حملة إسلامية لـ “مصالحة الجزائر والمغرب”: أية مخططات؟
زكرياء حبيبي
شهدنا خلال الساعات الماضية حملة على مواقع التواصل الاجتماعي، قادتها جهات لها علاقات وطيدة بجماعة الإخوان المسلمين الدولية، حملت شعار حالة طوارئ لـ “مصالحة جزائرية مغربية” لتجنب ما أسموه بـ “الفتنة”.
ومن بين المطالبين بهذه “المصالحة”، نجد الأمين العام لاتحاد علماء المسلمين علي محي الدين القره داغي الذي دعا في تغريدة نشرها على حسابه الرسمي إلى إنهاء الخلاف بين الجزائر والمغرب.
وانضم إليه في دعوته نائب الأمين العام لاتحاد العلماء المسلمين في المغرب العربي، أحمد الحسني شنقيطي، الذي أشار إلى أن الجزائر والمغرب أمة واحدة يجمعها الإسلام والتاريخ والمصير المشترك.
واليوم من المشروع التساؤل عن نوايا ومخططات هذه الحملة التي تأتي بعد أيام قليلة من كشف الجزائر عن خطة لزعزعة استقرارها من قبل المخابرات المغربية والفرنسية والإسرائيلية.
كان على الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أن يدعم الجزائر التي تدافع عن الأمة الإسلامية ضد الاخترلق الصهيوني، والتي أصبحت هدفًا للمخطط الصهيوني بسبب موقفها الثابت الرافض لأي تطبيع مع هذا الكيان، وعزمها الدفاع عن القضية العادلة للشعب الفلسطيني وكذلك المقدسات الإسلامية التي تتعرض للانتهاكات اليومية من قبل المحتل الصهيوني ، على عكس “أمير المؤمنين” ورئيس لجنة القدس الذي كان في غيبوبة منذ عدة سنوات ولا يزال.
وكان على الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين هذا، أن يشجب كلام الوزير السابق في الكيان الصهيوني يائير لابيد، الذي هدد الجزائر من التراب المغربي.
فكيف بإمكاننا أن نؤمن بمصداقية هذه المنظمة التي لم يتوقف رئيسها السابق المغربي أحمد الريسوني عن مهاجمة الجزائر وسيادتها.
أحمد الريسوني، كان مصابا بالجزائر فوبيا بامتياز مثله مثل مشغليه في المخزن، ولم يبخل في وسائل هذا التنظيم للدفاع عن نظام المخزن، كما دافع عن استراتيجيته التوسعية وعدوانه على جيرانه.
خلاصة القول، الكرة اليوم في مرمى نظام المخزن، الذي سيتعين عليه الخضوع للشرعية الدولية بقبوله إجراء استفتاء تقرير المصير للشعب الصحراوي ، وطرد الكيان الصهيوني من حدوده مع الجزائر، عل وعسى، لإعادة تأسيس جسر ثقة على الأقل يسمح بالتعامل مع النزاعات المعلقة بكل هدوء.
إن الاتحاد الدولي لعلماء المسلمين بعيد كل البعد عن كونه منظمة تتسم مقاربتها المناهضة للفتنة بالمصداقية. فدوره في تفكيك الدول الوطنية، في سوريا وليبيا، من خلال دعم ما يسمى بـ “الربيع العربي” الذي تم اختلاقه في المخابر الصهيونية والغربية، يحرمه من كل مصداقية للمرافعة عن “المصالحة”.