ثقافة

يوم عادى

سليم نزال

اشرقت الشمس اليوم و سطع نورها فى فضاء الكون .و كانت المرة الاولى منذ الصيف الماضى ان جلست فى الحديقة اتامل المكان و كانى اراه لاول مرة .لم تنبت اى من النباتات او الزهور بعد و اعتقد ان الامر قد يحتاح لبضعة اسابيع حتى نرى الربيع.لكن لا باس لقد بدانا نتلمس بعضا من تباشير الربيع و هو امر مفرح جدا لسكان الجزء الشمالى من العالم .
و فى العادة لا يرى المرء الجيران الا فى الربيع و الصيف.حيث يذهبون لتفقد الحديقة او يجلسون هناك.

و قبل ايام اتصلت صديقة روسية و كانت فى حالة قلق و حزن و سالتنى ان كنت اعتقد ان كان هناك حرب نووية .قلت لها اعتقد انى الشخص الخطا لهذا السؤال لانه ينبغى ان يوجه لمحلل استراتيجى و انا لست كذلك.انا اتابع السياسة فى حدها الادنى لكى اكون فكرة عما يحدث لكنى لا اعرف التفاصيل.هذه تحتاج لجهد فى المتابعة و هو امر لا اقوم به لان لدى اولويات اخرى.
على الرغم ان السياسة فضاء عام من حق كل شخص ان يدلى برايه و هو ما اقوم به احيانا لكنى اؤمن بنظرية اعط الخبر للخباز و اظنها نظرية صائبة.
و حتى عندما كان يجرى معى مقابلة تلفزيونية و يعرفنى على انى محلل سياسى كنت اقول لهم انى لست كذلك. لكن طبعا دراسة التاريخ تساعد فى تقدير الامور الى حد معين .لان التاريخ فى النهاية سياسة ماضية.
قلت لها انه حسب المنطق التاريخى الحرب عادة تتم لتحقيق اهداف ما .فى الحرب النووية لا يوجد امكانية لاى طرف لتحقيق اي اهداف .لذا لا اظن انها ستقع الا فى حالة حصول خطا تقنى قد يفهم لدى الطرف الاخر انه هجوم فيكون الرد.لكن حتى فى هذه المسالة قرات ان هناك ترتيب مثل الخط الساخن فى هذا الشان لمنع سوء التفاهم.
مرت فترة من العمر كنت اتابع عن كثب ما يجرى .كنت مشتركا فى صحيفة الافتن بوستن النرويجية التى كانت تاتينى كل صباح.و ان كنت مغرما اكثر بالملحق الثقافى للصحيفة الذى يذكرنى بملحق النهار الثقافى .
كما كنت اشترى يوميا صحيفة الشرق الاوسط و كانت منفذنا الى قراءة ما يحدث فى العالم العربى و كل هذا قبل عصر النت .
اضافة انى كنت مشترك بمجلة النيوزويك و اقرا مجلات مثل شوؤن اجنبية و هى من اهم مجلات العالم لتغطية الشوؤن الدولية و فيها قرات مقالة صموئيل هننغتون عن صراع الحضارات التى حولها الى كتاب فى وقت لاحق .
الازمان تتغير و السلوك يتغير و الرؤى تتغير لان الحياة لا تتوقف و لا شيء يبقى على حاله .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى