ثقافة

هذه رسالتي

هذه رسالتي لك أكتبها ….
وهذه أشعاري لك أهديها….
بمدامعي لقحت حروفها….
وفم الزمان عليك يلقيها……
يكفيني فخرا……
أني من دمي صغت مدادها…..
وأن صحائف التاريخ للأجيال ترويها……
حارت الأنغام في أبياتها…..
وإحتارت الشفاه بأي لحن تغنيها……
ألا ترين بان الأرض بعد رحيلك من مدامعي…..
قد أجرت مجاريها…….
والأحداق من شدة الوجد عليك….
بالديمة العطفاء ثجت مآقيها……
خلت الساحة من ظلك ومن أريجك ……
قد أقفرت روابيها……
كأن خطاك لم ترسم على ثراها أثر أبدا……
وكأن ظللك لم يسرح أبدا فيها…….
خلت الأماكن كلها من ظلك…..
وتوحشت كل مرابعها وكأنك ماكنت فيها……
لولا أريج انوثتك العابق من حواشيها…..
رياضها ماعادت بعدك رافلة….
وأزهارها ماعادت الضحكة……
تكسوا أفانيها……..
ركبت عيناك بحار التيه بنا…..
وأضاعت بعدك كل السفن مراسيها…..
واضطرب البحر بنا…….
فأي المدن بعدك تحوينا مرافيها……
وبعدك يطوي السحر مفاتنه….
وبعدك تغترب القصائد عن قوافيها…..
وبعدك يفقد الشعر نكهته …
وتودع الكلمات معانيها……
هذه رسالتي إليك مع الريح أرسلها…….
فاحتارت الريح كيف عليك تلقيها……
باتت الأمطار تغسلني ….
وأنا أرقب منك نظرة بها عينيك علي تلقيها…..
حتى فزت بها في آخر لحظة…….
كالشمس رمتني بشرارة أبت سهام الفراق أن تبقيها
بثلم الطيب دخان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى