رأس الحربة بين الرياضة السياسة
عبدالكريم ابراهيم
تسعى اغلب فرق كرة القدم إلى شراء لاعب يمتاز بقدرة على اقتناص الفرص وتسجيل الأهداف ” من حلك السبع” والذي يطلق عليه ” اللاعب القناص ” أو “رأس الحربة” الذي يحصل على أجور أكثر من غيره تثمناً لجهده واعترافاً بفضله في الملعب .
السياسة هي الأخرى لا تختلف كثيراً عن أختها الرياضة ، حيث تسعى أغلب الكتل السياسية للبحث عن شخصية تمتاز بمواصفات خاصة تستطيع معها جلب أكثر عدد ممكن من أصوات الناخبين .
عادة ما تكون هذه الشخصية السياسية ذات إمكانيات فذة تستطيع أقناع الشارع بقدراتها ولاسيما العدد الكبير من المترددين الذين لم يحسموا قرارهم بعد.
الرقم واحد أو رأس الحربة عادة ما يكون خيمة يستظل بفيئها بقية أعضاء القائمة ، لأنه سيقوم بتوزيع ما يزيد عن حصته المقررة أو كما يطلق عليها العتبة الانتخابية على بقية الأعضاء الذين لم يحصلوا سوى على عدد قليل من الأصوات . وأحياناً يكون الرقم واحد ” سبع وابن امة ” عندما يجلب أصوات لقائمته تفوق جميع أعضاءها مجتمعين .
تساهم عوامل عديدة في إيجاد هذه الشخصية منها : الموقع التنفيذي الذي يشغله ،وانجازاته من خلاله ، الوعود التي تطلقها التي تنسجم من الواقع ، القدرة على المناورة واللباقة فضلا على عوامل أخرى قد تساهم في جلب الأصوات إليه. بعض القوائم أعدت نفسها لمثل هذا اليوم من خلال ما تملكه من ماكنة إعلامية تسعى إلى خلق هذه الشخصية ،التحدث عن انجازاتها باهرة كأنها ” سوبر مان ” الذي يحقق كل رغبات الناخب . بعض الكتل السياسية بدأت شخصيتها ” السوبرمان” تفقد بريقها بمرور الزمن،وكان عليها البحث عن شخصيات جديدة تلاءم المرحلة الجديدة .نجحت بعض الكتل في هذا الأمر ، وفشلت أخرى . وعلى الجميع استيعاب الدرس .