الصحافة الجديدةمجتمع

حروب التيك توك

 
كاظم فنجان الحمامي
مع اندلاع القتال في الجبهات الاوكرانية صار مصطلح (حرب التيك توك) من المصطلحات الواسعة التداول. . حربٌ أسلحتها الهواتف الذكية وشبكات الانترنت، وحسابات بأسماء وهمية تتجاوز المليار، حيث تتدفق كل يوم مئات الفيديوهات حول العمليات الحربية بتفاصيلها الحقيقية أو بأفلامها المفبركة التي يكون ضحاياها في الغالب من الذين تخدعهم المشاهد المزيفة، وتغريهم اللقطات المثيرة، وصارت لكل حامل هاتف أو جهاز كومبيوتر القدرة على نشر لقطاته المصورة بالطريقة التي تستقطب أعداداً كبيرة من المشاهدين أو الداعمين له، فالتيك توك الذي ظنّ الناس أنّه قناة ترفيهية او تعليمية لبثّ المشاهد البريئة خاض حروبه الأولى في التحريض على الانحلال والتهتك، وسمح لمستخدميه بإنشاء وإنتاج أفلام، ومشاركتها على نطاق واسع. لكن هذا التطبيق فسح المجالات لاندلاع المزيد من الحروب، وكان من أفضل أسلحة الفلسطينيين في غاراتهم الرقمية المستمرة، وكانوا يسمونها انتفاضة جيل التيك توك ضد إسرائيل، لكنه أثار الآن جدلا واسعاً حول صدقية المقاطع الفيلمية المنقولة من المواجهات القتالية بين روسيا وأوكرانيا بسبب حملات التلفيق والتضليل، وحذر المحللون من خلط العديد من مقاطع الفيديو الحقيقية بمقاطع من صراعات أخرى أو تدريبات عسكرية في مناطق بعيدا عن أوكرانيا، والتي تنتشر أيضاً على الفور جنباً إلى جنب مع اللقطات الميدانية الفعلية أو الحقيقية. .
ومما زاد الوضع تعقيدا أن منصة (التيك توك) منحت صنّاع المحتوى مزيداً من المرونة أثناء التصوير لنشر مقاطع تزيد مدتها على 3 دقائق، ما أدى الى تفاقم المشاكل التي اثارت مخاوف معظم البلدان، فجاءت تحذيراتها في إطار الوقاية من المخاطر الناجمة عن الاستعمالات السيئة لهذا التطبيق الذي بات يشكل خطراً محدقاً على الشباب والبالغين من الجنسين، لأنه يسمح بتقاسم الفيديوهات على شكل مقاطع قصيرة المدة، يعاد بثها بالتكرار المتوالي وبلا توقف. .
وتزعم منصة (التيك توك) انها استجابت لهذه المخاوف واتخذت خطوات حاسمة للحماية، مثل وضع العرض المقيد، وفلاتر المحتوى، والتقارير داخل التطبيق، وزعمت أيضا ان فريق الإشراف التابع لها يقوم بإزالة المحتوى غير اللائق، وينهي الحسابات التي تنتهك بنود الخدمة، وتروّج لبيئة نظيفة داخل التطبيق. .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى