّا أدّى إلى نشوب خلافات كبيرة بين الشعبين في نهاية المطاف.

وأنا أتابع المباراة، تذكّرتُ كلام الطبيب المصري الذي جاء إلى الجزائر بصفة “متعاون”، والذي تعرّفتُ به في ثمانينيّات القرن الماضي، عن دور الإعلام المصري في إثارة النزاع بين مختلف الفرق الرياضية في مصر، وليبلغ الأمر حد الاقتتال أغلب الأحيان.

وقلتُ في نفسي لو يستعمل إخواننا المصريين قليلا من هذه”الچرينتا” مع جيرانهم الصهاينة لتحرّرت فلسطين من يومها!؟

لعلّه يوجد هناك من يجهل الكثير عن الأسباب الخفيّة التي من وراء التشجيع على قيّام أو إقامة مثل هذه المباريات التي تتسبّب في نشوب الخلافات وتنهي بقطع العلاقات بين الشعوب معظم الأحيان، و”إذا عرفت السبب بطل العجب” ــ كما يقول المثل ــ والتي كنتُ قد قرّرتُ في البداية عدم مشاهدتها لولا ابني الذي ألحّ عليّ كثيرا. وقد انتهى الأمر بنوبة قلق مع شعور بالنّدم على مشاهدتها.

وأحاول في كلّ مرّة أن أذكّر نفسي وبنيّ وأحبابي بالأسباب الحقيقية التي من وراء اهتمام العالم بهذه الريّاضة التي تدرّ الأرباح على بعض الأشخاص، وتتسبّب في نشوب الخلافات وقطع العلاقات بين الشعوب والأفراد… تتلخّص في التغطية على جرائم هؤلاء الصهاينة الذين يقتلون الأطفال ويفجّرون المباني على رؤوس الأحياء في غزّة؛ بينما يتقاتل الشقيقان على كرة “فارغة وما فيها شيء”!؟

وكما ورد في كتاب “بروتوكولات حكماء بني صهيون”؛ فإن اللّهو جزء من المؤامرة الكبرى التي يتبنّاها الصهاينة في حربهم الخفيّة ضد حثالة “الچوييم”.

هذا الكتاب المثير للجدل الذي يلخّص لنا المؤامرة كلّها في (24) أربع وعشرين بروكولا هي كما يلي:

1· البروتوكول الأول: الفوضى والتحرّريّة والثورات والحروب.

2· البروتوكول الثاني: السيطرة على الحكم والتعليم والصحافة.

3· البروتوكول الثالث: إسقاط الملكيّة والأرستقراطيّة.

4· البروتوكول الرابع: تدمير الدين والسيطرة على التجارة.

5· البروتوكول الخامس: تفريغ السياسة من مضمونها.

6· البروتوكول السادس: السيطرة على الصناعة والزراعة.

7· البروتوكول السابع: إشعال الحروب العالميّة.

8· البروتوكول الثامن: تفريغ القوانين من مضامينها.

9· البروتوكول التاسع: تدمير الأخلاق ونشر العملاء.

10· البروتوكول العاشر: وضع الدساتير المهلهلة

11· البروتوكول الحادي عشر: السيطرة العالمية.

12· البروتوكول الثاني عشر: السيطرة على النشر.

13· البروتوكول الثالث عشر: تغييب وعي الجماهير.

14· البروتوكول الرابع عشر: نشر الإلحاد والأدب المرضي.

15· البروتوكول الخامس عشر: الانقلابات والخلايا السرّيّة.

16· البروتوكول السادس عشر: إفساد التعليم.

17· البروتوكول السابع عشر: تحطيم السلطة الدينيّة.

18· البروتوكول الثامن عشر: تدابير الدفاع السري.

19· البروتوكول التاسع عشر: إشاعة التمرّد.

20· البروتوكول العشرون: إغراق الدول في الديون.

21· البروتوكول الحادي والعشرون: إغراق الدول بالقروض الداخليّة.

22· البروتوكول الثاني والعشرون: الذهب.

23· البروتوكول الثالث والعشرون: البطالة.

24· البروتوكول الرابع والعشرون: سيطرة اليهود.

وفي سورة المائدة، يقول الله ــ عزّل وجلّ ــ:

{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (90) إِنَّما يُرِيدُ الشَّيْطانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَداوَةَ وَالْبَغْضاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ (91)}.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى