أحوال عربيةأخبار العالم

حراك اسرائيلي وتخوف أمريكي.. هل سورية مقبلة على تحولات كبرى؟

الدكتور خيام الزعبي- جامعة الفرات

كما توقعنا مند أعوام، الأوضاع في سورية في تطور مستمر وتسارع في الأحداث، فهناك إنجازات إستراتيجية وعسكرية ملفتة، حيث نجح الجيش السوري فى بسط سيطرته شبه الكاملة على مختلف المناطق والمدن السورية وتحريرها من قبضة مجاميع “داعش” الإجرامية وأخواتها، لذلك تجري الدول العربية مراجعة شاملة إستناداً إلى ما تشهده المنطقة من تغيرات، إنطلاقاً من حاجتها إلى محور سورية المقاومة، وإعادة دمشق إلى حضنها العربي، والسؤال الذي يفرض ذاته ونحن نتلمّس روائح النصر التي تلوح بالأفق، سورية الى أين؟

ثمة مؤشرات واضحة بدت، خلال الفترة الأخيرة، إن زيارة الرئيس الأسد إلى الامارات ولقائه بالرئيس الاماراتي يدل على أن سورية في منعطف جديد لجهة استعادة الدولة لكفاءتها ودورها على مستوى المنطقة، وعلى خط مواز، كانت زيارة وزير الخارجية السوري الى القاهرة منعطفاً واضحاً لتطوير العلاقات السورية المصرية العربية في المستقبل ، كما تمثل هذه الزيارة التحدي الأكبر للأنظمة المعادية لسورية، وفي الاتجاه الاخر ستكون هذه الزيارة مقدمة لزيارات عدد من المسؤولين العرب لسورية، ومن بينهم وزير الخارجية السعودية فيصل بن فرحان الذي قد يصل دمشق بأية لحظة، لتسليم الرئيس الأسد بطاقة دعوة لحضور القمة العربية والعودة إلى صفوف الجامعة التي تعتبر دمشق هي إحدى مؤسسيها، وبذلك تكون قوائم العمل العربي المشترك قد إكتملت بين دمشق وبغداد والقاهرة الرياض.

كشفت التحرشات الإسرائيلية الأمريكية بالمواقع العسكرية في دمشق وحمص ودير الزور قبل أيام حجم التآمر على سورية، هذه الغارات أكدت الدور الأمريكي-الإسرائيلي القذر في مؤامرة تقسيم سورية، ورعايتها للتكفيريين، والدليل أن المعطيات الميدانية والتصريحات الأمريكية -الغربية كشفت بلا شك أن واشنطن هي التي صنعت داعش وأخواتها فتحركها متى تشاء، والى أية جهة تريد، كما تقدم لها الأسلحة بكافة أشكالها، فضلاً عن فتح مسارات آمنة لهروب التكفيريين خاصة بعد تقدم الجيش السوري، لإطباق الحصار عليهم في البادية السورية وعلى نحو آخر أن أمريكا لا تريد لهذه التنظيمات التكفيرية من (داعش) وأخواتها أن تنهزم، حتى تنجح في تدمير سورية وتخريب المنطقة وهو ما تتمناه أمريكا وإسرائيل بالفعل لذلك يعملون على مواصلة العمليات التخريبية في سورية.

ومع بدء المؤتمر الرباعي الذي يضم كلا من سورية وتركيا وروسيا وايران، لا نتفاجأ مما تخطط له أمريكا لتلعبه في سورية والمنطقة، فيبدو أنها لا تريد للأزمة السورية أن تنتهي ولا يسرها وصول سورية إلى حالة من الأمن والاستقرار، فعملت على إشعال فتيل الصراعات وإثارة المشكلات بين الأطراف لصرف نظرها عن هدفها الرئيسي المتمثل في السيطرة على مقدرات البلاد وترسيخ وجودها على حساب الدولة السورية ومصالح الشعب السوري .

بالمقابل ترتكب إسرائيل وأمريكا مقامرة خطيرة في سورية، حيث أن تدخلهما لا يحظى بأي شعبية في العالم العربي، بذلك تفقد إسرائيل وأمريكا تدريجياً أهم عوامل القوة التي تتحصنان بها، ليضاف كابوس جديد يقض مضجع تل أبيب والبيت الأبيض و زعمائهما السياسيين، وهو إستمرار الجيش السوري بتحقيق الإنتصارات على جميع المستويات والجبهات.

سورية التي انفتحت أمامها أخيراً الأبواب العربية والإقليمية تجد نفسها تتعافى بعد أن تحولت إلى عاصمة العالم تطرق أبوابها قوى الشرق والغرب وفي إطار ذلك كانت سورية ولا زالت مفتاح السلم والحرب في العالم، هي من ترسم المعادلات، وهي من تقرر التحالفات، وهي من تقود المعارك على الأرض لترسم خارطة المنطقة.

مجملاً… إن المؤامرة التي تتعرض لها سورية لم يعد خبراً يحتاج إلى نشر، والكلام عن مؤامرة دولية تستهدف المنطقة أصبح واضحاً، نعيشه ونعايشه على مدار الساعة، وأن من حقنا أن ندافع عن وطننا الغالي على قلوبنا “سورية” في معركة البقاء بالشكل والأسلوب الذي يناسبنا، لذلك لا أستبعد إنتفاضة قادمة ضد الوجود والتدخل الأمريكي بشؤون المنطقة نتيجة الإحتقان الشعبي، والغباء والتخبط الامريكي في التعامل مع شعوب المنطقة بتحريض دول إقليمية وتخطيط صهيوني.

وهنا لا بد من التذكير بأن سورية باتت اليوم مفتاح المنطقة وقلبها والطريق الوحيد لوضع الإقليم على المسار الآمن، بعد أن أدركت الدول أن سورية ليست معزولة وأنها دولة مركزية في المنطقة، وما يجرى فيها له إرتداداته على الإقليم بأكمله، فاليوم الجميع بات مقتنعاً بحاجتهم لتسوية الأزمة في سورية، فالذين كانوا يراهنون على الحل العسكري باتوا الآن يبحثون عن مخرج سياسي للأزمة فيها. وأختم مقالي بالقول: إن سورية على موعد مع النصر ولا يفصلها سوى خطوات قليلة من زمن اللحظة التاريخية التي تفوح بدماء الشهداء الذين سقطوا على كل الأرض السورية حول قضية واحدة هي تحرير وطننا الكبير “سورية ” من الإرهاب وكف يد العابثين بأمنه واستقراره.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى