حذار..من الحبوب المّنومه!
د.قاسم حسين صالح
وجدنا من خبرتنا العملية تزايد عدد الذين يتناولون الحبوب المّنومة لاسيما بين النساء. والمشكلة ليست في هذه الحبوب بحد ذاتها بل في نوع ومقدار ومدة تناولها وطبيعة الحالة التي تستدعيها. فأحدى اهم مخاطر هذه الحبوب انها تنتج نوما اصطناعيا وتسبب الادمان..بمعنى ان الشخص ما ان يعتد عليها حتى يصعب او يستحيل عليه النوم بدونها.
والواقع ان الحبوب المنومة هي من الانواع الاكثر شيوعا للادوية المستعملة في العالم .ومع انها تستعمل لمشكلات النوم والقلق تحديدا، الا انها تستعمل ايضا لكل انواع المشكلات الصحية النفسية. غير انها تماما مثل الكحول، قد تجر الشخص الى الادمان لدرجة انه لو توقف عن تناولها فأنه يصاب بالصداع والقلق ولن يغفو له جفن الا بتناولها..وبجرعات اكبر!.
ولنقص في ثقافتنا الصحية، فاننا نتناول هذه الحبوب حين نشعر بالتعب المصحوب بقلة النوم، مع ان اسباب هذا التعب قد يكون فقر الدم او مرض السكري او التهاب المفاصل. ولأن هذه الحبوب لا تعالج هذه المشكلات الصحية الجسدية، فأن استمرارنا على تناولها يؤدي بنا الى الادمان عليها.
هذا لا يعني اننا يجب ان لا نقترب من هذه الحبوب، ولكن تناولها يكون بشرطين، الاول: بوصفة من طبيب مختص، والثاني: ان لا نتناولها ابدا لأكثر من اربعة اسابيع.
والآن،اذا كان احد افراد اسرتك يتعاطى هذا النوع من الحبوب عليك ان تشرح له ان استعمالها لمدة طويلة يجر الى الادمان عليها تماما مثل الكحول، وان عددا كبيرا من المشكلات التي يشكو منها ستكون ناجمة عن هذا الادمان، وان هذه المشكلات ليست دليلا على انه يحتاج الى الحبوب المنومة، كما يظن هو. فأن لم يستطع التوقف، عندها يجب مراجعة اختصاصي يعمل له برنامجا تدريجيا بتخفيض الكمية التي يتناولها بما يحددها البرنامج الذي يناسب حالته.
بقي ان تعرف ان الحبوب المنومّة الاكثر شيوعا هي: ( ديازيبام، نيرازيبام، كلورديازيبوكسيد، والبرازولام).. فأنتبه لها بأن لاتتناولها اذا اضطررت لأكثر من اسبوعين، وبالجرعة التي يحددها لك الطبيب المختص..مع تمنياتنا لك بنوم طبيعي مريح.