جرائم القتل الاسرائيلية .. إلى متى تبقى دون عقاب ؟
الى متى تستمر القوات الإسرائيلية بقتل أبرياء الفلسطينيين دون محاسبة
احمد موكرياني
ان استشهاد شيرين ابو عاقلة من قبل قناص إسرائيلي* ايقظت المجتمع الدولي حول جرائم الجيش الإسرائيلي، ولكن هل ستردع هذه الجريمة الحكومة الإسرائيلية لإنهاء غطرستها والتوقف عن قتل الفلسطينيين واغتصاب أراضيهم وتدمير بيوتهم وتوافق على القبول في ان يعيش الفلسطيني بسلام على ارضه بأمان بقبولها بإنشاء دولة فلسطين مستقلة وحرة بكامل السيادة في الضفة والقطاع.
ان العمليات القتل والتهجير الفلسطينيين مستمرة منذ 1948 من قبل القوات الإسرائيلية دون محاسبة الحكومة الإسرائيلية من قبل المجتمع الدولي ومحاكمتها بالجرائم ضد الإنسانية وتهجير الفلسطينيين والاستيلاء على أراضيهم وتهديم بيوتهم، بينما تكاتفت معظم الدول العالم ضد فلاديمير بوتين والحكومة الروسية الحالية ومقاطعتها اقتصاديا وسياسيا لغزوه وقتل عدد من الاوكرانيين اقل بكثير من عدد قتلى الفلسطينيين من قبل الحكومات الإسرائيلية.
كنت من أوائل اللذين نددوا واستنكروا عدوان الروسي على أوكرانيا، واني من اكثر الناس معرفة بجرائم الجيش الروسي وخاصة منذ العهد القيصري خلال الحرب العالمية الأولى حيث ابادت القوات الروسية القيصرية عائلة جدي وكل سكان قريتهم ونجا والدي من المجزرة وكان عمره 11عاما مع اخاه الأصغر واثنين من أبناء عمه بنفس العمر، رحمة الله عليهم ورضوانه، حيث شاهدوا عملية قتل عائلتهم بأُم اعينهم وجميع اهل القرية وآغا القرية (شيخ القرية)، فساروا على الاقدام اكثر من 200 كم الى وصلوا الى مدينة السليمانية وبعدها الى مدينة الموصل ومنها بقارب مطاطي (دوبة) على نهر دجلة الى بغداد والى الأنبار حيث استقروا وربوا أجيال في العراق، فوصل عدد الأبناء والاحفاد اليوم الى اكثر من 300 فردا معظمهم اساتذة وأطباء وطبيبات ومهندسين ومهندسات ورجال اعمال وخدموا في الجيش العراقي كقادة وجنود ودافعوا عن الوطن واستشهدوا من اجل حماية العراق ومنهم هاجروا الهجرة الثانية الى بلدان العالم الى أوربا واستراليا والى أمريكا.
ان ما يقوم به الجيش الإسرائيلي ضد الفلسطينيين ليس اقل مما فعله ويفعله الجيش الروسي في أوكرانيا ومن عمليات الانفال في كردستان وجرائم الجيش التركي المغولي بالكرد والأرمن في الاناضول واضطهاد الفرس للكرد في كردستان الشرقية والعرب في المحمرة والبلوش في بلوشستان.
انها جريمة واحدة، جرائم حرب ضد الإنسانية، ولكن الحكومة الإسرائيلية الطفلة المدللة لدى الغرب وخاصة لدى الولايات المتحدة الأمريكية، فجرائمها تعتبر الدفاع عن النفس اما جرائم الآخرين ولو اقل بكثير من جرائم الحكومات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين فإنها جرائم ضد الإنسانية ولابد من محاسبة مرتكبيها.
لا يمكن ان نعاتب الغرب على دعمهم المطلق للجرائم التي تنفذها الحكومات الإسرائيلية دون ان نشخص ضعف العرب والمسلمين اللذين يتاجرون بالقومية الشوفينية الاستعلائية ويتاجرون بالدين الإسلامي، فهم مستعمرون لبلدان شمال افريقيا، وتركيا المغولية التي تحاول احياء السلطنة العثمانية المتخلفة في عهد الطاغية اردوغان، مستعمرة لأرض الأناضول ويحرمون الكرد من حقوقهم وقتلوا من الكرد والأرمن اكثر مما قتلت الحكومات الإسرائيلية من الفلسطينيين، اما النظام الإيراني فهو من اكثر الأنظمة الدموية في العالم، ففاقت عمليات اعدام لمعارضيه من جميع القوميات وحتى من الفرس عشرات الآلاف، وهو مصدر للإرهاب الى الدول المنطقة. وان السلطات الفلسطينية في الضفة والقطاع في صراع مستمر على الحكم فيما بينهم البين، وهم الد أعداء لبعضهم البعض وأكثر عداءاً من عداء الحكومات الإسرائيلية للفلسطينيين.
كلمة أخير’:
• ليكسب العرب والمسلمين احترام ودعم المجتمع الدولي، فعليهم ان يصحوا من غفوتهم وتسلطهم بالقوة على الحكم والتوقف عن الإسراف بأموال النفط على عائلاتهم وكأنهم شعوب الله المختارة منحهم الله موارد الأرض دون شعوبهم، متجاهلين معاناة الملايين من اليمنيين والسوريين والعراقيين ولبنانيين ومعاناة المسلمين في الصين وماينمار وفي الهند بسبب الصراع المذهبي والديني والقومي.
• على الفلسطينيين التوقف من الشكوى والتذمر، فعليهم التآلف والاتحاد وتوحيد هدفهم لمصلحة الشعب الفلسطيني بدل المتاجرة بالقضية الفلسطينية وبالدين وكأنهم أولياء الله على ارض فلسطين، فالقيادات الفلسطينية مسئولة مسئولية مباشرة عن كل من يُقتل في غزة والضفة الغربية نتيجة للفرقة واقتسام السلطة، فماذا فعلت القيادات الحالية للفلسطينيين غير الاستنكار والتباكي واطلاق صواريخ وكأنها العاب نارية تعطي حجة للحكومات الإسرائيلية لقتل عدد اكبر من الفلسطينيين، على الشعب الفلسطيني في الضفة والقطاع التخلص من قياداتهم الهرمة، فهم ليسوا مؤهلين لقيادة الشعب الفلسطيني، بل يستمتعون بمناصبهم وكأنهم ملوك وخلفاء، الا يوجد بين الشعب الفلسطيني قيادات افضل من اللذين انتهت صلاحياتهم السياسية والذهنية والجسدية واستمتعوا بالعيش المخملي وبالقاب السيادة والفخامة وتعلقوا بالمناصب كتعلق بوتين والسفاح بشار الاسد بكراسي الحكم.
*ان كانت الحكومة الإسرائيلية تنكر مقتل شيرين أبو عاقلة، فهل بإمكانها ان تنكر قتل آلاف من الفلسطينيين من ضمنهم أطفال ونساء اللذين قتلوا بأسلحة الجيش الإسرائيلي.