حان الوقت لبناء جبهة أممية موحدة في مواجهة الطغيان الأميركي
وصف تيسير خالد ، الدور الذي تقوم به الادارة الأميركية في توجيه ودعم الحرب الوحشية ، التي تشنها دولة الاحتلال الاسرائيلي على قطاع غزة بغير البناء وغير الاخلاقي ، بدءا بالتعطيل المتواصل لدور مجلس الأمن الدولي في وقف هذه الحرب ، مرورا بإمداد العدوان بأسلحة القتل والدمار وانتهاء بتوفير الغطاء لعملية عسكرية في رفح ، تراها هذه الادارة وسيلة ضغط على المقاومة الفلسطينية لعقد صفقة تبادل للأسرى وفق الشروط التعجيزية ، التي يتمسك بها بنيامين نتنياهو لإطلاق سراح ما يسمى بالرهائن بالوسائل العسكرية .
وأضاف بأن الإدارة الأميركية تمارس أكبر عمليات الخداع والنفاق في مواقفها من حقوق الشعب الفلسطيني وبأن على الجميع ألا ينخدع بالبيانات الكاذبة والمضللة ، التي تصدر عنها ، سواء في الموقف من الاستيطان وعنف وارهاب المستوطنين والموقف من إدخال المساعدات الانسانية لقطاع غزة او الموقف من فتح مسار سياسي بعد الحرب يفضي الى ما يسمى بحل الدولتين وقيام دولة فلسطينية كثمن للتطبيع مع الدول العربية ، لأن أقوال هذه الادارة في واد وأفعالها في وادي آخر ، لا علاقة لها بادعاءاتها ومواقفها الحقيقية .
وتابع عندما تهدد هذه الادارة باستخدام الفيتو مرة تلو أخرى في مجلس الأمن الدولي ضد قرار يدعو الى وقف اطلاق النار وتستعيض عن ذلك بهدن مؤقتة ، تبقي الأبواب مفتوحة على مواصة الحرب ، وتمد جيش الاحتلال بجسر جوي وآخر بحري بأكثر من 230 طائرة شحن و20 سفينة محملة بالأسلحة إلى إسرائيل في الأشهر الثلاثة الاولى للحرب ، وتعلن في الوقت نفسه استعدادها هذه الأيام لتزويد جيش الاحتلال بشحنات جديدة من الأسلحة الفتاكة ، تشمل قنابل “إم كيه-82″، وذخائر “كيه إم يو-572” التي تضفي دقة التوجيه على القنابل، بالإضافة إلى صمامات قنابل “إف إم يو-139” ، فإنها تكشف عن مواقفها الفعلية من هذه الحرب الوحشية ، التي ترى فيها قاعدة انطلاق لترتيب الأوضاع في المنطقة بما يخدم فقط المصالح الأميركية – الاسرائيلية المشتركة .
وأكد تيسير خالد ان الوقت قد حان لبناء جبهة أممية دولية موحدة ، تضع على جدول أعمالها تطوير الشكوى ، التي تقدمت بها جمهورية جنوب إفريقيا في محكمة العدل الدولية ، لتشمل الولايات المتحدة الأميركية ، باعتبارها شريكا لدولة الاحتلال الاسرائيلي في حرب الإبادة الجماعية ، بعد ان وصل عدد الشهداء والمفقودين في قطاع غزة نحو 29 الفا وعدد الجرحى نحو 69 الفا معظمهم من الأطفال والنساء ، فضلا عن ما خلفته هذه الحرب من تدمير هائل للبنية التحتية وقطاعات الصحة والتعليم والسكن ومن كارثة إنسانية غير مسبوقة وفقا لتقديرات مؤسسات وهيئات فلسطينية ودولية ، بما فيها تلك التابعة للأمم المتحدة .