ربما… جدارية في محراب ثورة التكبير بليبيا

من حقكم ان تحتفلوا بذكرى التغيير, من حقكم ان تحتفلوا بذكرى اعتلائكم السلطة.
ربما كنتم سجناء راي , ربما اضطررتم للفرار بآرائكم خارج الوطن فقضيتم سنوات في الغربة
,ربما انتزعت املاككم بفعل القوانين الاشتراكية فبقيتم بالداخل مكمودين , ربما استطعتم تجميع
بعض ما تيسر من اموالكم وهربتم بها خارج الوطن وقمتم باستثمارها. ترى هل كانت آرائكم
التي سجنتم بسببها او غادرتم الوطن من اجلها بناءة؟ .
ربما هادنتم النظام (المراجعة) وتحصلتم على تعويضات عن سنوات السجن, ربما تصالحتم مع
النظام فجئتم من منفاكم وتم احتساب مدة بقائكم بالخارج وكأنكم كنتم تعملون بمؤسساته الخارجية
فصرفت لكم الاموال الطائلة, ربما انضممتم الى فريق عمل النظام بالداخل لأجل النهوض
بالوطن والمواطن, وتقاضيتم رواتب ومهايا ومزايا تفوق تلك التي يتقاضاها المسؤولون بالداخل
بأعلى السّلم الوظيفي, فاعتقد مواطنوكم الذين يعيشون بالداخل, أنكم قد اكتسبتم خبرة بمختلف
المجالات طوال سنوات بقائكم بالخارج, وانكم ستساهمون معه في بناء الدولة العصرية التي
حلمتم بها وكانت سببا في عدائكم للنظام وترككم البلاد.
المواطن العادي لازمته عدة اسئلة, هل فعلا رجوعكم لأجل البناء ام لأجل تحقيق اهداف من
لجأتم اليهم؟, لا باس من تحقيق بعض مكاسبكم الشخصية, انتظار الاجوبة لم يطل كثيرا, انقلبتم
على النظام وخنتم العهود والمواثيق, واتضح ان الهدف الرئيس من رجوعكم هو تنفيذ الأجندات
الخارجية المتمثلة في اسقاط النظام, ومن ثم الاستيلاء على السلطة بما يمثله من استحواذ على
مقدرات البلد الثابتة والمنقولة, وادخال البلاد في الفوضى الامنية وعدم الاستقرار, وفي سبيل
تحقيق ذلك استعنتم بالخارج واعتبرتم طائراتهم الحربية طيور ابابيل ارسلها الرب من السماء
لتعزكم وتجلب لكم النصر المبين.
شاهدنا والعالم اجمع, الثوار ومن والاهم من المرتزقة, يكبرون عندما يقومون بالإجهاز على
الضحية لتقربهم الى اربابهم زلفا, فاطلقتم على الثورة ثورة التكبير.
لم نتعود ان نسمع من مسؤولينا وعبر اعلامنا الرسمي عبارات عنصرية (شنفاك)بحق جزء من
اخوتنا في الوطن, قمتم بتهجير سكان منطقة بأكملها “تاورغاء” مشردين بالداخل بمختلف
المناطق, كتبتم عليهم التيه, يعيشون في اكواخ الصفيح والخيام , ربما لان جزء منهم ناصر
النظام اثناء الثورة, حقا انتم الرب الاعلى!.
وبعد نعيد, من حقكم ان تحتفلوا بذكرى استيلائكم على السلطة, ترى ما الانجازات التي
حففتموها خلال 13 سنة من توليكم السلطة واستفاد منها المواطن؟.
بسبب اقتتالكم المستمر على السلطة والاستحواذ على المال, عقدتم مع الدول التي ناصرتكم
اتفاقيات لجلب مختلف انواع الاسلحة والذخائر, دمرتم كليا او جزئيا اضعاف اعداد المباني التي
طالتها القوانين الاشتراكية التي سنها النظام السابق وكذا المنشآت التابعة للدولة ومنها اسطول
النقل الجوي الذي شهد انتعاشا في سنوات ما قبل التغيير, ولم تقوموا بالتعويض عن تلك
الخسائر ,حتى اصبح العاملون بها على قارعة الطريق دونما رواتب لمدد وصلت الى العامين,
بينما تشجعون القطاع الخاص حتى اصبح عدد شركات النقل الجوي الخاصة اكثر من عشرين
وهو ما يفوق مثيلاتها في دول الجوار التي تفوقنا في تعداد السكان وذات معالم سياحية معروفة.

تناحركم على الكرسي, اوجدتم حكومتان كل منهما تبعثر الاموال, وبرلمانان وجيشان ,وبنكان
مركزيان يصكان النقود, دولتان في دولة, أ لا يعد هذا الامر مدعاة الى السخرية؟,ربما.
على مدى 13 عاما لم تكتبوا دستورا دائما للبلد, بل اكتفيتم بالتعديلات المؤقتة لأجل الاستمرار
في الحكم. ولا زال البلد تحت الفصل السابع يعني محمية, وقواعد اجنبية تجثم على الارض
ومرتزقة .
في السابق كان هناك عدد محدود من اصحاب رؤوس الاموال,اما اليوم فان بلادي تعج
بـ(المليونيريين) وعلى راي المبعوث الاممي غسان سلامة, فانه عند كل مطلع شمس يولد
مليونيرا جديدا, بالتأكيد بسبب الاموال التي استحوذتم عليها من الخزينة العامة دون وجه حق
وانفقتموها في غير محلها.
يا ابناء المدن الثائرة والذين تتصدرون المشهد السياسي, الى متى تظلون متمسكين بالسلطة
وفرض آرائكم بقوة السلاح من خلال التشكيلات المسلحة التي كونتموها (جناحكم العسكري)؟,
متى تحتكمون الى صندوق الانتخابات؟ متى تجعلون صندوق السلاح والذخائر للدفاع عن
الوطن في ايدي اناس متخصصين لا جهويين؟, متى تخففون اعباء المعيشة على المواطن الذي
لم يعد قادرا على تلبية ابسط الاحتياجات؟ أ ليس الاجدر بكم لو قمتم منذ اسقاط النظام بتحقيق
اهداف الثورة المعلنة والسير بادبياتها؟ ام ان هناك موانع تحول دون ذلك؟,أ لم تكفكم 13 سنة
من الاستفراد بالسلطة؟,لئن كان التغيير من اجل ازاحة طاغوت, فاليوم يوجد اكثر من
طاغوت!.
وستظل العبارتان “خلوا فيها شرف” و” عادي انخش لداري” محفورة في اذهان هذا الجيل
ووصمة عار في جبين الطبقة السياسية الحاكمة وستحفظهما كتب التاريخ.
هل تعتقدون انه بعد هذه المدة ,التعليق على مشجب النظام السابق يجدي نفعا؟.
نقول, ربما البلد في حاجة ماسة الى ثورة تصحيح المسار, على غرار ما حدث في الجارتين
مصر وتونس, حيث السكان بهما ينعمون باستقرار امني, ونوع من الاستقرار الاقتصادي
لافتقارهما الى موارد طبيعية كالتي توجد ببلادنا………..ربما……….

ميلاد عمر المزوغي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى