رياضة

جماهير الطيب والبذئ !؟

حسن مدبولى

لقطات لبلب الطيب الشهم الذي يكيل الصفعات لعنتر الشرير البذئ المرة تلو المرة ويسخر منه ويفرج عليه أمة لا إله إلا الله ، هى لقطات تلقى استسحانا كبيراً عند ملايين المتابعين من العامة والسذج والبلهاء !
وفى دول العالم الثالث يتم إمتصاص الإحتقان والغضب السياسى والاقتصادى والإجتماعي عبر تأجيج الصراع وتذكيته بين أطراف المجتمع الواحد لإشغاله فى قضايا هامشية ، فهذا يشجع الأهلي وذاك يشجع الزمالك ! وذاك طاهر عفيف معصوم لا يأتيه الباطل من بين يديه ، وهذا شيطان أشر ملعون فى كل كتاب !؟
ليزداد تشرذم الإنسان وتشتيت ولاءاته بين النظام و الدين والنادى، مع فقدان حاسة العقل الحكيم اليقظ المتوازن الذى يرى الحق حقا ، ويدرى أن الباطل باطلا ،فيتمكن من تحرى مكامن الخلل وأسباب التراجع !!
إن الذين يستخدمون كرة القدم فى عالمنا الثالث ويحولونها إلى كائن إسطورى هائل يستهدفون من جراء ذلك إحتواء الغضب العام وتفريغه عبر نشر المعارك المفتعلة بين مهاويس معدومي العقل ممن يشجعون لاعبين عاطلين جهلاء ، ويربطون السعادة والتعاسة بأقدام توافه لاقيمة لهم، كما تستهدف مافيا كرة القدم إبعاد عامة الناس عن ملاحقة الأسباب الفعلية لمعاناتهم وفقرهم ، وكذلك تحويل الأمر برمته إلى صناعة ذهبية ثمينة تجلب لهم المليارات من جيوب المغيبين ؟
وتتعمق الكارثة أكثر عندما تمتد تلك التفاهات إلى النخب التى تدعى إمتلاك الثقافة والمعرفة من الذين لا يجدون تناقضا بين الدعوة للإصلاح ومحاربة الجهل والفساد المفترض ، وبين المشاركة فى جريمة التغييب المجتمعى و تجريف العقول ونهب الثروات وشرذمة الخلق !؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى