أخبار هبنقة

مقامرة و قمار

مراهنة ناجحة

رهان ناجح

المراهن الناجح

المراهنون و المتعودون على المراهنة ، يحسبون كل شيء قبل المغامرة المراهنة باساسها مغامرة ، لكن المراهنة الأغرب هي أن يراهن الانسان بحياته

قصة للكاتب الروسي أنطون تشيخوف
أحداثها انطلقت ذات ليلة خريف مظلمة سنة 1870
بطلاها مصرفي ثري و محامي شاب دار بينهما حوار و نقاش انتهى برهان…. و كان محور النقاش عقوبة الإعدام فالأول كان من مٶيدي فکرة عقوبة الاعدام أما المحامي كان موقفه معارضا لهذه العقوبة ولإثبات نظريته قبل الرهان… المتمثل في البقاء في زنزانة مدة خمسة عشرة سنة على أن يسلمه المصرفي مبلغا هاما من المال إن هو قضى الفترة المتفق عليها كما التزم بتوفير الكتب التي طلبها المحامي و التي سترافقه في زنزانته صحبة كمنجته
وانطلقت الرحلة بتسجيل ملاحظة كتبها…….
لا لشرب النبيذ فهو الخصم الرئيسي للسجين و الذي من شأنه اثارة الغرائز
و لا للتدخين الذي يفسد جو الغرفة
و كان قد تم تزويده في السنة الأولى بالكتب ذات الطابع البسيط التي تتناول قصص الغرام و الجرائم و القصص الهزلية
أما في العام الثاني فقد طلب كتب الأدب الكلاسيكي….
و في عامه السادس بدأ و بكل حماس دراسة علوم اللغات والفلسفة و التاريخ و قد وصل عدد الكتب التي اطلع عليها خلال أربع سنوات ستمائة كتاب……
ثم كان السجين خلال السنتين الأخيرتين توجه إلى دراسة العلوم الطبيعية و الطبية و الكيمياء….
ثم تفرغ للأطروحات التي تتناول العلوم الفلسفية و علوم اللاهوت ثم الكتب السماوية……
في حين بدأ العد التنازلي لانقضاء المدة المتفق عليها و التي بدأت تزعج المصرفي الذي أفلس و من أين له بتسديد المبلغ المراهن عليه الشيئ الذي دفعه في التفكير للتخلص من السجين
و قد صمم على تنفيذ جريمته في الليلة الأخيرة من نفاذ الوقت المعلوم
وحين دخوله إلى تلك الزنزانة و اقترابه من المحامي الذي كان يغط في نومه…. جلب انتباهه ورقة كتب عليها الآتي
غدا سوف يكون لي حق الاختلاط بالبشر… لكنني أعتقد بأن من الضروري أن أقول لك بضع كلمات….. قبل أن أغادر هذه الغرفة و ارى الشمس…
أريد أن أعلمك بضمير واع و أمام الله الذي يراني….
أنني الان أحتقر الحرية… و الحياة.. و الصحة… و كل ما يطلق عليه في كتبك مباهج الحياة…..
في هذا العالم كنت بواسطة كتبك طوال هذه المدة و بكل مثابرة دراسة الحياة…. على الأرض و من خلالها عشت وشاهدت ما لم تراه أنت خارج السجن…. منحتني كتبك الحكمة… و بذلك تكثفت في جزء صغير من جمجمتي جميع الأفكار الانسانية….. التي لا تفنى جميع الأفكار التي اختلقت عبر القرون…. لذلك أحتقر كل ما في هذا العالم… من مباهج فمهما كنت متكبرا… و حكيما… و جميلا…
سيمسحك الموت…………..
لذلك سأغادر المکان قبل الموعد…..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى