حرب على المستضعفين
رشيد مصباح(فوزي)
مداوروش في: 01 ديسمبر 2022
هل هناك حكومة خفيّة تحكم هذا العالم من خلف السّتائر؟
هل اليهود، الغاصبون لأرض فلسطين، هم أصحاب اليد الطّويلة والقرار؛ يعيّنون ويغيّرون ويقرّرون، ويغتالون الأحرار و النّخب في هذا العام، ويساهمون في الانقلابات، يحكموه ويتحكّمون فيه:”كلعبة شطرنج”؟
كثيرة هي الأسئلة التي تُطرح في هذا المجال، بتحفّظ وحذر، حول ما يسمّى بنظريّة “المؤامرة على الشّعوب”. من دون أن تجد لها أجوبة كافية ووافية، تشفي الألباب وتثلج الصّدور. وأدلّة تقطع الشكّ باليقين، وتثبت للحيارى السّائلين وجود هذه المنظّمة الخفيّة، التي يُعزى إليها كل ما يحدث ويجري في العالم؛ من حروب دمويّة، وجرائم بشعة، ومؤامرات هدفها القضاء على الأخلاق والأديان؛ حتّى وإن كنّا لانؤمن إلاّ بدين واحد: ((إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ)). وملّة واحدة: ((مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ)).
لكن وفي المقابل، ألا تعتبر كل هذه الحروب التي تيتّم الأطفال، وتشرّد الألوف، ترمّل النّساء… هي بالفعل حروب مفتعلة،الشعوب منها بريئة؟ من المستفيد من هذه الحروب المفتعلة، إن لم يكن المتسبّب فيها هي أنظمة و منظّمات تحاول بسط نفوذها على بلدان بعينها والتحكّم في مصائر شعوبها؛ أليس من حقّ هذه الشعوب المقهورة المغلوبة على أمرها العيش باطمئنان، في حريّة وأمن وسلام؟ وأن تمتلك قرارها، وتمسك بزمام أمورها؟
وفي التحرّي عن الجرائم، هناك قاعدة تقول: “ابحث عن المستفيد تعرف من هو الفاعل”.
من المستفيد من هذه الحروب الكارثيّة والفقر والبؤس الذي تتعرّض إليه البشريّة في هذا العصر، وفي كل الأزمنة والعصور ؟
هل نسأل عنه (وليام كار) صاحب الكتاب الشّهير: (الشيطان أمير هذا العالم)؟
أم نسأل الملوك أصحاب المعالي والسمو، الذين يريدون أن يخلدوا في الأرض؟
أم هل نسأل أصحاب فكرة “المليار الذّهبي” والأيديولوجيات النّخبويّة المجرم، التي ترى أن المشكلة تكمن في تكاثر البشر، ونسوا أو تناسوا أن يندّدوا بالظلم التمثّل في هيمنة الأثرياء المتخمين، التي هو من وراء في كل المصائب والمآسي التي يتعرّض لها الشّعوب في العالم؟
أم نسأل أصحاب الفخامات، أصحاب البروج العاجيّة والقصور الفخمة؟
أم نسأل أصحاب البرلمانات “الوهميّة” عن مدى جدوى الاجتماعات المتكرّرة المستنسخة لبعضها وما يجري فيها من مناقشات وترّهات لا تسمن ولا تغني من جوع؟
أم نسأل أصحاب الضّمائر الغايبة والمغيّبة، أصحاب الموائد المنتفعين؟
أم القابعين في السّجون ؟
ويبقى السؤال مطروحا، والجواب عنه معلّقا، إلى حين؛
“نزول عيسى” أو”قدوم الدجّال”.