تعاليقرأي

خاطرة بتصرف

فلاح أمين الرهيمي

من طبيعتي عندما يهدى لي كتاب أطالعه من أول صفحة إلى آخر صفحة حتى لو كان يختلف معي في الفكر أو لا ينسجم مع طبيعتي وقد أهدتني السيدة الفاضلة الأديبة (نداء مبارك) كتاب وقع بصري في إحدى صفحاته على إحدى أعمال وسلوك وتصرفات الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) عندما كان خليفة المسلمين ويقيم في مدينة الكوفة في العراق حيث كان جالساً في محل صاحبه (ميثم التمار) في إحدى أسواق الكوفة فشاهد غلام يستجدي من الناس في السوق فنادى الإمام علي عليه السلام على مخدومه (قنبر) وأخذ يسأله عن هذا الغلام فأجابه مخدومه قنبر إن هذا الغلام نصراني المذهب فنادى عليه الإمام علي عليه السلام وطلب من مخدومه قنبر أن يرافقه إلى بيت المال ويعطيه المال كما يعطيه للمسلمين.
إن الإمام علي عليه السلام يمثل الحق والعدالة الاجتماعية حسب قاعدة (خذوها من أغنيائهم وردوها على فقرائهم) كما أن الإمام علي عليه السلام يجسد بحق وحقيقة أن الأرض منذ وجودها وجدت مشاعة إلى الشعب الساكن فيها والدولة وجدت كمؤسسة خدمية للشعب عندما أصبحت هي الحاكم والقائد سياسياً واقتصادياً في استغلال الأرض واستثمارها لخدمة الشعب .. كما أن فعل وعمل الإمام علي عليه السلام يختصر علينا المسافات التي تفرض على الحاكم الجنوح في مواقفهم السياسية إلى موقع العدالة الاجتماعية بين أبناء الشعب وتبنيهم بالضروريات الموضوعية للارتقاء بحال البلد ورفع المظالم عن أبناء الشعب المظلومين والدفاع عن حقوقهم والحكم بينهم بالعدل والمساواة حسب قوله الكريم عندما كلف القائد مالك الأشتر على ولاية مصر فقال له : يا مالك لا تكونن عليهم سبعاً ضارياً تغتنم أكلهم؛ فإنهم صنفان : إما أخ لك في الدين، وإما نظير لك في الخلق.
المفروض بالحكام الاقتداء بالحاكم العادل الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام في إنصاف وتطبيق العدالة الاجتماعية بين شعوبهم وإنقاذهم من التفرقة والفقر والجوع والحرمان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى