أحوال عربية

حصاد 2024

حسين علي الحمداني

يمكننا القول إن عام 2024 هو عام الإنجازات في العراق من خلال مجموعة كبيرة من البنى التحتية التي شهدتها العاصمة العراقية والكثير من المحافظات وهذا ما يلاحظه المواطن العراقي بشكل واضح.
ولعل أكبر إنجاز تحقق هو عودة الثقة بين المواطن والحكومة،هذه الثقة التي ظلت مفقودة في السنوات الماضية والتي جعلت الحكومة بعيدة عن المواطن وما يشعر به أو يريده، لكننا وجدنا إن هذه الفجوة الكبيرة تم ردمها بشكل كبير جدا مما خلق حالة جديدة بين المواطن العراقي وحكومته التي وجدها تسعى جاهدة لتنفيذ برنامجها الحكومي سواء ما يتعلق بالبناء والإعمار خاصة بناء المدارس في عموم العراق والتي شهد عام 2024 افتتاح مئات المدارس الجديدة في عموم البلاد وهو ما يؤكد سعي الحكومة لتحسين الوضع التربوي في العراق .
الجانب الآخر من إنجازات هذا العام يتمثل بنجاح التعداد العام للسكان والذي من شأنه أن يكون مرجعا للكثير من الوزارات العراقية لسنوات القادمة لما يحتويه من معلومات عن السكان والمنشآت والشوارع والأحياء السكنية وغيرها من الأمور التي تتعلق بخطط التنمية المستقبلية والتي تسعى من خلالها الحكومة لتحديد ما يحتاجه المواطن والبلد معا وهو ما يؤشر على ولادة خطط تنموية تلبي حاجة البلد بشكل دقيق بعيدا عن الأرقام التقريبية التي ظلت الحكومات تستخدمها في السنوات الماضية لا سيما وإن تعداد عام 2024 هو الأول منذ آخر تعداد عام 1997 وبالتالي هنالك متغيرات كبيرة حصلت في العراق تحتاج إلى دراسات مستفيضة تبع منها خطط تنموية كبيرة.
ولا يخفي علينا دور العراق الدبلوماسي النشط في عام 2024 وتحركات العراق الدبلوماسية سواء في محيطه الأقليمي أو العالمي وبرز هذا الدور بشكل صريح في العدوان الصهيوني على غزة وتحركات العراق الدبلوماسية الكبيرة مع أشقاءه العرب بغية بلورة رؤية عربية وإسلامية مشتركة لإيقاف العدوان الصهيوني وفضح جرائمه بحق الشعب الفلسطيني مع تواصل الدعم الإنساني العراقي لأشقاءه سواء في غزة أو لبنان فيما بعد خاصة وإن العراق فتح أبوابه أمام النازحين من لبنان مما شكل حالة إنسانية كبيرة .
وما زال العراق يبذل مزيدا من الحراك الدبلوماسي لمناقشة الوضع السوري خاصة وإن موقف العراق من أحداث سوريا كان موقفا ثابتا يتمثل بعدم التدخل في الشأن الداخلي للدول وهو موقف عراقي ثابت نابع من إيمان العراق بحرية الشعوب في إختيار من يمثلها في الحكم من جهة،ومن جهة ثانية إن العراق يدرك جيدا سلبيات التدخلات الخارجية في البلدان التي تمر بمرحلة انتقالية من نظام شمولي إلى نظام ديمقراطي تعدد .
من هنا ندرك جيدا إن أيام وأشهر عام 2024 كانت عراقية شهد فيها البلد حالة كبيرة من الإستقرار مهدت الطريق لحملة بناء وإعمار كبيرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى