أمن وإستراتيجيةفي الواجهة

جاسوس لكل مواطن في العالم !

فرهود حسين
كشف  خبير أمن المعلومات والمحقق الجنائي في جرائم الكمبيوتر “عبد الله العلي” وذلك عبر برنامج ” في لقاء متلفز .
وكان العلي قد كتب في وقتٍ سابق بأن هناك “هاكرز وجواسيس في جيوب كل شخص”، ولدى سؤاله عن ذلك أجاب بأن مفهوم الهاكر قد تتطور في آخر 10 سنوات، ولم يعد مجرد اختراق للبريد الالكتروني والوصول للبنات، بل أصبح في الوقت الحالي ثلاثة أنواع للهاكر.
الهاكر القدماء:
وهم الذين يقومون بالاختراقات من أجل الحوصل على المال، ومنهم من أصبح من أصحاب الملايين، فهم يعملون على سرقة البطاقات الائتمانية وما يشابه هذه الأمور، وهم متواجدون حتى الآن ولهم سوقٌ رائج، وتتم ملاحقتهم، حيث قامت الأف بي آي “FPI” على سبيل المثال بتصميم موقع الكتروني لجذب الهاكرز إليه وهو في الحقيقة فخ، واستطاعت من خلاله إلقاء القبض على 13 شخص.
الهاكتيفيست “Hacktivist”:
وهم هاكرز يستخدمون قدراتهم لفرض آرائهم ومعتقداتهم، ويحاربون من أجل أفكار مثل حرية الإنترنت والرقابة عليه، وهذا النوع من الهاكرز يضم منظمتين أساسيتين هما “أنونيموس” (anonymous) و”تيليكومكس” (Telecomix).
وتعمل منظمة أنونيموس السرية على دعم موقع “ويكيليكس” المتخصص بنشر المعلومات السرّية وفضح ما تقوم به المؤسسات الحكومية من مراقبة للإنترنت وخلاف ذلك، كما قامت بتعطيل العديد من خدمات الدفع الاكترونية ردًا على إيقاف دعمها لويكيليكس وسببت لهذه الشركات خسائر كبيرة أمثال “ماستر كارد” و”باي بال”.
كما قامت منظمة تيليكومكس بالتعاون مع أنونيموس بدعم كبير لغزّة في حربها الأخيرة مع دولة الكيان، حيث قاموا باختراقات عديدة ومنها النطاق الصهيوني، كما نشروا معلومات تفيد الفلسطينيين في حماية أنفسهم من الاختراقات وكيفية التصرف في حال تم قطع الاتصالات عنهم.
هاكرز الحكومات:
وهذا النوع مؤلف من شقّين، الأول هو التجسس على الشعوب، حيث يتم مراقبة كل ما يقوم به المواطنين وخصوصًا المعارضين والناشطين، ومثالًا على ذلك حكومة مصر السابقة والتي أظهرت وثائق قيامها بمثل هذه الأفعال.
أما الشّق الثاني هو التجسس على الدول الأخرى، كما حصل عن اختراق أرامكو، وأيضًا المكتب العسكري للبيت الأبيض، حيث تم اختراقه من قِبل صينيين.
وعند سؤال العلي عن إمكانية وجود مثل هذه الأمور داخل العالم العربي والكويت تحديدًا، أجاب بأنه لا يمكن الجزم في ذلك، ولكن الإنترنت دخل على دول الخليج في السنين الأخيرة بشكلٍ كبير ومفاجئ، وتوقع بأن الدول العربية لم تكن مستعدة لهذا الأمر، لذلك إن لم تكن تراقب حاليًا، فهي تفكر بتطوير أسلوب الرقابة لديها بالمستقبل.
وأشار إلى أن الحكومات العربية مجملًا ضعيفة الكترونيًا، حيث أن أمن المعلومات شيءٌ يجب أن لا يمس بتاتًا، إلا أنه وللأسف عند اختراق موقع وزارة الخارجية الكويتية استغرق الأمر 90 ساعة لإعادته، مؤكداً رغبته بأن تقوم الأجهزة المركزية بفتح تحقيقاتٍ خاصة ليتم معرفة من هو مسبب الاختراقات إن حصلت في المستقبل.
وذكر بأنه يجب دائمًا الاستعداد للحرب الالكترونية، وذلك عن طريق حماية المعلومات من أي هجوم داخلي أم خارجي. وأضاف بأن الأمن الداخلي أخطر بكثير، لأن المعلومات الموجودة داخل مؤسسة ما لا يجب أن تتسرب لأي أحد في الداخل، لأنه يمكن استخدامها ضد أصحابها.
وأجاب عند سؤاله عن إمكانيات الدول العربية على حماية أسرارها ومخططاتها الاستراتيجية بأن معظم الدول الخليجية غير قادرة على حماية أنفسها من هجمة خارجية في حال تم استهدافهم من دولة أخرى.
وفي حديثه عن الصين أشار إلى أن الصين دولة متطورة داخليًا، إلا أنها تخضع لديكتاتورية على الإنترنت، حيث يوجد أكثر من 12 نظام رقابة قبل أن يصل المستخدم إلى الموقع المطلوب. كما أن فيسبوك وتويتر وإنستاغرام من الخدمات المحجوبة في الصين كونها مواقع أمريكية، ولكن يوجد بديل خاص بهم وهو أفضل من فيسبوك بالنسبة إليهم، إلا أنه مع ذلك يخضع للرقابة بالكامل.
وعند سؤاله عن فيسبوك قال بأن مؤسس ويكيليكس تحدث سابقًا بأن فيسبوك هو أكبر أداة تجسس منتشرة حول العالم، فهو يملك أكبر قاعدة بيانات في العالم.
ويعتقد عبد الله العلي أن فيسبوك يدار من قبل الـ CIA الأمريكية لأنه قد دعم إعلاميًا، ويقوم بتغيير سياسة الخصوصية دون أن يعلم المستخدم بكافة التفاصيل.
وقد أضاف فيسبوك مؤخرًا ميزة التعرف على الوجوه بعد شرائه لشركة “face.com” الصهيونية، وتمكن من خلالها بإنشاء قاعدة بيانات كبيرة جدًا لصور الأشخاص، حيث يمكن ببساطة رفع صورة وتلقائيًا يقوم الموقع باخبارك بأن هذا الشخص هو فلان حتى إن لم يكن موجودًا على فيسبوك في بعض الأحيان. كما أن شركة جوجل أصبح لديها نفس الفكرة.
وفي الختام نصح عبد الله العلي المستخدمين بعدم نشر بياناتهم الشخصية وتفاصيلهم اليومية وصورهم بهذا الكم الهائل، لأنه إن لم تكن سياسة الخصوصية تؤثر على المستخدم حاليًا، مع الوقت ستتغير لتنقلب ضده.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى