ثورة وجدت لتنتصر وستنتصر

سري  القدوة

ينتهى عام 2022 الاكثر دموية في حياة الشعب الفلسطيني ونحن نستقبل عام جديد نتطلع الى ان يكون واقع الحال الفلسطيني هو الافضل وان يشهد العام الجديد ميلاد الدولة الفلسطينية وان يكون التواصل الفلسطيني والعطاء والانتصارات، عام المجد والحضارة والتاريخ، عام الوحدة والتوحد والانطلاقة المجيدة لفجر قادم طالما انتظره احفادنا الذين حملوا الامانة وكانوا الاوصياء على الحق الفلسطيني ودماء الشهداء الابطال .

ويشكل بداية العام ذكري انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة والتي  عمدت بدماء الشهداء والجرحى وسجلت تاريخ امتد لأجيال فمن الشهيد احمد موسى سلامة الي الشهيد الرئيس ياسر عرفات تاريخ وثورة وكفاح وحكاية شعب فلسطين الذي قدم خيره رجاله من اجل نيل الحرية والاستقلال وتقرير المصير .

انها حكاية الانطلاقة وقصة ( عيلبون ) التاريخ والحضارة وفجر المقاومة الفلسطينية الباسلة وتلك الايادي التي صنعت تاريخ المجد لشعب رفض الركوع او الخنوع للواقع مقدما الشهداء الذين استشهدوا دفاعا عن فلسطين ورووا الارض الطاهرة بدمائهم الزكية وكتبوا قصص الكفاح على طريق شمس الحرية والاستقلال .

لقد كرست الثورة الفلسطينية المعاصرة واقع تراكمي للشعب الفلسطيني على طريق نيل الحرية والاستقلال وان هذا التراكم النضالي والانجازات للثورة الفلسطينية المعاصرة مكنها من شق طريق الحرية والطرح الوطني الهادف والشعار الواقعي معتمدة علي الوحدة الوطنية اساسا في النضال والكفاح والشراكة  طريقا لممارسة الثورة وعملت على ( استقلال القرار الوطني الفلسطيني ) وحافظت علي وحدة الموقف ووضعت الاستقلالية عنوانا لا يقبل الهيمنة ولا الاحتواء ولا التبعية، وعملت بحيادية مطلقة وكانت بوصلة فلسطين والقدس العاصمة للدولة الفلسطينية .

ومع انطلاقة عام 2023 تتجدد روح العطاء والفداء والإصرار لنيل الحقوق الفلسطينية ويكتب شعب فلسطين كفاحه عبر التاريخ فهذه الثورة وجدت لتنتصر وسوف تنتصر مهما طال الزمن ولتكتمل تجربة الدولة الفلسطينية في انجاز وطني مهم علي طريق معركة التحرير وبناء المؤسسات الفلسطينية القادرة علي حماية الحلم والتاريخ لشعب يمتلك قوة الحضارة والأصالة من اجل فلسطين الدولة علما وهوية وعنوان .

الوطن والدار وحكاية الفلسطيني والذاكرة الفلسطينية الجماعية يتوارثها الاجيال ويحفظون العهد جيلا وراء جيل ولا نستغرب أن طالب الصف الاول في المدارس الفلسطينية اول ما يكتب ويتعلم قصة فلسطين ويعرف معنى الصمود والقدس حيث تتشكل فلسطين التاريخ والحضارة وتكبر فينا حلما جميلا ليحمل الجيل القادم امانه العودة والتحرير وإقامة الدولة الفلسطينية .

الثورة الفلسطينية وفي ذكري انطلاقتها ستبقى نبراساً للأجيال وستبقى حامية الدولة وستكون قبلة لكل فلسطيني يؤمن بعدالة قضيته ويناضل من أجلها، وستبقي الثورة خالدة عبر التاريخ لن تنال منها مؤامرات الاعداء مهما اشتدت شراسة المؤامرة ولا يمكن لأحد أن ينال من إرادة ابناء فلسطين هذا الجيل صانع الانتصار الحتمي والحافظ للأمانة .

شعب فلسطين العظيم يستحق نيل الحرية والاستقلال وقيام دولته الفلسطينية وان ينعم بالحرية وان يعترف به العالم فهذا الشعب تعلم جيدا كيف ينهض من بين الرماد وكيف يكون شديداً في وقت الشدة وعظيماً في وقت العظمة وقوياً في وقت القوة هكذا هي فلسطين صانعة الأجيال  وهكذا نستمر بروح التحدي والإيمان والكفاح والعطاء والتضحية نستمر على درب فلسطين الشهداء الابطال حتى نيل الحرية والاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وحماية تاريخ فلسطين وحضارتها الاصيلة .

سفير الاعلام العربي في فلسطين

رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى